شذى العمري
2013-09-17, 03:12 AM
في زمان ومكان غير معروفين لنا اﻵن، كانت توجد قرية مشركة. ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله ماﻻ يضرهم وﻻ ينفعهم. عبدوهم
غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه اﻵلهة المزعومة، وﻻ يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، وﻻ يعبدها.
في هذه المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقﻼء. ثلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد.
لم يكن هؤﻻء الفتية أنبياء وﻻ رسﻼ، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون.
عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون مﻼذا لهم. خرجوا ومعهم ***هم من المدينة الواسة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا. زهدوا في اﻷسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما.
إن هذا ليس بغريب على من مﻸ اﻹيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤﻻء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.
استلقى الفتية في الكهف، وجلس ***هم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إﻻهية. لقد نام الفتية ثﻼثمئة وتسع سنوات. وخﻼل هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فﻼ تصيبهم أشعتها في أول وﻻ آخر النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى ﻻ تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس
بالرعب. يحس بالرعب ﻷنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.
بعد هذه المئين الثﻼث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.
فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى ﻻ يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت.
خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إﻻ أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت اﻷماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صبعا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.
لقد آمن المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤﻻء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيﻼ يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم.
وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء اﻷموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، وﻻ بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمن من دعى ﻹقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية.
ﻻ نزال نجهل كثيرا من اﻷمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه السﻼم، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم لﻺيمان. هل كانوا في بلدة من بﻼد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثﻼثة رابعهم ***هم، أم خمسة سادسهم ***هم، أم سبعة وثامنهم ***هم. كل هذه أمور مجهولة. إﻻ أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه اﻷمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه اﻷمر. فﻼ يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثﻼثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل اﻷجيال خبر هذه المعجزة جيﻼ بعد جيل.
الماده : تفسير
المشروع : قصه اصحاب الكهف
اسم الطالبة : شذى صالح العمري
اسم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : طيبه الشتيوي
غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه اﻵلهة المزعومة، وﻻ يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، وﻻ يعبدها.
في هذه المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقﻼء. ثلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد.
لم يكن هؤﻻء الفتية أنبياء وﻻ رسﻼ، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون.
عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون مﻼذا لهم. خرجوا ومعهم ***هم من المدينة الواسة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا. زهدوا في اﻷسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما.
إن هذا ليس بغريب على من مﻸ اﻹيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤﻻء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.
استلقى الفتية في الكهف، وجلس ***هم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إﻻهية. لقد نام الفتية ثﻼثمئة وتسع سنوات. وخﻼل هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فﻼ تصيبهم أشعتها في أول وﻻ آخر النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى ﻻ تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس
بالرعب. يحس بالرعب ﻷنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.
بعد هذه المئين الثﻼث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.
فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى ﻻ يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت.
خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إﻻ أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت اﻷماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صبعا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.
لقد آمن المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤﻻء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيﻼ يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم.
وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء اﻷموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، وﻻ بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمن من دعى ﻹقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية.
ﻻ نزال نجهل كثيرا من اﻷمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه السﻼم، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم لﻺيمان. هل كانوا في بلدة من بﻼد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثﻼثة رابعهم ***هم، أم خمسة سادسهم ***هم، أم سبعة وثامنهم ***هم. كل هذه أمور مجهولة. إﻻ أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه اﻷمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه اﻷمر. فﻼ يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثﻼثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل اﻷجيال خبر هذه المعجزة جيﻼ بعد جيل.
الماده : تفسير
المشروع : قصه اصحاب الكهف
اسم الطالبة : شذى صالح العمري
اسم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : طيبه الشتيوي