![]() |
¤ّ(البلاستيك) قصّة البدء..
(البلاستيك) قصّة البدء.. مُنذ آلاف السنين كانَ النّاس يبحثون فيما حولهم عن مواد تصلُح لصنع حوائجهم التي تقتضيها ضروريّات حياتهم, فلا يجدون سوى أشياء مثل الحجارة والأعشاب والعظام والعصا ونحو ذلك , ثمَّ تدريجيّا أصبحوا أكثر مهارةً في استخدام تلك المواد الطبيعيّة . وبعد اكتشاف النّار ومعرفتهم لكيفيّة استخدامها تعلَّموا أكثر من ذي قبل كيف يصنعون مواد أُخرى أكثر تنوّعاً وأكثر نفعاً , وقد اكتشفوا أنَّ بعض أنواع الطفلة صارت صلبةً بعد تسخينها في النّار , وهداهم ذلك إلى التفكير في استخدام هذه الظاهرة في صُنع أواني لتعبئة الماء . وخِلال مجرى التاريخ البشري لم يكفّ الإنسان عن السعي والتقصّي من أجل ما يصبو إليه من أسباب راحته وسعادته . وخِلال القرون القليلة الماضية أتاح الله لنا بفضل نعمةِ العلم معرفةً أوسع بالمواد والخامات , وهيَّأ لنا بفضله نِطاقاً أكبر من المواد التي يُمكن استخدامها في بناء مساكننا وغيرها , وفي صُنع الآلات التي تقوم اليوم عنّا بكثيرٍ من أعباء العمل الشاق . وقفة : قد أصبح في مقدورنا أن نرسُم هدفاً لمتطلّباتنا ونطوّر تبعاً لرغباتنا , صُنع موادٍ خاصّة عديدة , ولعلّ مواد البلاستيك أو ( اللدائن ) في قمّة تلك المواد الخاصّة التي احتلّت في الأزمنة الأخيرة مركزاً مرموقاً وأصبحت تتبوّأ مكانة عالية في عالمنا الحاضر الذي يُمكِن أن نُطلق عليه بحقٍّ اسم " عصر البلاستيك " . ولقد عرفت الحضارات القديمة أنماطاً من مواد لدنة شبيهة بالبلاستيك , فعرف المصريّون القدماء " شمع العسل " وبعض " الراتنجات الطبيعيّة" _ الراتنج التي تنتجها معظم النباتات هي السائل اللزج، تتكون أساسا من تربين سوائل متفجرة ثانية، مع مكونات أقل من المواد الصلبة الذائبة غير المتفجرة التي تجعل الراتنج سميكة ولزجة , ويُمكِن أنْ نُطلق عليها " الصمغ النباتي " _ وكانوا يستخدمونها في تحنيط الجُثث . كما عرفت الحضارة الأشورية والبابليّة أنواعاً من القُطران كانوا يصهرونه ثمّ يتركونه لينساب فيُصبح لدناً يدهنون به المراكب الشراعيّة لسدِّ مسامها وحمايتها من التسوّس . وكذلك عرفت الحضارة الهنديّة " الجمالكة " من إفراز بعض أنواع الحشرات , وكانوا يستخدمون محلولها في الكُحول كطلاء للأخشاب _ وهي ما زالت تُستخدَم في هذا الغرض _ ثمّ اسُتخدِمت بعد ذلك في صناعة شمع الأختام , ثم في صناعة اسطوانات الجراموفون. وأوّل مادّة خام عُرفت في مجال صناعة البلاستيك الحديثة هي مادّة " نترات السيليوز " عام : 1862م , على يد : ألكسندر باركس , من برمنجهام, الذي اكتشف أنّه عند خلط هذه المادّة مع الكافور والكُحول تنتج مادة قرنية صلبة أطلق عليها اسم " الباركسين " . وفي الوقت نفسه تقريباً عُرضت جائزة في الولايات المتّحدة لمن يُقدِّم بديلاً عن العاج الذي كان الطلب عليه متزايداً لصُنع كرات البلياردو , وقد حاول جون هيات الفوز بهذه الجائزة ,فصنع خليطاً من نترات السيليلوز مع الكافور , وكان خليطه مشابهاً إلى حد كبير لمادّة الباركسين وأطلق عليه اسم " سيليويد" . علامة بارزة في تاريخ صناعة البلاستيك / وضع هذه العلامة العالم الكيميائي " باكلاند " باختراعه مادّة البلاستيك من نوع " الفينول فورمالدهيد " وكان التفاعل بين مادّتي الفورمالدهيد والفينول قد اكتشفه "باير " في ألمانيا عام : 1872م , إلّا أنّ الدراسة الكاملة لخواص هذه المادّة الراتنجيّة وإمكانيّة الاستفادة منها لم تتم إلّا على يد " باكلاند " عام : 1907م , ومتابعة " جيمس سوينبرن " في انجلترا بعد ذلك بقليل , وقد تضمّن اختراع هذين العالميْن وصفاً لنوع من الراتنجات يُمكنِ تخليقه بتفاعل كيميائي بين الفينول والفورمالدهيد , ويُمكن استخدامه في صناعة مواد بلاستيكيّة عديدة يُطلق اليوم على مجموعتها باسم : " البلاستيك الفينولي " وتُعتبر تاريخيّا النواة الأولى لقسم من مواد البلاستيك الحديثة المعروفة باسم : " البلاستيك المُتجمّد بالحرارة " . ومن الجدير بالذكر : أنَّ فترة الحرب العالمية الثانية كانت نقطة تحوّل وانطلاق في هذه الصناعة نتيجة الأبحاث المُستفيضة التي قامت به الدُّول المعنيّة من أجل تطوير أو استحداث منتجات جديدة تتطلّبها ظروف الحرب , فقد كانت الحاجة ماسّة إلى مواد أُخرى بدلاً من المواد التقليدية التي صارت تهدّدها ظروف الحرب بالنقص أو النفاد . أمّا اليوم : فإن نظرةً عاجلة فيما حولنا تكفي لتشهد كيف أمست تلك المادّة في غاية الأهميّة في جوانب حياتنا , حيث الأدوات المنزليّة والمكتبيّة والصحيّة ولعب الأطفال والعبوّات والريّ والصرف والأسلاك ووسائل النقل وغيرها , أصبح فيها " البلاستيك " أحد أهم تراكيبها . ختاماً : كانت الحاجة عندهم أُمّ الاختراع , فمتى تُصبِحُ الحاجة عندنا أمّ الاختراع ؟ المراجع : *(البلاستيك تاريخ مُشرق) للكيميائي / علي فايز . * مراجع أُخرى لتعزيز البحث . من بحث / سهيل بن عمر الشريف . |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . معلومات في غاية الروعة.......... ماأعظمك ياالله ... سبحانك ...لا اله الا انت ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) فسبحان الله و الحمد لله رب العالمين |
شكرا لك ع المعلومات القيمة
بارك الله فيك .. وجعل الله كل ما تقمونه في ميزان حسناتكم .. |
الساعة الآن 10:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
تصميم تطبيقات الجوال, شركة تصميم مواقع ، تصميم متاجر ، تسويق الكتروني , ارشفة مواقع ، مكتب ترجمة معتمدة ، استقدام خادمات ، شركة سيو