![]() |
سلسلة إصلاح القلوب " 3 "
الأَصْلُ الخَامِسُ : الأَعْمَالُ تَتَفَاضَلُ بِتَفَاضُلِ مَا فِي القُلُوبِ . إِنَّ الأَعْمَالَ لَا تَتَفَاضَلُ بِصُوَرِهَا وَعَدَدِهَا ، وَإِنَّمَا تَتَفَاضَلُ بِتَفاضُلِ مَا فِي القُلُوبِ ، مِنَ الإِيمَانِ وَالمَحَبَّةِ وَالتَّعْظِيمِ وَالإِجْلَالِ ، فَتَكُونُ صُورَةُ العَمَلَيْنِ وَاحِدَةً ، وَبَيْنَهُمَا فِي التَّفَاضُلِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَالرَّجُلَانِ يَكُونُ مَقامُهُمَا فِي الصَّفِّ وَاحِدًا ، وَبَيْنَ صَلَاتَيْهِمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُقْبِلٌ بِقَلْبِهِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالآخَرَ سَاهٍ غَافِلٌ . عَنْ عُقبَةَ بنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكعَتَينِ مُقبِلٌ عَلَيهِمَا بِقَلبِهِ وَوَجهِهِ ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ " رواه مسلم. وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (بَعْدَ ذِكْرِ فَضْلِ الوضُوءِ وَثَوَابِهِ) : " فَإنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى ، فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ، وَفَرَّغَ قلبَهُ للّهِ ، إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " رواه مسلم . وَلا رَيبَ أَنَّ مُجَرَّدَ القِيَامِ بِأَعْمَالِ الجَوَارِحِ ، مِنْ غَيرِ حُضُورٍ وَلا مُرَاقَبَةٍ ، وَلا إِقْبَالٍ عَلَى اللّهِ : قَلِيلُ المَنْفَعَةِ ، دُنْيًا وَأُخْرَى ، كَثِيرُ المُؤنَةِ . فَإِنَّهُ - وَإِنْ كَثُرَ - مُتْعِبٌ غَيرُ مُفِيدٍ وَلِهَذِهِ المَعَانِي الجَلِيلَةِ ، لَمْ تُغْنِ الصَّالِحِينَ كَثْرَةُ الأَعْمَالِ بِالظَّاهِرِ ، وَقَالُوا: الشَّأْنُ فِي الصَّفْوَةِ لَا فِي الكَثْرَةِ. وَأَمَّا الَّذِينَ أَغْفَلُوا مَا فِي القُلُوبِ ، فَغَرَّهُمُ العَدَدُ وَالكَثْرةُ ، وَمَا يَنْفَعُ رَفْعُ السُّقُوفِ وَلَمْ تُحْكَمْ مَبَانِيهَا ؟! الأَصْلُ السَّادِسُ: عُبُودِيَّةُ القَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الجَوَارِحِ . القَلْبُ أَشْرَفُ مِنَ الجَوَارِحِ ، فَكَانَ عَمَلُهُ أَشْرَفَ مِنْ عَمَلِ الجَوَارِحِ ، وَمَنْ تَأَمَّلَ الشَّرِيعَةَ فِي مَصَادِرِهَا وَمَوَارِدِهَا ، عَلِمَ ارتِبَاطَ أَعْمَالِ الجَوَارِحِ بِأَعْمَالِ القُلُوبِ ، وَأَنَّهَا لَا تَنْفَعُ بِدُونِهَا ، وَأَنَّ أَعْمَالَ القُلُوبِ أَفْرَضُ عَلَى العَبْدِ مِنْ أَعْمَالِ الجَوَارِحِ ، وَهَلْ يُمَيَّزُ المُؤْمِنُ عَنِ المُنَافِقِ إِلَّا بِمَا فِي قَلْبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ الأَعْمَالِ الَّتِي مَيَّزَتْ بَيْنَهُمَا ، وَعُبُودِيَّةُ القَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الجَوَارِحِ وَأَكْبَرُ وَأَدْوَمُ ، فَهِيَ وَاجِبَةٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ ، مثل: 1-مَحَبَّةِ اللّهِ وَرَسُولِهِ 2-وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللّهِ 3-وَإِخْلَاصِ الدِّينِ لَهُ وَالشُّكْرِ لَهُ 4-الصَّبْرِ عَلَى حُكْمِهِ 5-وَالخَوْفِ مِنْهُ 6-وَالرَّجَاءِ لَهُ وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ .. عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " الإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ، وَالإِيمَانُ فِي القَلْبِ " قَالَ : ثُمَّ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : " التَّقْوَى هَا هُنَا ، التَّقْوَى هَا هُنَا " رواه أحمد . الأَصْلُ السَّابِعُ : القَلْبُ هَدَفٌ للشيطان . لَمَّا عَلِمَ عَدُوُّ اللّهِ إِبْلِيسُ أَنَّ المَدَارَ عَلَى القَلْبِ وَالاعْتِمَادَ عَلَيهِ ؛ أَجْلَبَ عَلَيهِ بِالوَسَاوِسِ ، وَأَقْبَلَ بِوُجُوهِ الشَّهَوَاتِ إِلَيهِ ، وَزَيَّنَ لَهُ مِنَ الأَحْوَالِ وَالأَعْمَالِ مَا يَصُدُّهُ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ ، وَأَمَدَّهُ مِنْ أَسْبَابِ الغَيِّ بِمَا يَقْطَعُهُ عَنْ أَسْبَابِ التَّوفِيقِ ، وَنَصَبَ لَهُ مِنَ المَصَايِدِ وَالحَبَائِلِ مَا إِنْ سَلِمَ مِنَ الوُقُوعِ فِيهَا ، لَمْ يَسْلَمْ مِنْ أَنْ يَحْصُلَ لَهُ بِهِ التَّعْوِيقُ . وَلَمَّا كَانَ الأمرُ بِهَذهِ الخُطُورةِ : كَانَ الاهْتِمَامُ بِتَصْحِيحِهِ وَتَسْدِيدِهِ أَولَى مَا اعْتَمَدَ السَّالِكُونَ ، وَالنَّظَرُ فِي أَمْرَاضِهِ وَعِلاجِهَا أَهَمَّ مَا تَنَسَّكَ بِهِ النَّاسِكُونَ . الأَصْلُ الثَّامِنُ: أَمْرَاضُ القُلُوبِ خَفِيَّةٌ .
|
|
http://store.a7lashe.com/upfile/images/d62627564f7.gif
مميزه كعادتك دائما لا عدمنا هذا التميز لك كل التقدير والود |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
لك مني أجمل تحية |
اقتباس:
جزاك الله خير ع المرور وبارك الله فيك ,, |
اقتباس:
اسعدني مروركِ غاليتي وبارك الله فيكِ ,, |
اقتباس:
جزاك الله خير ع المرور وبارك الله فيك ,, |
ما شاء الله عليك عطاء بلا حدود ,,,,, جزاك الله خيرا
|
اقتباس:
جزاك الله خير ع المرور وبارك الله فيك ,, |
بـارك الله فيك اختي قطرة ندى
ع ابداعاتك المتواصله جعلهاا في مواازين حسناااااااتك وجزيتي الفردوس الاعلى من الجنه قلائد التقدير لروحك وطبت بنقاء ^_^ |
الساعة الآن 09:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
تصميم تطبيقات الجوال, شركة تصميم مواقع ، تصميم متاجر ، تسويق الكتروني , ارشفة مواقع ، مكتب ترجمة معتمدة ، استقدام خادمات ، شركة سيو