لمراجعة النفس، والتوقف كثيرًا أمام مسيرة عام هجري انقضى
ماذا فعلوا فيه من حسنات والتزام بأداء الفرائض،
وما قصروا فيه ليتداركوه في عام هجري جديد بدأ،
سائلين الله عز وجل أن يكون عام خير وبركة على الأمة والمسلمين أجمعين،
وقال سماحته إن الهجرة حادث عظيم غير مجرى التاريخ،
ونقطة تحول في حياة الأمة، علينا أن نتوقف طويلًا أمام هذا الحدث للعبرة والعظة،
وكيف تحقق للمسلمين الأمن بعد الخوف،
واقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة بعد 13 عامًا من السرية في مكة المكرمة،
وقال سماحته إن بداية العام الهجري يمر بنا كل عام، ببداية شهر الله المحرم.
ووصف المفتي العام شهر الله المحرم بأنه شهر مبارك عظيم،
فهو يبدأ به العام، وهو احد الأشهر الحرم،
وفيه يوم العاشر “يوم عاشوراء” صيامه سنة مؤكدة،
وورد عن رسول الله أنه لو عاش في العام القابل لصام يوم التاسع،
وقال سماحته: إن صيام يوم عاشوراء ويوم قبله او يوم بعده
او الاثنان معًا - قبله وبعده - من السنن، وان اجر يوم عاشوراء
كما ورد عن رسول الله أنه يكفر عامًا قبله،
داعيًا سماحته المسلمين إلى صيام يومي الأربعاء والخميس،
التاسع والعاشر من المحرم، واورد المفتي العام قصة صيام يوم عاشوراء،
بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة،
وجد اليهود يصومونه، وعندما سأل عنه قالوا إنه اليوم الذي نجا فيه الله موسى عليه السلام،
واهلك فرعون وقومه، فقال نحن اولى الناس بموسى عليه السلام، فصام يوم عاشوراء.
ووجه المفتي العام رسالة إلى كل أبناء الأمة
أن يعفوا ويصفحوا ويتوقفوا طويلاُ أمام أعمالهم
وماذا فعلوا ويرجعوا ويتوبوا إلى الله، ويلتزموا بالفرائض
ويحققوا أركان الإسلام في أنفسهم،
ومن فرط في الصلاة فليلتزم بها ويؤديها،
ومن فرط في الزكاة فليتدارك نفسه،
ومن جاءت أموال له من حرام فليرد المال إلى صاحبه ويتوب إلى الله،
ومن ظلم فليكف عن الظلم ويتوب،
ومن خان الأمانة فليؤدي الأمانات إلى أصحابها،
مؤكدًا ضرورة التحلل من المظالم والتوبة والإقلاع عن الظلم والمفاسد،
وتجنب ما حرم الله على عباده، فطالب الأزواج بأن يتقوا الله في زوجاتهم،
وكذلك الزوجات أن يحفظن بيوتهن وأزواجهن،
وكذلك طالب القضاة بالعدل والإنصاف وإعطاء الحق لأهله،
والمحققين بأن يحققوا بالعدل ويجتنبوا شهادات الزور والكذب،
والموظفين بأداء ما اوكل إليهم من وظائف ومسؤوليات بحق ولا يحابوا ولا يتقاعسوا،
والمعلمين أن يقوموا بدورهم المنوط بهم في التربية والتعليم،
وحذر التجار وأرباب المبيعات من الغش والاحتكار ورفع الأسعار والخيانة،
وأصحاب الشركات أن يؤدوا حق الله من زكوات،
ولا يتلاعبون في أموال الناس بالباطل،
وتجار الأسهم أن يحذروا من التلاعب بأموال البسطاء
وخيانة الأمانة ويكون ضحية أفعالهم فقراء الناس الذين تؤكل أسهمهم من قبل الأقوياء،
مؤكدًا أن يحاسب الجميع أنفسهم ويتوبوا إلى الله،
ولا يتمادى أصحاب الضلالات في ضلالاتهم.