طبتم وطاب سعيكم
عسى ان تكون هذه المقالة تذكرةلنا وكفى بالقران مؤدبا وملقنا ومربيا وكفى بمحمد (صلى الله عليه وسلم) مرشداومعلما وقدوة وقائدا وكفى بالموت واعظا.
شاءت حكمة رب العالمين وهو احكمالحاكمين وهو ارحم الراحمين ان تكون حياتنا الدنيا هذه هي دار ابتلاء وامتحانواختبار وغربلة للنفوس والقلوب......وماهي الا ساعة من نهار او اقل وتظهر وتنكشفلنا نتيجة وحصيلة هذا الاختبار المهم؛تنكشف عند سكرات الموت ومجيء ملك الموت وتظهروتنكشف في قبورنا ويوم القيامة وعند الصراط فاما نجاح ففوز بجنة عرضها السماواتوالارض واما سقوط فالى نار وسقر.
ومن بين الدروس المهمة المدرجة في هذا الامتحانالمصيري هو درس بر الوالدين وتجنب عقوقهما.
ان الساقط سقوط روحي هو الذي يشتمويسب ويهدد ويتعدى على ابواه المسكينان الضعيفان وقد انساه الشيطان ذكر الرحمن وقدشجعته زوجته على عقوقهما وقد اسقطته وتمادت نفسه الامارة بالسوء في خطأ جسيم وكبيرةمن الكبائر.
ان من اكبر الجرائم ان يطغى الابن والولد على احد والديه اوكلاهماويقع في شراك وشباك عقوق الوالدين؛ باي ماء وجه وباي قلب وباي حال وباي عذرا وبايحجج وباي كذب سيواجه هذا المجرم رب العالمين.... وستفضح الملائكة الشداد تصرفاتهالمرعوصة الرعنة بالصوت والصورة؛ اذا كانت كلمة اف لهما هي من العقوق فكيف بالشتموالضرب واللعن ياربي سترك واسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض.
كيف ينسى اويتناسى الواحد منا الايام الشداد والايام الصعاب التي واجهها الوالدين في سبيلنا منحمل في بطن امهاتنا ولمدة تسعة اشهر ومن رضاعة حليب لنا ولمدة سنتين ومن تربيةورعاية وبذل للمال والنفس ولسنين طوال فلقد وهبوا لنا كل حنانهم ودعوا لنا بالخيروالامان وبدون منا ولااذى وبدون مقابل ولايريدون منا الا البر اليسير والاحتراموالتقدير والمداراة الجميلة البسيطة.
هل جزاء الاحسان الا الاحسان انقابل هذاالعرفان بهذا الجحود وبهذا الذنب العظيم ماذا لوكنا لقطاء من آباء مجهولي الهوية منسيرحمنا ومن سيشفق علينا!!
ماذا لوكنا ابناء زناة هل سيضحى من اجلنا؟؟!! ماذا لوكنا من عوائل غير مسلمة وعوائل مجرمة هل سنغذى بالحب والحنان؟؟؟!!!
طبعا لاوالف لا ؛ لن نحصل على اي من الحب والحنان ولا التضحية ولا الرحمة ولاالشفقة لانهانعم جليلة وبركات متجلية من لدن حكيم خبير رحيم (جل جلاله) التي لايهبها ربالعالمين الا الى الوالدين وهي فيوضات وانهار من اسم الله الرحيم جل في علاه
ايها الجاحد لهذه النعمة الجليلة والبركة العظيمة... ساعات ثمينة بذلت من اجلنانحن الاولاد بل قل سنين عديدة لتنشئتنا على الاخلاق السوية والتصرفات المتزنة ....كانت مرحلة امتحان واختبار وابتلاء للوالدين تجاه اولادهم؛ مرت ايام وسنين وهاقد وصلوا الوالدين الى مرحلة العجز والكبر بل رجعوا الى مرحلة الطفولة ويحتاجون الىمن يرعاهم؛ الى من يتحدث معهم؛ الى من يضحي لاجلهم؛ الى من يتذكر الوفاء لهم فقدتغيرت وانقلبت صيغة الامتحان والاختبار فتوجب على الاولاد والابناء ان يبرواوالديهم ويحترموهم بالسمع والطاعة وبالخدمة الطيبة المباركة؛ ها قد انحنت ظهورهمواعتلى راسهم الشيب والشعر الابيض وسقطت اغلب اسنانهم وهاهم قد تهيئوا للقبورفليتغمدهم ربنا برحمته الواسعة.
فلنذكر انفسنا واخواننا الاعزاء بمنزلةالوالدين وان وجودهم معنا لهو بركة للبيت وللاطفال فالله جل جلاله قدرهم واعطاهممنح عظيمة وجليلة منها الدعاء المستجاب ومنها البركة في البيت ومايعم من خير ورزقلساكني هذا البيت ومنها الحفظ من الشرور ومن البلاءات باذن الله وغيرها كثير
فختاما نسال ربنا ومولانا العظيم الخالق ان يدخلهم الجنة ونساله جل جلاله انيقال لهم يوم القيامة : طبتم وطاب سعيكم فادخلوها سالمين غانمين والحمد لله ربالعالمين وصلى الله على من ارسل رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم