منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية

منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية (https://www.education-ksa.com/index.php)
-   الثانوية السادسة والأربعون (46) بالمدينة المنورة (https://www.education-ksa.com/forumdisplay.php?f=141)
-   -   محاضرة الاسبوع (قيام الليل ) (https://www.education-ksa.com/showthread.php?t=92883)

لؤلؤة الخير 2013-12-04 06:02 PM

محاضرة الاسبوع (قيام الليل )
 
كانت محاضرة اكثر من رائعة يوم الاربعاء الموافق 17/1/1435

* مجموعة الهبة *

جزاهن الله كل خير و اثابهن الله على ما قدموه لنا
كان موضوع المحاضرة ( قيام الليل)
و اقدم لكم اليوم المحاضرة كي يعم الخير


قيام الليل ...

إن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.


خص الله بعض عباده بخير عظيم وعمل كبير، وفتح لهم من أبواب الخير والطاعة
ما زكت به قلوبهم وعزّت نفوسهم واستنارت صدورهم وطابت حياتهم وأنسهم ونعيمهم .
وبصّرهم بطريق الحق ويسّر لهم أسباب السعادة ومنّ عليهم بلذة العبادة
ومناجاة الله في أسحارهم وخلواتهم .
قال ثابت البناني رحمه الله (ما شئ أجده في قلبي ألذّ عندي من قيام الليل )
وقال سفيان رحمه الله ( إذا جاء الليل فرحت وإذا جاء النهار حزنت)
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله
(لأهل الطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا )

قيام الليل في القرآن

قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}
[السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
[الذاريات:18،17] قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
} [الزمر:9]. أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهب الأبطال وبقي كل بطال !!

يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ

قيام الليل في السنة

حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد }
[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل }
[متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وقال النبي : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].

وقال : { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].

وقال : { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين }
[رواه أبو داود وصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !! }
[متفق عليه].
وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم]

قيام النبي صلى الله عليه وسلم

أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }
[المزمل: 1-4].
وقال سبحانه: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }
[الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ }
[متفق عليه].

وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كما قال ابن رواحة:

وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌ من الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع

قيام الليل في حياة السلف

قال الحسن البصري: ( لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل ).
وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ).

وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.

وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين !!

وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهنا باكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى !!

اعلم أن الأفضل في صلاة الليل الثلث الأخير لأنه وقت نزول الرب جل وعلا ، والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وجاء في صحيح الإمام مسلم من طريق حفص وأبي معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من خاف أن لا يقوم آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر بالليل مشهودة وذلك أفضل ))

ومن قام أول الليل أو أوسطه فلا مانع من ذلك وفي كل خير غيرَ أن آخر الليل أفضل لأنه الأمر الذي استقر عليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم


ومن نام عن وتره أو نسيه ، فله صلاته بعد طلوع الفجر ، قبل صلاة الصبح . فقد روى أبو داود بسند قوي والحاكم
عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره ) .

وعن كيفية قيام الليل بطرد الداء عن الجسد فقد ثبت الاتى يؤدى قيام الليل الى تقليل افراز هرمون الكورتيزول
(وهو الكورتيزون الطبيعى للجسم) حصوصا قبل الاستيقاظ بعدة ساعات وهو ما يتوافق زمنيا مع وقت السحر ( الثلث الاخير من الليل )
مما يقى من الزيادة المفاجئة فى مستوى سكر الدم ويقلل كذلك من الارتفاع المفاجىء فى ضغط الدم مما يقى من السكتة المخية
والازمات القلبية فى المرضى المعرضين لذلك يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم فى وريد العين الشبكى
الذى يحدث نتيجة لبطء سريان الدم اثناء النوم وزيادة لزوجة الدم بسبب قلة تناول السوائل او زيادة فقدانها ا
و بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما يعوق ارتجاع الدم الوريدى من الراس يؤدى قيام الليل الى تحسن فى حركة
وليونة المفاصل فى مرضى التهابات المفاصل المختلفة نتيجة الحركة الخفيفة والتليك بالماء عند الوضوء قيام الليل علاج ناجح لما يعرف باسم " مرض الاجهاد المزمن " لما يوفره قيام الليل من انتظام الحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسط
الذى ثبتت فاعليته فى علاج هذا المرض يؤدى قيام الليل الى تخلص الجسم من الجليسيرات الثلاثية (نوع من الدهون)التى تتراكم فى الدم
خصوصا بعد تناول العشاء المحتوى على نسبة عالية من الدهون التى تزيد من مخاطر الاصابة بامراض شرايين القلب التاجية بنسبة32
فى المئة فى هؤلاء المرضى مقارنة بغيرهم يقلل قيام الليل من خطر الوفيات من جميع الاسباب خصوصا الناتج عن السكتة الدماغية والقلبية
وبعض انواع السرطان. يقلل قيام الليل من مخاطر الموت المفاجىء بسبب اضطربات ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقى حال من ملوثات النهار قيام
الليل ينشط الذاكرة وينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة لما فيه من قراءة وتدبر القران وذكر الادعية
واسترجاع لاذكار الصباح والمساء فيقى من امراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب و غيرها وقيام الليل يؤدي إلى التخفيف من نسبة من شدة طنين الاذن لاسباب غير معروفة ولا نملك غير ان نقول وما ينطق عن الهوى وصدقت يا رسول الله صلوات الله وسلامه عليك.

قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات:
الطبقة الأولى:
كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية:
كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة:
كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي : { أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سُدسه } [متفق عليه].
الطبقة الرابعة:
كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه

الطبقة الخامسة:
كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة السادسة:
قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين، ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أن النبي قال: { إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلك كل ليلة }

فأول فضيلة من فضائل قيام الليل أنَّ الله جلَّ وعلا مدح أهله، الله أكبر! الملك العظيم سبحانه وتعالى يمدح من يقوم بين يديه سبحانه وتعالى في الليل، قال الله جلَّ وعلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، هؤلاء الله سبحانه وتعالى مدحهم، جمعوا بين العبادات والقربات اللازمة والعبادات والقربات المتعدِّية، فهم يقومون الليل: هذه عبادة لازمة للشخص نفسه، وهناك العبادات المتعدِّية أي نفعها متعدٍّ: وهو الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى، فانظروا -رحمكم الله- كيف أنَّ هؤلاء يجتهدون في العبادة، ويبذلون ما يستطيعون من التقرُّب إلى الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك هم في حالة بين الخوف والرجاء، وهكذا المؤمن، المؤمن يعمل ويخاف، المنافق لا يعمل ولا يخاف، ولهذا قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى- في هذه الآية: أي أنَّهم لمَّا أخفوا أعمالهم -لأنَّ قيام الليل بينك وبين الله، لا أحد يعلم أنَّك تقوم الليل- أخفى الله لهم من النعيم ومن اللذَّات ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن، هذه الفضيلة الأولى


الفضيلة الثانية من فضائل قيام الليل أنَّها من علامات المتَّقين، الله أكبر! يقول ربُّنا جلَّ في علاه: (إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ) الآن الله سبحانه يصفهم (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، اعرض هذه الصفة على نفسك، على واقعك، على حياتك، (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الله أكبر! يقومون الليل، كما قال الإمام الحسن البصري: يعني لا ينامون من الليل إلا قليلاً، فهم يكابدون الليل في القيام والركوع والسجود، ومع ذلك يختمون هذه العبادة بالاستغفار، سبحان الله! وقدوتهم في ذلك سيِّدهم محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، حيث كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه. فانظروا -يا رعاكم- الله كيف هذا الإنسان الذي قام من الليل..، طبعًا قيام الليل يحتاج إلى جهاد نفس؛ لأنَّ قيام الليل -كما قال بعض أهل العلم- من أشقِّ العبادات على النفس، فقيامها يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى بذل، يحتاج إلى تمرين وتدريب، بعض الناس يسأل يقول: أنا كيف أقوم الليل؟ أقول: لا بدَّ في الأيام الأولى لا بدَّ أن تشعر بالتعب وتشعر بالمشقَّة، لكن مع التدريب والتمرين والممارسة يصبح عندك قيام الليل جزءٌ من حياتك، ما تستطيع أن تستغني عنه، هؤلاء الذين يقومون الليل وصفهم الله سبحانه وتعالى أو جعلهم من المتَّقين، بل من أبرز علامات المتَّقين.

ثالثًا: كذلك من فضائل قيام الليل أنَّهم لا يستوون عند الله، نعم لا يستوون عند الله كما قال الله جلَّ وعلا: (أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) هل يستوي إنسانٌ قضى ليله غافلاً هائمًا نائمًا بين السهرات والقيل والقال والفضائيات والأفلام والمسرحيات ومضيعة الأوقات، بين إنسان قائمٍ في ليله يدعو ربه سبحانه وتعالى ويبكي من خشية الله جلَّ وعلا ويخضع لله سبحانه وتعالى، لا يستوون عند الله، وهكذا القلب الحي، سبحان الله! القلب الحي إذا سمع آيات الله عزَّ وجلَّ تُتلى عليه فتجده -سبحان الله- يتفكَّر ويتدبَّر ويتأمَّل ويخضع ويخشع وينصت ويستمع ويطبِّق، هذا هو القلب الحي. أمَّا القلب الميت -نسأل الله السلامة والعافية- فهو يسمع آيات الله تُتلى عليه آناء الليل وأطراف النهار ولا يتأثَّر ولا يتفاعل، بل تجده -والعياذ بالله- مُعرضًا عنها ولا حول ولا قوة إلا بالله.


رابعًا: كذلك من فضائل قيام الليل أنَّ صلاة الليل أفضل من صلاة النهار، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" -أي المقصود في التطوُّعات- ما هو السرُّ، وما هو السبب أنَّ صلاة الليل أفضل من صلاة النهار -أقصد في التطوُّعات-؟ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- لثلاثة أمور: أولاً: لأنَّ فيها الإسرار فهي أقرب إلى الإخلاص، إذا أردت الإخلاص، إذا أردت أن تقوِّي إخلاصك لله عزَّ وجلَّ فعليك بقيام الليل، فقيام الليل لا أحد يعلم عنك، لا أحد يدري عنك، أقرب الناس إليك لا يدري عنك، إذن هي أقرب إلى الإخلاص. ثانيًا: قال: ولأنَّ صلاة الليل فيها مشقَّة، فيها مشقَّة على النفوس؛ لأنَّ الإنسان يقوم من فراشه الدافئ الجميل ويقوم بين يدي الله سبحانه وتعالى، فهذا فيه مشقَّة، فيه تعب، فيه معاناة، بينك وبين نفسك وبين شيطانك. ثالثًا: قال: لأنَّ صلاة الليل القراءة فيها أقرب إلى التدبُّر والتفكُّر والخشوع؛ لأنَّ الإنسان بينه وبين الله سبحانه وتعالى فهو تجده يتأمَّل ما يقرأ.


كذلك من فضائل قيام الليل أنَّه سبب من أسباب رحمة الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ امرأته..." فصلَّيا جميعًا أو صلَّى كل واحد منهما لوحده أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا عائشة -رضي الله تعالى عنها- الصدِّيقة بنت الصدِّيق توصينا بوصيةٍ عظيمةٍ تقول -معنى وصيتها-: يا عبد الله لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدع قيام الليل؛ فإذا كان مريضًا أو كسل -يعني أصابه مرض أو تعب عليه الصلاة والسلام- صلَّى قاعدًا صلى الله عليه وسلم.


بعض الأسباب التي تشجعك على قيام الليل

1-الإخلاص لله في قيام الليل
2-استشعار أن ربك الجليل يدعوك للقيام
3-دعاء الله بأن ييسر لك القيام
4-معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايترك قيام الليل حتى وهو مريض
5-إدراك أن قيام الليل سبب لسعادة القلب وانشراح الصدر
6-دراك أن قيام الليل سبب لتخفيف طول الوقوف يوم القيامة
7-إدراك أن قيام الليل سبب لتكفير السيئات
8-إدراك مدى حسرة وبكاء السلف عند فوات قيام الليل
9-إدراك أن القيام هو الشرف الحقيقي للمؤمن



الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه وعظيم سلطانه...
اسأل الله ان ينفعنا بما علمنا ...


الساعة الآن 07:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
تصميم تطبيقات الجوال, شركة تصميم مواقع ، تصميم متاجر ، تسويق الكتروني , ارشفة مواقع   ، مكتب ترجمة معتمدة ،  استقدام خادمات  ، شركة سيو