منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية

منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية (https://www.education-ksa.com/index.php)
-   منتدى الشريعة الإسلامية (https://www.education-ksa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   يوم عرفة فضائل وأحكام (https://www.education-ksa.com/showthread.php?t=108751)

حياتي شموخ 2014-10-03 01:59 PM

يوم عرفة فضائل وأحكام
 


بسم الله الرحمن الرحيم

يوم عرفة فضائل وأحكام
( التاسع من ذي الحجة )

http://www.wathakker.info/flyers/images/covers/1_23.jpg


فضائل يوم عرفة

فرض الله على عباده المسلمين فرائض عديدة، واختصهم لذلك ولغيره بمزايا سامية، وفضائل راقية، ومواسم وأيام شريفة مباركة؛ يباهي بهم فيها ملائكته، ويستجيب لهم فيها دعاءهم، ويعطي كل سائل مطلبه، ومن هذه المواسم والأيام المباركة "يوم عرفة"، فله من المزايا العديدة، والفضائل الكثيرة ما جعله مستحقاً لثناء الله تعالى عليه بأنه يوم عظيم، رفيع قدره، وما جعل الوقوف فيه ركناً من أركان الحج.

وفيما يلي بعضاً من فضائل هذا اليوم الجليل:

1. أن الله قد أقسم به: والعظيم لا يقسم إلا بعظيم قال تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} (سورة الفجر:3) قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الوتر يوم عرفة، والشفع يوم الذبح"، وهو اليوم المشهود الذي قال الله فيه: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} (سورة البروج:3)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه؛ فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه))[1].

2. أنه يوم عيد لأهل الموسم فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً!! قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (المائدة:3)، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة"رواه البخاري (43) ومسلم (5334)، قال ابن حجر رحمه الله : "التنصيص على أن تسمية يوم عرفة يوم عيد"[2].

3. أن الله يباهي بأهل عرفات ملائكته، ويعمُّهم بالرحمة والغفران فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شعثاً غبراً))[3] قال الإمام المناوي رحمه الله: "وذا يقتضي الغفران، وعموم التكفير؛ لأنه لا يباهي بالحاج إلا وقد تطهر من كل ذنب، إذ لا تباهي الملائكة وهم مطهرون إلا بمطهر"[4]، وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه يدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (2402).

4. أن أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة: فعن طلحة بن عبيد الله بن كريز أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك)) [5].

5. أن من صامه إيماناً واحتساباً فإن الله يكفر بذلك ذنوب سنتين فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: ((يكفر السنة الماضية والباقية)) رواه مسلم (1977).

6. أن الله جعل الوقوف بعرفة ركناً من أركان الحج، بل هو أهمهما فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[6] قال ابن رشد: "أجمعوا على أنه ركن من أركان الحج، وأن من فاته فعليه حج قابل"[7]، وقال ابن قدامة المقدسي: "والوقوف ركن لا يتم الحج إلا به إجماعاً"[8].

فهذه بعض فضائل هذا اليوم العظيم، والذي ينبغي على العبد المسلم أن يحرص على استغلاله، والظفر فيه بطاعة الرحمن، والتقرب والإنابة والتوبة إليه؛ عل الله عز وجل يقبله ويعفو عنه.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا لكل خير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.

____________________

[1] رواه الترمذي (3262)، وحسنه الألباني في والصحيحة (1502).
[2] فتح الباري (8/271).
[3] أخرجه الحاكم في المستدرك (1708)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1863).
[4] فيض القدير (2/279).
[5] أخرجه البيهقي (8174)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1503).
[6] رواه أحمد (18796)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3172).
[7] بداية المجتهد (1/481).
[8] المغني (3/432).
[/align]

http://n4hr.org/up/do.php?img=110308


خير الدعاء

ما برح بيت الله العتيق يطاول الزمان، وهو شامخ البنيان، في منعة من الله وأمان، بناه إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام إعلاناً بالتوحيد الخالص، فكان بناؤه مرهون بتوحيد الله قال جل وعلا: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً} (الحج:26).

وقد تمثل توحيد الله عز وجل في كل الأعمال التي يختص بها حج هذا البيت، ومن جملتها دعاء يوم عرفة فقد جاء في الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))[1]، وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له))[2].

ويوم عرفة هو من الأيام المباركة التي تجاب فيها الدعوات، وتقال فيه العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره, وجعله يوم إكمال الدين، وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب، والعتق من النيران قال الإمام ابن عبد البر: "دعاء يوم عرفة بعرفة وغيرها دعاء مرجو إجابته، وممن ذهب إلى هذا عبيد بن عمير، ومحمد بن المنكدر".

وكان السلف الصالح رضي الله عنهم يهتمون بالدعاء فيه، بل كان ابن عباس رضي الله عنه يقول لأصحابه: "من صحبني من ذكر أو أنثى فلا يصم يوم عرفة"، وروى سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير أنه قال: "أُفطِر يوم عرفة لأتقوى على الدعاء، وهذا ممكن أن يكون بعرفة لأنه موضع الاجتهاد في الدعاء مع ما فيه القوم من النصب والتعب بالسفر"[3].

ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم دعاء معين يوم عرفة على الصحيح كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولم يعين النبي صلى الله عليه وسلم لعرفة دعاء ولا ذكراً، بل يدعو الرجل بما شاء من الأدعية الشرعية، وكذلك يكبر ويهلل، ويذكر الله تعالى حتى تغرب الشمس"[4].

وفي هذا الموقف على العبد أن يكون "حاضر الخشية، غزير الدمعة، فرِقَاً من ربه جل وعلا، مخبتاً إليه سبحانه، متواضعاً له، خاضعاً لجنابه، منكسراً بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته، ويحاسب نفسه، وليخلص التوبة من جميع المخالفات، مع البكاء على سالف الزلات، خائفاً من ربه جل وعلا، مشفقاً وجلاً، باكياً نادماً مستحياً منه تعالى، ناكس الرأس بين يديه، منكسر القلب له، فإنه إذا فرغ القلب وطهر، وطهرت الجوارح، واجتمعت الهمم، وتساعدت القلوب، وقوي الرجاء، وعظم الجمع؛ كان جديراً بالقبول، فإن تلك أسباب نصبها الله مقتضية لحصول الخير، ونزول الرحمة، وليجتهد أن يقطر من عينه قطرات فإنها دليل الإجابة، وعلامة السعادة، كما أن خلافه علامة الشقاوة، فإن لم يقدر على البكاء فليتباك بالتضرع والدعاء قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج:32).

وليكن دخول العبد على ربه جل وعلا من باب الافتقار الصرف، والإفلاس المحض، دخول من قد كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصل غايته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل، وكمال فاقته وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى.

وليعلم المرء أنه إن تخلى الله عنه طرفة عين هلك، وخسر خسارة لا تجبر، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته"[5].

فليستغل المسلم هذه اللحظات المباركات، وليجتهد في العبادات، والحرص على الطاعات، والإكثار من الذكر والدعاء، والتلبية والاستغفار، والتضرع لله عز وجل وقراءة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم ليحذر من العجز والتقصير، والتفريط والانشغال بما لا يفيد من فضول الكلام وغيره، فإنها أوقات قصيرة، وساعات يسيرة، من وفق للعمل الصالح فيها فقد أفلح كل الفلاح، وفاز كل الفوز، وكم لله في هذا اليوم من عتقاء، ومن أعتق من النار فأيُّ خير بعد ذلك، وأي شر لم يندفع عنه؟

ويا حسرة من فرط، وندامة من غفل؛ عن يوم قد لا يدركه في المستقبل؟

وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين.

________________

[1] رواه الترمذي (3585)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
[2] الموطأ (500)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع.
[3] التمهيد لابن عبد البر (21/161).
[4] مجموع الفتاوى (26/132).
[5] من موقع كلمات موقع كلمات :: المطويات) بتصرف.
[/align]

http://hanyhilmy.com/vb/attachment.p...2&d=1351117870


أعمال يوم عرفة

يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو الركن الأعظم: ((الحج عرفة))، وفضائله كثيرة، ففيه يعتق الله الرقاب من نار جهنم، ويباهي بعباده الملائكة، وهذا اليوم هو الذي ينتظره الحجاج لأن فيه الرحمة والمغفرة، والعفو والصفح من رب العالمين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (2402).

ولهذا اليوم المبارك أعمال فاضلة يقوم بها الحاج يمكن أن نجملها في الآتي:

- الذهاب من منى إلى عرفات بعد طلوع الشمس مكبراً أو ملبياً لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوم التروية توجه إلى منى فأهل بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها" رواه مسلم (2137).

وعن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك - وهما غاديان من منى إلى عرفة -: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه" رواه البخاري (1549) واللفظ له، ومسلم (2254).

- يسن للحجاج يوم عرفة النزول بنمرة في بطن الوادي إلى الزوال إن تيسَّر ذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا زالت الشمس سُنَّ للإمام أو نائبه أن يخطب الناس خطبة تناسب الحال، يبين فيها ما شرع للحاج في هذا اليوم وبعده، ويأمرهم فيها بتقوى الله، وتوحيده، والإخلاص له في كل الأعمال، ويحذرهم من محارمه وغير ذلك.

- وبعد الخطبة يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الأولى بأذان واحد وإقامتين لفعله صلى الله عليه وسلم.

- بعد صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً يرتفع الحجاج من بطن عرنة إلى عرفات، ويتفرغون للدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى وهم في منازلهم من عرفة، ولا يلزمهم أن يذهبوا إلى جبل الرحمة، ولا يلزمهم أن يروه، ولا أن يستقبلونه حال الدعاء، وإنما يستقبلون الكعبة المشرفة لأن عرفة كلها موقف لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف)) رواه مسلم (2138)، ففي أي مكان وقف الحاج منها أجزأه، ما عدا ما استثناه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بطن عرنة[1].

وينبغي أن يجتهد الحاج بالدعاء والتضرع والتوبة في هذا الموقف العظيم، وأن يستمر في ذلك سواء دعا راكباً أو ماشياً، أو واقفاً أو جالساً، أو مضطجعاً على أي حال كان، ويختار الأدعية الواردة والجوامع منها، ويسن أن يكثر من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"؛ لما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))[2]، ويقف خاشعاً خاضعاً متضرعاً، مستكيناً لربه، مظهراً الفقر والفاقة، وشدة الحاجة إليه، رافعاً إليه أكف الضراعة، طالباً منه حاجته الحاضرة والمستقبلية، راجياً رحمته.

- ويستمر في البقاء بعرفة والدعاء إلى غروب الشمس، ولا يجوز له أن ينصرف منها قبل غروب الشمس، فإن انصرف منها قبل الغروب وجب عليه الرجوع ليبقى فيها إلى الغروب, فإن لم يرجع وجب عليه دم؛ لتركه الواجب, والدم ذبح شاة يوزعها على المساكين في الحرم, أو سُبع بقرة، أو سُبع بدنة.

ووقت الوقوف يبدأ بزوال الشمس يوم عرفة على الصحيح، ويستمر إلى طلوع الفجر ليلة العاشر، فمن وقف نهاراً وجب عليه البقاء إلى الغروب، ومن وقف ليلاً أجزأه ولو لحظة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج))[3].

والوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، وهو أعظمها لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[4]، ومكان الوقوف هو عرفة بكامل مساحتها المحددة، ومن وقف خارجها لم يصح وقوفه.

- فإذا غربت الشمس أفاض من عرفة إلى مزدلفة، "والسنَّة إذا أفاض من عرفات ذهب إلى المشعر الحرام على طريق المأزمين، وهو طريق الناس اليوم، فلعرفة طريق أخرى تسمى طريق ضب، ومنها دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفات، وخرج على طريق المأزمين، وكان صلى الله عليه وسلم في المناسك والأعياد يذهب من طريق ويرجع من أخرى، ولا يزاحم الناس، بل إن وجد خلوة أسرع"[5]، ملبياً، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال: فكلاهما قالا: "لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة" رواه البخاري (1574).

- إذا وصلوا إلى مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين جمعاً بأذان وإقامتين من حين وصولهم إليها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم[6]، وإذا خشي ألا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز له أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل.

والله أعلم، وصلى اللهم على نبيا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

_________

[1] رواه أحمد في المسند برقم (16151)، وصححه الألباني برقم (903) في صحيح الجامع.

[2] رواه الترمذي (3509)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2598).

[3] رواه الترمذي (2901)، وصححه الألباني برقم (5995) في صحيح الجامع.

[4] رواه الترمذي (814)، والنسائي (2966)، وابن ماجة (3006)، وصححه الألباني برقم (3172) في صحيح الجامع.

[5] مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية (1/28).

[6] التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة (1/56).
[/align]

http://www.wathakker.info/designs/images/jpg_27.jpg

بدع يوم عرفة

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الله سبحانه يصطفي ما يشاء من خلقه ويختار، فقد اصطفى من البشرية الأنبياء والرسل، واصطفى محمداً منهم بمزيد من الاصطفاء، واصطفى من الأماكن المساجد، واختص ثلاثة مساجد بمزيد من الفضائل، وفضَّل المسجد الحرام على المسجد النبوي والمسجد الأقصى، واصطفى من الأزمنة شهر رمضان، ومن الساعات ساعة في يوم الجمعة، وهذا له سبحانه لأنه هو الذي قال في كتابه الكريم: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة القصص:68).

ومن هذه الأزمنة التي اختصها الله بمزيد من الفضائل دون بقية الأيام يوم عرفة، فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[1]، فكان الوقوف بعرفة لهذا السبب ركن من أركان الحج، وفيه ينزل الله تعالى نزولاً يليق بجلاله سبحانه إلى السماء الدنيا، ويباهي بأهل الموقف ملائكته.

ومع هذا الفضل كله نرى كثيراً من الناس يتساهلون في شأن هذا اليوم فلا يعرفون له قدره، بل ربما ارتكبوا فيه مخالفات تغضب الله، وربما افتعلوا فيه بعض العبادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتعبدوا لله بذلك، ولا شك أن التعبد لله بما لم يأذن الله به أمر لا يجوز، بل هو منكر عظيم، وصاحبه في ضلال مبين، وعمله غير مقبول قال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[2].

بل إن الله سبحانه قد حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة))[3] .

وفيما يلي بعض المخالفات والبدع التي يفعلها بعض الناس في يوم عرفة سواء كانوا حجاجاً أو غير ذلك؛ وذلك لنحذرها، ونحذِّر من نراه من يقع فيها من المسلمين، وهذه المخالفات والبدع قد أشار إليها ونبه عليها كثير من علماء الكتاب والسنة، ومن هؤلاء العلماء العلامة محمد ناصر الدين الألباني الذي ذكر هذه البدع في كتابه "مناسك الحج والعمرة" وخلاصتها كالتالي:

• الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في الهلال.

• إيقاد الشمع الكثير ليلة عرفة بمنى.

• الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله... إلخ.

• رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة.

• الرحيل من منى إلى عرفة ليلاً.

• إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة.

• الاغتسال ليوم عرفة.

• قوله إذا قرب من عرفات، ووقع بصره على جبل الرحمة: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".

• قصد الرواح إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة.

• التهليل على عرفات مئة مرة، ثم قراءة سورة الإخلاص مئة مرة، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في آخرها: "وعلينا معهم" مئة مرة.

• السكوت على عرفات، وترك الدعاء.

• الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات.

• دخول القبة التي على جبل الرحمة ويسمونها "قبة آدم"، والصلاة فيها، والطواف بها كطوافهم بالبيت.

• اعتقاد أن الله تعالى ينزل عشية عرفة على جمل أورق يصافح الركبان، ويعانق المشاة.

• خطبة الإمام في عرفة خطبتين يفصل بينهما بجلسة كما في الجمعة.

• صلاة الظهر والعصر قبل الخطبة.

• الأذان للظهر والعصر في عرفة قبل أن ينتهي الخطيب من خطبته.

• قول الإمام لأهل مكة بعد فراغه من الصلاة في عرفة: "أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر".

• التطوع بين صلاة الظهر والعصر في عرفة.

• تعيين ذكر أو دعاء خاص بعرفة كدعاء الخضر عليه السلام الذي أورده صاحب الإحياء، وأوله: "يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع..." وغيره من الأدعية، وبعضها طويل جداً بمقدار خمس صفحات!.

• إفاضة البعض قبل غروب الشمس.

• ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم الجمعة تعدل اثنتين وسبعين حجة.

• التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الاجتماع عشية يوم عرفة في الجوامع، أو في مكان خارج البلد؛ فيدعون ويذكرون، مع رفع الصوت الشديد، والخطب والأشعار، ويتشبهون بأهل عرفة[4].

وغير ذلك من المخالفات والبدع التي تكون من بعض الناس في ذلك اليوم العظيم، والله المستعان، فنسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين.

______________

[1] الترمذي (889)، والنسائي (3016)، وابن ماجة (3015)، وصححه الألباني.
[2] البخاري (2675)، ومسلم (1718).
[3] شعب الإيمان (7/59)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
[4] انظر: مناسك الحج والعمرة (ص53) وما بعدها. بتصرف.
]

المصدر / موقع الحج المبرور
الصفحة الرئيسة | حـــج 1435هـ - حجا مبرورا

[/SIZE]

شوق الغلا 2014-10-06 05:24 PM

http://forums.mn66.com/uploads/01-20...45_mn66com.gif


الساعة الآن 10:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
تصميم تطبيقات الجوال, شركة تصميم مواقع ، تصميم متاجر ، تسويق الكتروني , ارشفة مواقع   ، مكتب ترجمة معتمدة ،  استقدام خادمات  ، شركة سيو