![]() |
عام جديد ...
لقد شاء الله عز و جل بحكمته أن يكون لكلِّ أمرٍ في الدنيا بدايةً و نهاية.. وما من أمرٍ تكون له بداية في الدنيا إلا و له نهاية.. وها نحن استقبلنا بالأمس عاما.. و اليوم نودعه.. وقد كنا أول ما استقبلنا ذاك نرى نهايته بعيدة.. والآن نراه و كأنه لحظات.. و في هذا عبرةٌ لمن اعتبر وتفكُّرٌ وتأمُّلٌ وتدبُّر ؛ فإنّ في هذا علامةٌ عظيمةٌ على انقضاء الآجال و على انطواء الأعمار .. هذه السنة التي مرّت، مرّت كاملةً من أعمارنا.. كم ضحكنا فيها ؟ و كم تكلَّمنا فيها ؟ و كم عصى العاصي فيها ؟ و كم أطاع الطائعُ فيها ؟.. ما الذي بقي فيها من أمور الدنيا؟ لم يبقَ شيء . الضحكُ فات، و العملُ فات، و اللَّذةُ فاتت، والتعبُ فات.. و لكن بقي منها والله أهمُّ ما فيها.. بقي فيها ما كُتِبَ في الصُّحف، هل يسرُّ الإنسان أن يلقاه إذا لقي ربه أو أنه على الضدّ عياذاً بالله ؟..{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. فكلُّ إنسانٍ سيجدُ عمله في كتابٍ لا يغادر صغيرةً و لا كبيرةً إلا أحصاها، و الله سبحانه لا يظلم أحداً. ونحن بحمد الله عز و جل قد مدّ الله في آجالنا ، فيجب أن نحمد الله عز وجل على هذه النعمة و((التائب من الذنب كمن لا ذنب له )).. فنعمةٌ عظيمةٌ أن يتوب الإنسان إلى الله و يُقلِع عن الذنوب و يندم على الماضي و يعزم على عدم الرجوع إلى الذنوب؛ فالتوبة تجبُّ ما قبلها.. فينبغي على العاقل أن يتدارك عمره بالتوبة مما جناه في الماضي و أن يعزم على إحسان عمله في الآتي، ليكون من خير الناس؛ كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( خيركم من طال عمُرَه و حَسُنَ عملَه ،و شرُّكم من طال عمُره و ساء عملَه )) . أسأل الله عز وجل أن أن يغفر لنا ما مضى، وأن يوفقنا لمرضاته دائما وأبدا، وان يتوفانا وهو راضٍ عنا غير غضبان، وأن يبلغنا رؤية وجهه الكريم ورفقة نبيه الأمين ، بعفوه وكرمه ..آمين.. [كلمة ألقاها الشيخ سليمان الرحيلي –بتصرف-] |
كل عام والجميع بألف خير وصحة
|
الساعة الآن 05:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
تصميم تطبيقات الجوال, شركة تصميم مواقع ، تصميم متاجر ، تسويق الكتروني , ارشفة مواقع ، مكتب ترجمة معتمدة ، استقدام خادمات ، شركة سيو