أغلبكم عرفتم أصدقاءً هم إخوةٍ لم تلدهم أمهاتكم .. هم فرحتكم ..
معهم ولدت أحاديث السرور و الفرح و صاروا أيدٍ حانية تربت على أكتاف خبيتكم، كالبلسم تمسح على جروحكم .. وكان مساؤكم يكتمل بسماعِ صوتهم و بدفءِ تواصلهم
أولئكَ الأصدقاء الذين كانوا دعوة أبويكم المستجابة بأن يرزقكم صحبةً صالحة .
وأولئك الذين عهدتم ودّهم .. لهفتهم .. تواصلهم .. محبتهم
عهدتم منهم حرص الأخ على أخيه.
وفي غضون أيامٍ يتلاشى ما عهدتموه! كبرقٍ أنار الفؤاد وانطفأ! وبعضكم أمطره ما حدث دموعاً منهمرة "(
لآن اليدَ الحانية التي ربتت على أكتافكم ذات يومٍ قد لُويت أو ربما كسرت.
لا تحزنوا ولا تأسفوا ..
فذاك الالتواء أو الكسر يؤلمهم أيضاً .. فبسببٍ أو بدون ، الالتواء سيتعافى ذات يوم .. والصعب الذي مرّ به ذاك الصديق سيهون .. والمرُّ الذي أحاله لفراقكم سيحلو ..
هو لم ينسى جميل ما عشتموه وسيبقى في الأعماق بذرة وفاءٍ ستسقيها غمامةُ الفراق تلك وستغدو مثمرةً بذكرياتً حلوة و ستعيدُ ما قد فقدْ ..
ستحسبون أنهُ غدا مسماراً صلباً شقّ جدران الحبُّ التي بنيت وما علمتم بتلك المطرقة التي دقتّه بقسوةٍ ليحصلَ ما حصلْ.
ادعوا لأصدقاءكم الذين أحببتموهم ذات يومْ ، بلقياً في جناته عز وجل حين تغدو القلوب أكثر حباً والنفوسَ أكثر ودّاً حتى إن اندثر اللقاء ثقوا أن ما أسسّ على رضا الله سيستمر
|