المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة صداقة


&ميجوؤو&
2014-01-10, 03:49 PM
أخذت نرجس تفكر بكلام صديقتها وهي مستلقية على سريرها , توزّع ُ نظراتها بين زوايا غرفتها التي كانت تفتقر الى النور , فغرفتها كانت مظلمة كحالِ قلبها الذي لم يعرف معنى الغبطة للآخرين , وخصوصاً اتجاه صديقتها نور , عادت بشريط المحادثة ..
نور: مرحبا ً نرجس كيفك ؟
نرجس : بامتعاض ترد عليها , الحمد لله
نور : باركي لي فقد تمّ قبولي بدراسة الماجستير , وانا أكاد أطير من الفرح ...
قالت نور كلامها هذا واذا بنرجس تقاطعها قائلة : مبروك
بعدها أقفلت نرجس السماعة وهي كالبركان الذي على وشك الانفجار ...
فنرجس تحسد نور في كل شيء مع إنهما صديقتا الطفولة
فهي ترى أن صديقتها نور ناجحة في حياتها , وهذا الأمر يكاد يسحبها إلى الجنون !
لمَ هي تأخذ كل شي ؟
لمَ هي محبوبة من قبل الجميع ؟
لمَ و لمَ ... هذه الأسئلة التي كانت لا تفارق خيال نرجس
فقلبها يحترق كلما رأت صديقتها نور تحقق نجاحا ً في حياتها
مرّت الأيام والليالي ونرجس تترقب فشل صديقتها نور لتشفي غليلها
هذه الحالة التي تمر فيها نرجس لم تأتي من فراغ , فنرجس لم تكن فاشلة في حياتها , فهي لا تقل شأناً عن نور , فجمالها وذكاؤها وتقدمها الأكاديمي ممتاز جدا ً ... لكن الحالة الاجتماعية داخل الأسرة لدى نور كانت مثالية للغاية
فأهلها يشاركونها أحزانها قبل أفراحها وهذا ما جعل نور لديها النظرة الايجابية للحياة , على عكس صديقتنا نرجس فالحالة الأسرية لديها لم تكن مثالية , فهي تحمل همومها وحدها , ولم تجد من أهلها الشيء الذي وجدته نور , وهذا ما جعل لها النظرة السلبية للحياة والشعور بالنقص وعدم القناعة ...
زارت نور صديقتها نرجس وهي تحمل النسخة المخطوطة من رسالتها الأكاديمية
جلست نور في الصالة ونرجس لا تكاد تطيقها ... اللعنة جاءت تحرق قلبي برسالتها المشؤومة , انا اعرفها فهي تتلذذ بمضايقتي ... قالت نرجس هذا الكلام في نفسها لتقاطعها نور قائلة : حبيبتي نرجس انا احضرت معي النسخة المخطوطة من رسالتي فلم يطلع أحدٌ عليها غير مشرفتي في الدراسة وأحببتُ أن تكوني أول من يشاركني الرأي , قالت نور كلامها الذي وقع في قلب صديقتها كالصاعقة , أخذت نرجس تقرأ البحث وأول ما قرأته هو الإهداء ...
فقد صُعقتْ تماماً !!!
( إلى رفيقة دربي , إلى أختي الغالية , إلى حبيبتي ، إلى من ترعرعتُ انا وهي مرحلة الطفولة جنباً الى جنب , إلى كتاب أسراري المقفل ... إلى صديقتي نرجس
أهدي هذا البحث المتواضع , سائلة المولى عز وجل لها التوفيق في الدارين
انه سميع مجيب )
بمجرد قراءة نرجس هذا الاهداء أخذت عيناها تترقرق بالدموع من دون سابق إنذار , نظرت الى نور وهي خجلة من نفسها , نعم خجلة من نفسها ...
أمن الإنصاف أن أحمل هذا الحقد اتجاه هذه الانسانة التي تحبني وتقدرني لدرجة انها لم تجعل الاهداء لا إلى أمها ولا إلى أبيها ولا حتى إلى مشرفتها على البحث بل جعلته لي , نعم جعلته لي , أنا صديقتها ... لم تتمالك نرجس حالتها العاطفية
ما كان منها إلّا أن رمت نفسها بإحضان صديقتها نور وهي تجهش بالبكاء
وهي تقول : سامحيني سامحيني أرجوكِ فأنا لا أستحق كل هذا منكِ
أخذت نور تمسح على رأس نرجس وتحتضنها بأحضان الصداقة والوفاء قائلة لها : على ماذا أسامحكِ ؟ فأنتِ أعز صديقة على قلبي , نزل كلام نور على قلب نرجس كالماء البارد الذي يترقبه الظمآن , وقد عاهدت نفسها منذ هذه اللحظة على إخراج كل الحقد والحسد من قلبها الى آخر عمرها .

بقلم
أحمد الساعدي

المغزى : الحالة الاجتماعية داخل الاسرة لها أثرها الواضح على حياتنا
فالانسان الايجابي هو الذي يتلقى العطف والحنان والمتابعة داخل الاسرة
قبل أي مكان , وعلى العكس تماماً بالنسبة للإنسان الذي يُحرم من حنان
ومتابعة الأسرة له , هذا من جانب , الجانب الآخر هو : في بعض الأحيان نكسب الطرف المقابل من خلال كلمة او فعل معين , فالانسان الذي يحمل الحقد وعدم القناعة قد يتحول الى أرقّ إنسان في لحظة واحدة وقد يبدل جميع افكاره السلبية والغير صحيحة من خلال فعل او عمل من انسان مقرب له او حتى غير مقرّب .

عائشه برهان
2014-01-11, 05:25 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه لابد من وضعه قي استراحه الطالبات
كما ااسلفت

&ميجوؤو&
2014-01-14, 10:32 AM
ان شاء الله