أكرهُ أن أعيشَ بـ قلبٍ ساكنٍ كالحجر !
أن تصمتَ كُلّ مشاعري , همومِي , أفراحِي وأحزاني عن الكلام !
أكره أن أبكيَ بلا دموع !
أو ابتسمَ بلا حياه !
أو أموتَ ألف ميتةٍ في داخلي من أجلِ أن تنتظِمَ دقّاتِ قلبي على أنغامِ عقاربِ الساعه !
أن أرتديَ قناعاً طينياً أصفرَ اللون على وجهي , وأتناسى لونَ بشرتي الأصليّ !
وأن أتحدّثَ بغيرِ لُغتي ! فلا آبهُ بفهمِ الآخرين ,
المهِمُّ هنا أن لا يتأثرُ قلبي بانفعال !!
أن أغترِبَ عن حقيقتي مهاجرةً إلى أُكذُوبه . فلا أُقاسي صقيعَ الغربه , وأحفظُ قلبي في خزانةٍ دافئة , و أحيطُه بسياجٍ من فولاذ !
أكرهَ أن أتقمّصَّ شخصيةً أنانيّه تُلقي بأحداث الكون وراء الظهر ! كي يستمر القلبُ بالخفقان .
كم كنتُ أعاني من لقائاتي بأناسٍ قلوبُهم حجريه !
ووجوههم ساكنةٌ مثل جدار !
تختفي كل الأبجديةِ في معاجمي , فكأنهُ لقاءُ الأحياءِ بالأموات !!
تخنقني إبتسامةٌ مخيفةٌ وراء جدُر , ويهزني ضياعُ دمعةٍ في عيونٍ لا تجيدُ الإبصار !
أنا يا أيّها الطبيبُ إمرأةً لا تحيا إلا بمشاعِرها , و بنبضِ قلبِها الحيّ
فدعْ عنكَ مشقةَ كتابة وصفةٍ بائسه ! واترك عنك التحديقَ في التقاريرِ والأوراق !
امسح أسماء الأدويةِ التي تأخذُني في سبات , تحمِلُ أفكاري الى وساده !
تدفِنُ أحلامي ببساطه , وتُحيلُني في ثوانٍ الى ركام !
واكتب لي وصفةً تُحْيِيَ قلبي بقبَسٍ إلهي , تضيء شراييني حبا
تُشعِلني قنديلاً من نورٍ يهدي .
فتلكَ حياتي لا أُهْدِرُها بالمجّان !
إنّ لي قلباً لا تحييه إلاّ خفقةُ روحٍ تذكّرهُ دوماً بأنّهُ حيّ !
بأنّهُ قلبُ إنسان !
|