أكد أن الهيئة تعتمد نماذج عالمية بعيدة عن الواقع
د. العمري ل «الرياض»: بيانات «المساحة» غير منطقية.. والأقمار الصناعية لا تستطيع تحديد عمق الصهارة في الشاقة
فند الدكتور عبدالله العمري رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود ورئيس فريق الأبحاث بحرة الشاقة في تصريح ل "الرياض" البيانات غير المنطقية - على حد قوله - لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية التي مازالت تدرج أعماقا غير صحيحة لعمق الصهارة في باطن الأرض مشددا على أن الهيئة مازالت تعتمد نماذج عالمية بعيدة عن الدقة لعدم وجود نموذج قشري دقيق يحدد اختلافات سماكة القشرة مع السرعة والعمق.
وقال د. العمري: إن ما يتضمنه البيان اليومي للهيئة من ربط هذه التقديرات بالأقمار الصناعية أو تحديد غرفة الصهارة غير صحيح، لأن الصور الفضائية لا يمكن لها أن تصور أكثر من متر ونصف المتر فضلا عن آلاف الأمتار في باطن الأرض، ولو سلمنا بذلك فأين هذه التقنية العالية عن تحديد مواقع المياه الجوفية في الربع الخالي، وإيجاد مصادر مائية بديلة تخفف الكلفة العالية لتحلية مياه البحر.
وأضاف رئيس فريق أبحاث الشاقة: "بيانات الهيئة مضطربة في تحديد العمق بحيث تعطي مؤشرا بأن العمق 6 كلم وبعد أقل من ساعتين يتغير إلى 8 كلم، أو 12 كلم، وهذا غير صحيح لأن المصدر واحد فلابد أن يكون العمق متقارب جدا، فليس من المعقول هذه التباعد بين الصهارات داخل الأرض في منطقة واحدة"، مشيراً إلى أن المنطقة جديدة على الهيئة، وأنه وفريق العمل سيقومون باستنتاج نموذج قشري خلال الأشهر الستة المقبلة، مماثل لنماذج جازان وخليج العقبة ومناطق أخرى في المملكة.
وأكد د. عبدالله أن هيئة المساحة أكثر دقة في تسجيل قوة الزلزال من المراصد العالمية لقربها من موقع الحدث واعتمادها على عدد أكبر من محطات الرصد، وكون النمط الإشعاعي في الموجات الزلزالية سهل التحكم.
وأوضح رئيس قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود أن دورة زلزالية جديدة بدأت تضرب الشاقة منذ أسبوع تصاعدت معها قوة الاهتزازات إلى 4.55 على مقياس ريختر وستستمر إلى ثلاثة أشهر قادمة، ولن تعاود الهزات قوتها السابقة التي وصلت إلى 5.6 درجات بل ستعاود الأوضاع طبيعتها عقب انتهاء هذا النشاط، ولكن هذه الهزات لن تكون مؤثرة بإذن الله، مضيفاً أن الطاقة ستنتقل إلى أكثر من مكان داخل نطاق الحرة وفقا لمواقع الصهارات حتى استنفاد الطاقة بأكملها ثم تتوقف لمدة سنتين أو أكثر لتبدأ بعدها دورات زلزالية جديدة ومثل كثير من المناطق الزلزالية سيتعايش أهلها مستقبلا مع هذه الأوضاع، مشيرا في ذات السياق إلى أن منطقة (أبو دباب) المصرية المقابلة لأملج تضربها نفس الاهتزازات بشكل يومي ولم يتم إخلاؤها، بل تعايش معها أهلها.
وأضاف: تابعنا في أكتوبر 2007م الاهتزازات التي ضربت الشاقة وقمنا بتحليل لميكانيكية المصدر ووجدنا أن الخواص في حرة الشاقة تختلف عن غيرها، وبأنها تتميز بما يعرف بالدورات الزلزالية، فتوقعت أن تنتهي دورة 2007م وتبتدئ دورة جديدة في 2009م وبقدر يصل إلى 5 درجات وهذا ما تحقق.
وعن تغير رأيه في عملية الإخلاء القسري للأهالي قال الدكتور عبدالله العمري: مازلت أتمسك بوجهة نظري في أن عملية الإخلاء الكلي لأهالي العيص اجتهاد غير موفق من الدفاع المدني لاعتبارات علمية ونفسية وهذا لا يقلل من مجهودات وحرص هذا الجهاز على سلامة الأهالي، وقد أدت هذه العملية إلى حوادث مرورية أضرت بالمواطنين الذين قادوا مركباتهم بخوف وهلع وقت الإخلاء.
وأضاف: "أؤيد من جهة نظري الشخصية الإخلاء الجزئي فقط للمناطق القريبة جدا من الحرة والتي تأثرت مبانيها هندسياً وكادت أن تسقط لأنه لا يوجد أي دولة في العالم قامت بذات الإجراء بسبب الزلازل وإنما الإخلاء العالمي ارتبط بالكوارث الصناعية فقط".