منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية

منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية (https://www.education-ksa.com/index.php)
-   الركن العام للمواضيع العامة (https://www.education-ksa.com/forumdisplay.php?f=14)
-   -   الغزو الفكري (1) : الشيخ ابن باز رحمه الله (https://www.education-ksa.com/showthread.php?t=136379)

حياتي شموخ 2023-07-04 11:25 PM

الغزو الفكري (1) : الشيخ ابن باز رحمه الله
 
https://lh5.ggpht.com/_V8iWfdy0lZ4/T...ward60.art.gif

الغزو الفكري

الشيخ ابن باز رحمه الله


حوار مجلة البحوث الإسلامية مع سماحة العلامة ابن باز رحمه الله حول الغزو الفكري


س1: ما هو تعريف الغزو الفكري في رأيكم؟

جـ1: الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى، أو التأثير عليها؛ حتى تتجه وجهة معينة. وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية، وسلوك المآرب الخفية في بادئ الأمر، فلا تحس به الأمة المغزوة، ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه، حتى تقع فريسة له، وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس، تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه.
وهو داء عضال يفتك بالأمم، ويذهب شخصيتها، ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها، والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها، ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرًا صعبًا وإفهامها سبيل الرشد شيئًا عسيرًا.
وهذا الغزو يقع بواسطة المناهج الدراسية والثقافية العامة، ووسائل الإعلام والمؤلفات الصغيرة والكبيرة، وغير ذلك من الشئون التي تتصل بالأمم، ويرجو العدو من ورائها صرفها عن عقيدتها، والتعلق بما يلقيه إليها، نسأل الله السلامة والعافية.

س2: هل يتعرض العرب عامة والمملكة العربية السعودية خاصة لهذا النوع من الغزو؟

جـ2: نعم، يتعرض المسلمون عامة ومنهم العرب وغيرهم، والمملكة وغيرها، لغزو فكري عظيم تداعت به عليهم أمم الكفر من الشرق والغرب ومن أشد ذلك وأخطره:

1- الغزو النصراني الصليبي.
2- الغزو الصهيوني.
3- الغزو الشيوعي الإلحادي.


أما الغزو النصراني الصليبي، فهو اليوم قائم على أشده، ومنذ أن انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين الغازين لبلاد المسلمين بالقوة، والسلاح أدرك النصارى أن حربهم هذه وإن حققت انتصارات فهي وقتية لا تدوم، ولذا فكروا في البديل الأنكى وتوصلوا بعد دراسات واجتماعات إلى ما هو أخطر من الحروب العسكرية، وهو أن تقوم الأمم النصرانية فرادى وجماعات بالغزو الفكري لناشئة المسلمين؛ لأن الاستيلاء على الفكر والقلب أمكن من الاستيلاء على الأرض، فالمسلم الذي لم يلوث فكره لا يطيق أن يرى الكافر له الأمر والنهي في بلده، ولهذا يعمل بكل قوته على إخراجه وإبعاده، ولو دفع في سبيل ذلك حياته وأغلى ثمن لديه، وهذا ما حصل بعد الانتصارات الكبيرة للجيوش الصليبية الغازية.

أما المسلم الذي تعرض لذلك الغزو الخبيث، فصار مريض الفكر عديم الإحساس، فإنه لا يرى خطرًا في وجود النصارى أو غيرهم في أرضه، بل قد يرى أن ذلك من علامات الخير، ومما يعين على الرقي والحضارة، وقد استغنى النصارى بالغزو الفكري عن الغزو المادي؛ لأنه أقوى وأثبت، وأي حاجة لهم في بعث الجيوش وإنفاق الأموال مع وجود من يقوم بما يريدون من أبناء الإسلام عن قصد أو عن غير قصد وبثمن أو بلا ثمن، ولذلك لا يلجأون إلى محاربة المسلمين علانية بالسلاح والقوة إلا في الحالات النادرة الضرورية التي تستدعي العجل، كما حصل في غزوة أوغندة أو الباكستان، أو عندما تدعو الحاجة إليها لتثبيت المنطلقات وإقامة الركائز وإيجاد المؤسسات التي تقوم بالحرب الفكرية الضروس، كما حصل في مصر وسوريا والعراق وغيرها قبل الجلاء.


أما الغزو الصهيوني فهو كذلك، لأن اليهود لا يألون جهدا في إفساد المسلمين في أخلاقهم وعقائدهم، ولليهود مطامع في بلاد المسلمين وغيرها، ولهم مخططات أدركوا بعضها، ولا زالوا يعملون جاهدين لتحقيق ما تبقى، وهم وإن حاربوا المسلمين بالقوة والسلاح واستولوا على بعض أرضهم، فإنهم كذلك يحاربونهم في أفكارهم ومعتقداتهم، ولذلك ينشرون فيهم مبادئ ومذاهب ونِحَلًا باطلة: كالماسونية والقاديانية والبهائية والتيجانية وغيرها، ويستعينون بالنصارى وغيرهم في تحقيق مآربهم وأغراضهم.



أما الغزو الشيوعي الإلحادي، فهو اليوم يسري في بلاد الإسلام سريان النار في الهشيم؛ نتيجة للفراغ وضعف الإيمان في الأكثرية، وغلبة الجهل وقلة التربية الصحيحة والسليمة، فقد استطاعت الأحزاب الشيوعية في روسيا والصين وغيرهما أن تتلقف كل حاقد وموتور من ضعفاء الإيمان أو معدومي الإيمان، وتجعلهم ركائز في بلادهم ينشرون الإلحاد والفكر الشيوعي الخبيث، وتعدهم وتمنيهم بأعلى المناصب والمراتب، فإذا ما وقعوا تحت سيطرتها أحكمت أمرها فيهم وأدبت بعضهم ببعض، وسفكت دماء من عارض أو توقف، حتى أوجدت قطعانًا من بني الإنسان حربًا على أممهم وأهليهم وعذابًا على إخوانهم وبني قومهم، فمزقوا بهم أمة الإسلام وجعلوهم جنودًا للشيطان، يعاونهم في ذلك النصارى واليهود بالتهيئة والتوطئة أحيانًا، وبالمدد والعون أحيانًا أخرى، ذلك أنهم وإن اختلفوا فيما بينهم، فإنهم جميعًا يد واحدة على المسلمين، يرون أن الإسلام هو عدوهم اللدود، ولذا نراهم متعاونين متكاتفين بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين، فالله سبحانه المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

____ ______

للموضوع بقية

__________



الساعة الآن 02:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
تصميم تطبيقات الجوال, شركة تصميم مواقع ، تصميم متاجر ، تسويق الكتروني , ارشفة مواقع   ، مكتب ترجمة معتمدة ،  استقدام خادمات  ، شركة سيو