تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أساليب اكتشاف قدرات التفكير الإبداعي لدى طفل الروضة .......


صمود وتحدي
2013-12-21, 10:39 PM
نماذج لأساليب


اكتشاف قدرات التفكير الإبداعي لدى طفل الروضة


....................


موضوع متتابع



(( 1 ))

يهدف هذا الموضوع إلى إلقاء الضوء حول أساليب اكتشاف قدرات التفكير الإبداعي لدى طفل الروضة ،
وذلك من خلال تزويد معلمات رياض الأطفال ببعض النماذج التطبيقية التي يمكن أن تساهم في إكسابهن لتلك الأساليب ، وتمكنهن من اكتشاف إبداع أطفالهن في المجالات المتنوعة (اللغوية ، الفنية ، الحركية ،) ، وقد قمنا في البداية بالتعرف على أهمية التفكير الإبداعي بصفة عامة ، وأهمية تعليمه لطفل الروضة بصفة خاصة ، ثم شرعنا في توضيح مفهوم التفكير الإبداعي ،وإمكانية تنميته لطفل الروضة ، وبعد ذلك انتقلنا إلى اكتشاف التفكير الإبداعي ، ثم حددنا أهم المهارات التي تساهم في اكتشاف التفكير الإبداعي لدى طفل الروضة ، والتي يجب أن تحرص معلمة الروضة على امتلاكها ، مع التركيز على بعض النماذج التطبيقية التي توضح ذلك .
مفهوم التفكير الإبداعي وأهميته :
يعد التفكير الإبداعي أحد الأشكال الراقية للنشاط الإنساني ، فقد أصبح منذ الخمسينيات من هذا القرن مشكلة مهمة من مشكلات البحث العلمي في عدد كبير من الدول ، حيث إن التقدم العلمي لا يمكن تحقيقه بدون تطوير القدرات الإبداعية عند الإنسان ، كما أن تطور الإنسانية وتقدمها مرهون بما يمكن أن يتوافر لها من قدرات إبداعية تمكنها دوماً أن تقدم مزيداً من الإبداعات والإسهامات ، التي تستطيع من خلالها مواجهة ما يعترضها من مشكلات ملحة ومتفاقمة يوماً بعد يوم ولحظة تلو الأخرى ، ولذا فقد نادى العديد من العلماء والباحثين بأن مدارس المستقبل يجب أن تصمم ليس للتعليم فقط بل للتفكير ، وأن الهدف من التعليم يجب أن يكون تعليم الأطفال كيف يفكرون ، وكيف يتعلمون ، ولا شك في أن هذا يساعد على الإبداع .

ومن ثم فإن الحاجة إلى تعليم التفكير الإبداعي لتلاميذنا هي حاجة عظيمة فإن هناك عدة مبررات تدفع بنا إلى أن ننظر بجدية إلى مسألة إدخال تعليم التفكير الإبداعي إلى مدارسنا ومن هذه المبررات ما يلي
1. انتقل الاهتمام من دراسة الشخص الذكي إلى الشخص المبدع والعوامل التي تسهم في إبداعيته ، وأصبحت تربية العقول المفكرة وتنمية التفكير الإبداعي غاية مستهدفة على مستوى المجتمع والتربية بمؤسساتها المختلفة وهدف مهم على مستوى مراحل التعليم المختلفة داخل هذه المؤسسات .

1. تحول الاهتمام إلى التعليم الإبداعي الذي يعتمد على تعلم التفكير وطرق مواجهة المشكلات وتقديم الحلول الإبداعية لها ، اعتماداً على إن اكتساب المعرفة العلمية وحدها دون اكتساب المهارة في التفكير الإبداعي يعد أمراً ناقصاً ، فالمعرفة لا تغني عن التفكير ولا يمكن الاستفادة منها دون تفكير إبداعي يدعمها

1. إننا في مواجهة مستقبل متزايد التعقيد يحتاج إلى كثير من المهارات في اتخاذ الاختيارات وحل المشاكل والقيام بالمبادرات المختلفة .

والتفكير الإبداعي هو تفكير تباعدي Divergent Thinking يتضمن القدرة على تعدد الاستجابات عندما يكون هناك مؤثر ؛ بل يمكن القول إنه نوع من التفكير يملك الجديد والتأمل والاختراع ، والابتكار ، أو الإتيان بحل طريف ؛ ولذا تعجز اختبارات الذكاء التقليدية عن قياس القدرات الإبداعية . فقد شاع بالفعل الربط بين التفكير الإبداعي والتفكير التباعدي .
فهناك فرق بين نوعين من التفكير،
التفكير التقاربي Convergent ، والتفكير التباعدي Divergent ؛
حيث يدفعنا الأول إلى إجابة محددة عندما تعطى لنا الوقائع ، وهو يقاس باختبارات الذكاء ، في حين يدفعنا الثاني إلى رؤية علاقات جديدة بين الأشياء الملائمة لموقف معين .
والإبداع في مجال التعليم يقابله التفكير التباعدي الذي يستند إلى تعدد الإجابات في مواجهة التفكير التقاربي الذي يستند إلى إجابة واحدة ، والذي يعتمد على الذاكرة .
وطفل مرحلة رياض الأطفال لن يكون قادراً على الاختراع كما هو الحال بالنسبة للكبار ، إلا أن ذلك لا يمنع من أن ننظر إلى هذه المرحلة على أنها مرحلة من عمر الإنسان تشتمل على أهم مقومات التفكير الإبداعي . فالطفل تلقائي بطبيعته ، والتلقائية التعبيرية في تمامها تصل إلى الإبداع ؛ فالإبداع تعبير ذاتي تلقائي ، والتعبيرية عند الأطفال هي خطوة نحو التفكير الإبداعي بالمعنى الحقيقي ، وعلى ذلك يجب أن ننظر إلى إبداع طفل رياض الأطفال من خلال تعبيراته بصورها المختلفة (التعبير الفني - التعبير القصصي – التعبير الحركي –..) .

يتمتع الطفل المبدع بسمات وخصائص معينة ، يستطيع القائمون على رعايته من خلال معرفتهم بها ، توفير البيئة المشجعة لكفالة نموه وتقدمه ، وفقاً لما يتمتع به من إمكانات ، إلا أنه عندما نعني بدراسة طفل معين قد لا يظهر عنده جميع هذه الخصائص والسمات ، كما تتفاوت درجة ظهورها بين طفل وآخر . ويتميز الطفل المبدع بأنه يعيش في عالم الحقيقة والاحتمالات الإيحائية ، بمعنى أنه يتخيل أشياء لا يتخيلها الأطفال ممن هم في نفس سنه ، ولديه حب استطلاع زائد عن باقي زملائه ، كذلك قادر على إبداع وابتكار أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل ، كما يقوم هذا الطفل باكتشاف ما حوله من عجائب وروائع ، وقد يتسائل كثيراً ، ويبحث كثيراً ، كما يتسم بحرية التعبير ، الاستقلال ، وتعدد الاهتمام ، وتفتح الذهن ، كذلك لديه صورة قوية عن ذاته ، يثق في نفسه ، كما أنه لديه قدرة على الصبر حتى يصل إلى هدفه فلعل أكثر ما يهم الباحثين والعلماء في مجال رياض الأطفال طريقة تطور السلوك الإبداعي للطفل أكثر من ناتج السلوك الإبداعي ، وذلك من خلال دراسة طرق وأساليب تنمية الأفكار الأصيلة أو التي تتسم بالندرة .

نظراً لأهمية التفكير الإبداعي ودوره في تنمية قدرات المتعلمين فقد ظهرت العديد من الاستراتيجيات التي تسعى إلى تنميته لدى التلاميذ ونعني بهذا أن التفكير الإبداعي كغيره من القدرات الإنسانية قابل للتعليم والتدريب والتنمية .

ولما كان المعلم يلعب دوراً رئيسياً في توجيه التفكير الإبداعي داخل قاعة الدرس
لذا ينبغي أن يستخدم نماذج واستراتيجيات تمكن المتعلم من التعامل مع المفاهيم المجردة
من خلال تبسيط تعلمها ، وحذف التفاصيل غير الضرورية ،
وعليه أن يهتم بالطرق التي
تعمل على تنمية التفكير التباعدي :
" مثل المواقف مفتوحة النهايات " ،
والطرق التي تنمي التخيل ،
والافتراض مثل افتراض " ماذا يحدث لو " ،
وكذلك تعويد المتعلم على المرونة
في التفكير ، من خلال البحث عن علاقات جديدة بين الأفكار . ويتطلب ذلك أن يكون
المعلم على دراية تامة بالإبداع ومكوناته واستراتيجيات تعليمه ، وكذلك طرق اكتشافه .
اكتشاف التفكير الإبداعي :
إن اكتشاف التفكير الإبداعي يعد الخطوة الأولى نحو الاهتمام بالإبداع والمبدعين ، والطريق نحو ملاحظة السلوك الإبداعي للطفل ، واكتشاف المجال النوعي لإبداعه ، وذلك يعتمد على مراقبة مسارات تفكير الأطفال لاكتشاف الكامن لدى الأطفال المبدعين ، ومن خلال كم هذه الأنشطة وتنوعها وتفردها يمكن للمعلمة الكفء الكشف عن الأطفال المبدعين فعلاً ، وبالتالي اتخاذ الطرق والأساليب اللازمة لتنمية التفكير الإبداعي لديهم .

هناك أربع مسلمات رئيسة لاكتشاف الإبداع لدى الأطفال ، وهي على النحو التالي :

1. جميع الأطفال مبدعون بطبيعتهم إلى حد ما .
2. بعض الأطفال أكثر إبداعاً من الآخرين .
3. بعض الأطفال أكثر إبداعاً في بعض الجوانب عن الأخرى .
4. يمكن أن يندثر الإبداع بواسطة المعلم الذي لا يدرك الأداء ، أو الذي لا يدرك تقدير الطفل أو غير القادر على إظهار إبداع الطفل .

صمود وتحدي
2013-12-21, 10:40 PM
يتبع فيما بعد

سبحان الله وبحمده / سبحان الله العظيم