السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
حدثنا محمود بن غيلان ، قال: حدثنا أبو أحمد ، قال: حدثنا سفيان ،
عن ليث ،عن مجاهد ، عن ابن عمر قال
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي،
"
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ،وعدَّ نفسَك في أهل القبور"
إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت ،
فلا تحدث نفسك بالصباح ، وخذ من صحتك قبل سقمك،
ومن حياتك قبل موتك، فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غدا
سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الزهد / باب ما جاء في قصر الأمل/
* أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ،
" كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل
وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يقول :
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ،
وخذ من صحتك لمرضك ، وفي حياتك لموتك
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أبو نعيم -
المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 3/343
خلاصة الدرجة: صحيح متفق عليه
هذا الحديث به حياة القلوب لأن به الابتعاد عن الاغترار عن كل مافي الدنيا.
أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بمنكبي ابن عمر :
هذا يدل على الاهتمام من النبي عليه الصلاة والسلام
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل:
هذه من أعظم الوصايا المطابقة للواقع ،
لو عقل الناس فإن الإنسان ابتدأ حياته في الجنة
ونزل إلى هذه الأرض ابتلاء ،فهو فيها غريب أو عابر سبيل
فزيارته للدنيا،زيارة الجنس البشري للدنيا هذه زيارة غريب،
وإلا فمكان آدم ومن تبعه ! - فالمنزل- هو الجنة ،فابن آدم خرج من
الجنة ابتلاءًا وجزاءًا على معصيته.
المرء يجب عليه أن يوطن نفسه ويربيها على أن منزله الجنة
وهو في هذه الدنيا في دار ابتلاء وإنما هو غريب أو عابر سبيل ،
وما أحسن استشهاد ابن القيم -رحمه الله- إذ ذكر :
أن حنين المسلم للجنة و أن حبه للجنة ورغبته فيها هو بسبب أنها
موطنه الأول و أنه هو الآن سبي للعدو و رحل عن أوطانه بسبب سبي
إبليس لأبينا آدم . وهل يا ترى يرجع إلى داره الأولى أم لا.؟
نقي فؤادك حيث شئت من الهوى ماالحب إلا للحبيب الأول
كم من منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدًا لأول منزل
فالحبيب الأول هو الله جل وعلا
وأول منزل للعبد هو الجنة .
من كان على حال أنه غريب أو عابر سبيل فإنه لا يأنس بمقامه،
لأن الغريب لا يأنس إلا مع أهله وعابر السبيل دائمًا
أمره وهذه هي حقيقة الدنيا، مهما عاش ابن آدم!!
عاش نوح ألف سنة منها تسعمائة وخمسون في قومه
فالحقيقة أنهم غرباء وعابري سبيل مروا بهذه الدنيا وماتوا،
فيجب للمرء أن ينتبه لنفسه
و أعظم مايصاب به العبد هو :
فعليك أن تعتقد ان هذه الدار دار ممر وليس دار مقر
ابن عمر -رضي الله عنهما - كان يوصي:
إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح :
كن على حذر دائمًا من الموت ،
** كان فلان لو قيل له إنك تموت الليلة لما استطاع
وهذا يكون باستحضار حق الله جل وعلا دائمًا
يستحضر ذلك ويخلص فيه لربه -جل وعلا-
وإن خالط أهله يجب عليه أن يكون ممتثلاً
وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك:
هذا يعني أن على العبد المبادرة للخير والعلم والتوبة.