علمتني العصافير
علمتني العصافير لغة الحرية
ووهبتني تقاسيمَ عربيٍ يأبى الضيم..
علمتني العصافير لغة الجد والعمل
وتجرعت من زقزقتها لغة الحرية..
وأنَّ الحرية أسمى ما يرنو إليه الكائن
علمتني العصافير لغة تغيب عن البشر..
ليس للـريح سوى أصواتـِها تسمعها،
فتتوارى مع زقزقات لا يفهمها إلا المرهفون..
فما أجمل تلك الأصوات التى تبحث
عن مأوى بين ضلوع أضحت حيرى.
وهو يطير بهمة في فضاء رحب
وهى تغدو خماصاً وتروح بطاناً
لقد علمتني العصافير أنغاماً
ولغةً لايفهمها إلا القليل من الناس
الذي نستيقظ فيه والأمل يملأ قلوبنا
وقد توارت العصافير خجلاً خلف الأشجار
ومن خلفها يبكى السحاب على الرحيل
وسرعان ماتهدأ الأصوات وتقل الحركة
في ليل الشتاء، المطير والطويل
كانت الطيور تسرع بعد عناء يومها
ولا تبكي على يومها الذي مضى
تكمش ريشها، وتلتحف بأجنحتها
وتأوي إلى مخدع آمن لتعاود دورتها من جديد....
رحم الله زمن العصافير الجميل
الذي خلّفَ وراءه قلباً متعباً يحن إلى الصبا
يحن إلى زمن البراءة..
يحن إلى تلك الليالي الخوالي..
يحن إلى البساطة، يحن إلى النغم الأصيل..
يحن إلى أعزاء رحلوا وتركوه يكتوى بنار فراقهم
ويتحسر على أخلاقهم ومبادئهم