المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمه من نزول القران باللغه العربيه


Amjad-12
2013-12-07, 06:20 PM
*ما هي الحكمه من نزول القراّن باللغة العربية ؟؟؟
ﻻ‌بد لنا من وقفه حول هذه الحكمه التي لقلة مانسمع بها : إذا كان القرآن كتاباً لكل البشرية ، فلماذا أنزله الله باللغة العربية ،
و لم ينزله بلغة أخرى غيرها ؟
من الواضح أن نزول القرآن كغيره من الكتب السماوية كان ﻻ‌ بُدَّ أن يكون بلغة من اللغات الحية التي يتكلم بها الناس
عصر نزول القرآن ، و اللغة العربية كانت إحدى أهم تلك اللغات .
و من الواضح أيضاً أنه على أي لغة أخرى غير العربية كان يقع اﻻ‌ختيار فإن هذه الشبهة كان يمكن طرحها ،
و حينها كان يقال : لماذا نزل القرآن بهذه اللغة ، قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾*
هذا من جهة ، و من جهة أخرى ، فإن أي كتاب سماوي ينبغي أن ينزل بلغة الرسول الذي ينزل عليه ذلك الكتاب ،
ليتمكن من التعامل معه بصورة طبيعية ، و من هذا المنطلق كان من الطبيعي إختيار اللغة العربية دون غيرها من اللغات ،
حيث أنها اللغة التي كان يتحدث بها النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) ،
كما و أن أي رسول ﻻ‌ بُدَّ و أن يتحدث بلسان القوم المرسَل إليهم ، أو المبعوث فيهم ،
و لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا اﻷ‌مر حيث قال :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِﻻ‌َّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ ،
فكان من الطبيعي أن يتم نزول القرآن باللغة العربية التي هي لغة النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) ،
و لغة قومه الذين يعيش معهم ، لكن إختيار لغة قوم الرسول ﻻ‌ يدل على إنحصار الدعوة في من يتكلم بتلك اللغة ،*
خاصة و أن اﻷ‌دلة القاطعة تثبت خﻼ‌ف ذلك .
هذا مضافاً إلى أننا ﻻ‌ نشك في أن نزول القرآن باللغة العربية دون غيرها من اللغات لم يكن عفوياً ، بل كان ﻷ‌سباب دقيقة ،*
و هو بكل تأكيد إختيار حكيم ﻷ‌نه من قِبَلِ رب العالمين ،
و نحن نؤمن بوجود الحكمة في هذا اﻻ‌ختيار سواءً تبيَّنت لنا أسبابه أم لم تتبين .
أضف إلى ذلك أن خصائص اللغة العربية و قابلياتها الحيوية و مرونة تعبيراتها و سعتها و ما إليها من مميزات من حيث اﻻ‌شتقاق الصرفي ، و اﻻ‌يجاز ، و الخصائص الصوتية ، و إمكانية تعريب اﻷ‌لفاظ الواردة ،
تجعل إختيارها لغة للقرآن الكريم هو الخيار الصحيح .
و من جانب آخر فأن اللغة العربية كما جاء في اﻷ‌حاديث هي لغة عدد من اﻷ‌نبياء العظام السابقين ( عليهم السﻼ‌م ) ،
و قد كانوا يتكلمون بها ، و لقد جاء في بعض الروايات أن خَمْسَة أنبياء مِنَ الْعَرَبِ :*
هُودٌ وَ صَالِحٌ وَ شُعَيْبٌ وَ إِسْمَاعِيلُ وَ مُحَمَّدٌ ( عليهم السﻼ‌م ) ، و أن لغة النبي آدم ( عليه السَّﻼ‌م ) حينما كان في الجنة كانت العربية ، حيث أنها لغة أهل الجنة ، و ستكون العربية لغتهم التي يتكلمون بها في الجنة ،
فكل هذه اﻷ‌مور مما ترجح و تدعم إختيار اللغة العربية ﻷ‌ن تكون لغة للقرآن الكريم فﻼ‌ اٍله اٍانت سبحانك من مقتدر ﻻ‌يغلب ،
وذي أناةً ﻻ‌يعجل صل على محمدواّل محمد واجعلني لنعمائك من الشاكرين وﻻ‌ﻻ‌ئك من ا لذاكرين وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين*