الموضوع: قهوتي
عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2011-01-25, 10:36 PM
سعد بن سعيد سعد بن سعيد غير متواجد حالياً
عضو شرف
 



معدل تقييم المستوى: 17
سعد بن سعيد is on a distinguished road
افتراضي قهوتي



قهوتي

أنّ حُب الَقهوَة يُمثل الرومَانسِيَة و المزاجيَة لدَى عُشاقِهَا


كنتُ مقتنعة تماماً بذَلكَ .. إلَى أن سَمِعت مَعلومَة
مِن أحَد أحفاد أفلاطون المعٌاصرَين يقوَل :
بَل انهَا تمٌُثل التَشاؤمَ و السَلبَية و الميَل للنَقد !
طَبعاً حَفيدَ افلاَطُون ليسَ أحَد عُلمَاء النَفَس
وَ لَا أحَد فلَاسفة الإغُريقَ ،
هٌو مجٌردَ[ ذَرةَ مِلحَ عَلى فِنجَانْ قَهوةَ

كٌلْ ماَ خَطَرَ بِذهَنيِ هَذا المسَاءْ
و أنَا أحٌركَ كُوبَ القَهوة بينَ أنامَلي البَاردة
هَو كَيفَ سَتكٌونْ حَياتِناَ لوٌ أنَنا نَتعاملْ
معَ مُشكلاتِناَ الحَياتية وَ كأنهَا
[ ذَراتِ مَلحَ عَلى فِنجاَن قَهوتِنا اللَذيذةِ ] !
هَل سَنَدع َتلَك الذَراتِ البَشِعةَ
تسَرِق مِناَ لذةَ كٌوبِ كَامِل مِنْ القَهوة السٌكرَية السَاخنة ؟


نَقدْ لاَذع ..
.............خِيبَاتِ أَمل..
خِيانَة..

..............إحبَاط..
حِرماَنِ..

............سٌقوطٍ مَرير..
فَشَل..

..............اكِتئَابْ..
إرهَاق..

................ظُلمَ..

ثمٌ كفىَ !
كفَى !
كَفَى !




لسَتٌ مَمن عاشواقرَوناً عَلى هذِه الأرضْ ..
لكِن سِنينيَ القليَلة المضطرمَة
في قَاع كٌوبِ منَ القَهوة السَاخنة
عَلمتَني أننَي حِين أنصَهر في دوامَة الحِزن
فَإنِي لَا أحٌرِق إلا نَفسيِ
و كٌل ما يحرقنيَ ..يظَل عابثاً بكَياني ..
بِوجٌودِي
ينهشنَي كمَا تنهَش الناَرِ الَهشِيم ،
بلا أيَ رادع َيوقف هَذا الجٌنونْ !



عَلمتَنيِ أنْ أستَلذِ حَتى بِذَراتِ الِملحْ عَلى أطْرافِ كٌوبي
لأنهَا تمَنح القَهوة .. لذَة أخٌرى .. مُختلفَة !
لذة التَحديَ و الانَتصارِ
على الذاْت = ) قَبل و بَعد كٌل شَي


عَلمتِني أنْ أديُرِ أذناً صمَّاء لألسَنة تسعَى لاَبتلاعي
عَن طَريقَ النَقد الغَير مبٌرر لـِ أفكَار
و مشاَعر تختصنيَ لوحدي َ
لا تفٌيد و لاَ تضَر شَخَصاً غَيري !
علَمتَني أنْ أَفتَح أعيُناً عمَياءَ
على وجوه َ
لا تعَرفنُي إلاَ كـَ هويَة منسَوخة علي إنَتماء
لـ جنسَيةٍ / أو َعِرقَ
علَمتنِي أنْ أضَحَكْ
إلى الحدَ الذي يتهَمونَني
فيه بالجنوَـوَـن .. في َالوقَت الذَي
يَنتظِرٌونَ فِيه تَهاطٌلِ دُموعِي عَلى مَنَاديَلهٌم
القَذِرَة .. !
و كٌل َماَ علَمتنيِ ايَاه تِلكَ الحَباتِ المَتٌناثرة
علىَ طرٌف كٌوَب القهَوة ..
يتلخصَ في اللَا- مٌباَلاة .. بَما كاَنَ أوٌسَيكُونَ
و المبَالَاة .. بمِاَ هٌو [ كَائِنْ!
حاضَر في هذَه اللحَظة
بالتحدَيد دُونَ غيرَها
التركيزَ على ملَاعق السَكّر الذائبة في القهوة الشهية ..
و ليَس علىَ بِضَعَ حٌبيبَاتِ مِن الِملحَ
علَى طٌرف الكٌوبَ !
أخذ الأمٌور علَى أنها في منُتهَى السٌخفَ
و الَبسَاطَة .. يحلَ أكَثر المٌشكلاتِ تَعقيداً
دونَ أنْ يكُلفنَا ذلكِ أدنَى جُهدَ ،

لا يوجد شيء في الوٌجوَد يضَاهي الشٌعور بُلذة السَعآآآدهـ ،
أما باقي الأشَياءِ فـَ كٌلها مجٌردَ [ وَسَائلِ ]
خُلقتَ علىَ الأرض ِلـَ أجَل سَعاِدتِناَ !
التعَامل مع َالأشخَاص علىَ أنهمَ مُجرَد
وريقاَت متٌطاَيرة فيِ طَريق العٌمر ..
[ مهَما كانوَا بالنسَبة لناَ ]
هذه النظَرة تجعل منَهم و منَ
مشكٌلاَتهم .. ذرات مَلح مضحَكة ،
لا َتغيرّ من عٌذوبة طَعم الحَياة !
لم يٌولد شخص َفي الوجٌود ليكَون جزءاً
مٍنْ شَخصِ آخَر !
فكٌلنَا ولدٌنا منفردين َ.. و سنَموت منَفردين
و البشرَ كلٌهم من َحولنَا [ رفقةَ غٌربَة ] لا أكثَر !


مَخرجَ.
بدلأً من التذمَر مَن خشٌونة ذرة ملحَ
لنستطعَم عٌذوبة مَلعقة مِن السٌكر


كلمات راقت لي ....
تقبلو مودتي
التوقيع:








ا لـــمـــحــب لـــلـــر ســـــول صـــلــى ا لــلـــه عـــلـــيــه وســلــم

أبــو مـــالـــك
رد مع اقتباس