![]() |
نبش في ذاكرة : " عجبا من ذالك الطبيب" !
عجبا من ذالك الطبيب النفساني الذي اقترحه علي المحيطين بي . لأن على حسب رأيهم حالتي النفسانية غير مطمئنة ، وهي تزداد سوءا .حتى أني شعرت بالفزع والرعب ، عندما قالوا لي إني على خطوات قليلة " من الولوج في عالم اللامعقول " ...بالمعنى الغير الديبلوماسي ، الولوج في "عالم الجنون"... حدد لي ذالك الطبيب "جلسة استماع" بحضور طيف من مساعديه ، كأنها جلسة تقرير المصير ، إما البقاء في عالم "المعقول" أو يتم تحويلي إلى نقيضه ... طلب مني الطبيب استعراض وضعي النفساني ومسببات ذالك ،فقلت : الحالة تنتابني كلما مشيت في الشوارع وأرى "قشور الموز" من أمامي ومن خلفي ، وعلى يميني أو يساري سيارات تمشي لوحدها ، لأن سائقيها منشغلين بآخر تكنولوجيا "الهواتف النقالة" وباليد الأخرى تشغيل أجهزتهم لتشغيل الأشرطة للاستمتاع بأغانيهم المفضلة ... لتصبح المارة كأنها في ساحة قتال أو ميدان ألغام مضادة للأفراد ، كل خطوة تحسب لها الف حساب خوفا من انفجارها تحت أقدامها ... وتزداد حالتي سوءا في المساجد وأصوات الهواتف النقالة ، التي لا تنقطع ، ولكل هاتف مقطعه الغنائي المفضل ... ثم سألني الطبيب ، هل هذا هو السبب الوحيد ،أجابت ، هناك المزيد . كلما هممت بزيارة الأسواق أجد نفسي مرتعدا مراجعا سلامة جيوبي من كل ثقوب ...فقاطعني الطبيب ، هل تخشى اللصوص ؟ أجابته هناك من هم أخطر ... ويبدو انه فهم المقصود ، لأنه لم يطلب توضيح أكثر... ثم استوي في جلسته ،سائلا ، في أي فصل تزداد حالتك سوءا ؟ أجابته : فصل الصيف ، وافتتاح مواسم الأفراح و الأعراس و ليالي طوال ، أجد نفسي ارتعد و أتصبب عرقا ، وكل دقة جرس الهاتف أو الباب ،أحسبها دعوة استدعاء (عفوا حضور) عرسا من الأعراس ، ولكل يوما عرسه ... وهناك استوقفني الطبيب ، قائلا أن كل أعراضك تبين أنك مصاب "بالمعقول" في عصر "اللامعقول"... وعليك الاختيار أي عصر تريد ؟ ... |
الساعة الآن 11:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
تصميم تطبيقات الجوال, شركة تصميم مواقع ، تصميم متاجر ، تسويق الكتروني , ارشفة مواقع ، مكتب ترجمة معتمدة ، استقدام خادمات ، شركة سيو