تزايد نزوح سكان العيص من منازلهم
هزة 4.23 درجة يصل مداها قبالة ينبع وأملج
محمد الأحمدي، خالد الشلاحي، علي الحربي ـ المدينة المنورة
ضربت هزة أرضية عصر أمس بقوة 4.23 درجة بمقياس ريختر، مركز العيص وصل مداها قبالة ينبع وأملج.
وأجبرت الهزة الأرضية التي حدثت فجر الخميس الماضي، العديد من السكان على مغادرة منازلهم واللجوء إلى أماكن أكثر أمنا في المحافظات والمدن والقرى المجاورة، بعد أن ظهرت تصدعات في جدران منازلهم. ورصدت «عكاظ» تزايد حالات المغادرة لقرى العيص، كما رصدت تصدع عدد من المباني والبيوت الشعبية؛ بفعل تلك الهزة التي صنفت الأقوى منذ الثاني والعشرين من ربيع الآخر الماضي.
وقال عوض السناني (72 عاما) ويسكن قرية (البديع الرياشي)، أنه لجأ وأفراد أسرته للمبيت على سفح الجبل المحاذي لبيوتهم إثر الهزة العنيفة التي حدثت عند الثانية والنصف من فجر الخميس الماضي، وأحدثت تشققات وتصدعات في جدران اثنين من منازله وأسرته، وأضاف: «آثرنا اللجوء للجبل تلك الليلة وبقينا هناك حتى طلوع الشمس»، مبينا أن الأطفال والنساء هجروا أحد البيوت التي تأثرت بشدة الهزة وتصدع سقفها، مبديا انتقاده لعدم تجاوب الدفاع المدني بالعيص للبلاغات التي قدمها وأبناؤه «هاتفيا» .
عبد الله الجهني، من سكان قرية البديع، أوضح أن أفراد أسرته أجبروه على نقلهم إلى مسكن آخر عند أحد أقربائه، إثر الهزة الأرضية التي سمع دوي صوتها، وفي هجرة طليح (20 كلم شرق العيص) شهدت ثلاثة منازل تصدعات، ولا يزال عايش رشيد السناني (90 عاما) طريح الفراش إثر إصابته بجلطة في الدماغ وتتطلب حالته الصحية إبقاءه في الفراش، وقد غادرت أسرته منزلها في طليح قبل يومين؛ بسبب تصدعات في جدران المنزل .
مخاوف من تأثر مياه الآبار في العيص بالهزات الأرضية الدفاع المدني حذر المتعهدين من سحب المياه الحارة 
عامل يقف أمام إحدى آبار العيص التي يخشى من تضررها بالهزات الأرضية.
العيص: مخلد الحافظي - الوطن
كشف متعهد نقل مياه الشرب ومواطنون بالعيص عن مخاوفهم من تأثر مياه الشرب في المحافظة وعدد من قراها بالملوثات والغازات إثر الهزات المتوالية التي ضربت العيص وقراها ومازالت تضربها بشكل يومي.
وأشار متعهد نقل المياه والمسؤول عن عدد من صهاريج المياه بمحافظة العيص بخيت معوض العنمي من وراء خبرة طويلة في هذا المجال إلى تأثر كثير من آبار المياه بالعيص والقرى والهجر التابعة لها نتيجة الهزات التي تتعرض لها المنطقة، إضافة لحالة الجفاف التي لاحقت الآبار بسبب موجة الجفاف التي عاشتها العيص لسنوات.
وذكر العنمي لـ"الوطن" أن الدفاع المدني أبلغه بعدم جلب المياه من الآبار التي تكون حرارة المياه فيها مرتفعة، مؤكدا أن الوضع غير جيد في ظل نضوب وجفاف الآبار التي يعتمد عليها حوالي 45 ألف نسمة من السكان.
وقال متعهد مياه الشرب إن وضع المياه غير مطمئن في ظل مثل هذه الظروف خصوصا أن الهزات الأرضية- كما يقول المتخصصون- لها تأثير على سلامة آبار الشرب فربما تتغير الرائحة وتنبعث الغازات من جوفها، إضافة إلى ارتفاع درجة حرارة المياه إثر تلك الهزات.
وطالب العنمي المسؤولين في مديرية المياه بوضع خطة لحماية المواطنين من الملوثات التي يمكن أن تصاب بها المياه في ظل هذه الظروف، متمنيا أن يقوم خبراء من المياه والشؤون الصحية بفحص جميع آبار الشرب الموجودة للتأكد من سلامتها من تأثيرات الهزات المتوالية التي ما زالت نشطة في العيص وقراها.
من جانبه، قال المواطن عبدالله الحجوري وآخرون إن من حق الأسر أن تقلق على سلامة آبار الشرب حيث تعتبر بعضها مصدرا رئيسيا للشرب وسقاية المزارع. وأكد أن كثيرا من الأهالي اتجهوا إلى المحلات التجارية بحثا عن المياه النقية وتحاشيا لأي مشكلة قد تحدث بسبب عدم التأكد من سلامة المياه حتى الآن.