[الماسي22]

قلب الأنثى نبضات عذبة وشريان جاري ببلسم الحنان
فهو موطن إلهامها وأحكامها ،
و الرافع الأول لمعنوياتها وله نصيب الأسد في قراراتها
، ومنهُ تتكلم ومن أجلهِ تتفانى إذا استقر استقرت وإذا اضطرب اضطربت
وإذا أبتهج شعّت عيناها نورولمعان وتغنى وجدانها أحلام وسلام
وعاشت روحها ليالي السعد ، وتلونت دنياها بألوان الورد .
وإذا تألم خَفَتَ بريق ناظريها ، وتكحّلت بالسواد أيامها
وهجرها الرقاد ، وأخذت من الحزن وساد هذا هو حال قلب الأنثى .

وليس هذا بعيب ولا بضعف في ذاتها ولا في شخصها ، بل هو قوة خفية مسيطره
على مجريات الكون وقواميس الدنيا
فهو كالغمامة يحمل الخير والسقي للبيوت الجافة.
ويصعب على من يتجاهله أن يناله ، ومن يحرمه ويقسو عليه أن يمتلكه
وهنيئاً لمن فتحت له الأنثى قلبها ، وفاز بشذى أنسامها
فله فقط يشرق الثغر إبتسام ويحلو الكلام ويطفو الهوى ، ويشتعل الغرام
وتتفنن لإرضاءه وإسعاده طائعة خانعة ،

فمن أراد أن يفوز بقلب أنثى ، فليحفظ عن الكلام الجارح لسانه ،
وليرسل لها معاني العذوبة والحب في بيانه
، وليطوقها بطوق الأمان وليشعرها بالاحترام ، فهي كيان سوية العقل والوجدان .
وهي لغز مستعصي الحل لمن همّشها ، وقطر الندى لمن فهمها ،
وهي عذاب لعقول رجال استعلوا عليها ،
وجنه لعقول رجال قدّروها ، وخسر والله نعمة كبرى من حاول كسر قلبها
وهضم حقها ، وقيّد أفكارها، وهتك كرامتها
....................... .
وجبان جبان من أستعرض قوته عليها ، وأظهر رجولته لإسقاطها
، وكيف يحلو له ذلك وأول من كرّمها الإسلام
فقلب الأنثى كصندوق ذهبي له مفتاح واحد يسمى العشرة الطيبة والكلمة اللينة
,,,,,,,mngl