منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية

منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية (https://www.education-ksa.com/index.php)
-   مدونـة الأعضـاء (https://www.education-ksa.com/forumdisplay.php?f=175)
-   -   مـــدۆۆنــتــــﮯ ღღﻋـــٱٱٱششقــةة ٱٱڵججــنــۃ ღღ (https://www.education-ksa.com/showthread.php?t=71375)

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:06 PM

الكرم في حياة رسول الله
 
الإسلام دين يقوم على الكرم والعطاء؛ لذلك وصف الله نبيَّه بالكرم والجود، فقال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: 40، 41]. فكان وصف الله تعالى له بالكرم دون غيره من أخلاقه العظيمة؛ لأن كل تلك الأخلاق مندرجة فيه، فأخلاقه كلها عظيمة كريمة، قائمة على الكرم والبذل والسخاء، وهو ما كان معروفًا به من قبل أن يأتيه وحي السماء.

وصف كرم رسول الله

ها هي ذي خديجة -رضي الله عنها- تصف كرم رسول الله بقولها: "إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ[1]، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ"[2]. فهذه الأخلاق كلها ناشئة عن بالغ الكرم وعظيم الجود؛ إذ هي كلها تعني البذل والعطاء.

كما وصف عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- كرم رسول الله فقال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ"[3].

حث رسول الله أصحابه على الكرم

لو تأمَّلنا في سيرة رسول الله بعد البعثة لوجدناه دائمًا يحثُّ الصحابة على الإنفاق والكرم، فالكرم طريق السعة، والسخاء سبب النماء؛ لذلك قال النبي لصحابته ومِنْ بعدهم أُمَّتَه تعليمًا لهم وتربية لنفوسهم: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"[4].

الكرم في حياة رسول الله

لقد كانت حياة رسول الله كلها كذلك تطبيقًا عمليًّا لما يؤمن به ويقوله، فنَعِمَ المسلمون في ظلِّ تعاليمه بالأمن والأمان، وصور كرم رسول الله كثيرة، فيُروى عن سهل بن سعد، أنه قال: جاءت امرأةٌ إلى النبي بِبُرْدَةٍ، فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه. فأخذها النبي محتاجًا إليها فَلَبِسَهَا، فرآها عليه رجلٌ من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، فَاكْسُنِيهَا. فقال: "نَعَمْ". فلمَّا قام النبي لاَمَهُ أصحابه، قالوا: ما أحسنْتَ حين رأيتَ النبي أخذها محتاجًا إليها ثم سألتَه إيَّاها، وقد عرفتَ أنَّه لا يُسْأَلُ شيئًا فيمنعه. فقال: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حين لبسها النبي ؛ لعلِّي أُكَفَّن فيها. وفي رواية قال سهل: فكانت كفنه[5].

ومن خلال هذا الموقف ندرك معنى حديث جابر : "مَا سُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ: لاَ"[6]. إذ هو برهان عملي على عدم ردِّ رسول الله في أشدِّ الحاجة إلى ما يُطْلَبُ منه. للسائلين، وإن كان

وضرب رسول الله القدوة والمثل في الكرم والعطاء فقد جاءه مالُ البحرين -وكان أكثر ما أُتي به رسول الله - فقال : "انْثُرُوهُ[7] فِي الْمَسْجِدِ"[8]. فكان رسول الله دائمًا ما يبدأ بالعطاء قبل السؤال، وكان يسعد غاية السعادة بهذا الكرم والعطاء؛ لذلك كان رسول الله يقول: "مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلاَّ شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إِلاَّ أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللهِ: هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا. عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ..."[9].

الكرمفكان جوده وكرمه سببًا من أسباب إسلام الكثيرين؛ لأنه كان يُعطي عطاء مَنْ لا يخشى الفقر، فعن أنس قال: "مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى الإِسْلاَمِ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، أَسْلِمُوا؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لاَ يَخْشَى الْفَاقَةَ"[10].

ومن صور كرم رسول الله أن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ ابن عفراء -رضي الله عنها- قالت: أتيت رسول الله بِقِنَاعٍ[11] من رُطَبٌ، وَأَجْرٍ من قثَّاءٍ زُغْبٍ[12]، فأعطاني ملء كفه حليًّا. أو قالت: ذهبًا. وَقَالَ: "تَحَلَّيْ بِهَذَا"[13]. وهذا دليل على مبلغ كرمه ؛ حيث يجود النبي بكل ما أتى إليه من مال على المؤمنين رغم كونه يقبَل هذه الهدية المتواضعة من امرأة مسلمة ويكافئُها عليها تلك المكافأة العظيمة. فقيرًا لا يملك شيئًا من المال، بل إنه

كما كان رسول الله حريصًا كل الحرص على الكرم والعطاء، حتى قبل وفاته وهو على فراش الموت! فقد بلغ بهذا الفعل درجة من الكرم لا يدانيها كرم أحد في العالمين، فقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: اشتدَّ وجع رسول الله وعنده سبعة دنانير أو تسعة، فقال: "يَا عَائِشَةُ، مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الذَّهَبُ؟" فقلتُ: هي عندي. قال: "تَصَدَّقِي بِهَا". قالت: فشُغِلْتُ به، ثم قال: "يَا عَائِشَةُ، مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الذَّهَبُ؟". فقلت: هي عندي. فقال: "ائْتِنِي بِهَا". قالت: فجئتُ بها، فوضعها في كفِّه، ثم قال: "مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟"[14].

ثم ها هي ذي أمُّ سلمة -رضي الله عنها- تدخل عليه فتجده وهو ساهم الوجه، فقالت: فحسبت أن ذلك من وجعٍ، فقلت: يا رسول الله، ما لك ساهم الوجه؟ فقال: "مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُتِينَا بِهَا أَمْسِ، أَمْسَيْنَا وَهِيَ فِي خُصْمِ[15] الْفِرَاشِ"[16]. وفي رواية: "أَتَتْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهَا"[17].

كرم رسول الله يوم حنين

كرم الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة حنينومن أجمل المواقف التي نختم موقفه يوم حنين، والذي يدلُّ دلالة واضحة على عظيم كرم رسول الله ؛ فقد غنم هو أصحابه مغانم -في هذا اليوم- فاقت الوصف، حتى إن جُبير بن مطعم أثناء عودته من حنين قال: عَلِقَتْ[18] رسولَ الله الأعراب يسألونه، حتَّى اضطرُّوه إلى سَمُرَةٍ[19]، فَخَطِفَتْ رداءه، فوقف رسول الله ، فقال: "أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونِي بَخِيلاً، وَلاَ كَذُوبًا، وَلاَ جَبَانًا"[20]. الذي رافق النبي

فلم يكتنز رسول الله هذه الأموال لنفسه، ويوزع الفتات القليل منها على جنوده، ولكنه r يعلم جيدًا أن المال وسيلة وليست غاية، فاستخدمه في تأليف قلوب زعماء مكة كأبي سفيان، وحكيم بن حِزام، والحارث بن هشام أخو أبي جهل، والنضير بن الحارث أخو النضر بن الحارث شيطان قريش المعروف، والذي كان من ألدِّ أعداء الرسول ، وكما أعطى زعماء القبائل من الأعراب كعُيينة بن حصن زعيم قبيلة بني فزارة، والأقرع بن حابس زعيم بني تميم[21]؛ فكان جوده وكرمه سببًا من أسباب رسوخ الإسلام في قلوب هؤلاء، وغدت كلمة أنس خير دليل على حالهم: "إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلاَّ الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها"[22].

_____________________________________

[1] الكَلّ: هو مَنْ لا يستقلّ بأمره، أي تحمل الثِّقْل من كل ما يُتكلَّف، انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/24، وابن منظور: لسان العرب، مادة كلل 11/590.

[2] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله (3)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله (160).

[3] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله (6)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب كان النبي أجود الناس بالخير من الريح المرسلة (2308).

[4] البخاري عن أبي هريرة: كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى..." (الليل: 5-10) (1374)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب في المنفق والممسك (1010).

[5] البخاري: كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5689)، وكتاب البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع (1987)، وابن ماجه (3555)، وأحمد (22876).

[6] البخاري: كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5687)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله شيئًا قط فقال: "لا". وكثرة عطائه (2311).

[7] انثروه أي: صُبُّوه. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/517.

[8] البخاري عن أنس: أبواب المساجد، باب القسمة وتعليق القبو في المسجد (411)، والبيهقي في السنن الكبرى (12807).

[9] البخاري عن أبي ذرٍّ: كتاب الرقاق، باب قول النبي : "ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبًا" (6079).

[10] مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله شيئًا قط فقال: لا. وكثرة عطائه (2312)، وأحمد (12813)، وابن حبان (6373)، والفاقة: الفقر والحاجة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة فوق 10/315.

[11] القناع: الطبق الذي يؤكل عليه الطعام، انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادَّة قنع 8/297.

[12] الأجر: جمع جرو الصغير من القثاء، والزغب جمع أزغب وهو صغار الريش أول ما يطلع، شبه به ما على القثاء من زغب، انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادَّة زغب 1/450.

[13] أحمد: (27065)، والترمذي: الشمائل المحمدية (201)، وإسحاق بن راهويه (2036)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني واللفظ له وأحمد بنحوه وزاد فقال: "تحلى بهذا". وإسنادهما حسن. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/59.

[14] ابن حبان: كتاب الرقائق، باب الفقر والزهد والقناعة (715)، وأحمد (24604) وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح. ومصنف ابن أبي شيبة 8/134، 135، والطبري: تهذيب الآثار (2485).

[15] خُصْمُ الفراش: طرفه وجانبه، انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادَّة خصم 12/180.

[16] أحمد (26557)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وابن حبان (5160)، وأبو يعلى (7017).

[17] أحمد (26714)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.

[18] عَلِقَتْ به الأعراب أي: لزموه. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/159، وابن منظور: لسان العرب، مادة علق 10/261.

[19] السمرة: شجرة طويلة متفرقة الرأس قليلة الظل صغيرة الورق والشوك، انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 6/254.

[20] البخاري عن عمرو بن شعيب: كتاب الخمس، باب ما كان للنبي يعطي المؤلفة قلوبهم (2979)، والنسائي (3688)، وابن حبان (4820)، والموطأ برواية يحيى الليثي (977).

[21] انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 4/286، وتفسير ابن أبى حاتم 6/1822، 1823، والطبري: تاريخ الأمم والملوك 2/175، وابن كثير: البداية والنهاية 4/360.

[22] مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله شيئًا قط فقال: "لا"... (2312)، وأبو يعلى (3750).

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:08 PM

مقارنة بين عيسى –عليه السلام- ومحمد -عليه الصلاة والسلام_يوسف استس
 
"هل انت ذلك النبي – المنتظر - ؟" ( انجيل يوحنا 1:20 )
من كان "ذلك النبي" ؟
مقارنة بين عيسى –عليه السلام- ومحمد -عليه الصلاة والسلام –
"ذلك الشخص المواسي، روح الحقيقة، هو الذي سوف يرسله الله باسمي، سوف يعلمكم جميع الأشياء وسوف يذكركم بكل ما أخبرتكم به"
الكتاب المقدس – يوحنا 14: 26
قال تعالى على لسان عيسى ابن مريم {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}
القرآن الكريم – 61: 6
سأل كبار الكهنة واللاويين(أفراد قبيلة لاوي العبرانية) يوحنا المعمدان: "إذا لم تكن عيسى (المسيح) ولم تكن إلياس، فهل أنت ذلك الرسول؟"
الكتاب المقدس – يوحنا 1: 20
عندما سأل كبار الكهنة واللاويين يوحنا المعمدان من يكون، وجهوا له ذلك السؤال بشكل غريب جداً. في البداية سألوه هل أنت المسيح المنتظر (عيسى أو يسوع باللغة اليونانية)، فكان جوابه أنه ليس المسيح الذي كانوا يتطلعون إليه. ثم سألوه بعد ذلك، هل أنت الرسول إلياس؟ فأجابهم مرة أخرى "لا". والآن يأتي الشق الغريب من السؤال. سألوه أخيراً، هل أنت "ذلك الرسول؟"
هل أنت المسيح؟ (لا)
هل أنت إلياس؟ (لا)
هل أنت ذلك الرسول؟ (لا)
فماذا كانوا يعنون بكلمة "ذلك الرسول؟" نحن بالطبع نعرف من هو عيسى (عليه السلام)، كما
أن جميع النصارى يفترض أنهم يعرفون أن كلمة عيسى
christ" " هي مختصر لكلمة المسيح باللغة اليونانية " christos "، وهو نفس المعنى المستخدم في اللغة العبرية لكلمة "المسيح".
إن اليهود قبل ألفي عام كانوا بالتأكيد يبحثون عن المسيح الذي تنبأت به كتبهم وكانوا يعلمون أنه سوف يخرج ويقودهم إلى النصر على أعدائهم وبذلك يسترجعون سيادتهم على العالم. فقد كانوا مضطهدين تحت السيطرة الرومانية، وحتى ملوكهم اليهود كانوا مجرد دمى يلعب بها الكفار. ولذلك، كانوا سوف يتذوقون طعم السعادة الغامرة لو رأوا شخصاً ما قادماً ليهزم ملوك الرومان والأشخاص الذين يعينونهم للرقابة على الأرقاء.
عندها سأل الكهنة واللاويين يوحنا المعمدان فيما إذا كان هو الرسول إلياس وقد عاد بعد غياب طال مئات السنين. فقد كان متداولاً بينهم أن إلياس سوف يعود مرة أخرى، ولكن مرة أخرى، كان جواب يوحنا المعمدان بالنفي.
إذاً، من يكون؟ لقد تعجبوا من هذا الرجل الذي يعيش في الصحراء وترك الثروة والرفاهية وآثر الصوم وهجر ملذات الحياة الدنيا.
ثم سألوا يوحنا المعمدان مرة أخرى من يكون، فقالوا: "هل أنت ذلك الرسول؟" ولكنه أجاب بأنه "ليس ذلك الرسول" ولكنه أخبرهم بعد ذلك عن شخص سوف يأتي بعده قريبا، وقال بأنه – أي يوحنا - لا يعادل رباط حذاء ذلك الشخص.
ومع ذلك، فإن ذلك ليس جواباً شافيا على السؤال، "فمن كانوا يتوقعون مع المسيح؟ هل كانوا ينتظرون شخصاً مثل محمد (صلى الله عليه وسلم)؟ (ربما)
من هو ذلك الرسول؟
استمر في القراءة واعرف من هو "ذلك الرسول" وما هي البراهين الأخرى التي يمكن اكتشافها في النصوص المقدسة لإثبات هذه الفكرة.
لقد كان المسلمون لعدة قرون يعتقدون أن عيسى (عليه السلام) كان "ذلك الرسول" المذكور في كلمات إنجيل يوحنا. فقد ذكر القرآن الكريم أن الصفات الرئيسية لرسالة عيسى (عليه السلام) أنها "تبشر" أو "تزف البشائر" حول الرسول القادم محمد (صلى الله عليهم وسلم). فخلال فترة رسالته القصيرة التي لم تتجاوز الثلاث سنوات، والتي أبدت خلالها أمته العدوان تجاهه، بشرهم عيسى (عليه السلام) بنبي اسمه أحمد (وهو أحد صيغ اسم "محمد" صلى الله عليه وسلم") وهو آخر رسول يبعثه الله تعالى وسوف يكمل به الشريعة السماوية نظريا وعملياً. وقد ذكر القرآن الكريم على لسان عيسى عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}
القرآن الكريم – 61: 6
لقد بيّن القرآن الكريم أن اسمه "أحمد" وهو أحد صيغ كلمة "محمد" (صلى الله عليه وسلم)، فهو تماما كما هو شائع في اللغة الإنكليزية، مثل اسم جوزيف، يشار إليه بصيغة مختصرة مثل "جو" أو "جوي" وكذلك أسماء من مثل "جوناثان" تختصر بكلمة "جون" "جاك" أو جوني"، ونفس المبدأ ينطبق في اللغة العربية على اسم "محمد"، "أحمد" و "حمد" وهي بعض الأسماء المشتقة من الجذر "حمد" في اللغة العربية، ويمكن فهمها على أنها "الشخص الذي يحمد الله، أو الشخص المحمود، أو الحامد وغيرها من المعاني.
وقد ذكر عبد الله يوسف علي أثناء ترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية أن "أحمد أو محمد أو المحمود، هي ترجمة للكلمة اليونانية periclytos ، وقد تم ترجمة هذه الكلمة في إنجيل يوحنا الحالي 14: 16، 15: 26، و 16: 7، على أنها تعني "المواسي" ويمكن أن تعني أيضا "المؤيد أو المحامي، وهو الشخص الذي يستعان به لمساعدة وإراحة الآخرين، أو الصديق اللطيف. ومحمد (صلى الله عليه وسلم) كان معروف منذ ولادته بأنه الشخص الذي جلب الراحة والهدوء إلى عائلته وأصدقائه والغرباء على حد سواء، وخاصة في جمع أواصر القرابة والحب الأخوي.
ومن الألقاب التي ذكرت عن محمد (صلى الله عليه وسلم) في الكتاب المقدس (أو على الأقل ما بقي منه في اللغة الإنكليزية)، كلمة "روح الحقيقة"، وكلمة الصادق باللغة العربية هي تماما معنى تلك الكلمة وهي من الأسماء الذي اشتهر بها محمد (صلى الله عليه وسلم) بين من عرفوا صدقه وأمانته.
وفي إنجيل العهد الجديد، بحسب يوحنا، وعدهم عيسى (عليه السلام) أن ذلك الشخص "المواسي" أو "الذي يساعد ويريح الآخرين" أو "المؤيد" سوف يأتي، في أربعة مواضع (يوحنا 14: 16، 14: 26، 15: 26، 16: 7). ومن المعروف بديهيا أن عيسى (عليه السلام) لم يعد خلال فترة حياتهم ولم يظهر أي رسول آخر آنذاك، ولذلك توصل المفكرون المتأخرون إلى القول أن عيسى (عليه السلام) ليس هو "شخصيا" من سيظهر، بل سوف يعود على "شكل روح". وهذا جعل بعض النصارى يعتقدون أنه الروح القدس الذي سينزل على الحواريين في يوم عيد الحصاد (الفصل 2) ليشهد عن المسيح ويدلهم على الحقيقة برمتها ويكون مع المؤمنين إلى الأبد ولن يموتوا بعد ذلك أبداً (يوحنا 3: 16) وسوف يعيشون حياة خالدة. كما أضاف بعضهم بعض الآيات لاحقا (انظر الملاحظات الهامشية بخصوص النسخة القياسية المعدلة عن الإنجيل) إلى الجزء الأخير من مرقس (16) حيث تنزل الروح إليهم بشكل يتخيلون فيه أنفسهم قادرين على التحدث بلغات جديدة، يلتقطون الأفاعي، يضعون أيديهم على المرضى فيتماثلون للشفاء، ويشربون السم ولا يؤثر ذلك فيهم شيئاً. (لوقا 23: 17- 18).
ومن النقاط الجديرة بالذكر أيضا، أن ذلك الشخص "المواسي" أو "المؤيد" أو "روح الحقيقة" سوف يسكن معنا من الآن فصاعداً. ومن المعروف حاليا أن كل شخص يمكنه أن يرى تأثير محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالته في "عبادة إله واحد لا شريك له" والتي لا تزال مستمرة منذ فترة طويلة بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم).

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:10 PM

صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
 
الصورة الأولى :



عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري .


الصورة الثانية :



عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة . فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان ) رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لهما ( وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي . فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ).


الصورة الثالثة :



عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .


الصور الرابعة :



عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري .


الصورة الخامسة :



عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) رواه مسلم .


الصورة السادسة



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري ومسلم .


الصورة السابعة :



عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ) رواه أبو داود بسند حسن .


الصورة الثامنة :



عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : ( لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ) . فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : ( أين علي ) . فقيل : يشتكي عينيه ، فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه ، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : ( على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) . رواه البخاري ومسلم .

الصورة التاسعة :



عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة "رواه مسلم .

الصورة العاشرة :



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة . فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي . قلت : يا رسول الله ! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي . فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره . فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم . فلما جئت فصرت إلى الباب . فإذا هو مجاف . فسمعت أمي خشف قدمي . فقالت : مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة الماء . قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها . ففتحت الباب . ثم قالت : يا أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح . قال قلت : يا رسول الله ! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة . فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا . قال قلت : يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين ، ويحببهم إلينا . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين . وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي ، ولا يراني ، إلا أحبني ) رواه مسلم .


الصورة الحادية عشرة :



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه ، على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، قال : ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) رواه البخاري .


الصورة الثانية عشرة :

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم قالوا : يا رسول الله ! أحرقتنا نبال ثقيف ، فادع الله عليهم . فقال : اللهم اهد ثقيفا ) رواه الترمذي بسند صحيح .

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:11 PM

ما هي أفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ يوسف استس
 
يتحدث اليوم تقريبا كل من يحيى على وجه الأرض حول شخصية النبي محمد صلى الله عليه و سلم. الكل يريد أن يعرف "من هو تحديدا؟" "ماذا كانت تعاليمه؟" "لماذا يحبه البعض بهذه الصورة بينما يكرهه البعض الآخر ؟"هل رقي إلى مستوى إدعاءاته؟" "هل كان رجلا مقدسا؟" "هل كان نبي مرسل من الله؟" "ما هي حقيقة هذا الرجل : محمد؟"
كيف يمكننا اكتشاف الحقيقة مع التزامنا الصدق في حكمنا؟
سوف نبدأ بسرد الدلائل و الحقائق التاريخية التي نقلها الينا الآف البشر و الذين كان البعض منهم على معرفه شخصية به صلى الله عليه و سلم و ما سنورده هنا هو مرتكز على كتب و مخطوطات و روايات شهود العيان و هي أكثر من أن نستطيع حصرها في هذا السياق و لكن جميعها قد تم حفظها على هيئتها الأصلية من قبل المسلمين و غير المسلمين على حد سواء.
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ولد في سنة 570 بعد الميلاد في مكه بما يعرف الآن بالمملكة العربية السعودية و توفي في سنة 633 ميلادية في يثرب (المعروفة بالمدينة المنورة ، في المملكة العربية السعودية).
أ‌) أسمائه صلى الله عليه و سلم: أطلق عليه جده عبد المطلب إسم محمد حال ولادته و هي تعني (المحمود أو المشاد به). فيما بعد أطلق عليه الصديق بواسطة من تعاملوا معه و عرفوا صدقه و أمانته فلم يكن يقول إلا الحقيقة. و قد أطلقوا عليه أيضا الأمين و ذلك لما عرف عنه من النزاهه و من أ داء الأمانات إلي أهلها. فحينما كانت تتقاتل قبيلتان كانت كل منهما تأتمنه على ممتلكاتها خلال المعركة حتى و إن كان القتال ضد بعض أهل قبيلته و ذلك لمعرفتهم أنه يحافظ على الأمانات المحفوظه عنده. كل هذه الأسماء التي أطلقت عليه إنما تنم عن شخصية تتمتع بالنزاهه و الصدق و الأمانه. و كان معروفا بدعوته و حماسه للمصالحة بين الأقرباء من القبائل و قد امر أتباعه باحترام و تبجيل صلة الرحم. و هذا يتناسب تماما مع النبوءة المذكورة في إنجيل يوحنا الفصل 14 و 16 بمجىء نبي معروف ب(روح الحقيقة) أو (المعزي) أو (المؤيد).
ب‌) و هو سليل إبراهيم (عليه السلام) من خلال إبنه إسماعيل (عليه السلام) لقبيلة قريش النبيلة التي كانت تحكم مكة في هذه الفترة و صلة محمد صلى الله عليه و سلم هي مباشرة بإبراهيم. و هذه النقطه تشير الي تحقيق نبوءة العهد القديم (التوراه) في ديوترونومي (الفصل 15:18) و هي عن نبي مثل موسى من أخوته.
ت‌) و قد حافظ على تعاليم الله سبحانه و تعالى تماما كما فعل أجداده من أنبياء الزمن الغابر. و فيما يلي ما انزل على محمد من القرآن بواسطة جبريل عليه السلام : " قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون. " (الأنعام: 151).
ث‌) عاش محمد صلى الله عليه و سلم في التزام تام بوحدانية الله دون إشراك أي آ لهة أخرى و كانت هذه كذلك أولى التعاليم في العهد القديم (سفر الخروج 20 و ديوترونومي 5) و في العهد الجديد أيضا (مرقس الفصل: 12 الآية 29).
ج‌) و قد أمر محمد صلى الله عليه و سلم أتباعه بطاعة الله عز و جل و التزام تعاليمه كما أنزلها عليه جبريل عليه السلام من الله : " ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون . " (النحل:90).
ح‌) لم يمارس محمد صلى الله عليه و سلم قط عبادة التماثيل أو الاصنام أو الألهة التي يصنعها الإنسان و هي العادة التي كانت منتشرة بين أبناء قبيلته. و قد نهى اتباعه عبادة أي شيء إلا الله الواحد إله آدم و إبراهيم و موسى و كافة الأنبياء عليهم جميعا السلام. " وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. " (القيمة: 4،5). لقد أزدرى محمد صلى الله عليه و سلم العبادة الزائفة للتماثيل و الآلهه التي من صنع الإنسان كما كره التعقيدات و الامتهان التي تؤدي إليه مثل هذه العبادة.
خ‌) لقد كان محمد صلى الله عليه و سلم يقدس و يبجل أسم الله إلى أقصى ما يمكن و لم يكن يستخدمه في الاختيال لنفسه بل قد نهى أتباعه عن تبجيله هو شخصيا صلى الله عليه و سلم و حثهم على استخدام لفظة عبد الله.
د‌) لقد أدى محمد صلى الله عليه و سلم العبادة و الطقوس الصحيحة الواردة عن آبا ئ ه إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام و فيما يلي آيات من ثاني سور القرآن فلتقرأ بتمعن: " واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين "
" وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ "
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ "
" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
" رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "
" رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "
" وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ "
" إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ "
" وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ." (البقرة 124 – 132).
ذ‌) لقد أدى محمد صلى الله عليه و سلم طقوس العبادة تماما كما أداها الأنبياء من قبله و هي السجود أثناء الصلاة. لقد كان يتجه إلى بيت المقدس في عبادته و يأمر اتباعه القيام بالمثل (إلى أن أرسل الله سبحانه و تعالى الملك جبريل بالوحي لتغيير إتجاه القبلة الوارد بالقرآن الكريم).
ر‌) لقد أرسى محمد صلى الله عليه و سلم الحقوق لكافة أفراد الأسرة و على وجه الخصوص للوالدين الأم و الأب و أيضا للبنات الرضع و لليتامى من البنات و بالتأكيد للزوجات، ومعلوم من القرآن أن محمد صلى الله عليه و سلم أمر اتباعه بتوقير و احترام الوالدين و قد نهوا حتى عن قول "أف" لهما : " وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. " (ألإسراء: 23).
ز‌) كان محمد صلى الله عليه و سلم هو المدافع عن حقوق اليتامى و حديثي الولادة فقد أمر باتخاذ العنايه باليتامى و إطعام الفقراء وسيلة لدخول الجنة فيما توعد من يمنع الحقوق عن هؤلاء بعدم رؤيتها (اي الجنة) : "الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون". (البقرة: 274). هذا و قد حرم وأد البنات حديثي الولادة جريا على عادات الع ر ب البدائية. و قد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في الآيات : ”وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ . " (التكوير: 8 )

س‌) و قد أمر الرسول صلى الله عليه و سلم الرجال ألا يرثوا النساء كرها و ألا يتزوجوا النساء إلا بموافقتهن و أن لا يقربوا أموالهن حتى يحثهم على تحسين أواضعه م الماليه. " يا ايها الذين امنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن الا ان ياتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. " (النساء:19). و نستنتج أيضا من هذه الآيه انه حرم عادة ضرب و إيذاء الزوجات (ف ز وجته صلى الله عليه و سلم تقول إنه لم يضربها مرة واحدة). و لم تكن له صلى الله عليه و سلم أية علاقات جنسية خارج الزواج و لم يوافق عليها أبدا على الرغم من كونها شائعة في ذلك الوقت. لقد كانت علاقاته بالنساء محدودة بإطار الزواج الشرعي الموثق بشهادة الشهود وفقا للقانون كما كانت علاقته بعائشة هي فقط الزواج إلا انه لم يتزوجها حين عرض عليه ابو بكر الزواج بها اول مرة. فقد تزوجها فقط عندما بلغت و كانت قادرة على اتخاذ القرار. و قد قامت عائشه نفسها بوصف علاقتهما تفصيليا بطريقه ملؤها الحب و الاحترام كما ينبغي لزواج عقد في الجنة. و تعتبر السيدة عائشه رضي الله عنها من كبار علماء الإسلام و قد عاشت حياتها كلها و هي زوجة لمحمد صلى الله عليه و سلم و لم تفكر بأي رجل آخر و لم تصرح أبدا باي تصريح سلبي عن الرسول صلى الله عليه و سلم.
ش‌) أمر محمد صلى الله عليه و سلم الرجال بالإنفاق على النساء و حمايتهن سواء كن أمهاتهم أو أخواتهم أو زوجاتهم أو بناتهم أو بنات غيره م سواء كن مسلمات أو غير ذلك. " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (النساء:34).
ص‌) حرم محمد صلى الله عليه و سلم قتل الأطفال مخافة الفقر كما حرم قتل الناس الأبرياء: "قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون (الأنعام: 151).
ض‌) لم يقترف محمد صلى الله عليه و سلم الزنا أبدا و قد أمر اتباعه فقط بالزواج و حرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج. " الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم." (البقرة: 268).
"قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون". (الأعراف: 33).
" ولا تقربوا الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا". (ألاسراء: 32).
" الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين. (النور:3).
" ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون". (النور:19).
" يا ايها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا ياتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم". (الممتحنة:12).
لقد كان الناس يقترفون الزنا في كل أرجاء العالم على عهد محمد صلى الله عليه و سلم إلا انه لم يقم قط بهذه الفعلة و نهى عنها اتباعه تماما.
ط‌) نهى محمد صلى الله عليه و سلم عن التعامل بالربا و أخذ الفائدة على القرض كما نهى عنه نبي الله عيسى (عليه السلام ) قبل ذلك بقرون و إنه لمن الجلي أن الربا يأكل الثروات و يدمر النظم الاقتصادية على مر العصور و كما هو الحال في تعاليم رسل الأزمنة السابقة أعتبر محمد صلى الله عليه و سلم هذه الممارسات غاية في الشر و أنه يجب تجنبها تماما حتى يحقق المرء السلام مع الله سبحانه و تعالى الخالق.
" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
" يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ "
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
" فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ. " (ألبقرة: 275-279).
ظ‌) لم يمارس محمد صلى الله عليه و سلم لعب القمار كما نهى عنه فهو كالربا يدمر الثروات و لكن بطريقه أسرع.
" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ. " (البقرة:219)

لم يكن القمار ينظر إليه على إنه من أعمال الشر قبل زمن محمد صلى الله عليه و سلم أما اليوم فمن المعلوم الأضرار التي يسببها القمار للأسر و حتى للصحة العقلية فإن فكرة الكسب من لا شىء ليست الطريقة المستقيمة التي حض عليها محمد صلى الله عليه و سلم.
ع‌) لم يشرب محمد صلى الله عليه و سلم الخمر أو أي من المشروبات المماثلة على الرغم من كونها عادة طبيعية لأهل هذا الزمان و المكان.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
" انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون. " (المائدة: 90-91)
إن الأعراب كما كانت تفعل باقي الحضارات كانوا يشربون الخمر بغض النظر عن تأثيرها على صحتهم و على شخصيتهم حال كونهم تحت تأثيرها وكان العديد م ن هم مدمنا عليها . أما في وقتنا الحالي فليس هناك حاجة لتقيم الأثباتات على مدى خطورة هذه العادة فبجانب تسبب الخمر في تدمير صحة الإنسان فإنها كثيرا ما تتسبب بالحوادث المرورية التي تضر بالممتلكات و تسبب الإصابات و الوفيات. كان الأمر الأول لأتباع محمد صلى الله عليه و سلم هو ترك شرب الخمر حال انخراطهم بالعبادة ثم جاء الأمر بتركها بالكلية.
غ‌) لم ينخرط محمد صلى الله عليه و سلم في الثرثرة و النميمة و كان دائما ما ينصرف عن سماعهما.
" يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. " (الحجرات:6)
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ. " (الحجرات 11-12).
بالطبع فإن هذه التعاليم هي محل تقدير و بخاصة في يومنا الحالي حيث ينخرط الكل في اسوأ أنواع الثرثرة و السباب لبعضهم البعض وحتى فيما بين أقرب الأقرباء.
ف‌) لقد كان محمد صلى الله عليه و سلم في غاية الكرم و كان يحث اتباعه على نهج ذات الطريقة في تعاملاتهم مع بعضهم البعض حتى إنه كان يحثهم على العفو عن ديونهم المستحقة لدى البعض رغبة فيما عند الله سبحانه و تعالى.
" وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. " (البقرة:280-281).
ق‌) لقد أمر محمد صلى الله عليه و سلم بآداء الصدقات إلي الفقراء و كان المدافع الأول عن الأرامل و اليتامى. " فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ. " (الضحى:9)
" لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ. " (البقرة:273).
ك‌) لقد علم محمد صلى الله عليه و سلم الناس كيف يتعاملون مع المحن و الابتلاءات التي تحدث على مدار حياتهم و قد أفاد إنه فقط من خلال الصبر يمكن تحقيق العزيمة و الفهم لتعقيدات و إحباطات الحياة. لقد كان صلى الله عليه و سلم أكثر الناس صبرا و كان المثل الأعلى في التواضع و قد أقر كل من عرفه له بهذه الفضائل.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. " (البقرة:153).
و قد أوضح صلى الله عليه و سلم أن هذه الحيا ة هي اختبار من الله سبحانه و تعالى:
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. (البقرة: 155 - 156).
ل‌)لقد كان محمد صلى الله عليه و صواما ليكون أقرب إلي الله سبحانه و تعالى و أبعد ما يكون عن مفاتن الدنيا.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. " (البقرة:183).
م‌) لقد دعا محمد صلى الله عليه و سلم إلي القضاء على كافة أشكال العنصرية و القبلية منذ بدء الدعوة و حتى إنتهاء بعثته , لقد كان صانع السلام لكل البشر و ل كل الأزمنة.
" يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير. " (الحجرات:13).
و في آية أخرى من القرآن الكريم: <

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:14 PM

بساطة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
 
- لم يتصرف الرسول صلى الله عليه وسلم كما لو كان اعظم او احسن من الآخرين، على الرغم من مكانته كقائد. لم يشعر الناس ابدا انهم ضعفاء او غير مرغوب فيهم او محرجين. كان يتحاور مع صحابته للعيش على نحو طبيعى و بتواضع ، و ان يطلقوا العبيد كلما استطاعوا وان يعطوا الصدقة خاصة للفقراء واليتامى والمساكين بدون التفكير فى اى مقابل.



- كان صلى الله عليه وسلم يأكل القليل و البسيط من الطعام و كان يفضل الا يملأ معدته. قد تمر أيام على بيت رسول الله لا تشعل فيها النار لطهو الطعام، وكان ينام على فراش متواضع على الارض

ولم يكن لديه أى وسيلة من وسائل الراحة او البهرجة داخل بيته البسيط.



- حاولت حفصة، زوجته ، فى يوم من الايام ان تجعله يرتاح في نومه أكثر خلال الليل عن طريق طى الحصيرة التي ينام عليها، بدون أخباره صلى الله عليه وسلم . نام فى هذة الليلة بسلام و لكنه استغرق فى النوم ولم يؤدي صلاة الفجر في وقتها. غضب الرسول من هذا التصرف لدرجة انه قرر ان لا ينام بهذه الطريقة مجددا.



- الحياة البسيطة و الرضا كانا من اهم التعاليم في حياة الرسول:

" عندما ترى شخص يملك من المال و الحسن أكثر منك، فانظر لمن لديه الأقل"، وبهذا سوف تشكر الله على عطاياه بدلا من ان تشعر بالحرمان.



- اعتاد الناس سؤال زوجته عائشة - ابنة أول و أوفى صحابته أبو بكر- كيف كان يعيش صلى الله عليه وسلم في المنزل؟ فكانت تجيبهم رضي الله عنها : "مثل اى رجل عادى ،كان يكنس المنزل، و يخيط ملابسه الخاصة ، و يصلح خفه ،و يسقى الجمال، و يحلب المعزاة،و يساعد الخدم فى عملهم ،و ياكل طعامه معهم، و كان يذهب الى السوق ليجلب لنا ما نحتاج."



- لم يكن لدى الرسول صلى الله عليه وسلم ثياب كثيرة، و كان يغسلها بنفسه . كان محب للمنزل و محب للسلام ، كان يقول:"عندما تدخل إلى منزل سل الله ان يباركه ." كان يحيي الآخرون بعبارة :" السلام عليكم." لان السلام هو اعظم شئ فى هذا الوجود.



- كانت الأخلاق الحميدة بالنسبة إليه ثوابت يجب الالتزام بها، و كان يحيى الناس بلطف، و يظهر الاحترام لمن هم اكبر سنا، وكما قال صلى الله عليه وسلم ما معناه :"أقربكم إلى مكانة أحسنكم خلقا."



- كل كلامه و تصرفاته والتي نجدها ضمن سنته المطهرة تدل على عظمتة و نبله، و عطفه ،و إنسانيته، و روح دعابته، و على سمو الاحساس الذى كان لديه تجاه الحيوانات و الأشخاص و خاصة تجاه أسرته.



- قبل كل شئ ، كان رجل يطبق كل ما يعظ به. حياته الخاصة و العامة كانتا مثالا رائعا لصحابته لكي يحتذوا بها.

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:26 PM

آآللهـــم صلي وسلم على سدنــآآ ونبينــآآ محمد
( صلو عليه وسلمو تسليمـــآآ )

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:28 PM

آداب محمد رسول الله
 
1-محمد صلى الله عليه وسلم معلماً. من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) متفق عليه.
والمراد بالحسد: الغبطة وهو: أن يتمنى مثله.
-عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)) متفق عليه.
-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) رواه مسلم.
من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا! فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. ((النواجذ)): الأنياب وقيل الأضراس.

2-محمد صلى الله عليه وسلم أكلاً.
من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سم الله، وكل بيمينك؛ وكل مما يليك)) متفق عليه.
من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط: إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه. متفق عليه.

3-محمد صلى الله عليه وسلم شارباً.
من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم)) رواه الترمذي وقال حديث حسن.
من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الشراب ثلاثا. متفق عليه.
يعني: يتنفس خارج الإناء.


4-محمد صلى الله عليه وسلم مع المرضً.
من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من عاد مريضا لم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض)) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن. وقال الحاكم حديث صحيح على شرط البخاري.
من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن أنس رضي الله عنه قال لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب. فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرب أبتاه! فقال: ((ليس على أبيك كرب بعد اليوم)) فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة رضي الله عنها: أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟! رواه البخاري.

5-محمد صلى الله عليه وسلم مسافراً.
من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم:
-عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يغزو فقال: ((يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين أوالثلاثة فما لأحدنا من ظهر يحمله إلا عقبة كعقبة)) يعني أحدهم قال: فضممت إلي اثنين أو ثلاثة ما لي إلا عقبة كعقبة أحدهم من جملي. رواه أبو داود.
من حياة محمد صلى الله عليه وسلم:
-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير فيزجي الضعيف ويردف ويدعو له. رواه أبو داود بإسناد حسن.

6-محمد صلى الله عليه وسلم ماشيا:
من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم: 223-رص
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مر في شيء من مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبل فليمسك أو ليقبض على نصالها بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء)) متفق عليه.

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:30 PM

معجزات النبي صلى اله عليه وسلم
 
معجزات النبي مع الشياطين والجن

- حراسة السمع من استراق الجن السمع بعد المبعث النبوي
عن ابن عباس : أنه لم يكن قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع ، فإذا أنزل الوحي سمعت الملائكة صوتاً كصوت الحديد ، ألقيتها على الصفا ، قال : فإذا سمعت الملائكة خروا سجداً فلم يرفعوا رءوسهم حتى ينزل ، فإذا نزل قال بعضهم لبعض : ماذا قال ربكم ؟ فإن كان مما يكون في السماء قالوا : الحق وهو العلي الكبير ، وإن كان مما يكون في الأرض من أمر الغيب موت أو شيء مما يكون في الأرض تكلموا به ، فقالوا : يكون كذا وكذا . فيسمعونه الشياطين فينزلونه على أوليائهم .
فلما بُعث محمد دحروا بالنجوم ، فكان أول من علم بها ثقيف فكان ذو الغنم منهم ينطلق إلى غنمه فيذبح كل يوم شاة ، وذو الإبل يذبح كل يوم بعيراً ، فأسرع الناس في أموالهم فقال بعضهم لبعض : لا تفعلوا ، فإن كان النجوم التي تهتدون بها وإلا فإنه أمر حدث ، فنظروا فإذا النجوم التي يهتدى بها كما هي لم يزل منها شيء ، وصرف الله الجن فسمعوا القرآن فلما حضروه قالوا : أنصتوا فانطلقت الشياطين إلى إبليس فأخبروه ، فقال : هذا حدث في الأرض ، فائتوني من كل أرض بتربة ! فأتوه بتربة تهامة ، قال : ها هنا الحدث.
]أخرجه أبو نعيم في الدلائل ( ص 181،180) [.


- النبي يمسك بإبليس
عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : قام رسول الله يصلي ، فسمعناه يقول : " أعوذ بالله منك " ثلاث مرات ، ثم قال : "" ألعنك بلعنة الله التامة "" ثلاثاً وبسط يده كأنه يتناول شيئاً ، فلما فرغ من الصلاة ، قلنا : يا رسول الله ، قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، فقال : "" إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ، ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله ! لولا دعوة أخينا سليمان ، لأصبح موثقاً ( أي مقيداً ) يلعب به ولدان أهل المدينة ".
]أخرجه مسلم كتاب المساجد باب جواز لعن ا لشيطان ( 1/385) [

- هزيمة الشياطين
قال رجل لعبد الرحمن بن خنيس : حدثنا كيف صنع النبي حين كادته الشياطين ، فقال عبد الرحمن : إن الشياطين تحدرت على رسول الله من الجبال والأودية ، معهم شيطان معه شعلة من نار ، يريد أن يحرق رسول الله بها ، فلما رآهم رسول الله فزع منهم ، فأتاه جبريل – عليه الســلام – فقال : يا محمد ، قل .قال : " وما أقول ، قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق وبرأ وذرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما يلج في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، وشر الطوارق ، إلا طارق يطرق بخير يا رحمن )) قال : " فطفئت نار الشياطين ، وهزمهم الله عز وجل " .
]أخرجه أحمد (3/419) والبيهقي في الدلائل ( 7/95) [


- إخباره أن المسلمين لا يعبدون الشيطان بجزيرة العرب
عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله: " إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن التحريش بينهم، [أخرجه مسلم كتاب المنافقين باب تحريش الشيطان ] ، وإشعار نار الفتنة والتقاتل على الدنيا ".

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:31 PM

معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن
 
-القرآن يتحدى ( الإتيان بمثله أم بسورة منه )
تحداهم القرآن العظيم أن يأتوا بمثله فعجزوا .
قال تعالى : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ) البقرة: 23
وتحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله فعجزوا قال سبحانه : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) هود : 13 .
وتحداهم أن يأتوا بأقصر سورة من مثله فعجزوا قال سبحانه : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) يونس : 38 . ولم يعارض القرآن إلا مجنون أو أحمق.
هذا مسيلمة الكذاب راح ليثبت أن الوحي قد نزل عليه , ورام أن يعارض القرآن الكريم ,فوقع في شر أعماله , ولو نطق الحيوان لقهقه من قرآن مسيلمة استمع إليه وهو يقول : والمذرعات ذرعاً . والحاصدات حصداً والذاريات , قمحاً ، والطاحنات طحناً . والخابزات خبزاً . والثاردات ثرداً . واللاقمات لقماً ,إهالة وسمناً , لقد فضلتم على أهل الوبر . ما سبقكم أهل المدر . رفيقكم فامنعوه , والمعتر فآووه , والناعي فواسوه .
وكأنه أراد أن يعارض سورة العاديات فأضحك الله منه خلقه . والرجل كان عبد بطنه لذا تنزل الوحي على معدته !! .
ومن كلام السافل أيضاً : يا ضفدع بنت الضفدعين , نقي ما تنقين , لا الماء تكدرين , ولا الشارب تمنعين , رأسك في الماء وذنبك في الطين .
قال الجاحظ في الحيوان عند كلامه عن الضفدع : ولا أدري ما هيج مسيلمة على ذكرها , ولم ساء رأيه فيها حتى جعل بزعمه فيها فيما نزل عليه من القرآن : يا ضفدع بنت ضفدعين .
ومن كلامه الساقط البارد السخيف النتن الذي لا ينهض ولا يجلو ولا يتماسك : الفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل .
قصد بهذا الهراء السخيف أن يعارض سورة الفيل , وشتان بين الثرى والثريا . وقال أيضاً : والليل الدامس . والذئب الهامس . ما قطعت أسد من رطب ولا يابس .
فكيف وجد من العرب الفصحاء البلغاء , من يغرى بمثل هذا الهراء لا جرم أنها العصبية والحمية ومحاولة القضاء على الدعوة الإسلامية .
ورد أن عمرو بن العاص – قبل إسلامه – قدم على مسيلمة فقال : له مسيلمة : ماذا أنزل على صاحبكم في هذا الحين ؟ فقال له عمرو : لقد أنزل عليه سورة وجيزة – بليغة , فقال : وما هي ؟ قال : أنزل عليه (والعصر) .إلخ السورة , قال : ففكر مسيلمة ساعة . ثم رفع رأسه , فقال : ولقد أنزل عليّ مثلها , فقال له عمرو : وما هي ؟ فقال مسيلمة : يا وبر يا وبر , إنما أنت إيراد وصدر , وسائرك حفر ونقر , ثم قال : كيف ترى يا عمرو ؟ فقال له عمرو : والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب .
835- ومن تأثير القرآن في القلوب
أخذه بمجامع القلوب ووصوله إلى شغافها وتحكمها في سويدائها
هذا عمر – رضي الله عنه – يعلن إسلامه ويترك كفره من قراءة بعض الآيات من فاتحة سورة طه .
- وهذا النجاشي ( أصحمة ) أسلم , ورفض المسيحية من استماع مقدمة سورة مريم , وعارض قومه , وخالف أهل ملته , وهو يعلم يقيناً أن في هذا ضياع ملكه , وذهاب دولته , وقضاء سلطانه .
وهذا الطفيل بن عمرو الدوسي يسمع بعض الآيات من النبي فيبهره ما يسمع فيتحدى المشركين الذين خوفوه من النبي ويعلن توحيده , ويدعو قومه حتى أسلموا على يديه .

836 - القرآن يخطف عقل الوليد بن المغيرة
أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له , فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه , فقال : يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوكه , فإنك أتيت محمداً لتتعرض لما قبله , قال : لقد علمت قريش أني من أكثرها مالاً . قال : فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له وأنك كاره له , فقال : وماذا أقول فو الله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني . ولا بأشعار الجن , والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا . و والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة , وإنه لمنير أعلاه مشرق أسفله , وإنه ليعلو وما يعلى عليه , وإنه ليحطم ما تحته .
قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه . قال : فدعني حتى أفكر , فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت : ( ذرني ومن خلقتُ وحيداً ) . أخرجه الحاكم وقال : إسناده على شرط البخاري .
قال تعالى : ( ذرني ومن خلقت وحيداً }11{ وجعلت له مالاً ممدوداً}12{ وبنين شهوداً}13{ ومهدت له تمهيداً}14{ ثم يطمع أن أزيد}15{ كلاّ إنه كان لآياتنا عنيداً}16{ سأرهقه صعوداً}17{ إنه فكر وقدر}18{ فقتل كيف قدر}19{ ثم قتل كيف قدر}20{ ثم نظر}21{ ثم عبس وبسر}22{ ثم أدبر واستكبر}23{ فقال إن هذا إلاّ سحر يؤثر}24{ .(المدثر : 11-24 ).

837- أئمة الكفر يسرعون إلى الاستماع للقرآن
عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أنه حدث : أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام : والأخنس بن شريق حليف بني زهرة , خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله وهو يصلي من الليل في بيته , فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع قيه , وكل لا يعلم بمكان صاحبه , فباتوا يستمعون له , حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاموا وقال بعضهم لبعض :
لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً , ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة , عاد كل رجل منهم إلى مجلسه , فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا , فجمعهم الطريق , فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة , ثم انصرفوا , حتى إذا كانت الليلة الثالثة , أخذ كل رجل منهم مجلسه , فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق , فقال بعضهم لبعض : لا تبرح حتى نتعاهد ألا نعود .
فتعاهدوا على ذلك , ثم تفرقوا , فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه , ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال : أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : يا أبا ثعلبة , والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها , وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها , قال الأخنس : وأنا والذي حلفت به كذلك . قال : ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته .
فقال يا أبا الحكم : ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : ماذا سمعت ! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا , وحملوا فحملنا , وأعطوا فأعطينا حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرس رهان قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء , فمتى ندرك مثل هذا ؟ والله لا نؤمن به أبداً , ولا نصدقه , قال : فقام عنه الأخنس وتركه. أخرجه ابن سحاق في السيرة وذكره الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة (1/26), وقال ذكره الذهبي في الزهريات بسند صحيح .
فعمل هذا الجاهل الجهول المجهال الجهالة أبو جهل هو الصد عن سبيل الله – تعالى - .


838- القرآن يخطف قلب النجاشي فيدع النصرانية ويؤمن بالإسلام .
لما هاجر المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة . وأرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة ليرادهم إلى قومهم وبعد مداولات ومجاولات رأى النجاشي أن يستمع الأقوال .
قال جعفر بن أبي طالب : أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ونسئ الجوار ، ويأكل منا القوي الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا لله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانه ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ،وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً . وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فعدد علينا أمور الإسلام ، فصدقناه وآمنا به ، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله ، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئاً وحرمنا منا حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا ، وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله – تعالى- وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث . فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك .
فقال له النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله من شي؟ فقال له جعفر : نعم ! فقال له النجاشي : فاقرأه عليّ ، فقرأ عليه صدراً من {كهيعص} فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته ، وبكى أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال لهم النجاشي : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ، ولا يكادون يخاطب عمرو بن العاص وصاحبه ، فخرجا ، وقال عمرو بن العاص لعبد الله بن ربيعة : والله لآتينهم غداً عنهم بما أستأصل به خضراءهم .
فقال له عبدالله بن ربيعة : لا تفعل ، فإن لهم أرحاماً ، وإن كانوا قد خالفونا ولكن أصر عمرو على رأيه .
فلما كان الغد قال للنجاشي : أيها الملك إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيماً فأرسل إليهم النجاشي يسألهم عن قولهم في المسيح ، ففزعوا ، ولكن أجمعوا على الصدق ، كائناً من كان ، فلما دخلوا عليه ، وسألهم قال له جعفر: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا: هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول . فأخذ النجاشي عوداً من الأرض ، ثم قال : والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود .
]سيرة ابن هشام (1/336،334) ، وساقه ابن إسحاق بسند متصل [

839- ومن إعجاز القرآن ]إعجاز الحفظ والوعي [
العجز الكامل عن بلوغ النهاية في حمله وحفظه في الصدور والقلوب حمل القرآن يسير وحفظه في القلب ليس بعسير ، قال تعالى { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } . ولا يعجز المرء أن يحفظه في ثمانية أشهر ، يحفظ كل يوم ربعاً ( حوالي ثلاثين سطراً ) إذ إنه أربعون ومائتان ربعاً .
وورد أن الإمام الزهري حمل القرآن الكريم في ثمانين يوماً . أما الكتب السماوية الأخرى كالتوراة والإنجيل فإنه يتعسر ويمتنع في حق أهلها حفظها في الصدور ، وهذا إعجاز آخر للقرآن الكريم . إلا أن القرآن المجيد مع يسر حفظه يتعسر على حامليه أن يبلغوا النهاية في حفظه بأن لا يخطئوا فيه ولا ينسوا منه كلمة واحدة عند تلاوته كله عن ظهر غيب ، وهذا بخلاف حفظ الشعر والنثر والخطب وسائر كلام الناس .
وقد سمعت أن رجلاً من المتفوقين في حمل القرآن المجيد تحدى بعض الناس في حفظ القرآن الكريم ، فتلا القرآن عن ظهر قلب من أول الفاتحة حتى بلغ سورة المسد ولم يخطئ خطأ واحداً ، فلما قرأ { تبت يدا أبي لهب وتب } غاب عن ذهنه الآية التي بعدها !! .


840- كل حرف في القرآن له دلالة ومعنى وليس به حرف زائد
ولنأخذ مثالاً واحداً للدلالة على ذلك : قال تعالى { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها } ]الزمر: 71[ فلما ذكر أبواب الجنة ، قال : { وسيق الذين أتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها } فأضاف واواً في جواب الشرط ولم يضفه في أبواب جهنم . لأن أبواب جهنم لا تفتح إلا عند دخول أهلها فيها ، فأما أبواب الجنة ففتحها يكون متقدماً على وصولهم إليها بدليل قوله تعالى : { جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } فلذلك جيء بالواو كأنه قيل : حتى إذا جاءوها وقد فتحت أبوابها .
]تفسير الرازي (13/485) [

وقيل : لتسرح النفس كل مسرح فيما يكون عند باب الجنة ، كما يقول الوالد لولده : إن حصلت على تقدير ممتاز ولا يذكر الجواب ، فيفكر الولد وتسرح نفسه في هدية الوالد ، أهي شقة أم سيارة أم عروس أم ... أما القول بأنه ذكر ذلك لأن أبواب النار سبعة وأبواب الجنة ثمانية فضعيف .



841- الإعجاز في تكرار آياته وكلماته
وعندما يذكر القرآن الكريم آية أو آيات متشابهة في اللفظ في أكثر من موضع نرى أن الاختلاف في الكلمات التي ذكرت في الموضعين أو المواضع يعطي معنى جليلاً مهماً ولا يصح أن تكون كلمة أو حرفاً من هذه الحروف زائدة ، خذ مثلاً قال تعالى { وإذ قٌلنا ادخلوا هذه القرية فكٌلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سُجداً وقولوا حطةُ نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين (58) فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون } ]البقرة : 58-59[
وقال عز وجل في سورة الأعراف : { وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين (161) فبدّل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يظلمون } ]الاعراف : 161-162[

هاتان الآيتان تخالفان آيتا البقرة من وجوه :
الأول : قال تعالى : { وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية } ]البقرة :58[ ها هنا قال تعالى { وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية } ]الاعراف :161[
الثاني : أنه تعالى قال : في سورة البقرة : {فكلوا } ، بالفاء وها هنا : {وكلوا } بالواو .
الثالث : أنه تعالى قال في سورة البقرة : {رغداً } وهذه الكلمة غير مذكورة في هذه السورة .
الرابع : أنه تعالى قال في سورة البقرة : { وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة } وقال هنا هنا : على التقديم والتأخير .
الخامس : أنه تعالى قال في البقرة : { نغفر لكم خطاياكم } وقال ها هنا { نغفر لكم خطيئاتكم } .
السادس : أنه تعالى قال في سورة البقرة : { وسنزيد المحسنين } وها هنا حذف حرف الواو.
السابع : أنه تعالى قال في سورة البقرة : { فأنزلنا على الذين ظلموا } وقال ها هنا : { فأرسلنا عليهم } .
الثامن : أنه تعالى قال في سورة البقرة : { بما كانوا يفسقون } وقال ها هنا : { بما كانوا يظلمون } .

واعلم : ان هذه الألفاظ متقاربة ولا منافاة بينها ألبته ،

ويمكن ذكر فوائد هذه الألفاظ المختلفة :
أما الأول : وهو أنه – تعالى – قال في سورة البقرة : { ادخلوا هذه القرية } وقال : هاهنا : { اسكنوا } فالفرق أنه لابد من دخول القرية أولاً ، ثم سكونها ثانياً .
وأما الثاني : فهو أنه – تعالى – قال في البقرة : { ادخلوا هذه القرية فكلوا } بالفاء ، وقال : ها هنا : { اسكنوا هذه القرية وكلوا} بالواو ، والفرق أن الدخول حالة مخصوصة ، كما يوجد بعضها ينعدم ، فإنه إنما يكون داخلاً في أول دخوله ، وأما ما بعد ذلك فيكون سكوناً لا دخولاً .
إذا ثبت هذا فنقول : الدخول حالة منقضية زائلة وليس لها استمرار فلا جرم يحسن ذكر فاء التعقيب بعده ، فلهذا قال تعالى : { ادخلوا هذه القرية } واما السكون فحالة مستمرة باقية ، فيكون الأكل حاصلاً معه لا عقيبه ، فظهر الفرق .
وأما الثالث : وهو أنه – تعالى – ذكر في سورة البقرة : {رغداً } وما ذكره هنا ، فالفرق أن الأكل عقيب دخول القرية يكون ألذ ، لأن الحاجة إلى ذلك الأكل كانت أكمل وأتم ، ولما كان ذلك الأكل ألذ لا جرم ذكر فيه قوله تعالى : { رغداً } وأما الأكل حال سكون القرية ، فالظاهر أنه لا يكون في محل الحاجة الشديدة مالم تكن اللذة فيه متكاملة ، فلا جرم ترك قوله تعالى : { رغداً } فيه .

وأما الرابع : وهو قوله تعالى في سورة البقرة : { وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة } ، وفي سورة الأعراف على العكس منه ، فالمراد التنبيه على انه لا يحسن تقديم كل واحد من هذين الذكرين على الآخر ، إلا لما كان المقصود منهما ، تعظيم الله – تعالى – وإظهار الخضوع والخشوع لم يتفاوت الحال بسبب التقديم والتأخير .
وأما الخامس : وهو أنه تعالى قال في سورة البقرة { خطاياكم } وقال ها هنا : {خطيئاتك } فهو إشارة إلى أن هذه الذنوب سواء كانت قليلة أو كثيرة ، فهي مغفورة عند الإتيان بهذا الدعاء والتضرع .

وأما السادس : وهو أنه قال في سورة البقرة : { وسنزيد } بالواو ، وها هنا حذف الواو فالفائدة في حذف الواو أنه استئناف ، والتقدير : كأن قائلاً قال : وماذا حصل بعد الغفران ؟ فقيل له : { سنزيد المحسنين } .
وأما السابع : وهو الفرق بين قوله تعالى : { فأنزلنا } وبين قوله تعالى { فأرسلنا } فلأن الإنزال لا يشعر بالكثرة ، والإرسال يشعر بها ، فكأنه بدأ بإنزال العذاب القليل ، ثم جعله كثيراً .
واما الثامن : وهو الفرق بين قوله تعالى : { يظلمون } وبين قوله تعالى { يفسقون } فذلك لأنهم موصفون بكونهم ظالمين ، لأجل أنهم ظلموا أنفسهم ، وبكونهم فاسقين ، لأجل أنهم خرجوا عن طاعة الله – تعالى – فالفائدة في ذكر هذين الوصفين التنبيه على حصول هذين الأمرين .
فهذا ما خطر بالبال في ذكر فوائد هذه الألفاظ المختلفة – وتمام العلم بها عند الله – تعالى - .
]تفسير الرازي (7/323،321) [


842- إعجاز في التفسير
قام المفسرون بتفسير كلمات القرآن المجيد , واختلف مناهجهم وأساليبهم في تناول حروف القرآن , ولم يدعوا كلمة بدون تفسير إلا أنهم جاءوا عند أحرف خاصة هي الحروف المقطعة{الم .المص.الر .كهيعص . طه }
ووقفوا مكتوفي الأيدي , وعجزوا أجمعون – من لدن الصحابة إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة – أن يفسروا الأحرف المقطعة في فواتح السور . سبحان الله يفسرون مليون حرف , ويعجزون عن تفسير عدة أحرف معدودة . فإن قلت لأحدهم : ما معنى ( ص. ق . ن)؟ قال : الله أعلم بمراده .
843- وعند النظر والتأمل في هذه الأحرف المختارة في فواتح السور نجد فيها عجباً عجاباً
نجد فيها نغمة موسيقية صوتية ممتعة , فقوله : (حم ) جميلة مؤثرة مقبولة بخلاف ما لو قلت : خم أو جم , (الر) تجد لها وقعاً فريداً بخلاف لو ما قلت الز .

844- ونجد فيها إعجازاً آخر فنطق الحرف يقبل بهذه الطريقة
الف .لام . ميم . , بخلاف ما لو نطقها الم بدون النطق السابق .
وانظر إلى قوله (طه) وإلى قولك : (طه) بدون مد , وقوله : (طس) وإلى قولك : (طس) وقوله :(يس ) وقولك :( يس) .
849- واختيار الأحرف في فواتح السور من بين أحرف الهجاء إعجاز آخر
فنجد أنه اختار في التسعة أحرف الأولى من حروف الهجاء اختار حرفين هما : ( ألف , وحا ), وترك (ب,ت,ث,ج,خ,د,ذ) , وفي الأحرف العشرة التالية الأولى اختار الحروف غير المنقوطة (المهملة ) وترك المنقوطة (المعجمة) . اختار (الراء , وترك الزاي , واختار السين وترك الشين واختار الصاد وترك الضاد واختار الطاء وترك الظاء واختار العين وترك الغين ), ونجد أنه اختار الأحرف التسعة الأخيرة من حروف الهجاء عدا الفاء والواو (ففي الحروف المقطعة (ق,ك,ل,م,ن,ه,ي), وهذا عكس الأحرف التسعة الأولى التي لم ينتق منها إلا حرفان .
إذن عدد الأحرف المختارة من حروف الهجاء أربعة عشر حرفاً وهو ما يمثل نصف الحروف الهجائية , وسبحان الملك القدير .


845- وحتى في نطق الأحرف الأربعة عشر المختارة من بين حروف الهجاء الثمانية والعشرين
ونرى أن بعضها ينطق كاملاً بثلاثة أحرف ( ألف , لام , ميم , صاد , كاف , عين ) وهي المجموعة في (عسلكم نقص , أو كم عسل نقص , أو سنقص علمك ) .
وهذه الحروف يمكن مدها , ويتيسر نطقها بثلاثة أحرف , بخلاف الأحرف الخمسة الباقية المجموعة في كلمة ( حي طهر ) .فهي تنطق حرفان (حا , را,طا,ها,يا) ولا يقال (حاء, راء , طاء, هاء,ياء) .
وعند نطقها ثلاثة أحرف (طاء هاء ) تدرك ضعف المعنى وبعد السلاسة وغرابة التعبير وعسر النطق .
وإن تعجب فعجب أن تجد هذه الأحرف الخمسة مهموزة في عجزها وثانيها ألف .


851- وإعجاز آخر
وهو أن هذه الأحرف تعد آية إن كان عجزها يماثل عجز الآية أو الآيات التي بعدها , فمثلاً (الر) لا تعد آية في السور التي تُفتح بها وما ذام إلا لأنها لا تناسب صوتياً ما بعدها . بخلاف (حم , تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ...) وهلم جرا ترى التناسق والتناسب بين عجز الآيات .


852- إعجاز الحفظ من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان
قال تعالى :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) {الحجر:9} .
فلم يستطع عدو للإسلام أن يحرف أو يبدل أو يزيد أو ينقص حرفاً من القرآن المجيد , وكل من صنع ذلك باءت محاولاتهم بالفشل الذريع , وصاروا عبرة لمن يعتبر وضحكت منهم العقول السليمة والقلوب الطاهرة .



853- ومن وجوه إعجاز القرآن : ما تضمنه من الإخبار بالمغيبات
قبل أن يحفظ أحد من البشر بعلمها , وبوقوع كائنات قبل وجودها من ذلك .
قوله- تعالى - : { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون } (الفتح : 27 ) .فهذه الآية من معجزاته حيث إنه أخبر أصحابه أنهم سيدخلون المسجد الحرام آمنين , ويفتحون مكة على أحسن حال , وانتظر الأصحاب – رضي الله عنهم – هذا الفتح وتم المقصود كما أخبر النبي المحمود.


854- ومنها
قوله تعالى :(الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) {سورة الروم : 1-6 } .
وهذه الآيات من أعظم معجزات سيد المخلوقات, فإن هذه الآيات عندما نزلت كانت الغلبة للفرس على الروم , وكان المسلمون يحبون انتصار الروم على الفرس , إذ أنهم أهل الكتاب فهم أقرب إليهم , بينما كانت قريش تحب انتصار , فارس لأنهم أولاد الوثنية .
روى الترمذي والنسائي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله تعالى ( الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض ) قال : غلبت وغلبت , قال : كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أصحاب أوثان , وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على الفرس لأنهم أهل الكتاب , فذكر ذلك لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله.
فقال رسول الله: ( أما إنهم سيغلبون ) , فذكره أبو بكر لهم فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلاً , فإن ظهرنا لنا كذا وكذا , وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا , فجعل أجل خمس سنين , فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله فقال : ( ألا جعلتها إلى دون عشر ) وبعد أن تمت نبوءة القرآن , أسلم عند ذلك ناس كثير . (أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن غريب .وذكر ه من رواية نيلر بن مكرم السلمي وقال : حديث حسن صحيح , وفي هذه الرواية .


855- كفاية الله أمر المستهزئين
قال تعالى : { فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون *}(الحجر:94-96).
وهذا أمر معلوم مشاهد لا يحتاج لدليل , فالدنيا كلها تعلم أن المشركين هزموا وقتل أئمتهم واستأصلت شأفتهم وزال جبروتهم , ونجى الله رسوله وأتباعه من كيدهم , ومكن لهم في مكة والمدينة وكفاهم مكر المشركين والمنافقين .


856- والله يعصمك من الناس
ومرت سنوات وسنوات على حياة النبي وهو يعيش بين الناس يأكل ويشرب وينام ويصلي ويحارب , ويزور المرضى , ويتبع الموتى , ويقضي حاجة كل محتاج , لم يكن مختبأ في سرداب من السراديب , أو يتبعه حرس أينما حل وارتحل , ورغم هذا , فقد باءت جميع محاولات قتله بالفشل والخسران , وهذا من كفاية الله – جلت قدرته – له , كما قال تعالى :{والله يعصمك من الناس } (المائدة :67}.


857- الإعجاز العلمي
كيف تيسر لمحمد بن عبد الله الأمي أن يعرف – ولم يكن كيميائياً تلك المعادلة الهائلة , أم الحقائق الأرضية كلها التي تقول : { وجعلنا من الماء كل شيء حي } ( الأنبياء : 30) .
هل كان في مقدوره أن يعرفها إلا بمعونة من السماء ..؟ . كيف تيسر لمحمد بن عبد الله . ربيب البادية أن يعرف – ولم يكن كيميائياً – تلك الحقيقة الهامة .. أن عسل النحل . فيه شفاء للناس .
وهو لم يكن يحلل عناصره .. ولا أجرى تجارباً كالتي أجراها علماء أمريكا وروسيا وأوربا في هذه الأيام فأقامت – بعد ثبوت هذه الحقيقة – المعاهد العليا المتخصصة لدراسة عناصر العسل التي ثبت بعدها أنه شفاء أكثر أمراض البشرية , ولا يدانيه في الدنيا – لشفاء الأمراض – مركب آخر , هل كان في مقدور محمد أن يعرف ذلك وحده , دون تجارب معمل في إلا بمعونة من السماء ...؟.


858- جاء في القرآن على لسان محمد بن عبد الله
{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء } ( الأنعام :125}.
واكتشف الطيارون ورواد الفضاء ومن وراءهم من العلماء أن التصعد في السماء يضيق الصدور ويكربها , فيتخطف من المرء نفسه ويوشك على الاختناق على ارتفاع ثلاثة أو أربعة أميال , فإذا جاوزها إلى سبعة أو ثمانية زهقت أنفاسه فمات . وطبعاً لم يكن في مقدور محمد بن عبد الله أن يعرف ذلك إلا بوحي من الله .


859- جاء في القرآن الكريم على لسان النبي محمد
{ يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل } ]الزمر:5]
وجاء أيضاً { والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها } ]النازعات: 30-32].
والآية الأولى : تفيد استدارة الليل على ما كان نهاراً ، واستدارة النهار على ما كان ليلاً ، ولا يكون ذلك إلا على جسم كروي .
أما الآية الأخرى : فتحدد تمام شكل الأرض ، بأن الله خلقها يوم خلقها بيضاوية ، ولا تكون كذلك إلا وهي كروية .. كان ذلك قبل 1300 سنة .
ثم يجيء العلم الحديث بأجهزته وأقماره وسفنه الفضائية ورواده ليقول : إن محيط الأرض عند القطبين 24220ميلاً . بينما محيطها عند خط الاستواء 24900 ميلا أي بزيادة تقارب 700 ميلاً .
أما قطريها ؛ فالمار بالقطبين 7900 ميلا والاستوائي 7927 بزيادة قطرية تبلغ 27 ميلا ..
كيف عرف محمد بن عبد الله قبل ألف سنة أن شكل الأرض يماثل الدحية ..؟ إلا بوحي من الله .


860- جاء في القرآن على لسان النبي محمد
{ وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء * إنه خبير بما تفعلون } ]النمل :88].
واكتشف علماء الفلك ، بعد نزول القرآن بألف عام أو أكثر أن كوكب الأرض بما عليه من جبال – هي أثقل وأضخم كتلة – يدور في الفضاء ويمر مر السحاب ، وأن ما يبدو للأعين من تنقل الشمس والنجوم من الشرق إلى المغرب إنما هو نتيجة لدوران الأرض نفسها من الغرب إلى الشرق ، كان من أوائل من اكتشف هذه النظرية وبرهن عليها عالم الفلك كوبرينكس في القرن السادس عشر ، وتتابعت من بعده الاكتشافات لتتفق بتفصيلها الحديثة مع ما أجمله القرآن قبل نيف وعشرة قرون .
فكيف عرف محمد ذلك وجاء به القرآن ..؟ إلا أن يكون وحياً من الله


861- جاء في القرآن – على لسان النبي محمد
{ أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي } ]الأنبياء : 3].
وبعد ألف سنة وأكثر اكتشف العلماء أن الأرض والشمس والكواكب كانت رتقاً فعلاً . كانت كتلة واحدة ، سديماً انفصل بعضها عن بعض في شكل غاز ، وانطلقت كل منها تدور حول نفسها ، وفي الوقت نفسه حول الكتلة الأم . وبدوران الكتل الصغرى ، ومنها الأرض – حول نفسها وحول أمها بسرعة خيالية ) تدور الأرض حول نفسها بسرعة تناهز ألف ميل في الساعة وحول الشمس بسرعة ألف ميل في الدقيقة ) بردت غازاتها السطحية ،ومع الزمن تجمدت بفعل الضغوط والغازات والتكثف ويستأنس لصحة أساسها العلمي بظواهر منها .


862- لا يزال باطن الأرض ساخناً ينفث الغازات والحمم في شكل براكين
وقد استدل بالأجهزة ووسائل القياس العلمية على أن درجة الحرارة على عمق 200 كيلو متراً في باطن الأرض تبلغ حرارة سطح الشمس نفسها .
بتحليل ألوان الطيف بجهاز سبكتروسكوب ، ثبت أن العناصر التي تتكون منها الشمس هي نفس العناصر التي تتكون منها الأرض . جاءت النظرية في القرآن على لسان محمد مجملة قبل 1300 سنة ، واكتشفها العلم الحديث بوسائل بعد 1300 سنة فكيف عرفها النبي محمد ..؟ إلا بوحي من الله .


863- جاء في القرآن على لسان النبي محمد
{ والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون } ]يـس : 38-40].
وبعد ألف سنة أو أكثر اكتشف علماء الفلك أن الشمس تجري فعلاً ، وحددوا بالأجهزة والمقاييس معدلات سرعتها ووجهتها قالوا : إنها تجري – حاملة معها – تكوين المجموعة الشمسية بكامله . بعيداً عن مواقع افلاكها الحالية في اتجاه برج النسر بسرعة يبلغ معدلها مليون ونصف مليون ميل في اليوم الأرض وأنها برغم هذه السرعة فلن تبلغ موقع البرج إلا بعد مليون سنة . وهم قد فصلوا تفصيلاً وحددوا تحديداً . بما تهيأ لهم من المراصد والمناظير وأجهزة القياس واستخدام الحواس بالرؤية والموجات والإلكترون : ولكن أنى لمحمد بن عبد الله أن يقرر النظرية بروعتها البيانية .. ولم يتهيأ له قبل ألف سنة شيئاً من وسائلهم .. إلا أن يكون وحياً من الله .


864- جاء في القرآن على لسان النبي محمد
{ أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه } .
وفي الآية معجزة للبشر ، وإدلال بالقدرة الباهرة وإشارة لماحة إلى سر مطوي في البنان ، طوال كل تلك القرون . لم يكن يعرفه إلا الله خالقه ، منذ كانت البشرية إلى اليوم .. هذا السر يكمن في بصمة البنان من الإنسان .
ومفهوم الآية أن جمع عظام الإنسان لبعثه وإحيائه بعد موته ، أمر مؤكد برغم غرابته . لكن الأعجب منه : قدرتنا على أن نسوي بنانه .. ونشكل بصمته التي لا تتشابه بين إنسان وإنسان آخر في هذا الوجود .. الأمر ثبت علمياً في عصرنا الراهن . ولما كان من المحال أن يعرف النبي محمد قبل 1300 سنة نظرية اختلاف البصمات بين إنسان وآخر. فليس هناك إلا تعليل واحد لورود مثل هذه الآية في القرآن هو أنها جاءت من عند الله .

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:33 PM

معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مع الحيوان
 
معجزات النبي مع الحيوانات
- ومن معجزاته المتعلقة بالحيوان توقير الوحش له ، فقد كان في بيت النبي وحش يحترمه ويُوّقره ويُجله .
قالت عائشة – رضي الله عنها - : كان لآل رسول الله وحش فإذا خرج رسول الله لعب واشتد ، وأقبل وأدبر ، فإذا أحس برسول الله قد دخل ربض فلم يترمرم مادام رسول الله في البيت كراهية أن يؤذيه .
] حديث صحيح : اخرجه احمد ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد [.

- الجمل البطيء صار سريعاً
إنه جمل سيدنا جابر – رضي الله عنه – كان بطيئاً فدعا له الرسول فصار سابق الجمال . ويُحدثنا عن هذا جابر – رضي الله عنه – فيقول: خرجت مع رسول الله في غزاة فأبطأ جملي وأعياني فأتى عليّ رسول الله فقال : " ما شأنك ؟ " قلت : أبطأ جملي وأعياني وتخلف ، فحجنه بمحجنه – أي ضربه - ، ثم قال : اركب ، فركبت فلقد رأيتني أكفه عن رسول الله . أي من شدة السرعة ، وعنه قال: غزوت مع رسول الله فتلاحق بي وتحتي ناضح لي قد أعيا .


- وافد الذئاب يرضى بأوامر الرسول
عن حمزة بن أبي أسيد قال : خرج رسول الله في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع ، فإذا الذئب مفترشاً ذراعيه على الطريق ، فقال رسول الله " هذا جاء يستفرض فافرضوا له " ، قالوا : ترى رأيك يا رسول الله قال : " من كل سائمة شاة في كل عام " قالوا كثير قال: فأشار إلى الذئب أن خالسهم فانطلق الذئب. ورضي الذئب بأن يأخذ منهم الشياة خلسة كما عرض عليه رسول الله .
]حديث حسن بشواهده : اخرجه البيهقي في الدلائل ورواه البزار وابو نعيم [.


- الذئب يتكلم ويشهد بالرسالة
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه ، فأقعى الذئب على ذنبه ، فقال : ألا تتقي الله ؟ تنزع مني رزقاً ساقه الله إليّ ؟ فقال : يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس ! فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ محمد بيثرب يُخبر الناس بأنباء ما قد سبق . قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ، ثم أتى رسول الله فأخبره فأمر رسول الله فنودي : الصلاة جامعة ثم خرج فقال للراعي : أخبرهم فأخبرهم . فقال رسول الله : " صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يُكلم السباع الإنس ، ويُكلم الرجل عذبة سوطه ، وشراك نعله ، ويُخبره فخذه بما أحدثه أهله بعده " .
]حديث صحيح : اخرجه احمد (3/83-84) وبعضه في الترمذي في الفتن ، ورواه البيهقي في الدلائل [.


- الشاة التي لم يطأها الفحل تدرّ!!
عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط ، فمر بي رسول الله وقال لي : " يا غلام ، هل من لبن ؟ " فقلت : نعم ، ولكني مؤتمن ، قال : " فهل من شاة حائل لم ينز عليها الفحل ؟ " قال : فأتيته بشاة حائل فمسح ضرعها فنزل لبن ، فحلبه في إناء وشرب ، وسقى أبا بكر ثم قال للضــرع : " اقلص " فقلص قال : ثم أتيته بعد فقلت : يا رسول الله علمني من هذا القول ، قال : فمسح رأسي وقال : " يرحمك الله فإنك عليم معلم ".
]الحديث أخرجه احمد وابن سعد في الطبقات [.


- شاة أم مَعبَد التي لا تدر اللبن درّت
عن أبي معبد الخزاعي أن النبي خرج ليلة هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط ... ثم مرّ رسول الله في مسيره ذلك حتى مر يخيمتي أم مَعبَد الخزاعية ، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة ، ثم تُطعم وتسقي من مر بها ، فسألاها : " هل عندك شيء ؟ " فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القِرى . والشاء عازب ( إي بعيدة المرعى ) وكانت سنة شهباء ، فنظر رسول الله إلى شاة في كِسر الخيمة ، فقال : " ماهذه الشاة يا أم معبد ؟ " قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم ، فقال : "هل بها من لبن ؟ " قالــت: هي أجهد من ذلك . فقال : " أتأذنين لي أن أحلبها ؟ " قالت : نعم بأبي وأمي ، إن رأيت بها حلباً فاحلبها ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها ، وسمّى الله ودعا فتفاجت عليه ( إي فرّجت مابين رجليها ) ودرّت ، فدعا بإناء لها يُربض الرهط ، فحلب فيه حتى علته الرغوة ، فسقاها فشربت حتى رويت ، وسقى أصحابه حتى رووا ، ثم شرب ، وحلب فيه ثانياً ، حتى ملأ الإناء ، ثم غادره عندها ، فارتحلوا ، فقلما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً عجافاً ( إي هزالاً ) يتساوكن ( أي يتمايلن من شدة ضعفهن ) هزالاً لا نقى بهن ( النقى مخ العظم أي لاقوة فيهن ) فلما رأي اللبن ، عَجِب فقال : من أين لك هذا ؟ والشاة عازب، ولا حلوبة في البيت ؟ فقالت : لا والله إلا أنه مرّ بنا رجل مُبارك كان في حديثه كيت وكيت ، ومن حاله كذا وكذا .


- طائر الحمرة أخذ حقه ولم يرجع
أخذ بعض الصحابة فرخا حمرة ، فجاء طائر الحمرة يريد ولداه . وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : كنا مع رسول الله في سفر فمررنا بشجرة فيها فرخا حُمرة فأخذناهما ، قال : فجاءت الحمرة إلى رسول الله وهي تفرش فقال : "من فجع هذه بفرخيها ؟" قال : فقلنا : نحن ، قال : "ردّوهما " فرددناهما إلى موضعهما فلم يرجع .
]حديث حسن : أخرجه أبو داود في الجهاد رقم ( 2675) ، وفي الأدب رقم (5268)، وأخرجه البيهقي في الدلائل ( 6/33،32) ، واللفظ له [.


- ذراع الشاة يتكلم
في غزوة خيبر أهدت زينت بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم رسول الله شاة مشوية قد سمّتها ، وسألت : أي اللحم أحب إليه ؟ فقالوا : الذراع فأكثرت من السم في الذراع ، فلما انتهش من ذراعها ، أخبره الذراع بأنه مسموم ، فلفظ الأكلة ثم قــال : " اجمعوا لي من ها هنا من اليهود " ، فجمعوا له ... فقال لهم : " هل أنتم صَادقي عن شيء إن سألتكم عنه ؟ " قالوا : نعم ، قال : " أجعلتم في هذه الشاة سُمّاً ؟ " قالوا : نعم ، قال : " فما حملكم على ذلك ؟ " قالوا : أردنا إن كنت كاذباً نستريح منك ، وإن كنت نبياً لم يضرك .
]حديث صحيح : أخرجه البخاري في الطب ، وفي الجهاد باب إذا غدر المشركون ، وفي المغازي باب الشاة ، وأبو داود رقم ( 4509) [.

- الجمل يسجد للرسول
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسقون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ، وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله فقالوا : إنه كان لنا جمل نسقي عليه ، وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره ، وقد عطش الزرع والنخل ، فقال رسول الله لأصحابه : " قوموا " فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته ، فمشى النبي نحوه فقالت الأنصار : يارسول الله إنه قد صار مثل الكَلب الكَلِب ( إي الكلب المفترس ) وإنا نخاف عليك صولته ، فقال : " ليس عليّ منه بأس " ، فلمّا نظر الجمل إلى رسول الله أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه ، فأخذ رسول الله بناصيته أذلّ ما كانت قط ، حتى أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ، ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك فقال : " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه " .
]حديث صحيح : أخرجه أحمد ( 3/159) ، وقال ابن كثير ( 6/149) : إسناده جيد [.


- الجمل يبكي ويشكو للنبي
عن عبد الله بن جعفر – رضي الله عنه – قال : أردفني رسول الله ذات يوم خلفه فأسرّ إليّ حديثاً لا أخبر به أحداً أبداً، وكان رسول الله أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه ... فلما رأى رسول الله حنّ وذرفت عيناه فمسح رسول الله سراته وذفراه ، فسكن فقال : " من صاحب الجمــل ؟ " فجاء فتى من الأنصار قال : هو لي يارسول الله، فقال: " أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله لك إنه شكا إلىّ أنك تجيعه وتُدئبه " .
]حديث صحيح : رواه مسلم في الحيض ( 1/268) ، وأبو داود في الجهاد رقم (2549) وابن ماجة رقم ( 340) (1/122) ، والإمام أحمد ( 1/204) [

- البعير والبهائم تسجد للرسول
عن عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله كان في نفر من المهاجرين والأنصار ، فجاء بعير فسجد له فقال أصحابه : يا رسول الله تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك . فقال : "اعبدوا ربكم ، وأكرموا أخاكم ، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة تسجد لزوجها ولو أمرها أن تُنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله ".
]حديث حسن : رواه أحمد (6/76) ، وابن ماجة في النكاح رقم ( 852) [

- دعوها فإنها مأمورة
لما كان يوم الجمعة بعد وصول النبي إلى المدينة ركب بأمر الله فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف ، فجمّع بهم في المسجد الذي في بطن الوادي ، ثم ركب فأخذوا بخطام راحلته ، هَلُمّ إلى العدد والعُدّة والسلاح والمنعة ، فقال : " خلّوا سبيلها فإنها مأمورة " فلم تزل ناقته سائرة به لا تمرُّ بدار من دور الأنصار إلا رغبوا إليه في النزول عليهم ويقول : " دعوها فإنها مأمورة " فسارت حتى وصلت إلى موضع مسجده اليوم ، وبركت ، ولم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلاً ، ثم التفتت ، فرجعت ، فبركت في موضعها الأول فنزل عنها ، وذلك في بني النجار أخواله ، وكان من توفيق الله لها ، فإنه أحب أن ينزل على أخواله ، يُكرمهم بذلك ، فجعل الناس يُكلّمون رسول الله في النزول عليهم وبادر أبو أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – إلى رحله فأدخله بيته ، فجعل رسول الله يقول : " المرء مع رحله " .
]حديث صحيح : رواه البخاري ، ومسلم [

- الفرس الضعيف يسبق ويدر الأموال الطائلة
عن جعيل الأشجعي – رضي الله عنه – قال : غزوت مع رسول الله في بعض غزواته ، وأنا على فرس لي عجفاء ضعيفة ، قال : فكنت في أُخريات الناس ، فلحقني رسول الله وقال : " سر يا صاحب الفرس " ، فقلت : يا رسول الله عجفاء ضعيفة ، قال : فرفع رسول الله مخفقة معه فضربها بها وقال : " اللهم بارك له " قال : فلقد رأيتني أمسك برأسها أن تقدم الناس ، ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفاً .
]صحيح : رواه البخاري في التاريخ ( 1/248) ، والنسائي في السنن الكبرى ، والبيهقي في الدلائل ( 6/153) .[

- الناقة القاعدة تتحرك وتسبق
هذا صحابي أعجزته ناقته أن تتحرك فمسها برجله فتحركت وسبقت . يقول أبو هريرة – رضي الله عنه - : جاء رجل إلى النبي فقال : إني تزوجت امرأة ، فقال : " هلاّ نظرت إليها فإنّ في أعين الأنصار شيئاً ؟ " قال : قد نظرت إليها ، قال : " على كم تزوجتها ؟ " فذكر شيئاً ، قال : " كأنهم ينحتون الذهب والفضة من عرض هذه الجبال ، ما عندنا اليوم شيء نعطيكه ، ولكن سأبعثك في وجه تصيب فيه " فبعث بعثاً إلى بني عبس وبعث الرجل فيهم ، فـأتاه فقال : يا رسول الله أعيتني ناقتي أن تنبعث، قال: فناوله رسول الله يده كالمعتمد عليه للقيام، فأتاها فضربها برجله، قال أبو هريرة : والذي نفسي بيده لقد رأيتها تسبق به القائد .
]حديث صحيح : أخرجه مسلم في النكاح (2/1040) ، والبيهقي في الدلائل (6/154).[




- الشاة التي لا تدر تدر وتنجب أغناماً كثيرة
عن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : خرجت مع رسول الله من مكة فانتهينا إلى حي من أحياء العرب ، فنظر رسول الله إلى بيت متنحياً فقصد إليه ، فلما نزلنا لم يكن فيه إلا امرأة ، فقالت : يا عبد الله ، إنما أنا امرأة وليس معي أحد ، فعليكما بعظيم الحي إذا أردتم القرى ( أي ما هيئ للضيف ) فلم يجبها وذلك عند المساء فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها ، فقالت له : يا بني ، انطلق بهذه العنز والشفرة إلى هذين الرجلين ، فقل لهما : تقول لكما أمي : اذبحا هذه وكلا وأطعمانا ، فلما جاء قال له النبي : انطلق بالشفرة وجئني بالقدح ، قال : إنها قد عزبت ، وليس لها لبن .
قال : انطلق ، فانطلق فجاء بقدح . فمسح النبي ضرعها ، ثم حلب وملأ القدح ثم قال : انطلق به إلى أمك ، فشربت حتى رويت ، ثم جاء به فقال : انطلق بهذه وجئني بأخرى ، ففعل بها كذلك ، ثم شرب النبي فبتنا ليلتنا ثم انطلقنا وكانت تسميه المبارك ، وكثرت غنمها حتى جلبت جلباً إلى المدينة ، فمر أبو بكر الصديق فرآه ابنها فعرفه ، فقال : يا أمه ، إن هذا الرجل الذي كان مع المبارك ، فقامت إليه فقالت : يا عبد الله من الرجل الذي كان معك ؟ قال : وما تدرين من هو ؟ قالت : لا . قال : هو النبي : فأدخلني عليه ، فأدخلها عليه فأطعمها وأعطاها ، واهدت له شيئاً من أقط ومتاع الأعراب ، فكساها وأعطاها ، وأسلمت .
]حديث حسن : أخرجه البيهقي في الدلائل (2/419) باب اجتياز رسول الله، قال ابن كثير : سنده حسن كذا في كنز العمال (46287)، (16/666،665)[


- البعير يتكلم
عن يعلى بن سبابة قال : كنت مع النبي في مسير له ، فأراد أن يقضي حاجته فأمر وديتين فانضمت إحداهما إلى الأخرى ، ثم أمرهما فرجعتا إلى منابتهما ، وجاء بعير فضرب فجرانه إلى الأرض ثم جرجر حتى ابتل ما حوله فقال رسول الله : " أتدرون ما يقول البعير ؟ إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره " ، فبعث إليه رسول الله فقال : " أواهبه أنت لي ؟ " فقال يارسول الله : مالي مال أحب إليّ منه . فقال : " استوص به معروفاً " ، فقال : لا جرم لا أكرم مالاً كرامته يا رسول الله .

- كلام الظبية وشهادتها للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة
عن أبي سعيد – رضي الله عنه – قال : مر رسول الله بظبية مربوطة إلى خباء فقالت : يا رسول الله : حلني حتى أذهب فأرضع خشفي ، ثم أرجع فتربطني ، فقال رسول الله : " صيد قوم وربيطة قوم " قال : فأخذ عليها فحلفت له فحلها فما مكثت إلا قليل حتى جاءت وقد نفضت ما في ضرعها فربطها رسول الله، ثم أتى خباء أصحابها فاستوهبها فوهبوه له فحلها ثم قال رسول الله: " لو علمت البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سميناً أبداً ".
]رواه البيهقي في الدلائل (6/334) .[
عن زيد بن أرقم – رضي الله عنه – قال : كنت مع النبي في بعض سكك المدينة فمررنا بخباء أعرابي ، فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء ، فقالت يا رسول الله : إن هذا الأعرابي اصطادني ولي خشفان في البرية وقد تعقد اللبن في أخلافي فلا هو يذبحني فأستريح ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية ، فقال لها رسول الله: " إن تركتك ترجعين " قالت : نعم وإلا عذبني بالله عذاب العشار- أي الناقة التي أتى عليها من رفث الحمل عشرة أشهر - فأطلقها رسول الله، فلم يلبث إلا أن جاءت تلمظ فشدها رسول الله إلى الخباء وأقبل الأعرابي ومعه قربة فقال له رسول الله : " أتبيعنيها ؟" قال : هي لك يا رسول الله فأطلقها رسول الله.
]رواه البيهقي وأبو نعيم في دلائلهما [

- فهم البغلة كلام النبي
عن شيبة بن عثمان الحجبي – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله للعباس يوم حنين : " ناولني من الحصباء " ، وأفقه الله البغلة كلامه ، فانخفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض ، فتناول رسول الله من البطحاء ، فحثا في وجوههم . وقال : " شاهت الوجوه حم لا ينصرون " ( يقصد سورة الدخان ) .
وعن أنس – رضي الله عنه – قال : انهزم المسلمون بحنين ورسول الله على بغلته الشهباء – وكان اسمها دلدل – فقال لها رسول الله: دلدل البدي ، فألزقت بطنها بالأرض ، فأخذ حفنة من تراب فرمى بها في وجوههم ، وقــــال : " حم لا ينصرون ، فانهزم القوم ، وما رمينا بسهم ، ولا طعنا برمح " .




- الفحلان سجدا للنبي
عن ابن عباس أن رجلاً من الأنصار كان له فحلان فا غتلما فأدخلهما حائطاً فسد عليهما الباب ثم جاء إلى النبي فأراد أن يدعو له والنبي قاعد مع نفر من الأنصار فقال : يا نبي الله إني جئت في حاجة ، وأن فحلين لي اغتلما وإني أدخلتهما حائطاً وسددت عليها الباب فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله لي فقال لأصحابه : " قوموا معنا " فذهب حتى أتى الباب فقال : " افتح " فأشفق الرجل على النبي قال : " افتح " ففتح الباب ، فإذا أحد الفحلين قريب من الباب. فلما رأى النبي سجد له ، فقال النبي : " ائتني بشيء أشد برأسه وأمكنك منـه " فجاء بخطام فشد رأسه وأمكنه منه ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر فلما رآه وقع له ساجداً ، فقال للرجل : " ائتني بشيء أشد رأسه "، فشد رأسه وأمكنه منه ثم قال : " اذهب فإنهما لا يعصيانك " ، فلما رأى أصحاب النبي ذلك قالوا : هذان فحلان لا يعقلان سجدا لك ، أفلا نسجد لك ، قال : " لا آمر أحداً يسجد لأحد ، ولو أمرت أحداً يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " .
]قال الهيثمي في المجمع (9/8،7) : رواه الطبراني وفيه أبو عزة الدباغ وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات [

الذئاب تتكلم وتطلب حقها
عن شمر عن رجل من مزينة قال : صلى رسول الله ذات يوم فجاءت الذئاب فعوت خلفه ، فلما انصرف رسول الله قال : " هذه الذئاب أتت تخبركم أن تقسموا لها من أموالكم ما يصلحها أو تخلوها فتغير عليكم " ، قالوا : دعها فتغير علينا .
]أخرجه الدارمي في سننه المقدمة (ص 8) ، وأخرجه ابن أبي شيبة (ج11 ص 480رقم 11785) .[

- شهادة الضب للنبي بالرسالة
عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن رسول الله كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضباً وجعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله فلما رأى الجماعة ، قال : ما هذا ؟ قالوا : هذا الذي يزعم أنه نبي : فجاء حتى شق الناس : فقال : واللات والعزى ما اشتملت النساء على ذي لهجة أبغض إليّ منك ولا أمقت ولولا أن يسميني قومي عجولاً لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك : الأسود والأحمر والأبيض وغيرهم ، فقال عمر بن الخطاب : يارسول الله : دعني فأقوم فأقتله . قال : " يا عمر : أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبياً " ثم أقبل على الأعرابي فقال : (( ما حملك على أن قلت ما قلت ؟ وقلت غير الحق ؟ ولم تكرمني في مجلسي ؟)) قال : وتكلمني أيضاً ؟ استخفافاً برسول الله واللات والعزى لا آمنت بك أو يؤمن بك هذا الضب وأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله فقال رسول الله : (( يا ضب ؟ )) فأجابه الضب بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعاً : لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة . قال : (( من تعبد يا ضب ؟ )) قال : الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته ، وفي النار عقابه : قال : (( فمن أنا يا ضب ؟ )) قال : رسول الله رب العالمين ، وخاتم النبيين ، وقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذبك . قال الأعرابي : لا أتبع أثراً بعد عين والله لقد جئتك وما على ظهر الأرض أبغض إليّ منك ، وإنك اليوم أحب إليّ من والدي ومن عيني ، ومني وإني لأحبك بداخلي ، وخارجي وسري وعلانيتي . أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .
فقال رسول الله : (( الحمد لله الذي هداك بي ، إن هذا الدين يعلو ولا يعلى عليه ولا يقبل إلا بصلاة ولا تقبل الصلاة إلا بالقرآن )) ، قال : فعلمني فعلمه { قل هو الله أحد } قال زدني : فما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا .

قال يا أعرابي ! : (( إن هذا كلام الله ليس بشعر إنك قرأت { قل هو الله أحد } مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن وإن قرأت مرتين كان لك أجر من قرأ ثلثي القرآن – وإذا قرأتها ثلاث مرات ، كان لك أجر من قرأ القرآن كله )) . قال الأعرابي : نعم الإله : إلهاً يقبل اليسير ويعطي الجزيل ، فقال له رسول الله : (( ألك مال )) قال : فقال : ما في بني سليم قاطبه رجل هو أفقر مني ، فقال رسول الله لأصحابه : (( أعطوه )) فأعطوه حتى أبطروه . فقام عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ! إن له عندي ناقة عشراء دون البختين وفوق الأعربي تلحق ولا تُلحق أهُديت إليّ يوم تبوك أتقرب بها إلى الله عز وجل وأدفعها إلى الأعرابي .

فقال رسول الله: (( قد وصفت ناقتك فأصف مالك عند الله يوم القيامة )) قال : نعم . قال : (( لك كناقة من درة جوفاء قوائمها من زبرجد أخضر وعنقها من زبرجد أصفر عليها هودج وعلى الهودج السندس والإستبرق وتمر بك على الصراط كالبرق الخاطف يغبطك بها كل من رآك يوم القيامة )) . فقال عبد الرحمن : قد رضيت . فخرج الأعرابي فلقيه ألف أعرابي من بني سليم على ألف دابة . معهم ألف سيف وألف رمح . فقال لهم : أين تريدون ؟ فقالوا : نذهب إلى هذا الذي سفه آلهتنا فنقتله : قال : لا تفعلوا أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فحدثهم الحديث ، فقالوا بأجمعهم : لا إله إلا الله محمد رسول الله . ثم دخلوا فقيل للنبي : فتلقاهم بلا رداء فنزلوا عن ركبانهم يقبلون حيث وافوا منه ، وهم يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
ثم قالوا : يا رسول الله أمرنا بأمرك ، قال : (( كونوا تحت راية خالد بن الوليد )) فلم يؤمن من العرب ولا غيرهم ألف غيرهم .
]أخرجه أبو نعيم في الدلائل (ص 320) ، وأخرجه البيهقي في الدلائل ، وذكره ابن كثير في البداية (6/149) ، والسيوطي في الخصائص (ج2 ص 65) .[


- أخبر عن الشاة التي أخذت بغير إذن أهلها ولم يعلم بذلك أحد من معجزاته الإخبار عن الغيوب الماضية
عن رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله في جنازة فرأيت رسول الله وهو على القبر يوصي الحافر : أوسع من قبل رجليه ، أوسع من قبل رأسه ، فلما رجع استقبله داعي امرأة ، فجاء وجيء بالطعام فوضع يده فيه ووضع القوم أيديهم فأكلوا فنظر آباؤنا رسول الله يلوك لقمة في فيه ، ثم قـال : (( أجد لحم شاة ، أخذت بغير إذن أهلها )) . قال : فأرسلت المرأة ، يا رسول الله إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة فلم توجد، فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل بها إليّ بثمنها فلم يوجد، فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إليّ بها ، فقال رسول الله : (( أطعميه الأسارى )) .
]أخرجه أبو داود وانظر البداية (6/198) .[

- أخباره عن الجمل وما يحدث حوله
عن ابن عباس عن رسول الله قال : ( أيتكن صاحبة الجمل الأذنب يقتل حولها قتلى كثيرة وتنجو بعدما كادت ) .(صحيح : أخرجه ابن أبى شيبة (15/360) . أي يقتل . وذلك سنة ست وثلاثين . وقد قتل حول الجمل ستون ألفاً من الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- .
24- مرض الكلب
إعجاز آخر للطب النبوي حين أرشدنا إلى الأسلوب العلمي الرفيع في الاحتراز من الآنية والمياه التي يردها الكلاب خوفاً من نقلها مرض الكلب ( الريبس ) الخطير وعدة أمراض أخرى (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب ).
ما الحكمة في الغسل سبع مرات أولاهن بالتراب : أن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر , ومن أنه كلما صغر حجم الميكروب كلما زادت فاعلية سطحه للتعلق بجدار الإناء والتاقه به , ولعاب الكلب المحتوي على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل , ودور التراب هنا هو امتزاز الميكروب (بالالتصاق السطحي ) من الإناء على سطح دقائقه .

- الذباب
ترجع فكرة اللقاحات والأمصال إلى اكتشاف الطب الحديث أن العلاج بذات السم هو خير وسيلة للنجاة منه , لقدرة الخلايا الحية على إنتاج أجسام مضادة , وقد أثبتت دراسات أجريت على الذباب , أنه حين يحمل في جناحه بعض الجراثيم تتولد به أجسام مضادة لهذه الجراثيم .
وجاء هذا مصدقاً لكلام رسول الله : " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه , فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر دواء "{أخرجه البخاري} .
وفي رواية :" إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم لينزعه , فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء , وأنه يقدم السم ويؤخر الشفاء " {أخرجه أحمد } .
والحديث يقرر ما لم تعرفه الأجيال السابقة عن دور الذباب كناقل رئيسي للأمراض آية شاهدة على الإعجاز العلمي في الحديث النبوي .

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:35 PM

معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مع الطعام
 
معجزات النبي مع الطعام

1 - من معجزاته تكثير اللبن وزيادته .
قال أبو هريرة – رضي الله عنه - : والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر عمر – رضي الله عنه – فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم فعرف ما في وجهي وما في نفسي فقال : “ أبا هريرة “ قلت له : لبيك يا رسول الله فقال : “ الحق “ واستأذنت فأذن لي فوجدت لبناً في قدح قال : “ من أين لكم هذا اللبن ؟ “ فقالوا : أهداه لنا فلان أو آل فلان ، قال: “ أبا هر " قلت : لبيك يا رسول الله قال : “ انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي “ قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام لما يأووا إلى أهل ولا مال إذا جاءت إلى رسول الله هدية أصاب منها وبعث إليهم منها، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يُصب منها قال: وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أُصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي وقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم، وقلت: ما يبقى لي من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بُد .
فانطلقت فأخذت القدح فجعلت أعطيهم، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يُروى ، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ، ودفعت إلى رسول الله فأخذ القدح ، فوضعه في يده وبقي فيه فضلة ثم رفع رأسه ونظر إليّ وتبسم وقال : “ أبا هر “ فقلت : لبيك رسول الله قال : “ بقيت أنا وأنت “ فقلت : صدقت يا رسول الله قال :
“ فاقعد فاشرب “ قال : فقعدت فشربت ، ثم قال لي : “ اشرب “ فشربت ، فما زال يقول لي : “ اشرب “ فأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد له فيّ مسلكاً ، قـــال : “ ناولني القدح “ ، فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة .
]صحيح : اخرجه البخاري [.


2 - ثمانون رجلاً يأكلون بعض أرغفة الخبز وتكفيهم !

عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : قال أبو طلحة لأم سليم : لقد سمعت صوت رسول الله ضعيفاً أعرف فيه الجوع ، فهل عندك من شيء ؟ قالت : نعم ، فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخرجت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه ، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ، ثم أرسلتني إلى رسول الله قال : فذهبت به فوجدت رسول الله في المسجد ومعه الناس ، فقمت عليهم ، فقال لي رسول الله
“ أرسلك أبو طلحة ؟” فقلت : نعم قال : “ بطعام ؟ “ قلت : نعم . فقال رسول الله لمن معه : “ قوموا “ فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحة : يا أم سليم قد جاء رسول الله والناس وليس عندنا ما نطعمهم ، فقلت : الله ورسوله أعلم ، فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله فأقبل رسول الله وأبو طلحة معه ، فقال رسول الله: “ هلم يا أم سليم ، ما عندك ؟ “ فأتت بذلك الخبز ، فأمر به رسول الله فقُمت وعصرت أم سُليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله فيه ماشاء الله أن يقول ، ثم قال : “ ائذن لعشرة “ فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون .

]حديث صحيح : اخرجه البخاري [.


3 - الطعام يؤكل ويزداد
والقصعة تكفي العشرات
روى عبدالرحمن بن أبي بكر – رضي الله عنهما – أن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقراء ، وأن النبي قال مرة : “ من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس “ أو كما قال وإن أبا بكر جاء بثلاثة ، وانطلق النبي بعشرة وأبوبكر بثلاثة قال : فهو أنا وأبي وأمي – ولا أدري هل قال أمرأتي وخادمي من بيتنا وبيت أبي بكر ؟ - وإن أبا بكر تعشى عند النبي ثم لبث حتى صلى العشاء ، ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله ، قالت له امرأته : ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك ؟ قال : أوَ ما عشيتيهم . قالت : أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم فذهبت فاختبأت ، فقال : يا غُنثر ( جاهل ) فجدع وسب ، وقال : كلوا لا هنيئا لكم وقال: لا أطعمه أبداً والله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا ( أي زاد ) من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل فنظر أبو بكر فإذا هي شيء أو أكثر ، فقال لامرأته : يا أخت بني فراس لا وقرة عيني ، هي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرار ، فأكل منها أبو بكر . وقال : إنما كان الشيطان – يعني يمينه – ثم أكل منها لقمة ، ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده ، وكان بيننا وبين قوم عهد ، فمضى الأجل فعرفنا اثني عشر رجلاً مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير انه بعث معهم ، قال : فأكلوا منها أجمعون أو قال كما قال وغيرهم يقول : فتفرقنا.
]حديث صحيح : اخرجه البخاري في المناقب ، وأخرجه مسلم في الأشربة [.


4 - يأكل ثلاثة آلاف من طعام لا يكفي عشرة ويشبعون والطعام كما هو

ومن معجزاته تكثير الطعام حتى أن طعاماً لايكفي عشرة كفى ثلاثة آلاف وبقي الطعام كماهو .
قال جابر بن عبد الله : لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا . فانكفأت إلى امرأتي . فقلت لها : هل عندك شيء ؟ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا. فأخرجت لي جرابا فيه صاع من شعير . ولنا بهيمة داجن . قال فذبحتها وطحنت . ففرغت إلى فراغي . فقطعتها في برمتها . ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت : لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه . قال فجئته فساررته . فقلت : يا رسول الله ! إنا قد ذبحنا بهيمة لنا . وطحنت صاعا من شعير كان عندنا . فتعال أنت في نفر معك . فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( يا أهل الخندق ! إن جابرا قد صنع لكم سورا . فحيهلا بكم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تنزلن برمتكم ولا تخبرن عجينتكم ، حتى أجئ ) فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس . حتى جئت امرأتي . فقالت : بك . وبك . فقلت : قد فعلت الذي قلت لي . فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك . ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك . ثم قال ( ادعي خابزة فلتخبز معك . واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها ) وهم ألف . فأقسم بالله ! لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا . وإن برمتنا لتغط كما هي . وإن عجينتنا - أو كما قال الضحاك - لتخبز كما هو .
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2039


5 - قصعة الثريد يأكل منها مئات

عن سمرة بن جندب – رضي الله عنه – قال : بينما نحن عند النبي إذ أُتي بقصعة فيها ثريد ، قال : فأكل وأكل القوم فلم يزالوا يتداولونها إلى قريب من الظهر، يأكل قوم ثم يقومون ويجيء قوم فيتعاقبونه ، قال : فقال له رجل : هل كانت تُمدُّ بطعام ؟ قال : أما من الأرض فلا، إلا أن تكون كانت تُمدُّ من السماء . ] رواه أحمد [.

6 - البركة في الشعير
عن جابر – رضي الله عنه – أن رجلاً أتى النبي يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير ، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : “ لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم “ . أي لاستمر دائماً أبداً وما انقطع خيره.

88989 - لو لم تكله لأكلتم منه ، و لقام بكم
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5302


7 - البركة في السمن

وعن جابر أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنا . فيأتيها بنوها فيسألون الأدم . وليس عندهم شيء. فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم . فتجد فيه سمنا . فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته . فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال " عصرتيها ؟ " قالت : نعم . قال " لو تركتيها ما زال قائما " .

الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2280




8 - البركة في مزود أبي هريرة رضي الله عنه

عن أبي هريرة قال :أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوما بتمرات فقلت ادع الله لي فيهن بالبركة قال فصفهن بين يديه قال ثم دعا فقال لي اجعلهن في مزود وادخل يدك ولا تنثره قال فحملت منه كذا وكذا وسقا في سبيل الله ونأكل ونطعم وكان لا يفارق حقوي فلما قتل عثمان رضي الله عنه انقطع عن حقوي فسقط .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 16/258
]حديث حسن : رواه أحمد والترمذي في مناقب أبي هريرة [.
وفي روايه : أنه قال : أُصبت بثلاث مُصيبات في الإسلام لم أصب بمثلهن :
1- موت رسول الله وكنت صويحبه .
2- وقتل عثمان .
3- والمِزود : قالوا : “ وما المزود يا أبا هريرة ؟ قال : قلت تمر في مزود ، قال : جئ به ، فأخرجت تمراً فأتيته به قال : فمسّه ودعا فيه ثم قال : “ ادع عشرة “ فدعوت عشرة فأكلوا حتى شبعوا ، ثم كذلك حتى أكل الجيش كله وبقي من تمر معي في المزود ، فقال : “ يا أبا هريرة إذا أردت أن تأخذ منه شيئاً ، فأدخل يدك فيه ولا تكفه “ قال : فأكلت منه حياة النبي وأكلت منه حياة أبي بكر كلها ، وأكلت منه حياة عمر كلها ، وأكلت منه حياة عثمان كلها ، فلما قُتل عثمان انتهب مافي يدي ، وانتهب المزود ، ألا أخبركم كم أكلت منه ، أكلت منه أكثر من مائتي وسق “ . ] من كتاب دلائل النبوة للبيهقي [

9 - البركة في شطر الشعير

عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : مات رسول الله وما بقي في بيتي إلا شطر من شعير ، فأكلت منه حتى طال عليّ ، ثم كِلته ، ففني ، وليتني لم أكِلــه .
وفي روايه قالت : - توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر من شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي ، فكلته ففني .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3097



10– 440 رجلاً يأخذون من التمر جميعاً والتمر كما هو

قال دكين بن سعيد الخثعمي : أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن أربعون وأربع مئة نسأله الطعام فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمر قم فأعطهم قال يا رسول الله ما عندي إلا ما يقيظني والصبية قال وكيع القيظ في كلام العرب أربعة أشهر قال قم فأعطهم قال عمر يا رسول الله سمعا وطاعة قال فقام عمر وقمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له فأخرج المفتاح من حجزته ففتح الباب قال دكين فإذا بالغرفة شبيه بالفصيل الرابض قال شأنكم قال فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء قال ثم التفت وإني لمن آخرهم وكأنا لم نرزأ منه تمرة.

الراوي: دكين بن سعيد الخثعمي - خلاصة الدرجة: مشهور محفوظ يلزم على مذهبهما [ أي البخاري ومسلم ] إخراجه - المحدث: الدارقطني - المصدر: الإلزامات والتتبع - الصفحة أو الرقم: 66

11- تسبيح الطعام
عن عبد الله قال : إنكم تعدون الآيات عذابا وإنا كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام قال وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم حي على الوضوء المبارك والبركة من السماء حتى توضأنا كلنا.

الراوي: علقمة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3633

12- أعطني الذراع الثالث

عن أبي رافع قال :أهديت له شاة ، فجعلها في القدر ، فدخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : ما هذا يا أبا رافع ؟ ! ، فقال : شاة أهديت لنا يا رسول الله ! فطبختها في القدر . قال : ناولني الذراع يا أبا رافع ! ، فناولته الذراع . ثم قال : ناولني الذراع الآخر ، فناولته الذراع الآخر ، ثم قال : ناولني الآخر ، فقال يا رسول الله ! إنما للشاة ذراعان ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : أما إنك لو سكت لناولتني ذراعا فذراعا ما سكت، ثم دعا بماء فمضمض فاه، وغسل أطراف أصابعه، ثم قام فصلى، ثم عاد إليهم، فوجد عندهم لحما باردا، فأكل، ثم دخل المسجد؛ فصلى ولم يمس ماء .

الراوي: أبو رافع مولى رسول الله - خلاصة الدرجة: قوي بغيره - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 312
]حديث حسن : أخرجه أحمد (6/392) ، وللحديث شواهد انظر مسند أحمد ( 2/48، 6/8 ،2/517).[



13- حضور الطعام الطهي بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم

أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاما فلم يجد عند واحدة منهن فقال اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت فأهديت له شاة مصلية فقال هذه من فضل الله ونحن ننتظر الرحمة.

الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 4/57


14- البركة العظيمة في طعام وشراب عائشة الذي أعطته للنبي صلى الله عليه وسلم
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كثر الضيف عنده قال لينقلب كل رجل بضيفه حتى إذا كان ذات ليلة اجتمع ضيفان كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقلب كل رجل مع جليسه قال فكنت فيمن انقلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل قال يا عائشة هل من شيء قالت نعم حويسة اتخذتها لإفطارك قال فجاءت بها في قعبة لها فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم منها قليلا فأكله ثم قال كلوا بسم الله فأكلنا منها حتى ما ننظر إليها ثم قال هل عندك من شراب قالت نعم لبينة كنت اتخذتها لك قال هلميها قال فجاءت بها فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعها إلى فيه فشرب قليلا ثم قال اشربوا باسم الله فشربنا حتى والله ما ننظر إليها ثم خرجنا فأتيت المسجد فاضطجعت على وجهي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غفلة فجعل يوقظ الناس للصلاة وكان إذا خرج يوقظ الناس للصلاة فمر بي وأنا على وجهي فقال من هذا فقلت عبد الله بن طهفة فقال إن هذه ضجعة يكرهها الله.

الراوي: عبدالله بن طهفة - خلاصة الدرجة: [فيه] ابن عبد الله بن طهفة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏ ‏ - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/104


15- يأكل العنب وما بمكة ثمرة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث رسول الله عشرة رهط عيناً سرية ، عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم : بنو لحيان ، فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم ، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه ، لجئوا إلى موضع فأحاط بهم القوم ، فقالوا : انزلوا ، فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحداً .
فقال عاصم بن ثابت : أيها القوم أما أنا ، فلا أنزل على ذمة كافر : اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصماً ، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق ، منهم خبيب وزيد بن الدثنة ، ورجل آخر ، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم ، فربطوهم بها قال الرجل الثالث : هذا أول الغدر والله إن لي بهؤلاء أسوة – يريد القتلى - ، فجروه وعالجوه ، فأبى أن يصحبهم ، فقتلوه وانطلقوا بخبيب ، وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر ، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد منافل خبيباً ، وكان خبيب هو قاتل الحارث يوم بدر . فلبث خبيب عندهم أسيراً حتى أجمعوا على قتله ، فاستعار من بعض بنات الحارث موس يستحد بها فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه ، فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ، ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال : أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك ! قالت : والله ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب فو الله لقد وجدته يوماً يأكل قطفاً من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة ، وكانت تقول : إنه لرزق رزقه الله خبيباً ، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحال ، قال لهم خبيب : دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين، فقال: والله لولا أن تحسبوا أن مابي جزع لزدت .
وأكل العنب في غير وقته وفقده من البلاء كرامة للمولى ، والكرامة الثابته للولي كرامة لنبيه وإثبات لصدق رسالة النبي .







16- ثلاثمائة يكفيهم الطعام القليل بدعاء النبي وبقي الطعام كامل لم ينقص

عن أنس بن مالك قال : أعرس رسول الله ببعض نسائه ، فصنعت أم سليم حيساً ، ثم حطته في ثور فقالت : اذهب إلى رسول الله ، وأخبره أن هذا منا له قليل . قال أنس : والناس يومئذ في جهد فجئت به فقلت : يا رسول الله ، بعثت بهذا أم سليم إليك وهي تقرئك السلام ، وتقول : إن هذا منا له قليل ، فنظر إليه ثم قال :
“ ضعه في ناحية البيت “ ثم قال : “ اذهب فادع لي فلاناً وفلاناً فسمى رجالاً كثيراً “ قال : “ ومن لقيت من المسلمين “ ، فدعوت من قال لي ومن لقيت من المسلمين فجئت والبيت والصفة والحجرة ملاء من الناس . فقلت : يا أبا عثمان – الراوي عن أنس – كم كانوا ؟ قال : كانوا زهاء ثلثمائة قال : أنس : فقال لي رسول الله : “ جئ “ ، فجئت به إليه فوضع يده عليه ودعا وقال : ما شاء الله ثم قال : “ ليتحلق عشرة عشرة ويسموا وليأكل كل إنسان مما يليه “ فجعلوا يسمون ويأكلون حتى أكلوا كلهم ، فقال لي رسول الله : ارفعه .
قال : فجئت فأخذ الثور فنظرت فيه فلا أدري أهو حين وضعته أكثر أم حين رفعته ، قال : وتخلف رجال يتحدثون في بيت رسول الله وزوج رسول الله التي دخل بها معهم مولية وجهها إلى الحائط فأطالوا الحديث فشقوا على رسول الله وكان أشد الناس حياء ولو علموا كان ذلك عليهم عزيزاً فقام رسول الله فسلم على حجره وعلى نسائه ، فلما رأوه قد جاء ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ابتدروا الباب فخرجوا وجاء رسول الله حتى أرخى الستر ودخل البيت وأنا في الحجرة فمكث رسول الله في بيته يسيراً وأنزل الله القرآن فخرج وهو يقرأ هذه الآية: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54)" ( سورة الأحزاب 53 – 54 ) .
قال أنس : فقرأهن علي قبل الناس وأنا أحدث الناس بهن عهداً .
]الحديث أخرجه البخاري ومسلم [
قلت : كانت حفلة الطعام تلك يوم زواج النبي بزينب بنت جحش في السنة السادسة من الهجرة ، وكان ببركة طعام هذا العرس نزول آية الحجاب.


17- البركة في الطعام الذي صنعه النبي صلى الله عليه وسلم لأهله

عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال : لما نزلت هذه الآية " وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" ( الشعراء : 214) دعاني رسول الله فقال : “ يا علي ! إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين “ . قال : فضقت بذلك ذرعاً وعرفت أني متى ما أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فضقت عليها حتى جاء جبرئيل –عليه السلام – فقال يا محمد ! إنك أن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا طعاماً واجعل عليه رجل شاة واجمع لنا عساً من لبن وأخرج لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً ، أو ينقصون رجلاً منهم أعمامه أبوطالب وحمزة والعباس وأبو لهب . فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول الله حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي القصعة ، وقال : خذوا بسم الله ، فأكل القوم حتى ما بقي لهم إلى شيء من حاجة وما أرى إلا مواضع أيديهم ، والذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثله ويشرب مثله ، فلما أراد رسول الله أن يكلمهم بدر أبو لهب إلى الكلام ، فقال لقد سحركم صاحبكم ! .فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله ، فلما كان الغد قال : يا علي : “ إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم ، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي “ ، قال : ففعلت ثم جمعتهم ثم دعا بالطعام فقربه لهم ، ففعل كل ما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما بقي لهم في شيء من حاجة ، ثم قال : اسقهم ! فجئت بذلك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعاً ، ثم تكلم رسول الله .

18- أكل أربعمائة من تمر قليل وبقي التمر كما هو

عن النعمان بن مقرن قال : قدمنا على رسول الله اربعمائة رجل من مزينة ، فلما أردنا أن ننصرف قال : ياعمر! زود القوم ، فقال : ما عندي إلا شيء من تمر ، ما أظنه يقع من القوم موقعاً قال : انطلق فزودهم ، قال : فانطلق بهم عمر ، فأدخلهم منزله ثم أصعدهم إلى علية ، فلما دخلنا ، إذا فيها من التمر مثل الجمل الأورق ، فأخذ القوم منه حاجتهم .قال النعمان : فكنت في آخر من خرج ، فنظرت فما أفقد موضع تمرة من مكانها .. بقيت التمرات كما هي ، لم نفقد تمرة واحدة
]حديث حسن : أخرجه أحمد (5/445) ورجاله ثقات ، وسنده حسن ، وانظر : ابن سعد (1/291) والبيهقي في الدلائل .[


19- صاع شعير يأكلون منه نصف سنة ولو لم يكيلوه لأكلوا منه ما عاشوا

عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، أنه استعان برسول الله في التزويج ، فأنكحه امرأة ، فالتمس شيئاً فلم يجده ، فبعث رسول الله أبا رافع وأبا أيوب – رضي الله عنهما – بدرعه ، فرهنه عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من شعير ، فدفعه رسول الله إليّ فطعمنا منه نصف سنة ، ثم كلناه ، فوجدناه كما أدخلناه ، قال نوفل : فذكرت ذلك لرسول الله فقال : “ لو لم تكله لأكلت منه ما عشت “ .
]أخرجه الحاكم في المستدرك (3/246) كتاب معرفة الصحابة والبيهقي في دلائل النبوة (6/114) باب ماظهر فيما خلّف رسول الله من الشعير. وانظر البداية والنهاية (6/119) .[

20- البركة في الاجتماع على الطعام
عن وحشي بن حرب – رضي الله عنه – أن أصحاب رسول الله قالوا : يا رسول الله ! إنا نأكل ولا نشبع ، قال : “ فلعلكم تفترقون “ ، قالوا : نعم ، قال : “ فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه “ . وهذا أمر واقع معلوم لا يحتاج إلى شرح أو بيان .
]أخرجه أحمد (3/501) ، والبيهقي في الدلائل (6/119)

21- صاع طعام يكفي مائة وثلاثين رجلاً
عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال : كنا مع النبي ثلاثين ومائة فقال النبي : “ هل مع أحد منكم طعام ؟ “ فإذا مع رجل منهم صاع من طعام أو نحوه ، فعجن ، ثم جاء رجل مشعات طويل بغنم يسوقها ، فقال النبي : “ أبيع أم عطية ؟ “ أو قال : “ هبة ؟ “ قال : لا بل بيع . فاشترى منه شاة فأمر بها فصنعت ، وأمر رسول الله بسواد البطن أن يشوى ، قال : وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا وقد حز له رسول الله من سواد بطنها إن كان شاهداً أعطاه . وإن كان غائباً خبأ له ، قال : وجعل فيها قصعتين فأكلنا منها اجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فحملتا على البعير أو كما قال .
]أخرجه البخاري (5/230) وأخرجه مسلم كتاب الأشربة باب إكرام الضيف .[


22- عشرة رجال يأكلون قرص خبز واحد ويشبعون
عن واثلة بن الأسقع – رضي الله عنه – قال : كنت من أهل الصفة ، فدعا رسول الله يوماً بقرص ، فكسره في القصعة ، وصنع فيها ماء سخناً ، ثم صنع فيها ودكاً ثم سفسفها ( أي خلطها ومزجها ) ثم لبقها ، ثم صعنبها ( أي تضم جوانب الثريدة وتكوم صومعتها ويرفع رأسها ) ثم قال : “ اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم “ ، فجئت بهم فقـال : “ كلوا ، وكلوا من أسفلها ، ولا تأكلوا من أعلاها ، فإن البركة تنزل من أعلاها ، فأكلوا منها حتى شبعوا “ .
]أخرجه أحمد (3/490) ، وقال الهيثمي في المجمع (8/305) : رجاله موثقون [




23- عشرون رجلاً يأكلون فتاتاً من الخبز وتعود الصحفة مليئة به
وعند الطبراني عن واثلة بن الأسقع – رضي الله عنه – قال : كنت من أصحاب الصفة ، فشكا أصحابي الجوع ، فقالوا : ياواثلة اذهب إلى رسول الله فاستطعم لنا ، فأتيت رسول الله فقلت : يا رسول الله ، إن اصحابي شكوا الجوع ، فقال رسول الله لعائشة رضي الله عنها : “ هل عندك من شيء ؟ “ قالت : يا رسول الله : ما عندك إلا فتات خبز قال : فائتيني به فجاءت بجراب ، فدعا رسول الله بصحفة ، فأفرغ الخبز في الصحفة ، ثم جعل يصلح الثريد بيده ، وهو يربو ( أي يزيد ) حتى امتلأت الصحفة . فقال : يا واثلة “ اذهب فجئ بعشرة من أصحابك وأنت عاشرهم “ فذهبت ، فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم ، فقال : “ اجلسوا وخذوا باسم الله خذوا من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها ، فإن البركة تنزل من أعلاها “ ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها، ثم جعل يصلحها بيده، وهي تربو حتى امتلأت وفي الصحفة مثل ما كان فيها، قال: “ يا واثلة ، اذهب فجئ بعشرة من أصحابك “ فجئت بعشرة، فقال: اجلسوا، فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا، ثم قاموا فقال: اذهب فجئ بعشرة من أصحابك ، فذهبت فجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك ، قال : هل بقي من أحد ؟ قلت : نعم عشرة ، قال : اذهب فجئ بهم ، فذهبت فجئت بهم . فقال : اجلسوا ، فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ، ثم قاموا ، وبقي في الصحفة مثل ما كان ، ثم قال :
“ يا واثلة اذهب بهذا إلى عائشة “ .
وفي رواية : كنت في الصفة وهم عشرون رجلاً ، فذكر نحوه إلا أنه قال : قالوا : ههنا كسرة وشيء من لبن .
]أخرجه الطبراني (22/90) رقم (216) وأخرجه أبو نعيم في الدلائل ( 422،421)رقم (328) وقال الهيثمي في المجمع (8/305) : رواه كله الطبراني بإسنادين وإسناده حسن .[



24- وامتلأت الأوعية الفارغة
عن أبي عمرة الأنصاري – رضي الله عنه – قال : كنا مع رسول الله في غزاة – فأصاب الناس مخمصة ، فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهورهم ، وقالوا : يبلغنا الله به ، فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم ، قال : يا رسول الله ، كيف بنا إذا لقينا العدو غداً جياعاً رجالاً ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم وتجمعها، ثم تدعو الله فيها بالبركة، فإن الله تبارك وتعالى – سيبلغنا بدعوتك – أو سيبارك لنا في دعوتك ، فدعا النبي ببقايا أزوادهم ، فجعل الناس يجيئون بالحثية ( أي ملء الكف ) من الطعام وفوق ذلك ، فكان أعلاهم من جاء ، بصاع من تمر ، فجمعها رسول الله ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعوه ثم دعا الجيش بأوعيتهم ، وأمرهم أن يحتثوا ، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملأوه وبقي مثله .فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ، وقال : “ اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله ، لا يلقى الله عبد يؤمن بهما ، إلا حُجبت عنه النار يوم القيامة “ .
]أخرجه مسلم كتاب الايمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً ، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة رقم (1148]324،323[)...[


25- التمرة تكفي الرجل طوال اليوم

عن جابر – رضي الله عنه – قال : بعثنا رسول الله وأمر علينا أبا عبيدة نتلقى عيراً لقريش وزودنا جراباً من تمر ، لم يجد لنا غيره ، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة ، قال : قلت : كيف كنتم تصنعون بها ؟ قال : كنا نمصها كما يمص الصبي ، ثم نشرب عليها الماء ، فتكفينا يومنا إلى الليل ، وكنا نضرب بعصينا الخبط ( أي الورق الساقط ) ثم نبله بالماء فنأكله .
قال : فا نطلقنا إلى ساحل البحر ، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا به دابة تدعى العنبر ، فقال أبو عبيدة : ميته ، ثم قال : لا ، بل نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله ، وقد اضطررتم فكلوا ، قالوا : فأقمنا عليه شهرا ً – ونحن ثلاثمائة – حتى سمنا ولقد كنا نغرف من وقب عينه بالقلال ( أي الجرة العظيمة ) الدهن ، ونقتطع منه كقدر الثور ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلاً ، فأقعدهم في عينه ، وأخذ ضلعاً من أضلاعه فأقامها ، ثم رحل أعظم بعير منها فمر تحتها ، وتزودنا من لحمها وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله فذكرنا ذلك له ، فقال : “ هو رزق أخرجه الله لكم ، فهل معكم شيء من لحمه تطعمونا ؟ “ قال : فأرسلنا إلى رسول الله فأكل منه .
]أخرجه مسلم كتاب الصيد والذبائح باب إباحة الميتات (1935) ، وأبو داود كتاب الأطعمة باب في دواب البحر وابن سعد (3/411) والبيهقي في الدلائل (4/408) باب في سرية أبي عبيدة .[

26- البركة في لحم خالد بن عبد العزى

عن خالد بن عبد العزى ، أنه أجزر رسول الله شاة ، وكان عيال خالد كثيراً ، فأكل منها النبي وبعض أصحابه ، فأعطى فضله خالداً فأكلوا منها وأفضلوا .
]أخرجه النسائي في الكنى والحسن بن سفيان في مسنده في الإصابة (1/409) .[



27- إناء السمن يتحول إلى واد من السمن
عن حمزة بن عمرو قال : كان طعام أصحاب رسول الله يدور على أيدي أصحابه ، هذا ليلة وهذا ليلة ، قال : فدار علي ليلة ، فصنعت طعام أصحاب رسول الله وتركت النحى ( أي زق السمن ) ولم أوكه ( أي لم أربطه وأحكم إغلاقه ) وذهبت بالطعام إليه فتحرك ، فأهريق ما فيه ، فقلت : أعلى يدي أهريق طعام رسول الله ؟
فقال رسول الله : “ ادنه “ فقلت : لا أستطيع يا رسول الله ، فرجعت مكاني ، فإذا النحى . يقول : قب قب ( أي صوت انصباب الماء ) فقلت : مه ، قد أهريق فضلة فضلت فيه ، فجئت أنظره فوجدته قد ملئ إلى ثدييه ، فأخذته ، فجئت رسول الله فأخبرته ، فقال : “ إنك لو تركته لملء إلى فيه ثم أوكي “ .
]أخرجه الطبراني (2992) ، (3/159) وقال الهيثمي في المجمع : (8/310) ، رواه الطبراني ، ورجال الطريق التي هنا وثّقوا .[
وفي رواية : “ لو تركته لسال وادياً سمناً “ . وفي رواية عنه قال : خرج رسول الله إلى غزوة تبوك ، وكنت على ذلك النحى ذلك السفر ، فنظرت إلى نحى السمن قد قل ما فيه ، وهيأت للنبي طعاماً ، فوضعت النحى في الشمس ونمت فانتبهت بخرير النحى ، فقمت ، فأخذت رأسه بيدي ، فقال رسول الله : “ لو تركته لسال الوادي سمناً “ .


28- أهل الخندق يأكلون من قصعة طعام ويبقى ثلثا القصعة
ذهب أهل الخندق وهم ثلاثة آلاف إلى أحد الصحابة ليأكلوا عنده ، فأكلوا كلهم من قصعة طعام بها خبز وجدي فأكلوا الثلث وبقي الثلثان ببركة النبي .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : احتفر رسول الله الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع ، فلما رأى ذلك رسول الله قال : هل دللتم على رجل يطعمنا أكلة ، قال رجل : نعم ، قال : أما لا فتقدم فدلنا عليه فانطلقوا إلى بيت الرجل . فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه ، فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول الله قد أتانا ، فجاء الرجل يسعى ، وقال : بأبي وأمي ، وله معزة ومعها جديها ، فوثب إليها ، فقال النبي : “ الجدي من ورائها “ فذبح الجدي وعمدت المرأة إلى طحينة لها ، فعجنتها وخبزت فأدركت القدر فثردت قصعتها فقربتها إلى رسول الله وأصحابه ، فوضع رسول الله أصبعه فيها .


وقال : “ بسم الله اللهم بارك فيها اطعموا “ فأكلوا منها حتى صدروا ، ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقي ثلثاها ، فسرح أولئك العشرة الذي كانوا معه ، أن اذهبوا وسرحوا إلينا بعدتكم ، فذهبوا فجاء أولئك العشرة مكانهم ، فأكلوا منه حتى شبعوا ، ثم قام ودعا لربة البيت وسمت عليها وعلى أهل بيتها ، ثم مشوا إلى الخندق . فقال : “ اذهبوا بنا إلى سلمان “ وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها ، فقال النبي: “ دعوني فأكون أول من ضربـها “ فقال : “ بسم الله ، فضربها “ ، فوقعت فلقة ثلثها ، فقال : “ الله أكبر!! قصور الشام ورب الكعبة “ ، ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة ، فقال : “ الله أكبر !! قصور فارس ورب الكعبة “ . فقال عندها المنافقون : نحن نخندق على أنفسنا وهو يعدنا قصور فارس و الروم.
]أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/376-377) رقم (12052) وقال الهيثمي في المجمع (6/132) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .. وانظر البداية (4/100).[

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:36 PM

معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مع الرؤيا
 
معجزات النبي مع الرؤيا

1- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : ذكر لي أن رسول الله قال : " بينما أنا نائم إذ رأيت أنه وضع في يدي سواران من ذهب فقطعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان " .
وفي رواية أبي هريرة : “ بينما أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض فوضع في يدي سواران من ذهب فكبرا علي وأهماني، فأوحي إلي أن انفخهما فنفختهما فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة “. يعني الأسود العنسي الذي قتله فيروز باليمن في آخر حياته ونزل عليه جبريل عليه السلام فأخبره بقتله قبل وفاته بيوم واحد، ثم أتى الخبر بذلك من اليمن بعد وفاته، ومسيلمة الكذاب الذي قتل في خلافة الصديق رضي الله عنه . أخرجه البخاري .



2 - رؤيا قتل مسيلمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم مسيلمة الكذاب المدينة في بشر كثير من قومه فجعل يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده اتبعته فأقبل النبي ومعه ثابت بن قيس بن شماس ، وفي يد النبي قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة فقال : “ لئن سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ، ولن تعدو أمر الله فيك ، ولئن أدبرت ليعقرنك الله ، وإني أراك الذي رأيت فيه ما رأيت ، وهذا ثابت بن قيس يجيبك عني “ ثم انصرف .
قال ابن عباس : فسألت عن قول النبي إنك الذي أريت فيه ما رأيت فأخبرني أبو هريرة أن النبي قال : “ بينما أنا نائم أريت في يدي سوارين من ذهب ، فأهمني شأنهما ، فأوحي إلى في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا ، فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي ، فهذا أحدهما العنسي صاحب صنعاء والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة “ .
أخرجه البخاري ومسلم .

3 - رؤيا نقل الحمى من المدينة إلى الجحفة
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال : “ رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة وهي الجحفة ، فأولتها أن وباء المدينة نقل إليها “ .
أخرجه البخاري .

4 - رؤيا هجرة النبي إلى يثرب
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي قال : “ رأيت أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب “ . أخرجه البخاري .


5 - رؤيا أم حرام
عن أنس رضي الله عنه عن خالته أم حرام بنت ملحان أن رسول الله نام عندها يوماً ثم استيقظ وهو يتبسم فقالت له : ما أضحكك يا رسول الله ؟ فقال: “أناس من أمتي عرضوا علي يركبون ثبج البحر أي وسطه كالملوك على الأسرة” ، قالت : ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام فرأى مثل ذلك ، فسألته ، فقال لها مثلما قال أولاً ، فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم فقال لها : “ أنت من الأولين “ ، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت مع المسلمين الغزاة مع معاوية في خلافة عثمان ، فركبوا البحر ، فلما رجعوا قربوا لها دابة لتركبها فوقعت وماتت شهيدة رضي الله عنها . أخرجه البخاري ومسلم .

6 - رؤيا دخول مكة
عن مجاهد قال : رأى رسول الله وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين ، فقال له أصحابه حين نحر بالحديبية : أين رؤياك يا رسول الله ؟ فأنزل الله : { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق } إلى قوله { فتحاً قريباً } فرجعوا وفتحوا خيبر ثم اعتمر بعد ذلك مع أصحابه فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة .
أخرجه البيهقي .


7 - رؤيا شهداء أحد

عن جابر رضي الله عنه أن النبي قال : “ رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقراً تنحر فأولت الدرع الحصينة المدينة وأولت البقر بقراً ، والبقر الشق “ ، فكان من أصيب من المسلمين يوم أحد . أخرجه أحمد وغيره بإسناد صحيح .


8 - رؤيا إسلام عكرمة بن أبي جهل
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال : “ رأيت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني “ ، فلما أسلم خالد قيل لرسول الله: قد صدق الله رؤياك يا رسول الله ، هكذا كان إسلام خالد ، فقال رسول الله: “ ليكونن أمر آخر “ ، حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل فكان ذلك تصديق رؤياه. أخرجه الحاكم وصححه .

9 - رؤيا الرسول لأبي بكر وعمر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : “ بينا أنا نائم رأيت أني على قليب وعليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذَنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم استحالت غرباً فأخذها عمر بن الخطاب فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزع ابن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن “ .
والقليب البئر قبل البناء ، وابن أبي قحافة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه والذَنوب الدلو الممتلئ والغرب الدلو العظيم وعبقري القوم سيدهم وكبيرهم والعطن مبرك الإبل حول الحوض والمراد رويت إبلهم فبركت حول الحوض .
قال النووي : هذا المنام مثال لما جرى للخليفتين من ظهور آثارهما الصالحة وانتفاع الناس بهما وكل ذلك مأخوذ من النبي لأنه صاحب الأمر فقام به أكمل قيام وقرر قواعد الدين ثم خلفه أبو بكر فقاتل أهل الردة وقطع دابرهم ثم خلفه عمر فاتسع الإسلام في زمنه .
وأما قوله وفي نزعه أي أبي بكر ضعف فهو إخبار عن حاله في قصر مدة ولايته رضي الله عنه وليس في قوله والله يغفر له نقص ولا إشارة إلى أنه وقع منه ذنب وإنما هي كلمة كانوا يقولونها وأما ولاية عمر رضي الله عنه فإنها لما طالت كثر انتفاع الناس بها واتسعت دائرة الإسلام بكثرة الفتوح وتمصير الأمصار وتدوين الدواوين .
أخرجه البخاري .


10- رؤيا وفاة أبي بكر بعد النبي بسنتين ونصف
عن ابن شهاب قال : رأى النبي رؤيا فقصها على أبي بكر فقال: “ يا أبا بكر رأيت كأني استبقت أنا وأنت درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف“ فقال يا رسول الله : يقبضك الله إلى رحمته ومغفرته وأعيش بعدك سنتين ونصف .
أخرجه ابن سعد .

11- رؤيا بني أمية يخطبون على المنبر النبوي
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : أن رسول الله قد رأى بني أمية يخطبون على منبره رجلاً رجلاً ، فساءه ذلك فنزلت : إنا أعطيناك الكوثر ، ونزلت إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يملكها بنو أمية قال القاسم بن الفضل : فحسبنا مدة بني أمية فإذا هي ألف شهر لا تزيد ولا نقص.
أخرجه الترمذي والحاكم والبيهقي .

12- رؤيا عبد الله بن سلام رضي الله عنه
عن قيس بن عباد قال : كنت في حلقة فيها سعد ابن مالك وهو ابن أبي وقاص وابن عمر عبد الله فمر عبد الله بن سلام فقالوا : هنا رجل من أهل الجنة ، فقلت له : أنهم قالوا : كذا وكذا فقال : سبحان الله ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم ، إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء فنصب فيها ، وفي رأسها عروة وفي أسفلها منصف ، والمنصف الوصيف أي الخادم فقال : ارقه فرقيته حتى أخذت بالعروة فقصصتها على رسول الله فقال : “ تلك الروضة روضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة الوثقى فأنت على الإسلام حتى تموت “ . أخرجه البخاري .


13- رؤيا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
عن عبد الله بن عمر قال : إن رجالاً من أصحاب النبي كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله فيقصونها على رسول الله فيقول فيها رسول الله ما شاء الله ، وأنا غلام حديث السن وبيتي المسجد ، قبل أن أنكح فقلت في نفسي : لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء .
فلما اضطجعت ليلة قلت : اللهم إن كنت تعلم خير فأرني رؤيا فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلى جهنم وأنا بينهما أدعو الله اللهم أعوذ بك من جهنم ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال : لي لا تراع نعم الرجل أنت لو تكثر من الصلاة فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم ، فإذا هي مطوية كطي البئر لها قرون ، كقرون البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد ، وأرى رجالاً معلقين بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم عرفت فيهم رجالاً من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين ، فقصتها حفصة على رسول الله فقال رسول الله : “ إن عبد الله رجل صالح “ . أخرجه البخاري .

14- رؤيا بعض الصحابة رضي الله عنه
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله رأيت كأن دلواً أدلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شرباً ضعيفاً ، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فانتشطت وانتضح عليه منها شيء والعراقي جمع عرقوة وهي الخشبة المعروضة على فم الدلو وهما عرقوتان وانشطت أي جذبت ورفعت وفيه إشارة إلى ما وقع لعلي رضي الله عنه من الفتن والاختلاف عليه ، فإن الناس أجمعوا على خلافته ، ثم لم يلبث أهل الجمل خرجوا عليه وامتنع معاوية في أهل الشام ، ثم حاربه بصفين ، ثم غلب بعد قليل على مصر وخرجت عليه الحرورية فلم يحصل له راحة . أخرجه الإمام أحمد وأبو داود .

15- رؤيا زرارة بن عمرو رضي الله عنه
ورد أنه لما قدم وفد النخع وهي قبيلة من اليمن على النبي في المحرم سنة عشر ، وكانوا مائتي رجل مقرين بالإسلام عليهم زرارة بن عمرو فقال يا رسول الله : إني رأيت في سفري عجباً .
وفي رواية : رأيت رؤيا هالتني ، قال : “ وما رأيت “ .
قال : رأيت أتانا تركتها في الحي ولدت جدياً أسفع أحوى – والأسفع الذي سواده مشرب بحمرة والأحوى الذي ليس شديد السواد .
فقال رسول الله: “ هل تركت لك أمة مصرة على حمل ؟ “ قال : نعم ، قال : “ فإنها ولدت غلاماً وهو ابنك “ ، فقال يا رسول الله فماله أسفع أحوى ، قال : “ ادن مني “ ، فدنا منه فقال : “ هل بك برص تكتمه “ قال : فوالذي بعثك بالحق ما علم به أحد ولا اطلع عليه غيرك . قال : هو ذاك .
قال يا رسول الله : ورأيت النعمان بن المنذر عليه قرطان ودملجان ومسكتان ، قال: ذلك ملك العرب رجع إلى أحسن زيه وبهجته قال يا رسول الله : ورأيت عجوزاً شمطاء خرجت من الأرض قال : “ تلك بقية الدنيا “ قال : ورأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو وهي تقول : لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم وأهلكم ومالكم .
قال رسول الله: “ تلك فتنة تكون “ .
قال يا رسول الله : وما الفتنة قال : “ يفتك الناس بإمامهم ويشتجرون اشتجار أطباق الرأس “ ، أي يشتبكون وخالف رسول الله بين أصابعه “يحسب المسيء فيها أنه محسن ، ويكون دم المؤمن عند المؤمن أحلى من شرب الماء البارد ، وإن مات ابنك أدركتك الفتنة ، وإن مت أنت أدركها ابنك “ .
قال يا رسول الله : ادع الله أني لا أدركها فقال رسول الله: “ اللهم لا تدركها إياه “ ، فمات وبقي ابنه عمرو فكان ممن خلع عثمان رضي الله عنه . أخرجه ابن سعد وابن شاهين .

16- رؤيا طلحة رضي الله عنه
عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رجلين من بلى قدما على رسول الله، فكان اسلامهما معاً وكان أحدهما اشد اجتهاداً من الآخر فغزا المجتهد فاستشهد ، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة : فبينا أنا عند باب الجنة يعني في النوم إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي مات الآخر منهما ثم رجع فأذن للذي استشهد ثم رجع إليِّ فقال : ارجع فإنه لم يؤذن لك فأصبح طلحة يحدث الناس فعجبوا ، فقال رسول الله: “ أليس قد مكث بعده سنة فصلى كذا وكذا من سجدة وأدرك رمضان فصامه “ .
أخرجه البيهقي .

17- رؤيا جهيم بن الصلت رضي الله عنه
عن ابن شهاب وعروة بن الزبير قال : لما نفرت قريش إلى بدر نزلوا الجحفة عشاء وفيهم رجل من بني المطلب بن عبد مناف يقال له : جهيم بن الصلت بن مخرمة فوضع جهيم رأسه فأغفى ثم فزع ، فقال لأصحابه : هل رأيتم الفارس الذي وقف عليِّ آنفاً ؟ فقالوا : لا إنك مجنون قال : قد وقف علي فارس آنفاً فقال : قتل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختري وأمية بن خلف فعد أشرافاً من كفار قريش ، فقالت له أصحابه : إنما يلعب بك الشيطان . ورفع الحديث إلى أبي جهل ، فقال : قد جئتم بكذب بني المطلب مع كذب بني هاشم سيرون غداً من يقتل فقتل جميع من أخبر عنهم . أخرجه البيهقي .

18- رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي
عن ابن عباس رضي الله عنهما قالا : قد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أقرعتها ، فبعث إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له : يا أخي والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به .
قال لها : وما رأيت قالت : رأيت راكباً أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ، فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه ، فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قيس فصرخ بمثلها ، ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقى بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة .
قال العباس : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها لأحد ثم خرج العباس فلقي الوليد ابن عتبة بن ربيعة ، وكان له صديقاً فذكر له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لأبيه عتبة ففشا الحديث بمكة حتى تحدثت به قريش في أنديتها ، قال العباس: فغدوت لأطوف بالبيت وأبو جهل ابن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا .

فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم ، فقال لي أبو جهل : يا بني عبد المطلب متى حدثت فيكم هذه النبية ! قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : تلك الرؤيا التي رأت عاتكة ، فقلت : وما رأت ؟ قال : يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم ، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال : انفروا في ثلاث فستتربص بكم هذه الثلاث ، فإن يك حقاً ما تقول فسيكون ,وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت في العرب .
قال العباس : فوالله ما كان مني إليه كبير ، إلا أني جحدت ذلك وأنكرت أن تكون رأت شيئاً ، قال : ثم تفرقنا فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا اتتني فقالت : أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ، ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ، ثم لم يكن عندك غيره لشيء مما سمعت قال : قلت : قد والله فعلت ما كان مني إليه من كبير وايم والله لا تعرض له ، فإن عاد لأكفيكنه قال : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه قال : فدخلت المسجد فرأيته فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال ، فوقع به وكان رجلاً خفيفاً حديد الوجه حديد اللسان حديد النظر إذ خرج نحو باب المسجد يشتد .
قال : قلت في نفسي : ماله لعنه الله أكل هذا فرق مني أن أشاتمه قال : وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي واقفاً على بعيره ، قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول : يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث قال : فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر فتجهز الناس سراعاً وخرجوا فأصاب قريشاً ما أصابها يوم بدر . أخرجه الحاكم والبيهقي .

19- رؤيا سودة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل ابن عمرو فرأت في المنام كأن النبي أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها فأخبرت زوجها بذلك فقال : لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك محمد ، ثم رأت في المنام أخرى أن قمر انقض عليها من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها ، فقال : لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتى أموت وتتزوجين من بعدي ، فاشتكى السكران من يومه ذلك ، فلم يلبث إلا قليلاً حتى مات وتزوجها رسول الله .
أخرجه ابن سعد .


20- رؤيا جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها
عن الواقدي قال : حدثني حرام بن هشام عن أبيه قال : قالت جويرية : رأيت قبل قدوم النبي بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري ، فكرهت أن أخبر بها أحداً من الناس ، حتى قدم رسول الله صلى عليه وسلم فلما سبينا رجوت الرؤيا فأعتقني وتزوجني .
أخرجه البيهقي .

21- رؤيا صفية أم المؤمنين رضي الله عنها
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : رأى رسول الله بعين صفية خضرة فقال : “ ما هذه الخضرة “ قالت : كان رأسي في حجر ابن أبي حقيق تعني زوجها السابق ، وأنا نائمة ، فرأيت كأن قمر وقع في حجري ، فأخبرته بذلك فلطمني وقال : تتمنين ملك يثرب ( يقصد النبي محمد ).



عآشقة الجنه 2012-12-16 05:37 PM

معجزات النبي مع البشر
1- قال سراقة بن مالك : جاءنا رسل كفار قريش، يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، دية كل واحد منهما ، لمن قتله أو أسره، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس بني مدلج، أقبل رجل منهم ، حتى قام علينا ونحن جلوس ، فقال يا سراقة : إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل، أراها محمدا وأصحابه ، قال سراقة: فعرفت أنهم هم ، فقلت له: إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رأيت فلانا وفلانا ، انطلقوا بأعيننا ، ثم لبثت في المجلس ساعة ، ثم قمت فدخلت ، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة ، فتحبسها علي ، وأخذت رمحي ، فخرجت به من ظهر البيت ، فحططت بزجه الأرض ، وخفضت عاليه ، حتى أتيت فرسي فركبتها ، فرفعتها تقرب بي ، حتى دنوت منهم ، فعثرت بي فرسي ، فخررت عنها ، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي ، فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها : أضرهم أم لا ، فخرج الذي أكره ، فركبت فرسي ، وعصيت الأزلام ، تقرب بي حتى سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت ، وأبو بكر يكثر الالتفات ، ساخت يدا فرسي في الأرض ، حتى بلغتا الركبتين ، فخررت عنها ، ثم زجرتها فنهضت ، فلم تكد تخرج يديها ، فلما استوت قائمة ، إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان ، فاستقسمت بالأزلام ، فخرج الذي أكره ، فناديتهم بالأمان فوقفوا ، فركبت فرسي حتى جئتهم ، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم ، أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت له : إن قومك قد جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم ، وعرضوا عليهم الزاد والمتاع ، فلم يرزآني ولم يسألاني ، إلا أن قال : ( أخف عنا ) . فسألته أن يكتب لي كتاب أمن ، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الراوي: سراقة بن مالك - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3906
]صحيح : أخرجه البخاري (7/186-188-، 7/196) ، واحمد (3/212) والحاكم (3/6-7) وأخرج بعضه مسلم رقم (2009) .[


2 - وقوف الكفار أمام الغار
يوم هجرة النبي جدّت قريش في طلب الرسول وأبو بكر – رضي الله عنه – وأخذوا معهم القافة ( متبعو الأثر ) حتى انتهوا إلى الغار ، فوقفوا عليه ، قال أبو بكر قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار : لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ، فقال : ( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما ) .

الراوي: أبو بكر الصديق - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3653
]صحيح : أخرجه البخاري في فضائل الأصحاب باب مناقب المهاجرين وفي تفسير سورة براءة ، ومسلم في فضائل الصحابة باب فضائل أبي بكر رضي الله عنه [
وكان النبي وأبو بكر يسمعان كلامهم فوق رءوسهما ، ولكن الله عمّى عليهم أمرهما .




3 - شلت يده
روى ان رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله . فقال ( كل بيمينك ) قال : لا أستطيع . قال ( لا استطعت ) ما منعه إلا الكبر . قال : فما رفعها إلى فيه .

سلمة بن الأكوع - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2021
رواه مسلم في الأشربة .





4- سداد دين والد جابر ببركة الرسول
كان على والد جابر – رضي الله عنهما – دين كبير فسُدّ ببركة جلوس النبي على أموال السداد. قال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما : أن أباه استشهد يوم أحد ،وترك ست بنات ، وترك عليه دينا ، فلما أحضر جداد النخل ، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد ، وترك عليه دينا كثيرا ، وإني أحب أن يراك الغرماء ، قال : ( اذهب فبيدر كل تمر على ناحيته ) . ففعلت ، ثم دعوته ، فلما نظروا إليه أغروا بي تلك الساعة ، فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ، ثم جلس عليه ، ثم قال : ( ادع أصحابك ) . فما زال يكيل لهم حتى أدى أمانة والدي ، وأنا والله راض أن يؤدي الله أمانة والدي ، ولا أرجع إلى أخوتي بتمرة ، فسلم والله البيادر كلها ، حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه لم ينقص تمرة واحدة .

الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2781 .
]حديث صحيح : أخرجه البخاري ، وأبو داود ، والنسائي [




5 - حطم الكدية القوية في أول ضربة
إنا يوم الخندق نحفر ، فعرضت كدية شديدة ، فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : هذه كدية عرضت في الخندق ، فقال : ( أنا نازل ) . ثم قام وبطنه معصوب بحجر ، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب الكدية ، فعاد كثيبا أهيل ، أو أهيم ، فقلت : يا رسول الله ، ائذن لي إلى البيت ، فقلت لامرأتي : رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر ، فعندك شيء ؟ قالت : عندي شعير وعناق ، فذبحت العناق ، وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ، ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر ، والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج ، فقلت : طعم لي ، فقم أنت يا رسول ورجل أو رجلان ، قال : ( كم هو ) . فذكرت له ، قال : ( كثير طيب ، قال : قل لها : لا تنزع البرمة ، ولا الخبز من التنور حتى آتي ، فقال : قوموا ) . فقام المهاجرون والأنصار ، فلما دخل على امرأته قال : ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم ، قالت : هل سألك ؟ قلت : نعم ، فقال : ( ادخلوا ولا تضاغطوا ) . فجعل يكسر الخبز ، ويجعل عليه اللحم ، ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع ، فلم يزل يكسر الخبز ، ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية ، قال : ( كلي هذا وأهدي ، فإن الناس أصابتهم مجاعة ) .

الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4101
رواه البخاري ، وابن إسحاق


6 - أفاق جابر برش الوضوء النبوي عليه
قال جابر : مرضت ، فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني ، وأبو بكر ، وهما ماشيان ، فأتاني وقد أغمي علي ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت ، فقلت : يا رسول الله ، كيف أقضي في مالي ، كيف أصنع في مالي ؟ قال : فما أجابني بشيء حتى نزلت آية الميراث : " يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ " ( النساء : 11 )

الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7309
]حديث صحيح : أخرجه البخاري ومسلم [.


7 - بصق في عين علي – رضي الله عنه- فبرأت
كان علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – تخلف عن النبي في خيبر ، وكان رمداً فجاء ، فدعا له رسول الله فبرأ . ففي الحديث الصحيح أن رسول الله قال يوم خيبر : ( لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) . قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : ( أين علي ابن أبي طالب ) . فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : ( فأرسلوا إليه ) . فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : ( انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحد ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) .

الراوي: سهل بن سعد الساعدي - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4210
]حديث صحيح : أخرجه البخاري ، ومسلم ، واحمد (5/333)[.




8- عرق النبي طيب
دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( فنام عندنا بعض الوقت في القيلولة ) فعرق . وجاءت أمي بقارورة . فجعلت تسلت العرق فيها . فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال " يا أم سليم ! ما هذا الذي تصنعين ؟ " قالت : هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب .

الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2331
]رواه مسلم في كتاب الفضائل ، وأحمد ( 3/177).[
وكان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلك طريقا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه .

الراوي: جابر بن سمرة - خلاصة الدرجة: [حسن كما قال في المقدمة] - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: هداية الرواة - الصفحة أو الرقم: 5/275



9- بركة مسحه على رأس حنظلة بن خديم
أن جده حنيفة قال لجذيم : اجمع لي بني فإني أريد أن أوصي . فجمعهم فقال : إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية المطيبة فقال جذيم : يا أبت إني سمعت بنيك يقولون : إنما نقر بهذا عند أبينا فإذا مات رجعنا فيه . قال : فبيني وبينكم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال جذيم : رضينا ، فارتفع جذيم وحنيفة وحنظلة معهم غلام وهو رديف لجذيم ، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سلموا عليه ؛ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : وما رفعك يا أبا جذيم ؟ قال : هذا ، وضرب بيده على فخذ جذيم . فقال : إني خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت فأردت أن أوصي وإني قلت : إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل كنا نسميها في الجاهلية المطيبة ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى رأينا الغضب في وجهه ، وكان قاعدا فجثا على ركبتيه وقال : لا لا لا الصدقة خمس ، وإلا فعشر ، وإلا فخمس عشرة وإلا فعشرون ، وإلا فخمس وعشرون ، وإلا فثلاثون ، وإلا فخمس وثلاثون ، فإن كثرت فأربعون . قال : فودعوه ومع اليتيم عصا وهو يضرب جملا ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : عظمت هذه هراوة يتيم . قال حنظلة : فدنا بي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : إن لي بنين ذوي لحى ودون ذلك ، وإن ذا أصغرهم فادع الله له ، فمسح رأسه وقال : بارك الله فيك أو بورك فيك ، قال ذيال : فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه أو البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه ، ويقول : بسم الله . ويضع يده على رأسه ويقول على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيمسحه عليه . وقال ذيال : فيذهب الورم.

الراوي: حنظلة بن حذيم الأسدي - خلاصة الدرجة: صحيح ورواته ثقات - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح من دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 160
]أخرجه أحمد والبخاري في التاريخ ، وابن سعد ، والطبراني والبيهقي وغيرهم [


10- الأثر النبوي سبب في عدم نسيان أبي هريرة – رضي الله عنه –
عن الأعرج في قوله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" ( البقرة : 159) . قال : قال أبو هريرة – رضي الله عنه - : إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله الموعد ، إني كنت امرأ مسكينا ، ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني ، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فشهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، وقال : ( من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ، ثم يقبضه، فلن ينسى شيئا سمعه مني ) . فبسطت بردة كانت علي ، فوالذي بعثه بالحق ، ما نسيت شيئا سمعته منه .

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7354
ثم تلا { إنّ الذين يكتمون } الآية كلها .
]حديث صحيح : أخرجه مسلم ، والبيهقي في الدلائل ( 6/201)[.


11- رؤيته أصحابه من وراء ظهره
كان رسول الله يرى ما يصنعه الصحابة والمنافقون من وراء ظهره وهو يُصلي . قال أنس بن مالك : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، ثم أقبل علينا بوجهه ، فقال : إني إمامكم فلا تبادروني بالركوع ، ولا بالسجود ، ولا بالقيام ، ولا بالانصراف ، فإني أراكم من أمامي ، ومن خلفي . ثم قال : والذي نفسي بيده ، لو رأيتم ما رأيت ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا . قلنا : ما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار .

الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1362
]حديث صحيح : أخرجه مسلم في الصلاة ، والبيهقي في الدلائل ( 6/74)[.
وفي رواية : هل ترون قبلتي ههنا ؟ فوالله ! ما يخفى على ركوعكم ولا سجودكم . إني لأراكم وراء ظهري .

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 424
]صحيح : رواه البخاري ، ومسلم في الصلاة [.


12- فرس أبي طلحة البطيء يسبق الفرسات ببركة النبي
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : فزع الناس ، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة بطيئا ، ثم خرج يركض وحده ، فركب الناس يركضون خلفه ، فقال : "( لم تراعوا، إنه لبحر " . فما سُبِق بعد ذلك اليوم .

الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2969 .
]صحيح : أخرجه البخاري في الجهاد ( 6/122) ( فتح الباري ) ، والبيهقي في الدلائل ( 6/152) .[






13- برأ الصبي المصروع بمسح النبي صدره
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن به لمما وأنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا قال فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثع ثعة فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى

الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: [فيه] فرقد السنجي رجل صالح ولكنه سيء الحفظ وقد روي عن شعبة وغير واحد واحتمل حديثه - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم 6/167


عآشقة الجنه 2012-12-16 05:38 PM

جذع الشجرة يحن إلى النبي

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب على جذع، فلمَّا صُنِع له منبراً ترك الجذع و صعد المنبر و راح يخطب، فإذا بالجذع يئن أنيناً يسمعه أهل المسجد جميعاً، فنزل من على خطبته و قطعها و ضمّ الجذع إلى صدره و قال : هدأ جذع، هدأ جذع، إن أردتَ أن أغرسك فتعود أخضراً يؤكل منك إلى يوم القيامة أو أدفنك فتكون رفيقي في الآخرة . فقال الجذع : بل ادفني و أكون معك في الآخرة " .


يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : "حينما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم كنا نقول : يا رسول الله إنَّ جذعاً كنتً تخطب عليه فترَكتَه فَحَنَّ إليك، كيف حين تركتنا لا تحنّ القلوب إليك ؟

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:39 PM

جبل أحد يهتز تحت أقدام النبي


هل سمع أحدنا أنَّ جماداً أحبّ إنساناً ؟ أن يحب أحد الجدار لجماله أمر معقول و لكن أن ينطق الجدار بحبِّه لفلان فهذا أمر غريب!!.
هذا هو ما حدث مع نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. يقول سيدنا علي رضي الله عنه : بعد غزوة أُحُد عزف كثير من المسلمين عن الذهاب لجبل أُحُد لأنه استشهد في سفحه وسهله سبعون من خيار الصحابة، وفي أحد الأيام ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف يوماً على أُحُد و صلى على شهداء أُحُد ومعه أبو بكر و عمر و عثمان و في رواية عمر و علي . و بينما نحن على أُحُد إذا بالجبل يهتز و إذا بالرسول يبتسم و يرفع قدمه الطاهرة و يضربها على الجبل و يقول : اثبت!

لِماذا اهتز الجبل يا ترى ولِماذا ثبت بعد الضربة ؟ . فالجبل حينما شعر أن قَدَم الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم مسَّته راح يرتجف من الطرب ولله درّ القائل .
لا تلوموا اُحداً لاضطراب إذ علاه فالوجد داءُ
أُحد لا يلام فهـو محبٌ ولكم أطرب المحب لقاءُ

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:40 PM

معجزة الإسراء والمعراج

1- عن مالك بن صعصعة – رضي الله عنه – أن نبي الله حدثه عن ليلة أُسري به قال : "بينما أنا في الحطيم " "مضطجعاً إذ أتاني آت فقدّ " – قال : وسمعته يقول : " فشق مابين هذه إلى هذه " .
فقلت ( أحد الرواة ) للجارود ، وهو إلى جنبي ما يعني به ؟ قال : من ثُغرة نحره إلى شعرته – وسمعته يقول من قصه إلى شعرته – " فاستخرج قلبي ، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوءة إيماناً ، فغسل قلبي ، ثم حُشي ثم أعيد ، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض " – فقال له الجارود : هو البراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم – " يضع خطوة عند أقصى طرفه ، فحُملتُ عليه ، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا ، فاستفتح . فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل :مرحباً به فنعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصت فإذا فيها آدم ، فقال : هذا أبوك آدم فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ثم قال : مرحباً بالابن الصالح ، والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خصلت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما ، فسلمت ، فردا ثم قالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به ، فنعم المجئ جاء ففتح ، فلما خلصت إذا يوسف ، قال : هذا يوسف فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فردّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففتح ، فلما خلصت فإذا إدريس ، قال : هذا إدريس فسلم عليه ، فسلمت عليه فردّ ، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح .
ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : أوقد أُُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت فإذا هارون قال : هذا هارون فسلم عليه ، فسلمت ، فردّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح .



ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قال : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت فإذا موسى ، قال : هذا موسى فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فردّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما تجاوزت بكى ، قيل : ما يُبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي .
ثم صعد بي إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بُعث إليه ؟ قال : نعم ، قال : مرحباً به ، ونعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال : هذا أبوك ، فسلم عليه قال : فسلمت عليه ، فردّ السلام ، ثم قال : مرحباً بالأبن الصالح ، والنبي الصالح .

ثم رُفعت لي سدرة المنتهى ، فإذا نَبَقُها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال : هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار : نهران باطنان ، ونهران ظاهران . فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ، ثم رُفع لي البيت المعمور ، ثم أُتيت بإناء من خمر ، وإناء من لبن ، وإناء من عسل ، فأخذت اللبن فقال : هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك ثم فُرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم ، فرجعت فمررت على موسى ، فقال : بم أُمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم . قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فرجعت ، فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم ، فرجعت فقال مثله ، فرجعت فأُمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى ، فقال : ثم أمرت ؟ قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال : سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلّم قال : فلما جاوزت نادى مُناد : أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي )) .

2 - وهذه المعجزة تشتمل على مجموعة من المعجزات :
*منها أن سقف بيته انشق كما في بعض الروايات
*ومنها قطع المسافة التي تقطع في آلاف الأعوام في أقل من ساعة زمن
* ومنها خضوع البراق له وعدم نفوره منه
* ومنها خرق السموات
وهذا خلافاً للمنكرين الذين يقولون إن السموات لا تقبل الخرق . وهذا يرد عليه بأنكم تؤمنون بنزول جبريل – عليه السلام – وصعوده، فما المانع أن يصعد محمد معه مرة .
*ومنها ما رآه في أثناء هذه الرحلة من عذاب العصاة ، ونعيم الطائعين
*ومنها الكلام مع رب العالمين – سبحانه –
*ومنها اللقاء بالأنبياء والصلاة لهم والحديث معهم
*ومنها الكلام مع بعض الملائكة كملك الموت
*ومنها رؤية في ما في العالم العلوي .
صحيح : رواه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب المعراج رقم (3885).
ومما ينبغي الإشارة إليه هنا أن رواية هذا الحديث الذي معنا جاءت موجزة أحيانا ، ومشكلة أحيانا أخرى . فالإيجاز جاء في عدم وصف الإسراء ، ولذلك بوّب الإمام البخاري على هذا الباب باب المعراج ، وأيضاً ذكر في هذا الحديث أنه كان يُخفف في كل مرة عشر صلوات خلافاً لما هو غالب على الروايات من ذكر خمس صلوات . والإشكال جاء : من ذكر الشرب من اللبن وعدم الشرب من الخمر ، والماء بعد النزول من السموات خلافاً لما هو معروف من شرب اللبن قبل بدء العروج إلى السموات السبع .



3 - وضع بيت المقدس أمامه وهو بمكة
ومن المعجزات التي تتعلق بالإسراء والمعراج أن قريشاً سألته عن وصف بيت المقدس وعن عدد أبوابه . فجلّى الله له بيت المقدس حتى وضعه أمامه فأخبرهم عما يريدون لم يخطئ في حرف واحد يقول رسول الله : " لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلىّ الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته ، وأنا أنظر إليه ".
]حديث صحيح : رواه البخاري في مناقب الأنصار باب حديث الإسراء رقم (3886) ورواه مسلم في الإيمان باب ذكر المسيح ابن مريم – عليهما السلام - ، ورواه احمد (1/309).[


4 - إخباره عن عير لقريش
ومن المعجزات المتعلقة بالإسراء والمعراج :
قالت قريش يوم الإسراء لرسول الله : هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا ؟ قال : " نعم والله ، قد وجدتهم قد أضلوا بعيراً لهم في طلبه ، ومررت بإبل بني فلان انكسرت لهم ناقة حمراء " قالوا : فأخبرنا عن عدتها وما فيها من الرعاء. قال : كنت عن عدتها مشغولاً ، فقام . فأتى الإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاء ثم أتى قريشاً ، فقال : " هي كذا وكذا ، وفيها من الرعاء فلان وفلان " فكان كما قال .
وفي رواية البيهقي : قلنا يا رسول الله : كيف أُسريّ بك ؟ قال : فكان مما قال : "إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم في مكان كذا وكذا ، وقد أضلوا بعيراً لهم ، فجمعه فلان ، وإن مسيرهم ينزلون بكذا وكذا . ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان " فلما كان ذلك اليوم ، أشرف الناس ينظرون حتى كان قريباً من نصف النهار حتى أقبلت العير ، يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله . ]رواه البيهقي وقال : إسناده صحيح ] .

وفي رواية أخرى : أُسري بالنبي إلى بيت المقدس ، ثم جاء من ليلته ، فحدثهم بمسيره ، وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم ، فقال ناس : نحن لا نصدق محمداً بما يقول ، فارتدوا كفاراً ، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل .
]رواه احمد (1/374) ، وقال ابن كثير في التفسير (3/15) : إسناده صحيـح .[

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:44 PM

كيف تتبـــــع الرسسول صلى الله عليه وسلم
:
:
V

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:45 PM

اولا * هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ قَضَاءِ الْحَاجَةِ:

1ـ كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)) ، وإذا خرج يقول: ((غفرانك)) [صحيح الترمذي].

2ـ وكان أكثر ما يبول وهو قاعد.

3ـ وكان يستنجي بالماء تارةً، ويستجمر بالأحجار تارةً، ويجمع بينهما تارةً.

4ـ وكان يستنجي ويستجمر بشماله.

5ـ وكان إذا استنجى بالماء ضرب يده بعد ذلك على الأرض.

6ـ وكان إذا ذهب في سفره للحاجة انطلق حتى يتوارى عن أصحابه.

7ـ وكان يستتر بالهدف تارةً وبحائش النخل تارة، وبشجر الوادي تارةً.

8ـ وكان يرتاد لبوله الموضعَ الدَّمِث اللين الرخو ـ من الأرض ـ.

9ـ وكان إذا جلس لحاجته لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.

10ـ وكان إذا سلم عليه أحد وهو يبول لم يرد عليه.


* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْوُضُوءِ:

1ـ كان يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه، وربما صلى الصلوات بوضوء واحد.

2ـ وكان يتوضأ بالْمُدِّ تارةً، وبثلثيه تارةً، وبأزيد منه تارةً.

3ـ وكان من أيسر الناس صَبًّا لماء الوضوء ويحذر أمته من الإسراف فيه.

4ـ وكان يتوضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثًا ثلاثًا، وفي بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثًا، ولم يتجاوز الثلاث قطُّ.

5ـ وكان يتمضمض ويستنشق تارةً بغَرفة، وتارةً بغَرفتين، وتارةً بثلاث، وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق.

6ـ وكان يستنشق باليمين ويستنثر باليسرى.

7ـ ولم يتوضأ إلا تمضمض واستنشق.

8ـ وكان يمسح رأسهُ كلَّه، وتارةً يقبل بيديه ويدبر.

9ـ وكان إذا مسح على ناصيته كَمَّلَ على العمامة.

10ـ وكان يمسح أذنيه ـ ظاهرهما وباطنهما ـ مع رأسه.

11ـ وكان يغسل رجليه إذا لم يكونا في خفين ولا جوربين.

12ـ وكان وضوؤه مرتبًا متواليًا ولم يُخِل به مرة واحدة.

13ـ وكان يبدأ وضوءه بالتسمية، ويقول في آخره: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوَّابين واجعلني من المتطهرين)) [صحيح الترمذي]، ويقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)) [صحيح النسائي].

14ـ ولم يقل في أوله: نويت رفع الحدث ولا استباحة الصلاة لا هو ولا أحد من أصحابه البتة.

15ـ ولم يكن يتجاوز المرفقين والكعبين.

16ـ ولم يكن يعتاد تنشيف أعضائه.

17ـ وكان يخلل لحيته أحيانًا، ولم يواظب على ذلك.

18ـ وكان يخلل بين الأصابع ولم يكن يحافظ على ذلك.

19ـ ولم يكن من هديه أن يُصبَّ عليه الماء كلما توضأ، ولكن تارة يصب على نفسه، وربما عاونه من يصب عليه أحيانًا لحاجة.


* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيِنْ:

1ـ صح عنه أنه مسح في الحضر والسفر، وَوَقَّتَ للمقيم يومًا وليلة، وللمسافر ثلاثةَ أيام ولياليهن.

2ـ وكان يمسح ظاهر الخفين، ومسح على الجوربين، ومسح على العمامة مقتصرًا عليها، ومع الناصية.

3ـ ولم يكن يتكلف ضد الحالة التي عليها قدماه، بل إن كانتا في الخفين مسح، وإن كانتا مكشوفتين غسل.


* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ التَّيَمُّمِ:

1ـ كان يتيمم بالأرض التي يصلي عليها ترابًا كانت أو سبخة أو رملاً، ويقول: ((حيثما أدركت رجلاً من أمتي الصلاةُ فعنده مسجدُهُ وطهورُهُ)) [صحيح ـ الإرواء].

2ـ ولم يكن يحمل التراب في السفر الطويل، ولا أمر به.

3ـ ولم يصح عنه التيمم لكل صلاة، ولا أمر به، بل أطلق التيمم وجعله قائمًا مقام الوضوء.

4ـ وكان يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين.

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:47 PM

ثانيا * هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الاِسْتِفْتَاحِ وَالْقِرَاءَةِ:
1ـ كان إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر، ولم يقل شيئًا قبلها، ولا تلفظ بالنية البتة.

2ـ وكان يرفع يديه معها ممدودتين الأصابع مستقبلاً بهما القبلة إلى فروغ أذنيه ـ و إلى منكبيه ـ؛ ثم يضع اليمنى على ظهر اليسرى.

3ـ وكان يستفتح تارة بـ: ((اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والْبَرَدِ، اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنس))
وتارة يقول: ((وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين))

4ـ وكان يقول بعد الاستفتاح: ((أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)) ثم يقرأ الفاتحة.(1)

5ـ وكان له سكتتان: سكتة بين التكبيرة والقراءة، واختلف في الثانية، فروي بعد الفاتحة وروي قبل الركوع.

6ـ فإذا فرغ من قراءة الفاتحة أخذ في سورة غيرها، وكان يطيلها تارةً، ويخففها لعارض من سفر أو غيره، ويتوسط فيها غالبًا.

7ـ وكان يقرأ في الفجر بنحو ستين آية إلى مائة، وصلاَّها بسورة ((ق))، وصلاَّها بسورة ((الروم))، وصلاَّها بسورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، وصلاَّها بسورة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ} في الركعتين كلتيهما، وصلاها بـ((المعوذتين))، وكان في السفر، وصلاهَّا فاستفتح سورة ((المؤمنون)) حتى إذا بلغ ذكر موسى وهارون في الركعة الأولى أخذته سعلة فركع.

8ـ وكان يصليها يوم الجمعة بـ {أَلَمْ} السجدة، و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ}.

9ـ وأما الظهر فكان يطيل قراءتها أحيانًا، وأما العصر فعلى النصف من قراءة الظهر إذا طالت، وبقدرها إذا قصرت.

10ـ وأما المغرب فصلاها مرة بـ((الطور))، ومرة بـ((المرسلات)).

11ـ وأما العشاء فقرأ فيها بـ{وَالتِّينِ}، ووقَّت لمعاذ فيها بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، و{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، و{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، ونحوها، وأنكر عليه قراءته فيها بـ((البقرة)).

12ـ وكان من هديه قراءة السورة كاملة وربما قرأها في الركعتين، وربما قرأ أول السورة، وأما قراءة أواخر السورة وأوساطها فلم يحفظ عنه.

وأما قراءة السورتين في ركعة فكان يفعله في النافلة، وأما قراءة سورة واحدة في الركعتين معًا فقلما كان يفعله وكان لا يعين سورة في الصلاة بعينها لا يقرأ إلا بها إلا في الجمعة والعيدين.

13ـ وقنت في الفجر بعد الركوع شهرًا ثم ترك، وكان قنوته لعارض، فلما زال تركه، فكان هديه القنوت في النوازل خاصة، ولم يكن يخصه بالفجر.





* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ كَيْفِيَّةِ الصَّلاَةِ:

1ـ كان يطيل الركعة الأولى على الثانية من كل صلاة.

2ـ وكان إذا فرغ من القراءة سكت بقدر ما يترادُّ إليه نفسه ثم رفع يديه وكبر راكعًا، ووضع كفيه على ركبتيه كالقابض عليهما، ووتَّر يديه فنحاهما على جنبيه، وبسط ظهره ومده واعتدل فلم ينصب رأسه ولم يخفضه، بل حيال ظهره.

3ـ وكان يقول: ((سبحان ربي العظيم)) وتارة يقول في ذلك: ((سبحان اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)) ، وكان يقول أيضًا: ((سبوح قدوس رب الملائكة والروح)) .

4ـ وكان ركوعه المعتاد مقدار عشرة تسبيحات، وسجوده كذلك، وتارةً يجعل الركوع والسجود بقدر القيام، ولكن كان يفعله أحيانًا في صلاة الليل وحده، فهديه الغالب في الصلاة تعديل الصلاة وتناسبها.

5ـ وكان يرفع رأسه قائلاً: ((سمع الله لمن حمده)) [ق]، ويرفع يديه ويقيم صلبه، وكذلك إذا رفع رأسه من السجود، وقال: ((لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود)) [صحيح أبي داود].
فإذا استوى قال: ((ربنا ولك الحمد))، وربما قال: ((ربنا لك الحمد))، وربما قال: ((اللهم ربنا لك الحمد)).

6ـ وكان يطيل هذا الركن بقدر الركوع، ويقول فيه: ((اللهم ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد))

7ـ ثم كان يكبر ويخر ساجدًا، ولا يرفع يديه، وكان يضع ركبتيه ثم يديه بعدهما، ثم جبهته وأنفه،وكان يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة، وكان يسجد على الأرض كثيرًا، وعلى الماء والطين، وعلى الخمرة المتخذة من خوص النخل، وعلى الحصير المتخذ منه، وعلى الفروة المدبوغة.

8ـ وكان إذا سجد مكَّن جبهته وأنفه من الأرض، ونحَّى يديه عن جنبيه، وجافاهما حتى يُرى بياض إبطه.

9ـ وكان يضع يده حذو منكبيه وأذنيه ويعتدل في سجوده، ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة،ويبسط كفيه وأصابعه، ولا يفرج بينهما ولا يقبضهما.

10ـ وكان يقول: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمد، اللهم اغفر لي)) ، ويقول: ((سبوح قدوس رب الملائكة والروح))

11ـ ثم يرفع رأسه مكبرًا غير رافع يديه، ثم يجلس مفترشًا يفرش اليسرى ويجلس عليها، وينصب اليمنى ويضع يديه على فخذيه، ويجعل مرفقيه على فخذيه، وطرف يده على ركبته، ويقبض اثنتين من أصابعه ويحلق حلقة، ثم يرفع إصبعه يدعو بها ويحركها، ثم يقول: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني)) [صحيح الترمذي].

12ـ وكان هديه صلى الله عليه وسلم إطالة هذا الركن بقدر السجود.

13ـ ثم ينهض على صدور قدميه، معتمدًا على فخذيه، فإذا نهض افتتح القراءة، ولم يسكت كما يسكت عند الاستفتاح، ثم يصلي الثانية كالأولى إلا في أربعة أشياء: السكوت، والاستفتاح، وتكبيرة الإحرام، وتطويلها فكان يطيل الركعة الأولى على الثانية وربما كان يطيلها حتى لا يسمع وقع قدم.

14ـ فإذا جلس للتشهد وضع يده اليسرى على فخذه الأيسر، ويده اليمنى على فخذه الأيمن، وأشار بالسبابة، وكان لا ينصبها نصبًا، ولا ينيمها بل يحنيها شيئًا يسيرًا ويحركها، ويقبض الخنصر والبنصر، ويحلق الوسطى مع الإبهام ويرفع السبابة يدعو بها ويرمي ببصره إليها.

15ـ وكان يتشهد دائمًا في هذه الجلسة ويعلم أصحابه أن يقولوا: ((التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)) وكان يخففه جدًا كأنه يصلي على الرُّضف ـ وهي الحجارة المحماة ـ ثم كان ينهض مكبرًا على صدور قدميه وعلى ركبتيه معتمدًا على فخذيه، وكان يرفع يده في هذا الموضع، ثم يقرأ الفاتحة وحدها وربما قرأ في الركعتين الأخريين بشيء فوق الفاتحة.

16ـ وكان صلى الله عليه وسلم إذا جلس في التشهد الأخير، جلس متوركًا، وكان يفضي بوركه إلى الأرض، ويخرج قدمه من ناحية واحدة. [صحيح أبي داود].
ويجعل اليسرى تحت فخذه وساقه [م] وينصب اليمنى، وربما فرشها أحيانًا.
ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وضم أصابعه الثلاث ونصب السبابة.
وكان يدعو في صلاته فيقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم))
ثم كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره كذلك.

17ـ وأمر المصلي أن يستتر ولو بسهم أو عصا، وكان يركز الحربة في السفر والبرية فيصلي إليها فتكون سترته. وكان يعرض راحلته فيصلي إليها، وكان يأخذ الرَّحل فيعدله ويصلي إلى آخرته.

18ـ وكان إذا صلى إلى جدار جعل بينه وبينه قدر ممر الشاة، ولم يكن يتباعد منه، بل أمر بالقرب من السترة.


* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ أفعاله في الصَّلاةِ ..

1ـ لم يكن من هديه الالتفات في الصلاة، وكان يفعله أحيانًا لعارض.

2ـ ولم يكن من هديه تغميض عينيه في الصلاة.

3ـ وكان إذا قام في الصلاة طأطأ رأسه، وكان يدخل في الصلاة وهو يريد إطالتها فيسمع بكاء الصبي فيخففها مخافة أن يَشُقَّ على أمه.

4ـ وكان يصلي الفرض وهو حامل أُمامة بنت ابنته على عاتقه، إذا قام حملها وإذا ركع وسجد وضعها.

5ـ وكان يصلي فيجيء الحسن أو الحسين فيركب ظهرَه، فيطيل السجدة كراهية أن يلقيه عن ظهره.

6ـ وكان يصلي فتجيء عائشة فيمشي فيفتح لها الباب، ثم يرجع إلى مصلاه.

7ـ وكان يرد السلام في الصلاة بالإشارة.

8ـ وكان ينفخ في صلاته، وكان يبكي فيها، وينحنح لحاجة.

9ـ وكان يصلي حافيًا تارة، ومنتعلاً أخرى، وأمر بالصلاة في النَّعل مخالفة لليهود.

10ـ وكان يصلي في الثوب الواحد تارةً وفي الثوبين تارةً وهو أكثر.


* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ أَفْعَالِهِ بَعْدَ الصَّلاَةِ:

1ـ كان إذا سَلَّمَ استغفر ثلاثًا، ثم قال: ((اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام))، ولم يمكث مستقبل القبلة إلا مقدار ما يقول ذلك، بل يسرع الانتقال إلى المأمومين، وكان ينفتل عن يمينه وعن يساره.

2ـ وكان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.

3ـ وكان يقول دبر كل صلاة مكتوبة: ((لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)) ((ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون)).


4ـ وندب أمته أن يقولوا دبر كل صلاة مكتوبة: سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، وتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

* * *


عآشقة الجنه 2012-12-16 05:47 PM

ثالثا هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الأذان وأذكاره :

1- سَنَّ التأذين بترجيع وبغير ترجيعٍ ، وشَرعَ الإقامة مَثنى وفُرادى ، ولم يُفرِد كلمةَ " قد قامتالصلاةُ " البتة .

2- وشرع لأمته أن يقول السامعُ كما يقول المؤذن إلا في لفظ " حيَّ على الصلاةِ ، وحيَّ على الفلاحِ " فصحَّ عنه إبدالهُما بـ " لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَ باللهِ " .

3- وأخبر أنه من قال حين يسمعُ الأذان : " وأنا أشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، رَضيتُ بالله رباً وبالإسلامِ ديناً وبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً " من قال ذلك غُفر له ذنبَه . [مسلم ].

4- وشرع للسامع أن يُصلي على النبي صَلى الله عَليه وسَلمْ بعد فراغه من إجابة المؤذن وأن يقول : " اللَّهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ التَّامَّةِ والصَّلاةِ القائمةِ آتِ مُحَمَّداً الوسيلة والفضيلة ، وابعثْهُ مقاماً محموداً الذي وعدته" [البخاري] .

5- وأخبر أن الدُّعاءَ لا يُرد بين الأذان والإقامةِ .


عآشقة الجنه 2012-12-16 05:48 PM

رابعا هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الاِستِسْقَاءِ
1ـ كان يستسقي على المنبر في أثناء الخطبة، وكان يستسقي في غير الجمعة، واستسقى وهو جالس في المسجد ورفع يديه ودعا الله عز وجل.
2ـ وحفظ من دعائه في الاستسقاء: ((اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت)) [صحيح أبي داود]، و((اللهم اسقنا غيثا مغيثًا مريئًا مريعًا نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل)) [صحيح أبي داود].
3ـ وكان إذا رأى الغيم والريح عُرِفَ ذلك في وجهه، فأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سُرِّيَ عنه.
4ـ وكان إذا رأى المطر قال: ((اللهم صَيِّبًا نافعًا)) ، ويحسر ثوبه حتى يصيبه من المطر، فسئل عن ذلك: فقال: ((لأنه حديث عهد بربه))
5ـ ولما كثر المطر سألوه الاستصحاء، فاستصحى لهم، وقال: ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الظراب، والآكام، والجبال، وبطون الأودية، ومنابت الشجر))

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:49 PM

خامسا هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْحجِّ وَالْعُمْرَةِ
* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْعُمْرَةِ:
1ـ اعتمر أربع مرات؛ إحداها: عمرة الحديبية، فَصَدَّهُ المشركون عن البيت، فنحر وحلق حيث صُدَّ، وحلَّ. والثانية: عمرة القضاء؛ حيث قضاها في العام المقبل. والثالثة: عمرته التي قرنها مع حجته. والرابعة عمرته من الجِعْرَانة.

2ـ ولم يكن في عُمره عمرة واحدة خارجًا من مكة، وإنما كانت كلها داخلاً إلى مكة.

3ـ ولم يحفظ عنه أنه اعتمر في السنة إلا مرة واحدة، ولم يعتمر في سنة مرتين. [صحيح الترغيب].

4ـ وكانت عُمُرُه كلها في أشهر الحج.

5ـ وقال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)).


* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْحِجِّ:

1ـ لما فُرِضَ الحج بادر إليه من غير تأخير ولم يحج إلا حجة واحدة، وحج قارنًا.

2ـ وأهل بالنسك بعد صلاة الظهر ثم لبى فقال: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك))، ورفع صوته بهذه التلبية حتى سمعها أصحابه وأمرهم بأمر الله أن يرفعوا أصواتهم بها. ولزم تلبيته والناس يزيدون فيها وينقصون ولا ينكر عليهم.

3ـ وخيَّر أصحابه عند الإحرام بين الأنساك الثلاثة، ثم ندبهم عند دنوهم من مكة إلى فسخ الحج والقران إلى العمرة لمن لم يكن معه هدي.

4ـ وكان حجه على رَحْل؛ لا في محمل ولا هودج وزاملته تحته أي: طعامه ومتاعه.
فلما كان بمكة أمر أمرًا حتمًا من لا هدي معه أن يجعلها عمرة ويحلَّ من إحرامه، ومن معه هدي أن يقيم على إحرامه، ثم نهض إلى أن نزل بذي طوى، فبات بها ليلة الأحد لأربع خلون من ذي الحجة وصلى بها الصبح، ثم اغتسل من يومه، ودخل مكة نهارًا من أعلاها من الثنية العليا التي تشرف على الحجون.

فلما دخل المسجد عَمَد إلى البيت، ولم يركع تحية المسجد، فلما حاذى الحجر الأسود استلمه، ولم يزاحم عليه، ثم أخذ عن يمينه، وجعل البيت عن يساره، ولم يدع عند الباب بدعاء ولا تحت الميزاب ولا عند ظهر الكعبة وأركانها، وحفظ عنه بين الركنين: ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) ولم يوقت للطواف ذكرًا معينًا غير هذا.

ورمل في طوافه هذا الثلاثة الأشواط الأُول، وكان يسرع في مشيه، ويقارب بين خطاه، واضطبع بردائه فجعل طرفيه على أحد كتفيه وأبدى كتفه الأخرى ومنكبه.
وكلما حاذى الحجر الأسود أشار إليه أو استلمه بمجِّنهِ وقَبَّل المجنَّ ـ وهو عصا محنية الرأس ـ وقال: ((الله أكبر)).

واستلم الركن اليماني ولم يقبله ولم يقبل يده عند استلامه.فلما فرغ من طوافه، جاء خلف المقام، فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} [البقرة:125]، فصلى ركعتين، والمقام بينه وبين البيت؛ قرأ فيهما بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص ـ وهما: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فلما فرغ من صلاته ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه، ثم أقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه.

ثم خرج إلى الصفا فلما قرب منه قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ، اللَّهِ} [البقرة: 159]. ((أبدأ بما بدأ الله به))، ثم رقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)). ثم دعا بين ذلك. وقال مثل هذا ثلاث مرات.
ثم نزل إلى المروة يمشي فلما انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا جاوز الوادي وأصعد مشى ـ وذلك بين الميلين الأخضرين وابتدأ سعيه ماشيًا ثم أتمه راكبًا لما كثر عليه الناس.
وكان إذا وصل إلى المروة رقى عليها، واستقبل البيت، وكبَّر الله ووحده وفعل كما فعل على الصفا.

فلما أكمل سعيه عند المروة، أمر كلَّ من لا هدي معه أن يحلَّ الحلَّ كله حتمًا ولا بد، قارنًا كان أو مفردًا.
ولم يحل هو من أجل هديه وقال: ((لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة)).
ودعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثًا، وللمقصرين مرة.
وكان يصلي مدة مقامه بمكة إلى يوم التروية بمنزله بظاهر مكة بالمسلمين يقصر الصلاة.
فلما كان يوم التروية ضحى توجه بمن معه إلى منى، فأحرم بالحج من كان أحل منهم من رحالهم.
فلما وصل إلى منى نزل بها وصلى بها الظهر والعصر وبات بها فلما طلعت الشمس سار منها إلى عرفة ـ ومن أصحابه الملبي والمكبر وهو يسمع ذلك ولا ينكر على أحد ـ فوجد القبة قد ضربت له بنمرة بأمره ـ ونمرة ليست من عرفة وهي قرية شرقي عرفة ـ فنزل بها، حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرُحِلت، ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عُرنة، فخطب الناس وهو على راحلته خطبة واحدة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية وقرر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها، ووضع أمور الجاهلية وربا الجاهلية تحت قدميه، وأوصاهم بالنساء خيرًا، وأوصى الأمة بالاعتصام بكتاب الله واستنطقهم واستشهد الله عليهم أنه قد بلغ وأدى ونصح.


فلما أتم الخطبة أمر بلالاً فأذن، ثم أقام الصلاة فصلى الظهر ركعتين أسر فيهما بالقراءة ـ وكان يوم الجمعة ـ ثم أقام فصلى العصر ركعتين ومعه أهل مكة ولم يأمرهم بالإتمام ولا بترك الجمع.
فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف ولما شك الناس في صيامه يوم عرفه أرسلت إليه ميمونة بحلاب وهو واقف في الموقف، فشرب منه والناس ينظرون، ووقف في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل حَبْلَ المشاة بين يديه، وكان على بعيره. فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس.

وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عُرَنة وقال: ((وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف)).
وكان في دعائه رافعًا يديه إلى صدره كاستطعام المسكين وقال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) [صحيح الترمذي].

فلما غربت الشمس واستحكم غروبها بحيث ذهبت الصفرة، أفاض من عرفة بالسكينة مردفًا أسامة بن زيد خلفه، وضم إليه زمام ناقته حتى إن رأسها ليصيب طرف رحله وهو يقول: ((أيها الناس عليكم بالسكينة؛ فإن البر ليس بالإيضاع))، أي: ليس بالإسراع.

وأفاض من طريق المأزين، ودخل عرفة من طريق ضَبّ. ثم جعل يسير العَنَق وهو ـ السير بين السريع والبطيء ـ فإذا وجد متسعًا أسرع.
وكان يلبي في مسيره ولم يقطع التلبية، ونزل أثناء الطريق فبال وتوضأ وضوءًا خفيفًا ثم سار ولم يصل حتى أتى مزدلفة فتوضأ وضوء الصلاة ثم أمر بالأذان ثم أقام، فصلى المغرب قبل حطِّ الرحال وتبريك الجمال، فلما حطوا رحالهم أمر فأقيمت الصلاة ثم صلى العشاء بإقامة بلا أذان، ولم يصل بينهما شيئًا.

ثم نام حتى أصبح، ولم يحي تلك الليلة.
وأذن في تلك الليلة عند غياب القمر لضعفة أهله أن يتقدموا إلى منى قبل طلوع الفجر، وأمرهم ألا يرموا حتى تطلع الشمس.
فلما طلع الفجر صلاَّها في أول الوقت بأذان وإقامة، ثم ركب حتى أتى موقفه عند المشعر الحرام وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف، فاستقبل القبلة وأخذ في الدعاء والتضرع والتكبير والتهليل والذكر حتى أسفر جدًا، ثم سار من مزدلفة قبل طلوع الشمس مردفًا للفضل بن عباس.
وفي طريقه أمر ابن عباس أن يلقط له حصى الجمار، سبع حصيات؛ فجعل ينفضهن في كفه ويقول: ((بأمثال هؤلاء فارموا، وإياكم والغلو في الدين ..)).

فلما أتى بطن مُحَسِّر أسرع السير، وسلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى منى وهو يلبي حتى شرع في الرمي، فرمى جمرة العقبة راكبًا بعد طلوع الشمس، من أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه. يكبر مع كل حصاة.
ثم رجع منى فخطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وفضله وحرمة مكة وأمرهم بالسمع والطاعة لمن قادهم بكتاب الله، وعلمهم مناسكهم. ثم انصرف إلى المنحر بمنى فنحر ثلاثًا وستين بدنة بيده، وكان ينحرها قائمة معقولة يدها اليسرى، ثم أمسك وأمر عليًا أن ينحر ما بقي من المائة، ثم أمر عليًا أن يتصدق بها في المساكين وألا يعطي الجزار في جزارتها شيئًا منها.

وأعلمهم أن منى كلها منحر، وفجاج مكة طريق ومنحر.
فلما أكمل نحره استدعى بالحلاق فحلق رأسه فبدأ بالشق الأيمن فأعطاه أبا طلحة ثم الأيسر، فدفع شعره إلى أبي طلحة وقال: ((اقسمه بين الناس)).
ودعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثًا، وللمقصرين مرة. وطيبته عائشة قبل أن يحل.
ثم أفاض إلى مكة قبل الظهر راكبًا فطاف طواف الإفاضة ولم يطف غيره ولم يسع معه. ولم يرمل فيه ولا في طواف الوداع وإنما رمل في القدوم فقط.
ثم أتى زمزم بعد أن قضى طوافه وهم يسقون، فناولوه الدلو فشرب وهو قائم.
ثم رجع إلى منى فبات بها، واختلف أين صلى الظهر يومئذ؛ فنقل ابن عمر أنه صلى الظهر بمنى، وقال جابر وعائشة صلاه بمكة.


فلما أصبح انتظر زوال الشمس فلما زالت مشى من رحله إلى الجمار، ولم يركب، فبدأ بالجمرة الأولى التي تلي مسجد الخيف، فرماها بسبع حصيات، يقول مع كل حصاة: ((الله أكبر)).
ثم تقدم على الجمرة أمامها حتى أسهل، فقام مستقبل القبلة ثم رفع يديه ودعا دعاء طويلاً بقدر سورة البقرة.

ثم أتى إلى الجمرة الوسطى فرماها كذلك، ثم انحدر ذات اليسار مما يلي الوادي، فوقف مستقبل القبلة رافعًا يديه قريبًا من وقوفه الأول.

ثم أتى الجمرة الثالثة وهي العقبة فاستبطن الوادي واستعرض الجمرة فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه فرماها بسبع حصيات كذلك.
فلما أكمل الرمي رجع ولم يقف عندها.
وغالب الظن أنه كان يرمي قبل أن يصلي الظهر ثم يرجع فيصلي. وأذن للعباس بالمبيت بمكة ليالي منى أجل سقايته.

ولم يتعجل في يومين بل تأخر حتى أكمل رمي أيام التشريق الثلاثة، وأفاض بعد الظهر إلى المحصَّب، فصل الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ورقد رقدة ثم نهض إلى مكة فطاف للوداع ليلاً سحرًا، ولم يرمل في هذا الطواف، ورخص لصفية لما حاضت فلم تطف للوداع.
وأعمر عائشة تلك الليلة من التنعيم تطييبًا لنفسها بصحبة أخيها عبد الرحمن فلما فرغت من عمرتها ليلاً نادى بالرحيل في أصحابه، فارتحل الناس.

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:50 PM

سادسا هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ صَلاَةِ الْخَوْفِ
1ـ كان من هديه إذا كان العدو بينه وبين القبلة أن يَصُفَّ المسلمين خلفه صفين، فيكبر ويكبرون جميعًا، ثم يركعون ويرفعون جميعًا ثم يسجد أول الصف الذي يليه خاصة، ويقوم الصف المؤخر مواجه العدو، فإذا نهض للثانية سجد الصف المؤخر سجدتين، ثم قاموا فتقدموا إلى مكان الصف الأول، وتأخر الصف الأول مكانهم؛ لتحصل فضيلة الصف الأول للطائفتين؛ وليدرك الصف الثاني معه السجدتين في الثانية، فإذا ركع صنع الطائفتان كما صنعوا أول مرة، فإذا جلس للتشهد سجد الصف المؤخر سجدتين، ولحقوه في التشهد، فسلم بهم جميعًا.
2ـ وإن كان في غير جهة القبلة؛ فإنه تارة يجعلهم فرقتين: فرقة بإزاء العدو، وفرقة تصلي معه، فتصلي معه إحدى الفرقتين ركعة، ثم تنصرف في صلاتها إلى مكان الفرقة الأخرى، وتجيء الأخرى إلى مكان هذه، فتصلي معه الركعة الثانية ثم يسلم، وتقضي كل طائفة ركعة بعد سلام الإمام.
3ـ وتارة كان يصلي بإحدى الطائفتين ركعة، ثم يقوم إلى الثانية، وتقضي هي ركعة وهو واقف، وتسلم قبل ركوعه، وتأتي الطائفة الأخرى فتصلي معه الركعة الثانية، فإذا جلس في التشهد قامت فقضت ركعة، وهو ينتظرها في التشهد، فإذا تشهدت سَلَّمَ بهم.
4ـ وتارة كان يصلي بإحدى الطائفتين ركعتين ويسلم بهم، وتأتي الأخرى فيصلي بهم ركعتين ويسلم بهم.
5ـ وتارة كان يصلي بإحدى الطائفتين ركعة، ثم تذهب ولا تقضي شيئًا، وتجيء الأخرى فيصلي بهم ركعة ولا تقضي شيئًا، فيكون له ركعتان، ولهم ركعة ركعة.

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:51 PM

سابعا هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الدَّعـوةِ :

1- وكان يدعو إلى الله ليلاً ونهاراً وسِراً وجهاراً ، وأقام بمكة ثلاث سنين من أوَّل نُبُوَّته يدعو إلى الله مُستخفياً ، ولما أُنزل عليه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر : 94] صَدع بأمر الله ، لا تأخذه في الله لومة لائم، فدعا إلى الله الكبير والصغير والحرَّ والعبدَ ، والذكر والأنثى ، والجنَّ والإنْسَ .

2- ولما اشتدَّ على أصحابِه العذابُ بمكةَ أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة .

3- وخرج إلى الطائف رجاء أن ينصروه ، ودعاهم إلى الله ، فلم ير مؤيداً ولا ناصراً ، وآذوهُ أشد الأذى ، ونالُوا مِنْهُ ما لم يَنَلْهُ من قَوْمِه ، وأخرجوه إلى مكة ، فدخلها في جوارِ مُطعم بن عَدي .

4- وظل يدعو عشر سنين جهراً ، يوافي المواسم كُل عامٍ ، يتبع الحُجاج في منازلهم ، وفي المواسم بعُكاظ ومجنة وذي المجاز ، حتى إنه ليسأل عن القبائل ومنازلها قبيلةً قبيلة .

5- ثُمَّ لقي عند العقبة ستةَ نفرٍ كلهم من الخزرج ، فدعاهم إلى الإسلام ، فأسلمُوا ثم رجعوا إلى المدينة ، فدعوا الناس إلى الإسلام ففشا فيها حتى لم يبق دارٌ إلا وقد دخلها الإسلام .

6- ولما كان العامُ المقبل جاء منهم اثنا عشر رجُلاً ، فواعدهم بيعة العقبة ، فبايعوه على السمع والطاعة والنفقة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يقولوا في الله لا تأخذهم فيه لومةُ لائمٍ ، وأن ينًروه ويمنعوه مما يمنعون منه أنْفُسَهم وأزواجهُم وأبناءهم ولهم الجنةُ ، ثم انصرفُوا إلى المدينة ، وبعث معهم ابن أُمِّ مكتومٍ ، ومُصعب بن عمير يُعلمان القرآن ، ويدعوان الله ، فأسلم على يديهما بشرٌ كثير ، منهم أُسَيْدُ بنُ حَضَيْرٍ ، وسعدُ بنُ مُعَاد .

7- ثم أذن صَلى الله عَليه وسَلمْ للمسلمين في الهجرة إلى المدينة ، فبادر الناسُ ، ثم تبعهم هو وصاحبه .

8- وآخى بين المهاجرين والأنصار ، وكان تسعين رجلاً .


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الأمَانِ والصُّلْحِ ومُعَاملَةِ الرُّسُلِ :

1- ثبت عنه صَلى الله عَليه وسَلمْ أنه قال : " ذِمّـَةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بها أدْنَاهُم " [البخاري ومسلم] ، وقال : " مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ ، فَلا يَحُلَّنَّ عُقْدَةً وَلاَ يَشُدَّهَا حَتَّى يَمْضِي أَمَدُهُ ، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِم عَلَى سَوَاء " [أبي داود والترمذي] .

2- وقال : " مَن أَمَّنَ رَجُلاً عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ ، فَأنَا بَرِيءٌ مِنَ القاتِلِ " ابن ماجه .

3- ولما قدم عليه رسولاً مُسيلمة ، فتكلما بما قالا ، قال : " لَوْلاَ أَنَّ الرُّسَلَ لا تُقْتَل ، لَضَرَبْتُ أَعناقَكُما " فَجَرت سُنَّتُه أَنْ لاَ يُقتلَ رسولٌ " أبي داود .

4- وكان لا يحبس الرسول عنده إذا اختار دينه ، بل يرُدُّهُ .

5- وكان إذا عاهد أعداؤه واحداً من أصحابه على عهد لا يضُرُّ بالمسلمين بغير رضاه أمضاه .

6- وصالح قريشاً على وضع الحرب عشر سنين على أن من جاءه مُسلماً ردَّهُ ، ومن جاءهم من عنده لا يردُّونه فنسخ اللهُ ذلك في حقِّ النساء ، وأمر بامتحانهن ، فمن علموا أنها مؤمنةٌ لم تُرد .

7- وأمر المسلمين أ، يردُّوا على من ارتدت امرأته مهرها إذا عاقبوا ، بأن يجب عليهم مهر المهاجرة ، فيردونه إلى من ارتدَّت امرأته .

8- وكان لا يمنعهُم أن يأخذوا من أتى إليه من الرِّجال ، ولا يُكرهه على العود ، ولا يأمره به ، وإذا قتل منهم أو أخذ مالاً وقد فضل عن يده ، ولمَّـا يلحق بهم لم يُنكر عليه ذلك ، ولم يَضمنه لهم .

9- وصالح أهل خيبر لما ظهر عليهم على أن يُجليهم منها ، ولهم ما حملت ركابهم ، ولرسول الله صَلى الله عَليه وسَلمْ الصفراءُ والبيضاءُ والسلاحُ .

10- وصالحهم على الأرض على الشَّطر من كل ما يخرج منها ولهم الشطرُ ، وعلى أن يُرهم فيها ماشاء ، وكان يبعث كل عامٍ من يُخرصُ عليهم الثمار ، فينظُر كم يجني منها ، فيضمِّنهم نصيب المسلمين ويتصرفون فيها .

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في دعوةِ الملوك وإرسال الرُّسُل والكُتُبِ إليهم :

1- لما رجع من الحديبية كتب إلى ملوك الأرض ، وأرسل إليهم رُسله ، فكتب إلى ملك الرُّوم ، وبعث إليه ، وهمَّ بالإسلامِ وكاد ولم يفعل .
2- وبعث إلى النجاشي ، فأسلم .
3- وبعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبلٍ إلى اليمن ، فأسلم عامةُ أهلها طوعاً من غير قتالٍ .


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في مُعَامَلَةِ المُنَافِقِينَ :

1- كان يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله ، ويُجاهدهم بالحُجةِ ، ويُعرض عنهم ، ويُغلظ عليهم ، ويُبلِّغ بالقول البليغ إلى نُفُوسهم .
2- وترك قتلهم ، تأليفاً للقلوب ، وقال : " لا ، يتحدّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ " [البخاري ومسلم].


عآشقة الجنه 2012-12-16 05:52 PM

ثامنا هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الذِّكْرِ
كان أكمل الناس ذكرًا لله عز وجل، بل كان كلامه كُلُّهُ في ذكر الله وما والاه، وكان أمره ونهيه وتشريعه ذكرًا منه لله، وسكوته ذكرًا منه له بقلبه، فكان ذكره لله يجري مع أنفاسه قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه وفي مشيه وركوبه وسيره ونزوله وَظَعْنِهِ وإقامته.
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْذِكرِ إذَا أَصْبَحَ أَو أَمْسَى:
1ـ وكان إذا أصبح قال: ((أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين)) [الصحيحة]. وكان يقول: ((اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)) [صحيح الترمذي]. وقال: ((إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، الهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهدايته، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده. ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك)) [صحيح الجامع].
2ـ وقال: ((سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عَلَيَّ، وأبوء بذنبي؛ فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها حين يصبح موقنًا بها فمات من يومه، دخل الجنة، ومن قالها حين يمسي موقنًا بها، فمات من ليلته دخل الجنة))
3ـ وقال: ((من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه))
4ـ وكان يدعو حين يصبح وحين يمسي بهذه الدعوات: ((اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)) [صحيح أبي داود].
5ـ وقال: ((ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء)) [صحيح أبي داود].
6ـ وقال له أبو بكر: علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت قال له قل: ((اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه ومالكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشِرْكه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم. قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك)) [صحيح أبي داود].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الذِكْر إذَا خَرَجَ مِنْ بَيِتِهِ أَو دَخَلَ:
1ـ كان إذا خرج من بيته يقول: ((بسم الله، توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ أو أزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظْلِمَ أو أُظِلَمَ أو أجهلَ أو يُجْهَلَ علي)) [صحيح الترمذي].
2ـ وقال: ((من قال إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ يقال له: هُديتَ وكُفيتَ، ووقيتَ، وتنحى عنه الشيطان)) [صحيح الترمذي].
3ـ وإذا خرج إلى الفجر قال: ((اللهم اجعل في قلبي نورًا، واجعل في لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، واجعل من تحتي نورًا، اللهم أعظم لي نورًا))
4ـ وقال: ((إذا وَلَجَ الرجُّل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير الْمَوْلِجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بسم الله وَلَجْنَا، وعلى الله ربنا توكَّلنا ثم ليسلم على أهله)) [الصحيحة 225].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الذِكْر عِنْدَ دُخُول المَسجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنِهُ:
1ـ كان إذا دخل المسجد قال: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم)) [صحيح أبي داود].
2ـ وقال: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج؛ فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك)) [صحيح أبي داود].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ ذِكْر رُؤيةِ الْهِلاَل:
1ـ كان إذا رأى الهلال يقول: ((اللهم أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسَّلامة والإسلام، ربي وربك الله)) [صحيح الترمذي].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الذِكْر عِنْدَ العُطاس والتثاؤب:
1ـ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب العُطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقًا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب؛ فإنما هو من الشيطان؛ فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع؛ فإن أحدكم إذا تثاءب، ضحك منه الشيطان))
2ـ وكان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض أو غضَّ بها صوته. [صحيح أبي داود].
3ـ وكان إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: ((يرحمنا الله وإياكم، ويغفر لنا ولكم)) [صحيح الأدب المفرد].
4ـ وقال: ((إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم))
5ـ وقال: ((إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمِّتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه)) . وكان إذا زاد العاطس عن ثلاث مرات لم يشمته وقال: ((هذا رجل مزكوم)).
6ـ وصح عنه: أن اليهود كانوا يتعاطسون عنده، يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان يقول: ((يهديكم الله ويصلح بالكم)) [صحيح الترمذي].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَقُولُ مَنْ رَأَىَ مُبْتَلَىَ:
* قال: ((ما من رجل رأى مبتلى، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، إلا لم يصبه ذلك البلاء كائنًا ما كان)) [صحيح الترمذي].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ سَمَاعِ نَهِيق الْحِمَار وَصِيَاح الدِيَكة:
أمر أمته إذا سمعوا نهيق الحمار أن يتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، وإذا سمعوا صياح الديكة أن يسألوا الله من فضله [صحيح أبي داود].
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَقُولُهُ وَيَفْعَلُهُ مَنْ اشتَدَّ غَضَبُه:
أمر من اشتد غضبه بالوضوء، والقعود إن كان قائمًا، والاضطجاع إن كان قاعدًا، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة:
كان يُعلم أصحابه خطبة الجمعة:
((الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله))، ثم يقرأ الآيات الثلاث: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} الآية، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} الآية، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} الآيتين.
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الاستخارة:
وكان يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمهم السورة من القرآنفقال: ((إذا هم أحدُّكُم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ ويسمي حاجته ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجله وآجله ـ فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجله وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضِّني به))

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:57 PM

تاسعا ((هَدْيُـهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الزَّكَاةِ وَالصَّدقَاتِ))

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الزَّكَاةِ :

1- هديه فيها أكملُ الهدي في وقتها وقدرها ونِصابها ، ومن تجبُ عليه ومَصرِفها ، راعى فيها مصلحة أرباب الأموال ومصلحة المساكين ، ففرض في أموال الأغنياء ما يكفي الفقراء من غير إجحافٍ .

2- وكان إذا علم من الرجل أنه من أهلها أعطاه وإن سأله منها من لا يعرف حاله أعطاه بعد أن يُخبره أنه لا حظَّ فيها لغـنيٍ ولا لقويٍ مُكتسبٍ .

3- وكان من هديه تفريقها على المستحقين في بلد المال ، وما فضُل عنهم منها حُمل إليه ففرَّقَه .

4- ولم يكن يبعثهم إلاَّ إلى أهل الأموال الظاهرة من المواشي والزروع والثمار .

5- وكان يبعث الخارص يخرص على أهل النخيل ثمر نخيلهم ، وعلى أهل الكروم كرومهم ، وينظر كم يجيء منه وسقاً ، فيحسب عليهم من الزكاةِ بقدره ، والخرص : الحزر والتخمين .

6- ولم يكُن من هديه أخذُها من الخيل ولا الرقيق ، ولا البغال ولا الحمير ، ولا الخُضروات ولا الفواكه التي لا تُكال ولا تُدخر ، إلا العنب والرُّطب ، فلم يفرق بين رُطبه ويابسه .

7- ولم يكن من هديه أخذُ كرائم الأموال ، بل وسطه .

8- وكان ينهي المتصدق أن يشتري صدقته وكان يُبيح للغني أن يأكل منها إذا أهداها إليه الفقير .

9- وكان يستدينُ لمصالح المسلمين على الصدقة أحياناً ، وكان يستسلفُ الصدقة من أربابها أحياناً .

10- وكان إذا جاء الرجُلُ بالزكاة دعا له ، يقول : " اللُّهُمَّ بارك فيه وفي إبله " ، وتارة يقول : " اللهم صَلِّ عليه " [البخاري ومسلم] .

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في زكاة الفطر :

1- فَرَضَ زكاةَ الفطر صاعاً من تمرٍ أو شعيرٍ أو أقطٍ أو زبيب .

2- وكان من هديه إخراجها قبل صلاةِ العيد ، وقال : " مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ وكاةٌ مَقْبُولة ، ومَنْ أَدَّاها بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدقَاتِ " أبي داود .

3- وكان من هديه تخصيص المساكين بها ، ولم يكن يقسمها على الأصناف الثمانية .


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ :

1- كان أعظم الناس صدقةً بما مَلَكَتْ يده وكان لا يستكثر شيئاً أعطاه الله ، ولا يستقله .

2- وكان لا يسألُه أحدٌ شيئاً عنده إلا أعطاه قليلاً كان أو كثيراً .

3- وكان سُروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما أخذه .

4- وكان إذا عرض له مُحتاجٌ آثرهُ على نفسه تارةً بطعامه ، وتارةً بلباسه .

5- وكان من خالطه لا يملك نفسه من السماحة .

6- وكان يُنوعُ في أصناف إعطائه وصدفته .
فتارةً بالهدية ، وتارةً بالصدقة ، وتارةً بالهبةِ ، وتارةً بشراء الشيءِ ثم يُعطي البائع السَّلعةَ والثمن ، وتارةً يقترضُ الشيءِ ثم يُعطي البائع السِّلعَةَ والثمنَ ، وتارةً يقترضُ الشيء فيرُدُّ أكثر منه ، وتارةً يقبلُ الهدية ويُكافئُ عليها بأكثر منها .


عآشقة الجنه 2012-12-16 05:57 PM

عاشرا هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في السَّفَرِ:(1)


- كان يستحبُّ الخروجَ للسفرِ أوَّل النهارِ ، وفي يومِ الخميسِ .
- وكان يكرهُ للمسافرِ وحْدَهُ أنْ يسيرَ بالليلِ ، وَيَكْرَهُ السفرَ للواحدِ .
وأَمَرَ المسافرينَ إذا كانوا ثلاثةً أَنْ يُؤَمِّرُوا أَحَدَهُم .


- وكان إذا رَكِبَ راحلَته كَبَّر ثلاثاً ، ثم قال : " سُبْحَانَ الَّذِي ,سخر لَنَا هَذا وَمَا كُنَّا لهُ مُقْرِنينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لمُنْقَلِبون " ، ثم يقول : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ في سفَري هذا البِرَّ والتقوى ، ومن العملِ مَا ترضى ، اللَّهُمَّ هَوِّن عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَه ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصاحبُ في السفرِ ، والخليفةُ في الأهلِ ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنا في سَفَرِنا واخْلُفْنَا في أَهْلِنا " [مسلم] ، وكان إذا رَجَعَ مِنَ السَّفرِ زادَ : " آيبون تَائِبونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِربِّنا حَامِدون " [مسلم] .


- وكان إذا علا الثنايا كبَّر ، وإذا هَبَطَ الأودية سبحَ وقال له رجل : إني أريدُ سَفراً ، قال : " أُوصيك بتقوى الله والتكبير على كُلِّ شَرَفٍ " [الترمذي وابن ماجه] .

- وكان إذا بدا له الفجر في السفر قال : " سَمَّعَ ساَمِعٌ بِحَمْدِ الله وحُسْنِ بَلائِه عَلَيْنَا ، رَبَّنَا صَاحِبْنَا وأَفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذاً باللهِ مِنَ النَّارِ " [مسلم] .

- وكان إذا ودع أصحابه في السفر يقول لأحَدِهِم : " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَك وخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكَ " [أبي داود والترمذي] .

وقال : "إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُم مَنْزِلاً ، فليقل : " أعُوذُ بِكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ شَيءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ [مسلم] .

- وَكَانَ يَأمُرُ المُسَافِرَ إِذا قَضَى نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ أَنْ يُعَجِّلَ الرجوعَ إِلَى أَهْلِهِ .

- وَكَانَ يَنْهَى المَرْأةَ أن تُسَافِرَ بِغَيْرِ مَحْرَمٍ ، وَلَوْ مَسَافَةَ بَرِيدٍ (2) ، وَيَنْهَى أَنْ يُسَفَرَ بالقُرْآنِ إِلى أَرْضِ العَدُوِّ مَخَافَةَ أَنتْ يَنَلَهُ العَدُوُّ .

- وَمَنَعَ مِنْ إقامةِ المسلمِ بَيْنَ المشركين إذا قَدِرَ على الهجرة ، وقال : " أَنَا بريءٌ مِنْ كُلِّ مسلمٍ يُقيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ المشركينَ " [أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه] ، وقال : " مَنْ جَامعَ المشركَ وسَكَنَ مَعَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ " [أبي داود] .

- وكان سَفَرُهُ أربعةَ أسفارٍ : سفرٌ للهجرةِ ، وسَفَرٌ للجهادِ ـ وهو أكثرُها ، وسفرٌ للعمرةِ ، وسفرٌ للحجِ .

- وكان يقصرٌ الرُّباعيةَ في سفرِهِ ، فيُصليها ركعتين مِنْ حين يخرُج إلى أَنْ يرجعَ ، وكان يقتصرُ على الفرضِ ما عَداَ الوترِ وسُنَّةِ الفجرِ .


- ولم يَحُد لأمته مسافة محدودةً للقصر والفطر .
- ولم يكُن من هديه الجمع راكباً في سفره ، ولا الجمعُ حال نزوله ، وإنما كان الجمعُ إذا جدَّ به السيرُ ، وإذا سار على عقيب الصلاة ، وكان إذا ارتحل قبل أن تزيغَ الشمسُ أخَّر الظهر إلى وقتِ العصر ثم نزل فجمع بينهُما ، فإن زالت الشمسُ قبل أن يرتحل صَلَّى الظهر ثم ركب ، وكان إذا أعجله السيرُ أخَّر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاءِ في وقتِ العشاء .

- وكان يُصَلِّي التطوع بالليل والنهار على راحلته في السفر قبل أي وجهٍ توجهت به ، فيركعُ ويسجدُ عليها إيماءً ، ويجعلُ سجودَه أخفضَ من ركوعِه .

وسافر في رمضان وأفطر وخيَّر الصحابة بين الأمرين .

- وكان يَلْبَسُ الخفافَ في السفرِ دائماً أو أغلب أحواله .

ونَهَى أن يطرُقَ الرجلُ أهلَهُ ليلاً إذا طالتُ غَيْبَتُه عَنْهُم .

وقال : " لا تَصْحَبُ المَلائِكةُ رُفْقَةً فيها كَلْبٌ ولا جَرَسٌ " [مسلم] .

- وكان إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدأَ بالمسجد فركع فيه ركعتين ، وكان يُلقَّى بالولدان من أهل بيته .

وكان يعتنقُ القادمَ من سفرِه ، ويقبِّلُهُ إذا كان مِنْ أَهْلِهِ .


(1) زاد المعاد ( 1/444) .
(2) البريد : ما يقارب أثني عشر ميلاً .

عآشقة الجنه 2012-12-16 05:59 PM

الحادي عشر هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في السَّلامِ والاسْتِئْذَانِ (1) :

1- كان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ السلامُ عن المجيء إلى القوم ، والسلامُ عند الانصراف عنهم ، وأمر بإفشاء السلام .

2- وقال : " يُسَلِّمُ الصغيرٌ على الكبير ، والمارُّ على القاعِد ، والراكبُ على الماشِي ، والقليلُ على الكثيرِ " [البخاري ومسلم] .

3- وكان يبدأُ من لَقيه بالسلامِ ، وإذا سلم عليه أحدٌ عليه مِثلها أو أحسنَ على الفورِ إلا لعذرٍ ، مثل : الصلاةِ أو قضاءِ الحاجةِ .

4- وكان يقول في الابتداء : " السَّلامُ عليكم ورحمَةُ اللهِ " [البخاري ومسلم] ، ويكره أن يقوم المبتدئ : عليك السلامُ ، وكان يردُّ على المُسَلِّمِ : " وَعَلَيْكَ السلام " بالواوِ .

5- وكان من هديه في السلام على الجمع الكثير الذين لا يبلغُهم سلامٌ واحدٌ أن يُسَلِّم ثلاثاً .

6- وكان من هديِهِ أنَّ الدَّاخلَ إلى المسجدِ يبتدئُ بركعتيْن تحيةَ المسجد ثُمَّ يجيءُ فيُسَلِّمُ عَلَى القوم .

7- ولم يكنْ يردُّ السلامَ بيدِه ولا برأسِه ولا أصبعِه إلاَّ في الصلاةِ ، فإِنَّهُ رَدَّ فيها بالإشارةِ .

8- ومرَّ بصبيان فسَلّم عليهم ، ومَرَّ بنسوةٍ فسلم عليهنَّ ، وكان الصحابةُ ينصرفون من الجمعة فيمرون على عجوز في طريقهم ، فيسلمون عليها .

9- وكان يُحَمِّل السلامَ للغائبِ ويتحمَّلُ السلامَ ، وإذا بَلَّغَهُ أحدٌ السلام عن غيره أن يَرُدَّ عليه : وعلى المبَلَّغ .

10- وقيل له : الرَّجلُ يلْقى أخَاه أَيَنْحَنِي له ؟ قال : " لاَ " ، قِيلَ : أيلتزمُه وَيُقَبُّله ؟ قال : " لا " ، قيل أَيُصافِحُه ؟ قال : "نَعَم " [الترمذي] .

11- ولم يكُن ليفاجأَ أَهْلَهُ بغتةً يتخوَّنُهم ، وكان يُسَلِّم عليهم ، وكان إذا دخل بدأ بالسؤالِ ، أو سألَ عنْهُم.

12- وكان إذا دخل على أهلِه بالليل سلَّم تسليماً يُسْمِعُ اليقظانَ ولا يُوقظ النائمَ [مسلم] .

13- وكان من هديه أن المستأذن إذا قيل له مَنْ أنت ؟ يقول: قلانٌ بنُ فلانِ ، أو يذكرُ كُنيته أو لقبه ، ولا يقول : أنا .

14- وكان إذا استأذن يستأذنُ ثلاثاً ، فإن لم يُؤذَنْ لهُ ينصرف .

15- وكان يُعَلِّم أصحابه التسليم قبل الاستئذان .

16- وكان إذا أتى باب قومِ لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، ولكن من رُكنِهِ الأيمن أو الأيسر . وقال : " إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ البَصَرِ " [البخاري ومسلم] .


(1) زاد المعاد (2/371) .


عآشقة الجنه 2012-12-16 05:59 PM

الثاني عشر ((هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الصَّوْمِ))


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في صَومِ رَمَضَانَ :

1- كان من هديه أنه لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤيةٍ مُحققةٍ ، أو بشهادة شاهدِ ، فإن لم يكُن رؤيةٌ ولا شهادةٌ أكمل عدَّةَ شعبانَ ثلاثين .

2- وكان إذا حال ليلةَ الثلاثين دون منظره سحابٌ أكملَ شعبان ثلاثين ، ولم يكن يصوم يوم الإغمام ، ولا أَمَرَ به .

3- وكان من هديه الخروج منه بشهادة اثنين .

4- وكان إذا شهد شاهدان برؤيته بعد خروج وقت العيد أفطر وأمرهم بالفطر ، وصلى العيد بعد الغد في وقتها .

5- وكان يعجل الفطر ، ويحثُ عليه ، ويتسحر ويحثُّ عليه ، ويؤخِّرُه ويرغبُ في تأخيره .

6- وكان يفطر قبل أن يُصلي ، وكان فطره على رُطباتٍ إن وجدها ، فإن لم يجدها ، فعلى تمرات ، فإن لم يجد فعلى حسواتٍ من ماءٍ .

7- وكان يقولُ إذا أفطر : " ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وابتَلَّتِ العُرُوقُ ، وثَبَتَ الأجْرُ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى " أبي داود .

8- وكان من هديه في شهر رمضان الإكثارُ من أنواع العبادة ، وكان جبريلُ يُدارسُه القرآن في رمضان .

9- وكان يُكْثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوةِ القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف .

10- وكان يخُصُّه من العبادات بما لا يخُصُّ به غيره ، حتى إنه ليُواصل فيه أحياناً ، وكان ينهي أصحابه عن الوصال ، وأَذِنَ فيه إلى السَّحَرِ .

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في ما يُحظَرُ وَمَا يُبَاحُ في الصَّوْمِ :

1- نَهَى الصائمَ عن الرَّفث والصخب والسِّبابِ ، وجواب السِّبَاب ، وأَمَره أنْ يقول لمن سابه : إني صائمٌ .

2- وسافر في رمضان فصام وأفطر ، وخيَّر أصحابه بين الأمرين .

3- وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من العدو .

4- ولم يكُن من هديه تقديرُ المسافةِ التي يُفْطِرُ فيها الصائم بِحَدٍّ .

5- وكان الصحابةُ حينَ يُنشئون السفر يفطرون من غير اعتبار مجاوزةِ البيوت ، ويخبرون أن ذلك هَدْيُهُ وسُنته صَلى الله عَليه وسَلمْ .

6- وكان يُدركه الفجرُ وهو جُنُبٌ من أهله ، فيغتسل بعد الفجر ويصومُ .

7- وكان يُقبِّلُ بعض أزواجه وهو صائمٌ في رمضان .

8- وكان يستاكُ وهو صائمٌ ، ويتمضمض ويستنشق وهو صائمٌ ، وكان يَصُبُّ على رأسه الماء وهو صائمٌ .

9- وكان من هديه إسقاطُ القضاءِ عمن أكل أو شرب ناسياً .

10- ورخَّص للمريض والمسافر أن يفطُرا ويقضيا ، والحاملُ والمرضعُ إذا خافتا على أنفُسِهما كذلك .


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في صَوْمِ التَّطَوُّعِ :

1- كان هديه فيه أكمل الهدي ، وأعظم تحصيل للمقصود وأسهلَه على النفوس فكان يصومُ حتى يُقالَ : لا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقال : لا يَصوم . وما استكمل صيام شهرٍ غير رمضانَ ، وما كان يَصُوم في شهرٍ أكثر مما كان يصوم في شعبان ، ولم يكُن يخرجُ عن شهرٍ حتى يصُومَ منه .

2- وكان من هديه كَراهيةُ تخصيص يوم الجُمعةِ بالصوم ، وكان يتحـرَّى صيامَ الاثنين والخميس .

3- وكان لا يُفطرُ أيَّامَ البيض في حضرٍ ولا سفرٍ .

4- وكان يصوم من غُرةِ كل شهرٍ ثلاثة أيام .

5- وقال في ستة شوال : " صِيَامُهَا مَعَ رَمَضانَ يَعْدِلُ صِيَامَ الدَّهْرِ " [مسلم] . وكان يتحرى صوم عاشوراء على سائر الأيام .

6- وقال في يوم عرفة : " صِيَامُه يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضِية والبَاقِيَةَ " [مسلم] . وكان من هديه إفطار يوم عرفة بعرفة .

7- ولم يكن من هديه صيام الدهر ، بل قال : " مَنْ صامَ الدَّهْرَ لاصَامَ وَلاَ أَفْطَرَ " [النسائي] .

8- وكان أحياناً ينوي صَوْمَ التَّطوعِ ثم يُفْطِر ، وكانَ يدْخُلُ عَلَى أَهْلِهِ فيقول : " هَلْ عِنْدَكُم شَيءٌ ؟ " فإن قالوا : لاَ ، قال : " إِنِّي إذاً صائِمٌ " [مسلم] .

9- وقال : " إِذَا دُعي أَحَدُكم إِلى طَعَامٍ وَهُوَ صائمٌ فَلْيَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ " [مسلم] .



هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الاعْتِكَافِ :
1- كانَ يعتكفُ العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ، وتركه مرةً فقضاه في شوال .

2- واعتكف مرةً في العشر الأول ، ثم الأوسط ، ثم العشر الأواخر يلتمسُ ليلةً القدرِ ، ثم تبين له أنها في العشر الأواخر ، فداوم على الاعتكاف حتى لحق بربِّه عز وجل .

3- ولم يفعله إلاَّ مَعَ الصَّـوْمِ .

4- وكان يأمُرُ فيُضرب له في المسجد يخلو فيه .

5- وكان إذا أراد الاعتكاف صًلى الفجر ثُم دخله .

6- وكان إذا اعتكف طُرح له فراشه وسريره في مُعتكفه ، وكان يدخُلُ قُبته وحده .

7- وكان لا يدخلُ بيته إلا لحاجة الإنسان .

8- وكان يُخرج رأسَه إلى بيت عائشة فتُرَجِّلُه وهي حائضٌ .

9- وكان بعضُ أزواجِه تزورُه وهو مُعتكفٌ ، فإذا قامت تذهبُ قام معها يقلبُها وكان ذلك ليلاً .

10- ولم يكُن يُباشرُ امرأةً من نسائِه وهو معتكفٌ لا بقُبلةٍ ولا غيرها .

11- وكان يعتكف كُلَّ سنةٍ عشرةَ أيامٍ ، فَلَما كان العامُ الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً .


عآشقة الجنه 2012-12-16 06:01 PM

الثالث عشر هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الطِّبِّ والتَّداوي وَعيادة المَرضى (1) :

- كان من هديه فعل التداوي في نفسه ، والأمرُ به لمن أصابهُ مرضٌ من أهله وأصحابه .
- وقال : "مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً " [البخاري] ، وقال : " ياعبادَ اللهِ تَدَاووْا " [أبي داود والترمذي وابن ماجه] .

- وكان علاجُه للمرض ثلاثة أنواع : أحدها بالأدويةِ الطبيعية ، والثاني : بالأدوية الإلهية ، والثالث : بالمركبِ من الأمرين .

- ونهى عن التداوي بالخمر، ونهى عن التداوي بالخبيث .

- وكان يعودُ من مرض من أصحابه ، وعاد غلاماً كان يخدمه من أهل الكتاب ، وعاد عمَّه وهو مشركٌ ، وعرض عليهما السلام ، فأسلمَ اليهوديُّ ولم يُسْلِمْ عمُّه .

- وكان يدنو من المريض ويجلسُ عند رأسه ويسأله عن حاله .

- ولم يكن من هديه أن يخصَّ يوماً من الأيام بعيادة المريضِ ، ولا وقتاً من الأوقاتِ ، وشرع لأمته عيادةَ المرضى ليلاً ونهاراً ، وفي سائرِ الأوقاتِ .



(1) زاد المعاد ( 4/9) .


عآشقة الجنه 2012-12-16 06:04 PM

الرابع عشر هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ
* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الطَّعَامِ:

1ـ كان لا يرد موجودًا ولا يتكلف مفقودًا، فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أَكَلَهُ إلا أن تعافه نفسه؛ فيتركه من غير تحريم، ولا يحمل نفسه عليه على كُرْهٍ، وما عاب طَعَامًا قَطُّ، إن اشتهاه أكله وإلا تركه، كما ترك أكل الضَّبِّ لمّا لم يعتده.

2ـ وكان يأكل ما تيسر، فإن أعوزه صبر، حتى إنه ليربط على بطنه الْحَجَرَ من الجوع، ويرى الهلال والهلال والهلال ولا يوقَد في بيته نار.

3ـ ولم يكن من هديه حبس النفس على نوع واحد من الأغذية لا يتعداه إلى ما سواه.

4ـ وأَكَل الحلوى وَالْعَسَلَ، وكان يحبهما، وَأَكَلَ لحم الْجَزُورِ، والضأن، والدجاج، ولحم الْحُبَّارَى، ولحم حمار الوحش، والأرنب، وطعام البحر، وأَكَلَ الشِّواء، وأكل الرُّطَبَ والتَّمرَ، وأكل الثَّرِيدَ؛ وهو: الخبز باللحم، وأكل الخبز بالزيت، وأكل القثاء بالرطب، وأكل الدُّباء المطبوخة وكان يحبها، وأكل القديد، وأكل التَّمر بالزبد.

5ـ وكان يحب اللحم، وأحبه إليه الذراع ومقدم الشاة.

6ـ وكان يأكل من فاكهة بلده عند مجيئها ولا يحتمي عنها.

7ـ وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة. وكان يأمر بالأكل باليمين، وينهى عن الأكل بالشمال، ويقول: ((إن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله))

8ـ وكان يأكل بأصابعه الثلاث، ويلعقها إذا فرغ.

9ـ وكان لا يأكل متكئًا ـ والاتكاء على ثلاثة أنواع؛ أحدها: الاتكاء على الجنب، والثاني: التربع، والثالث: الاتكاء على إحدى يديه وأكله بالأخرى، والثلاث مذمومة ـ، وكان يأكل وهو مُقْعٍ، ـ والإقعاء: أن يجلس على أليتيه ناصبًا ساقيه ـ وقال: ((إنما أجلس كما يجلس العبد وآكل كما يأكل العبد)) [السلسلة الصحيحة].

10ـ وكان إذا وضع يده في الطعام قال: ((بسم الله))، ويأمر الآكل بالتسمية، وقال: ((إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله؛ فليقل: بسم الله في أوَّلَهِ وآخره)). [صحيح الترمذي].

11ـ وقال: ((إن الشيطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه))

12ـ وكان يتحدث على طعامه، ويكرر على أضيافه عرض الأكل عليهم مرارًا؛ كما يفعله أهلُ الْكَرَمِ.

13ـ وكان إذا رُفِعَ الطعام من بين يديه يقول: ((الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه غير مَكْفيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُستغنىً عنه ربُّنا))

14ـ وكان يقول: ((الحمد لله الذي أطعم وأسقى وسوَّغه وجعل له مخرجًا)) [صحيح أبي داود].

15ـ وقال: من أكل طعامًا فقال: ((الحمد لله الذي أطعمني هذا من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه)). [صحيح الترمذي].

16ـ وكان إذا أكل عند قوم لم يخرج حتى يدعو لهم، ويقول: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وَصَلَّتْ عليكم الملائكة)) [صحيح أبي داود].

17ـ وكان يدعو لمن يضيف المساكين ويثني عليهم.

18ـ وكان لا يأنف من مؤاكلة أحدٍ صغيرًا كان أو كبيرًا، حرًّا أو عبدًا، أعرابيًّا أو مهاجرًا.

وكان إذا قُرِّب إليه طعامٌ وهو صائم، قال: ((إني صائم)) ، وَأَمَرَ من قُرِّبَ إليه الطعام وهو صائم أن يصلي؛ أي: يدعو لمن قدمه، وإن كان مفطرًا أن يأكل منه.

19ـ وكان إذا دُعِيَ لطعام وتبعه أحدٌ أعلمَ به رَبَّ المنزلِ، وقال: ((إن هذا تَبِعَنَا؛ فإن شئت تأذن له، وإن شئت رجع))

20ـ وأمر من شَكَوْا إليه أنهم لا يشبعون أن يجتمعوا على طعامهم ولا يتفرقوا، وأن يذكروا اسم الله عليه يُبارك لهم فيه.

21ـ وقال: ((ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطنٍ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه؛ فإن كان لا بد فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لِشَرَابِه، وثلث لِنَفَسِه)) [صحيح ابن ماجه].

22ـ ودخل منزله ليلة، فالتمس طعامًا فلم يجده، فقال: ((اللهم أطعم من أطعمني، واسق من سقاني)).


* هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الشَّرَابِ:
1ـ كان هديه في الشراب من أكمل هدي يحفظ به الصحة، وكان أحب الشراب إليه الحلو البارد. وكان يشرب اللبن خالصًا تارة، ومشوبًا بالماء أخرى، ويقول: ((اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيئًا يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن)) [صحيح الترمذي].

2ـ ولم يكن من هديه أن يشرب على طعامه، وكان ينبذ له أول الليل ويشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى، والغد إلى العصر؛ فإن بقي منه شيء سقاه الخادم أو أمر به فصُبَّ.
(والنبيذ: هو ما يطرح فيه تَمْرٌ يُحَلِّيهِ. ولم يكن يشربه بعد ثلاث خوفًا من تغيره إلى الإسكار).

3ـ وكان من هديه المعتاد الشرب قاعدًا، وزجر عن الشرب قائمًا، وشرب مرة قائمًا، فقيل: لعذر، وقيل: نسخ لنهيه، وقيل: لجواز الأمر منه والنهي للكراهة.

4ـ وكان يتنفس في الشراب ثلاثًا، ويقول: ((إنه أروى وأمرأ، وأبرأ)) (ومعنى تنفسه في الشراب: إبانته القدح عن فيه وتنفسه خارجه كما جاء في قوله: ((إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في القدح ولكن ليُبِن الإناء عن فيه)) [صحيح ابن ماجه]، ونهى أن يُشرب من ثلمة القدح، ومن فيِّ السقاء. (والثلمة: الفرجة والشق).

5ـ وكان يسمي إذا شرب ويحمد الله إذا فرغ وقال: ((إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة يحمده عليها، ويشرب الشَّربة يحمده عليها))

6ـ وكان يُسْتَعْذَب له الماء (وهو الطيب الذي لا ملوحة فيه) ويختار الْبَائِتَ منه.

7ـ وكان إذا شرب ناول من على يمينه وإن كان مَنْ على يساره أكبر منه.

8ـ وأمر بتخمير الإناء (أي تغطيته)، وإيكائه ولو أن يعرض عليه عودًا، وأن يذكر اسم الله عند ذلك. (والإيكاء: ربط فتحة الوعاء وشدُّها).

عآشقة الجنه 2012-12-16 06:05 PM

الخامس عشر هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم فيِ الْعِلاَحِ بالأَدْوِيَةِ الطَّبِيعِيةِ
1ـ قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الحمى ـ أو شدة الحمى ـ من فَيْحِ جَهَنَّمَ؛ فَأَبِردُوهَا بالماء)) .
2ـ وقال: ((إذا حُمَّ أحدكم فليسنّ(1) عليه الماء البارد ثلاث ليال من السَّحر)).
3ـ وكان إذا حُمَّ دعا بقربة من ماء فأفرغها على رأسه فاغتسل.
وَذُكِرَتْ الحُمى عنده ذات مرة، فسبها رجل، فقال: ((لا تسبها؛ فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النارُ خبثَ الحديد)) [صحيح ابن ماجه].
4ـ وأتاه رجل فقال: إن أخي يشتكي بطنه ـ وفي رواية: استطلق بطنه ـ فقال: ((اسقه عسلاً)) ، وكان يشربه بالماء على الريق.
5ـ واشتكى قوم اجتووا المدينة من داء الاستسقاء، فقال: ((لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها)) ففعلوا وصحوا
والجوى: داء من أدواء الجوف، والاستسقاء: مرض يسبب انتفاخ البطن.
6ـ ولما جرح في أحد أخذت فاطمة قطعة حصير فأحرقتها حتى إذا صارت رمادًا ألصقته بالجرح؛ فاستمسك الدم.
وبعث إلى أبي بن كعب طبيبًا فقطع له عِرْقًا وكواه عليه. وقال: ((الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة مجحم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي)) ، وقال: ((وما أحب أن أكتوي)) إشارة إلى أن يؤخر الأخذ به حتى تدفع الضرورة إليه، لما فيه من استعجال الألم الشديد.
7ـ وَاحْتَجَمَ صلى الله عليه وسلم وأعطى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وقال: ((إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة، ويوم تسع عشرة، ويوم إحدى وعشرين)) [صحيح الجامع]، وقال: ((خير ما تداويتم به الحجامة)) واحتجم وهو مُحْرِمٌ في رأسه لصداع، واحتجم في وركه من وثء(1)ٍ كان به.
وكان يحتجم ثلاثًا: واحدة على كَاهِلِهِ واثنتين على الأخدعين(2)
واحتكم على الكاهل ثلاثًا لَمَّا أَكَلَ من الشَّاة المسمومة، وأمر أصحابه بالحجامة.
8ـ وما شكى إليه أحد وجعًا في رأسه إلا قال له: ((احتجم))، ولا شكى إليه وجعًا في رجليه إلا قال له: ((اختضب بالحناء)) [صحيح أبي داود].
9ـ وفي سنن الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: وكان لا يصيبه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء [صحيح ابن ماجه].
10ـ وقال: ((دواء عرق النسا ألية شاة تشرب على الريق في كل يوم جزء)) [صحيح ابن ماجه].
وعرق النسا: وجع يبتدئ من مفصل الورك، وينزل من خلف على الفخذ.
11ـ وقال في علاج يبس الطبع واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه: ((عليكم بالسنا والسنوت؛ فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام)) وهو الموت [صحيح ابن ماجه].
والسنا: نبت حجازي. أما السنوت: ففيه أقوال كثيرة؛ منها: أنه العسل، أو العسل الذي يكون في زِقاق السمن.
12ـ وقال: ((خير أكحالكم الإثمد: يجلو البصر، وينبت الشعر)) [صحيح أبي داود]. والإثمد: هو الكحل الأسود.
13ـ وقال: ((من تَصَبَّحَ بسبع تمرات من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سُمُّ ولا سِحْرٌ))
14ـ وقال: ((لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله يطعمهم ويسقيهم)) [صحيح الترمذي].
15ـ وحمى صهيبًا من التَّمر، وأنكر عليه أَكْلَهُ وهو أرمد، وأقَرَّه على تمرات يسيره، وحمى عليًّا من الرُّطب لما أصابه الرَّمد.
16ـ وقال: ((إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه؛ فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء)).
17ـ وقال: ((التلبينة مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن))
والتلبينة حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته.
18ـ وقال: ((عليكم بهذه الحبة السوادء؛ فإن فيها شفاء من كل داء إلا السَّام))
19ـ وقال: ((فِرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد)) ، وقال: ((لا يوردن ممرض على مصح))
20ـ وكان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارجع فقد بايعناك))


عآشقة الجنه 2012-12-17 05:07 PM

السادس عشر هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في العِيْدَيْنِ (1):

1- كان يُصلي العيدين في المصلي ، وكان يلبسُ أجملَ ثيابِه .

2- وكان يأكلُ في عيد الفطر قبل خروجه تمراتٍ ، ويأكلهن وِتراً ، وأما في الأضحى فكان يطعمُ حتى يرجعَ من المصلى ، فيأكلُ من أُضحيته ، وكان يؤخِّرُ صلاةَ عيد الفطر ويعجِّلُ الأضحى .

3- وكان يخرجُ ماشياً ، والعَنَزَةُ تُحمل بين يديه فإذا وصل نُصبت ليُصلي إليها .

4- وكان إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة بغير أذانٍ ولا إقامةٍ ، ولا يقول : الصلاةُ جامعةٌ ، ولم يكُن هو ولا أصحابُه يُصلون إذا انتهوا إلى المصلَّى شيئاً قبلها ولا بعدها .

5- وكان يبدأُ بالصلاة قبل الخُطبةِ ، يُصلي ركعتين ، يُكبِّر في الأولى سبعاً مُتوالية بتكبيرة الإحرام ، يسكُتُ بين كُلِّ تكبيرتين سكتةً يسيرة ، ولم يُحفظْ عنه ذكرٌ معينٌ بين التكبيرات ، فإذا أَتَّمَّم التكبير أخذ في القراءة ، فإذا فرغ كبَّرَ وركع ، ثم يكبر في الثانية خمساً متوالية ، ثم يأخذ في القراءة ، فإذا انصرف خطب في الناس وهم جلوسٌ على صفوفهم ، فيعظُهم ويامرهم وينهاهم ، وكان يقرأ بـ "ق" و "اقْتَرَبَتِ" كاملتين ، وتارةً بـ " سَبَّحَ" و "الغَاشَيَة" .

6- وكان يخطبُ على الأرضِ ، ولم يكن هناك منبرٌ .

7- ورخَّصَ في عدم الجلوس للخطبة ، وأن يجتزئوا بصلاةِ العيدِ عن الجُمُعةِ إذا وقع العيدُ يومها .

8- وكان يخالف الطريق يوم العيد .


عآشقة الجنه 2012-12-17 05:08 PM

السابع عشر هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الفِطْرَةِ واللِّبَاسِ وَالْهَيْئَةِ وَالزِّينةِ :

1- كان صَلى الله عَليه وسَلمْ يكثُر التَّطيُّب ويحبُ الطيب ، ولا يرُدُّه ، وكان أحبَّ الطيب إليه المسكُ .

2- وكان يحبُ السواك ، وكان يستاكُ مفطراً وصائماً ، ويستاكُ عند الانتباه من النوم ، وعند الوُضُوءِ ، وعند الصلاةِ وعند دخول المنزل .

3- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يكتحل وقال : " خَيْرُ أكحالِكُم الإثْمدُ ، يجلُو البصَر ، وينبت الشَّعْرَ " [أبي داود وابن ماجه] .

4- وكان يرجِّل (1) نفسه تارةً ، وترجِّله عائشةُ تارةً ، وكان هديُهُ في حلقِ رأسه ترك شعره أو أخذَهُ كُلِّه .

5- ولم يُحْفَظْ عنه حلق رأسه إلا في نُسُكٍ ، وكان شعره فوق الجُمة ، ودون الوفرة ، وكانت جُمَّتُهُ تضربُ شحمةَ أذنيه .

6- ونهى عن القَزْعِ (2) .

7- وقال : " خالفوا المشركين ، ووفِّرُوا اللِّحَى وأحفوا الشَّاربَ " [البخاري ومسلم] .

8- وكان يلبسُ ما تيسَّر من اللباسِ : من الصوف تارةً ، والقطن تارةً ، والكتَّان تارةً ، وكان أحبَّ اللباسِ إليه القميصُ .

9- ولبس البرود (3) اليمانية ، والبُردَ الأخضر ، ولبس الجبة والقباء (4)والسراويل والإزار والرِّداءَ ، والخفَّ والنَّعلَ والعمامةَ .

10- وكان يَتَلحَّى بالعمامةِ تحت الحنكِ ، وأرخَى الذؤابةَ مِنْ خَلْفِه تارةً وتركها تارةً .

11- ولبس الأسود ، ولبس حُلَّةً حمراء ، والحُلَّةُ : إزارٌ ورداءٌ .

12- ولبس خاتماً من فضةٍ ، وكان يجعلُ فَصَّهُ مما يلي باطنَ كَفِّه .

13- وكان إذا استجد ثوباً سَمَّاهُ باسمه ، وقال : " اللَّهُمَّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هّذَا القَمِيْصَ أَوْ الرِّدَاءَ أو العمَامَةَ ، أَسْألُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صُنِعَ لَهُ " [أبي داود والترمذي] .

14- وكان إذا لبس قميصَهُ بدأ بميامِنِه ِ.

15- وكان يعجبهُ التَّيمُّنُ في تَنَعُّلِه وَتَرَجُّلِه وطهورِه وأَخْذِهِ وعَطائِهِ .

16- وكان هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه ، وغضَّ به صوتَه .

17- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ أشدَّ حياءً من العذراء في خِدرها (5)

18- وكان يضحكُ مما يُضحكُ منه ، وكان جُلَّ ضَحِكِهِ التبسمُ ، فكان نهايةُ ضحكيه أن تبدو نواجذُه ، وكان بكاؤه من جنس ضحكه ، لم يكن بشهيقٍ ورفع صوتٍ ، كما لم يكن ضحكه قهقهة ، ولكن كانت عيناهُ تدمعُ ويسمعُ لصدرِه أَزِيزٌ .



1- التَّرْجِيْلُ : هو تسريحُ الرأسِ واللحيةِ وتنظيفُه وتحسينُه .
2- القـزع : حلق بعض الرأس .
3- جمع بُرد : وهي ثوب فيه خطوط .
4- القَبَاءُ : ثوبُ ضيق الكمين والوسط مشقوق من خلفه ، يلبس في السفر والحرب ، لأنه أعون على الحركة .
5- الخدر : ستر يكون في ناحية البيت .


عآشقة الجنه 2012-12-17 05:09 PM

الثامن عشر هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الكُسُوفِ :

1- لما كسفت الشمس خرج إلى المسجد مُسرعا فزعاً يجرُّ رداءه ، فتقدم وصلى ركعتين ، قرأ في الأولى بالفاتحة وسورة طويلة ، وجهر بالقراءة ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع فأطال القيام ، وهو دون القيام الأول ، وقال لما رفع رأسه من الركوع " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ " ثم أخذ في القراءة ثم ركع فأطال الركوع ، وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع رأسه من الركوع ، ثم سجد سجداً طويلةً فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في الركعة الأولى ، فكان في كُلِّ ركعةٍ ركوعانِ وسجودان، ثم انصرف فخطب بهم خُطبةً بليغةً .

2- وأمر في الكسوف بذكر الله والصلاة والدعاء والاستغفار والصدفة والعِتَاقَةِ .


عآشقة الجنه 2012-12-17 05:10 PM

التاسع عشر هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في النِّكَاحِ والمُعاشَرَةِ :



1- صح عنه صَلى الله عَليه وسَلمْ أنه قال : " حُبِّبَ إِلَيَّ مِن دُنْياكم : النِّسَاءُ والطِّيْبُ ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْني في الصَّلاةِ " النسائي ، وقال : " يا مَعْشَرَ الشبابِ ، مَنِ استطاعَ مِنكُم الباءةَ فَلْيَتَزَوَّج " [البخاري ومسلم]، وقال " تَزَوَّجوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ " [أبي داود] .



2- وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة ، وحسن الخلق ، وكان يقول : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلي " [الترمذي وابن ماجه] .



3- وكان إذا هويت إحداهن شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه ، وكان يُسرب إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها ، وكانت إذا شربت من الإناء أخذهُ فوضع فمه في موضع فمها وشرب ، وكان يتكي في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها ، وربما كانت حائضاً ، وكان يأمرها فتتزرُ ثم يُباشرها .


4- وكان إذا صَلّى العصر دار على نسائه ، فدنا منهنّ واستقرأ أحوالهنَّ ، فإذا جاء الليلُ انقلب إلى بيت صاحبة النوبة فخصها بالليل .



5- وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة ، وكان رُبما مد يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهنَّ



6- وكان يأتي أهلهُ آخر الليل وأوَّله ، وإذا جامع أول الليل فكان ربما اغتسل ونام ، وربما توضأ ونام ، وكان قد أُعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره ، وقال : " ملعونٌ مَنْ أَتَى المرأةَ في دُبُرِهَا " أبي داود . وقال " لَو أَنَّ أَحدَكُم إذا أرادَ أَنْ يأتيَ أهلَهُ قال : اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشيطانَ وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقتَنا ، فإنَّهُ إِنْ يُقَدَّر بينهما ولدٌ في ذلك لم يَضُرَّه شيطانٌ أبداً " [البخاري ومسلم] .


7- وقال : " إذا أفادَ أحدُكُم امرأةً أو خادماً أو دابةً فليَأخُذ بِنَاصِيتِها ولْيَدْعُ الله بالبركةِ وَيُسَمِّي اللهَ عزَّ وجلَّ ، وَلْيَقُل : "اللهمَّ إِنِّي أسألُكَ خَيْرَها وخَيْرَ ما جُبلَتْ عليه ، وأعوذُ بك من شَرِّهَا وَشَرِّ ما جُبِلَتْ عَلَيْهِ " [أبي داود وابن ماجه] .


8- وكان يقولُ للمتزوج : " باركَ الله لكَ ، وباركَ عليك ، وجَمعَ بينكُمَا عَلَى خَيْرٍ " [أبي داود و والترمذي وابن ماجه ] .


9- وكان إذَا أراد سفراً أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، ولم يقض للبواقي شيئاً .


10- ولم يكن من هديه الاعتناءُ بالمساكن وتشييدها وتعليتها وزخرفتها وتوسيعها .


11- وطلَّق صَلى الله عَليه وسَلمْ وراجع ، وآلى إيلاءً مؤقتاً بشهرٍ ، ولم يُظاهر أبداً .







عآشقة الجنه 2012-12-17 05:14 PM

العشرون هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في النومِ والاستيقَاظِ والرُؤى :
1- كان ينامُ على الفراشِ تارةً ، وعلى النِّطَع تارةً ، وعلى الحصير تارةً ، وعلى الأرض تارةً ، وعلى السرير تارةً ، وكان فراشُه أدمَاً حشْوُه لِيْفٌ ، وكذا وسادَتُهُ .
2- ولم يكُن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه ، ولا يمنعُ نفسهُ من القدر المحتاج إليه .
3- وكان ينامُ أوَّلَ الليل ويقومُ آخرَه ، وربما سِهِرَ أوَّل الليل في مصالح المسلمين .
4- وكان إذا عَرَّسَ بليلٍ اضطجع على شِقِّهِ الأيمن ، وإذا عرَّس قُبيل الصبح نَصَبَ ذراعه ووضع رأسه على كفِّه .

5- وكان إذا نام لم يوقظوه حتى يكون هو الذي يستيقظ ، وكانت تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُه .

6) وكان إذا أوى إلى فراشه للنوم قال : " باسمكَ اللَّهُمَّ أَحْيَا وأموتُ " [البخاري] ، وكان يجمعُ كفَّيْهِ ثم ينفُثُ فيهما ، وكان يقرأُ فيهما : المعوذتينِ والإخلاص ، ثم يمسح بِهما ما استطاع من جسدِه ، يبدأ بهما على رأسِه ووجهِه ، وما أقبل من جسده ، يفعلُ ذلك ثلاث مراتٍ . [البخاري] .
7- وكان ينامُ على شقهِ الأيمن ، ويضعُ يده تحت خَدِّه الأيمن ، ثم يقول : " اللَّهُمَّ قِني عَذَابَكَ يوْم تَبْعثُ عِبادَكَ " [أبي داود والترمذي] . وقال لبعض أصحابه : " إذا أتيتَ مَضْجَعَكَ فتوضَأ وضُوءك للصلاة ثم اضطجع على شِقِّكَ الأيمن ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ إني أسلمتُ نفسي إليك ، ووجَّهتُ وَجْهِي إليكَ ، وفَوَّضْتُ أَمْري إليكَ ، وألجأتُ ظهري إليك ، رغبةً ورهبةً إليك ، لا ملجأَ ولا منْجَى مِنْكَ إلاَّ إليكَ ، آمنتُ بِكتَابِكَ الذي أنزلتَ ، وبنبيكَ الذي أرسلتَ ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ كلامِكَ ، فإن مِتَّ مِنْ ليلتِك مِتَّ على الفِطْرَةِ " [البخاري ومسلم] .

8- وكان إذا قام من الليل قال : " اللَّهُمَّ رَبَّ جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنتَ تحكمُ بيْنَ عبادِك فِيْمَا كانوا فيه يختلفون ، اهْدِني لما اخْتُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك ، إنك تهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيم " [مسلم] .
9- وكان إذا انتبه من نومه قال : " الحَمْدُ للهِ الَّذي أحْياناً بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُور " ، ويتسوك ، وربما قرأ العشر آيات من آخر آل عمران [البخاري ومسلم] .
10- وكان يستيقظ إذا صاحَ الصارخُ ـ وهو الدِّكُ ، فيحمدُ اللهَ ويكبِّرُه ويُهَلِّلُه ويدْعُوه .

11- وقال : " الرُّؤيا الصالحةُ من الله ، والحلمُ من الشيطانِ ، فمن رّأى رُؤيا يكرَهُ منها شيئاً ، فلينْفُث عن يسارِه ثلاثاً ، وليتعوَّذ بالله من الشيطانِ ، فإنها لا تضرُّه ، ولا يُخبر بها أحداً ، وإن رَأَى رُؤيا حسنةً ، فليَستَبشر ، ولا يُخبر بها إلا من يُحبُّ " [البخاري ومسلم] ، وأمَرَ من رأى ما يكرَهُ أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه ، وأنْ يُصلِّي .

عآشقة الجنه 2012-12-17 05:16 PM

الواحد والعشرون هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الهَدَايَا والضَحَايَا والعَقيقَة

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الهَدَايا :

1- أَهْدّى الغَنَمَ ، وأهدى الإبل ، وأهدى عن نسائه البقر وأهدى في مُقامه ، وفي حجَّته ، وفي عمرته .

2- وكانت سنته تقليد الغنم دون إشعارها ، وإذا بعث بهديه وهو مقيم لم يحرُم عليه منه شيء كان منه حلالاً

3- وكان إذا أهدى الإبل قلَّدها وَأشْعرها ، فيشُقُّ صفحة سَنَامها الأيمن يسيراً ، حتى يسيل الدَّمُ .

4- وإذا بعث بهدي أمرَ رسولَهُ إذا أشرف على عَطَبٍ شيءٌ منه أن ينحره ، ثم يصبغ نعله في دمه ، ثم يجعله على صفحته ، ولا يأكلُ منه ولا أحدٌ من رُفقته ، ثم يقسم لحمَهُ .

5- وكان يُشرِّكُ بين أصحابه في الهدي : البدنةُ عن سبعةٍ ، والبقرةُ عن سبعةٍ .

6- وأباحَ لسائق الهدي ركوبه بالمعروف إذا احتاج حتى يَجد غيره .

7- وكان هديه نحر الإبل قياماً ، معقولةَ يدها اليسرى ، وكان يُسمي الله عند نحره ، ويُكبر .

8- وكان يذبحُ نُسُكه بيده ، وربما وكَّل في بعضه .

9- وكان إذا ذَبَحَ الغنم وضع قدمه على صِفاحها ، ثم سَمَّى وكَبَّر ونَحَرَ .

10- وأباح لأمته أن يأكُلوا من هداياهم وضحاياهُم ويتزوَّدُوا منها .

11- كان رُبما قسَّم لُحومَ الهدي ، ورُبَّما قال "مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ " .

12- وكان من هديه ذبحُ هدي العُمرة عند المروة ، وهدي القران بمنىً . ولم ينحر هديه قط إلا بعد أن حلَّ ، ولم ينحره ـ أيضاً ـ إلاَّ بعد طلوع الشمس وبعد الرمي ، ولم يُرخِّص في النحر قبل طلوع الشمس البتَّةَ .


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الأَضَاحي :

1- لـم يكن يدع الأضحية ، وكان يُضحي بكبشين ، وكان ينحرُهما بعد صلاة العيد ، وقال : " كُلُّ أيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ " [المسند] .

2- وأخبر أنَّ من " ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَلَيْسَ مِنَ النُّسُكِ في شِيءٍ ، وإنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ " [البخاري ومسلم] .

3- وأمرهم أن يذبحوا الجذع من الضأن ـ وهو ما أتمَّ ستةَ أشهرٍ ـ والثَّنِيَّ مِمَّا سِواهُ ـ والثني من الإبِل : مَا استكمل خمس سنين ، ومن البقر : ما دخل في السنة الثالثة .

4- وكان من هديه اختيارُ الأضحية واستحسانُها وسلامتُها من العيوبِ ، ونَهَى أن يُضحَّي بمقطوعةِ الأُذن ومكسورةِ القرن ، والعوراء ، والعرجاءِ الكسيرة والجعفاءِ . وأَمَر أن تُستشرف العينُ والأُذُنُ ـ أي : يُنظر إلى سلامتها .

5- وأمر من أرادَ التضحية ألاَّ يأخذ من شعره وبشره شيئاً إذا دخل العشر .

6- وكان من هديه أن يُضحي بالمُصلى .

7- وكان من هديه أن الشاةَ تُجزئُ ل بيته ولو كثُر عددهم .



هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في العَقِيقَة

1) صَحَّ عنه : " كُلُّ غَلاَمٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْم الشَّايع ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى " [أبي داود والترمذي و النسائي ] .

2) وقال : " عَنِ الغُلاَمِ شَاتَانِ ، وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاةٌ " [أبي داود والنسائي] .


عآشقة الجنه 2012-12-17 05:20 PM

الثان والعشرون هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في بَيْعِهِ وَشِرَائِهِ وتَعَامُلاَتِهِ:

1- باعَ صَلى الله عَليه وسَلمْ واشترى ، وكان شراؤه أكثر من بيعه بعد الرسالةِ . وآجر واستأجر ، ووكَّل ، وكان توكيلُه أكثرَ مِنْ تَوكُّلِهِ .

2- واشترى بالثمن الحالَّ والمؤجَّل ، وتَشَفَّعَ وشُفِّع إليه ، واستدانَ بِرَهْنٍ وبغير رَهنٍ ، واستعار .

3- ووهبَ واتَّهَبَ ، وأَهدى وقبل الهدية وأثاب عليها ، وإن لم يُردها اعتذر إلى مُهديها ، وكانت الملوك تُهدي إليه ، فيقبلُ هداياهم ، ويَقسمُها بين أصحابه .

4- وكان أحسن الناس معاملةً ، وكان إذا استسلف من أحدٍ سلفاً قضى خيراً منه ، ودعا له بالبركة في أهله وماله واقترض بعيراً فجاءَ صاحبُه يتقاضاهُ ، فأغلظ للنبي صَلى الله عَليه وسَلمْ فهمَّ به أصحابه فقال : " دَعُوهُ ، فإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالاً " [البخاري ومسلم] .

5- كان لا تزيدُه شِدَّةُ الجهلِ عليه إلا حلماً ، وأمر من اشتدَّ غضبُه أن يُطفيَ جمرة الغضب بالوضوء ، وبالقعود إن كان قائماً ، والاستعاذةِ بالله من الشيطان .

6- وكان لا يتكبر على أحدٍ ، بل يتواضع لأصحابه ويبذلُ السلامَ للصغير والكبير .

7- وكان يُمازحُ ويقول في مزاحه الحقَّ ، ويورِّي ولا يقولُ في توريتِه إلا الحقَّ .

8- وسابق بنفسه على الإقدامِ ، وخَصَفَ نعلَه بيده ، ورفع ثوبه بيده ، ورقع دلوه ، وحلب شاته ، وفلى ثوبه ، وخدم أهله ونفسه ، وحمل مع أصحابه اللَّبِنَ في بناءِ المسجد .

9- وكان أشرح الخلقِ صدراً ، وأطيبهَم نفساً .

10- وما وما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرَهما ما لم يكُن مأثماً .

11- ولم يكن ينتصرُ من مظلمةٍ ظُلمها قط ما لم يُنتهك من محارم الله شيءٌ ، فإذا انتُهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيءٌ .

12- وكان يُشيرُ ويستشيرُ ، ويعودُ المريضَ ، ويشهدُ الجنازةَ ، ويجيبُ الدعوةَ ، ويمشي مع الأرملةَ والمسكين والضعيف في قضاءِ حوائجهم .

13- وكان يدعو لمن تقرَّب إليه بما يحبُّ ، وقال : " من صُنع إليه معروفٌ فقال لفاعله : جزاكَ اللهُ خيراً ، فقد أبلغَ في الثناءِ " [الترمذي] .


عآشقة الجنه 2012-12-17 05:22 PM

الثالث والعشرون هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في تجهيز الميت:

1- كان هديةُ في الجنائز أكمل هدي ، مخالفاً الهدي سائر الأُمم ، مُشتملاً على الإحسان إلى الميت وإلى أهله وأقاربه ، فأوَّل ذالك تعاهده في مرضه ، وتذكيره الآخرةً ، وأمره بالوصية والتوبة ، وأمرُ من حضره بتلقينه شهادة أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، لتكون آخر كلامه .
2- وكان أرضى الخلق عن الله في قضائه وأعظمهم له حمداً ، وبكى لموت إبنه إبراهيم رأفةً به ، ورحمةً له ورقَّةً عليه ، والقلبُ ممتلئ بالرِّضا عن الله وشكرِه ، واللسانُ مشتغلٌ بذكره وحمده .
ويقول : " تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ وَلاَ نَقُولُ إلا ما يُرْضِي الرَّبَّ " [البخاري ومسلم] .
3- ونهى عن لطم الخُدود ، ورفع الصوت بالنياحة والنَّدب .
4- وكان من هديه الإسراع بتجهيز الميِّت إلى الله ، وتظهيره وتنظيفه وتكفينه في ثياب البياض .
5- وكان من هديه تغطيةُ وجه الميت وبدنه ، وتغميضُ عينيه .
6- وكان رُبما يُقَبِّلُ الميتَ .
7- وكان يأمُرُ بغسلِ الميت ثلاثاً أو خمساً أو أكثر بحسب ما يراه الغاسلُ ، ويأمر بالكافور في الغسلة الأخيرة .
8- وكان لا يُغَسِّلُ الشهيد قتيل المعركة ، وكان ينزعُ عن الشهداء الجلود والحديد ، ويدفنهم في ثيابهم ولا يُصلي عليهم .
9- وأمر بغسل المُحْرِمِ بماءٍ وسدر ، ويُكفن في ثوب إحرامه ، ونهى عن تطييبه وتغطية رأسه .
10- وكان يأمرُ وليَّ الميتِ أن يُحْسِنَ كفنه ويُكفنه في البياض ، ونهى عن المغالاة في الكفن .
11- وكان إذا قصَّر الكفنُ عن ستر جميع البدن غطَّى رأسه ، وجعل على رِجليه شيئاً من العُشْبِ .

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الصَّلاةِ على المَيِّتِ :

1- كان يُصلِّي على الميت خارج المسجد ورُبما صلى عليه في المسجد ولكن لم يكن ذلك من هديهِ الراتب .
2- وكان إذا قُدِمَ عليه بميتٍ سأل : " هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ؟ " [البخاري ومسلم] ، فإن لم يكن عليه دينٌ صلى عليه ، وإن كان عليه ديْنٌ لم يُصلِّ عليه ، وأمر أصحابه أن يُصلي عليه .
ولما فتح الله عليه كان يُصلي على المدين ويتحمَّل دينه ، ويدعُ مالهُ لورثته .
3- وكان إذا أخذ في الصلاة كَبَّر وحمد الله وأثنى عليه ودعا ، وكان يُكبَّر أربع تكبيراتٍ وكبَّر خمساً .
4- وكان يأمرُ بإخلاص الدُّعاءِ للميتِ ، وحُفظ من دُعائه : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا ، وَصَغِيْرِنَا وَكَبِيرِنَا ، وَذَكَرنَا وَأُنْثَانَا ، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبناَ ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيهِ عَلَى الإِسْلاَمِ ، وَمَنْ تَوفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّه عَلَى الإِيمَانِ ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ " [الترمذي والنسائي وابن ماجه] .
وحُفظ أيضاً من دُعائه : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وَارْحَمْهُ ، وَعَافِهِ ، واعْفُ عَنْهُ ،
وَأَكْرِمْ نُزُلَه ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَه ، واغْسِلْهُ بالماءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ ، وَنَقِّهِ مِنَ الخطَايَا
كَمَا يُنَقَّى الثَّوبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، وأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ ، وَأَهْلاً خيْراً
مِنْ أَهْـلِهِ ، وَزَوْجـاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ ، وأَدْخِلُهُ الجَنَّةَ وَاَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَمِنْ
عَذَابِ النَّارِ " [مسلم] .

5- وكان يقومُ عِند رأس الرجل ، ووسط المرأة .
6- وكن يُصلي على الطفل ، ولا يُصلي على من قتل نفسه ، ولا على من غلَّ من الغنيمة .
7- وصلى على المراة الجُهنية التي رجمها .
8- وصلى على النجاشي صلاتهُ على الميِّتِ ولم يكُن من هديهِ الصلاةُ على كلِّ ميِّتٍ غائبٍ .
9- وكان مِنْ هديه إذا فاتته الصلاةُ على الجنازة صلَّى على القبر .

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الدفنِ وَتَوابِعِه :

1- كان إذا صلى على الميت تَبِعَه إلى المقابر ماشياً أمامه ، وسن للراكب أن يكون وراءها ، وإن كان ماشياً يكون قريباً منها ، إمَّا خلفها أو أمامها ، أو عن يمينها أو عن شمالها ، وكان يأمُرُ بالإسراعِ بها .
2- وكان لا يجلس حتى تُوضع .
3- وأمر بالقيام للجنازة لمّا مرَّت به ، وصحَّ عنه أنه قعد .
4- وكان من هديه ألا يدفن الميت عند طُلُوع الشمس ، ولا عند غُروبها ولا حين يقوم قائم الظهيرة .
5- وكان من هديه اللحـدُ ، وتعميقُ القبر ، وتوسيعُه عند رأسِ الميت ورجليه .
6- وكان يحثوا التراب على الميت إذا دُفِنِ من قبل رأسه ثلاثاً .
7- وكان إذا فرغ من دفن الميت قام على قبره وسأل له التثبيت ، وأمر أصحابه بذلك . أبي داود .
8- ولم يكن يجلس يقرأ على القبر ولا يُلقِّنُ الميتَ .
9- وكان من هديه ترك نعي الميت ، بل كان ينهي عنه .

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في المَقَابِرِ وَالتَّعْزِيَةِ:

1- لم يكن من هديه تعلية القبور ولا يناؤها ولا تطيينُها ، ولا بناءُ القباب عليها .

2- وبعث عليَّاً إلى اليمن أن لا يدع تمثالاً إلا طَمَسَهُ ، وَلاَ قبْراً مُشرفاً إلا سواه ، فكانت سُنته تسويةُ القبور المُشرفة كُلِّلها .

3- ونهى أن يُجصَّصَ القبر ، وأن يُبنى عليه ، وأن يُكتب عليه .

4- وكان يُعلم من أراد أن يعرف قبره بصخرةٍ .

5- ونهى عن اتخاذ القبور مساجد ، وإيقاد السُّرْج عليها ، ولعن فاعِلَه .

6- ونهى عن الصلاة إليها ، ونهى أن يُتَّخَذ قبره عيداً .

7- وكان من هديه أن لا تُهان القبور ولا تُوطأ ، ولا يُجلس عليها ، ولا يُتكأ عليها ، ولا تُعظم .

8- وكان يزور قبور أصحابه للدعاءِ لهم ، والاستغفار لهم ، وسَنَّ للزائر أن يقول : " السَّلامُ عَلَيْكُم أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ المؤمنينَ والمسلِمِينَ ، وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ ، نَسْألُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ " [مسلم].

9- وكان من هديه تعزية أهل الميت ، ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء ويُقرأ له القرآن ، لا عند القبر ولا غيره .

10- وكان من هديه أن أهل الميت لا يتكلفون الطعام للناس ، بل أمر أن يصنع الناس لهم طعاماً .


الساعة الآن 11:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
تصميم تطبيقات الجوال, شركة تصميم مواقع ، تصميم متاجر ، تسويق الكتروني , ارشفة مواقع   ، مكتب ترجمة معتمدة ،  استقدام خادمات  ، شركة سيو