الموضوع
:
الإخلاص
عرض مشاركة واحدة
#
1
2013-05-30, 05:40 AM
موتي ولامعصية ربي
عضو هام
معدل تقييم المستوى:
18
الإخلاص
في القرآن الكريم (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء).
الإخلاص هو أن نقصد بأعمالنا وجه الله. وهو سر بين العبد وربه، لا يطّلع عليه أحد من المخلوقين الآخرين، لأنه شيء في القلب. والأعمال المقبولة عند رب العالمين هي التي نخلص بها النية. فالعمل نفسه قد يقوم به شقيقان، واحد أخلص النية فيه لله فنمى عمله وظهرت بركته وارتفع مقامه عند الله، وآخر نوى به أن يرتفع في أعين الناس وأن يتحدث الناس عنه وعن جرأته أو علمه أو غير ذلك، وهذا نتيجته إلى خسران.
هناك أناس يطلبون العلم ليحصلوا على الجاه والمال، أو ليقال عنهم علماء، أو ليحصلوا على شهادة يعلقونها على الجدران... الخ، وهناك من يطلبون العلم لتستنير عقولهم وقلوبهم ويتقربون إلى الله بتعليم عباده، وليحصلوا على عظيم فضله في الدنيا والآخرة. والفرق كبير بين هؤلاء وهؤلاء.
والنية لا يطّلع عليها إلا من يعلم السرائر والضمائر، الذي لا تخفي عليه خافية. وكم من عمل من أعمال الدنيا يصير بحسن النية عملاً يؤجر عليه صاحبه، وكم من عمل من أعمال الآخرة يصير بسوء النية عملاً يحمل صاحبه وزراً.
إن إخلاص النية لله، وتطهير القلب من الرياء، وابتغاء وجه الله في كل عمل يؤدي بنا إلى الحصول على خيري الدنيا والآخرة، وإلا فالخسران في الدارين.
ولنحذر الرياء، وهو العمل من أجل أن يرانا الناس، وقد يكون الرياء شهوة خفية، وهو أكبر عدو للإخلاص. ولنحذر النفاق أيضاً، لأنه يفسد العمل الصالح. ولنحذر الشهوات الأخرى كحب الظهور، وكسب الاحترام، وطلب الشهرة، والكِبْر، والغرور، والعجب، والأنانية، وحب الذات، والانتصار لها، والغضب من أجلها، واتباع الهوى، فهذه كلها وسائل لطلب الدنيا، وهي من الشوائب التي تدخل على العمل الصالح فتفسده.
والإخلاص يصحبه دوما عمل صالح،
ويؤدي إلى ترك المنكرات، ويتصف صاحبه بكل الصفات الحسنة، كالصبر، وترك الجدال، وترك التعصب، والابتعاد عن الغيبة والنميمة.
والإخلاص ليس أمراً سهلاً، لأن النفس تحب الظهور والمدح والرياسة وتميل إلى الشهوات... ولذا فإخلاص النية من أشد الأعمال على الناس. وقد قال أحد العارفين: لا يكون العبد مخلصاً حتى يكون كالرضيع، لا يبالي بمدح الناس ولا بذمّهم.
وباختصار، ينبغي لنا أن نعالج نوايانا دوماً، لنتوصل إلى الإخلاص. فنحن في أشد الحاجة إلى رضوان الله في كل عمل من أعمالنا، لاسيما في الأعمال التي نقوم بها لصالح ثورتنا التي نسأل الله أن تنتصر بنوايا الصالحين منا.
التوقيع:
موتي ولامعصية ربي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى موتي ولامعصية ربي
البحث عن كل مشاركات موتي ولامعصية ربي