تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مثل النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته لمادة الحديث للصف الأول متوسط الفصل الأول 1434هـ


الأستاذ أبو يوسف
2013-09-16, 06:05 PM
نجاة الأمة في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهلاكها في مخالفته

عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال رسول اللهr :
« مثلي ومثل ما بعثني الله به ، كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء. فأطاعه طائفة من قومه ، فأدلجوا ، فانطلقوا على مهلهم فنجوا. وكذبته طائفة فصبحهم الجيش ، فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق » (رواه البخاري([1]) ومسلم([2]) ).
راوي الحديث :
تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (16).
المفــردات :
مثلي : صفتي وحالي العجيبة.
النذير : المخبر بما فيه شر وسوء.
العريان : ضد الم**و المتجرد من ثيابه. والنذير العريان الممثل به رجل من خثعم تزوج امرأة من **يد فأراد بنو **يد أن يغيروا على قبيلته فخافوا أن ينذر قومه فجعلوا عليه حرساً بعد أن خلعوا ثيابه ، فصادف منهم غرة ففر إلى أهله فأنذرهم وكان مما قاله :
أنا النذير العريـان ينبذ ثوبه
إذا الصدق لم ينبذ لك ثوب كاذب
فصار مثلاً لكل أمر تخاف مفاجأته ولكل رجل لا ريب في كلامه.
النجاء : الهرب وهو منصوب على الإغراء.
أدلجوا : ساروا من أول الليل أو ساروا الليل كله.
صبحهم : أغار عليهم في الصباح.
اجتاحهم : استأصلهم فلم يبق على أحد منهم.
المعنى الإجمالي :
بعث الله رسوله محمداًr بالهدى ودين الحق وجاء بالمعجزات العظمى الكونية والشرعية والبراهين والواضحة والحجج القوية الصادقة الدالة أكبر دلالة على صدقه وصدق ما جاء به وأنه رسول من الله حقاً ، فآمن به واتبعه وأطاعه من أراد الله به السعادة والنعيم والنجاة من غضب الله وبطشه وعقابه.
وكذبه وعصاه أهل الكبر والعناد وأهل الجاه والمناصب والمصالح الذين حاق بهم غضب الله واستوجبوا الهلاك والعذاب الأليم والدمار الماحق جزاء كفرهم وكبرهم وتكذيبهم وعنادهم واتباع أهوائهم وعدم انقيادهم للحق.
فضرب رسول اللهr مثلاً لحاله وحال ما جاء به من الحق الواضح والصدق البين ، وما يترتب على تصديقه وطاعته وعلى تكذيبه وعصيانه ومخالفته بحال ذلك الرجل الصادق المخلص الجاد في إنذار قومه والحريص على نجاتهم من الخطر الداهم الذي يكمن وراء ذلك الجيش المباغت ، فمن صدقه وأطاعه وأخذ بأسباب النجاة في تجنب خطر ذلك الجيش نجا. ومن كذبه وعصاه واستخف بذلك الخطر نزل به خطر العدو فأهلكه واجتاحه.
وكذلك مصير هذه الأمم والشعوب التي بُعث إليها الرسولr فمن صدقه وأطاعه سعد في الدنيا والأخرى ونال من الله أعظم الجزاء وأكرمه ، ونجا من عقوبات الدنيا وخزي الآخرة.
ومن كذبه وعصاه وخالف ما جاء به ولم يرفع رأساً بالهدى الذي جاء به المتمثل في الكتاب والسنة وتعرض لغضب الله وسخطه وأنزل به العقوبات والكوارث في الدنيا والعذاب الواصب في الآخرة.
] ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً[ (الجن 23).
ما يستفاد من الحديث :
1- بلاغة رسول اللهr في ضربه الأمثال الصادقة الحية التي تجعل المعقول في قالب المحسوس ، وتقريب المعاني البعيدة بهذا التصوير الرائع.
2- حرصه على هداية الناس.
3- صدق ما جاء به ووضوحه.
4- حصول الفوز والسعادة بتصديقه وطاعته واتباع ما جاء به.
5- وقوع البوار والدمار في الدنيا والآخرة بتكذيبه ومخالفته وعصيانه.


******************************************************


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد ناراً فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيه" (1).
شرح المفردات(2):
( الفراش ) جمع فراشة بفتح الفاء دويبة تطير في الضوء شغفاً به وتوقع نفسها في النار.
( آخذ ) روي بوجهين أحدهما: اسم فاعل ب**ر الخاء وتنوين الذال، والثاني: فعل مضارع بضم الذال بلا تنوين والأول أشهر وهما صحيحان.
( بحجزكم ) الحجز جمع حجزة وهي مقعد الإزار وهو كناية عن حرصه صلى الله عليه وسلم على منع أمته عن الإتيان بالمعاصي التي تؤدي بهم إلى الدخول في النار.
( تقحمون ) التقحم هو الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبيت.

شرح الحديث(3):
قال النووي مقصود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم شبة المخالفين له بالفراش، وتساقطهم في نار الآخرة بتساقط الفراش في نار الدنيا مع حرصهم على الوقوع في ذلك، ومنعه إياهم والجامع بينهما اتباع الهوى وضعف التمييز وحرص كل من الطائفتين على هلاك نفسه، وقال القاضي أبو بكر بن العربي هذا مثل كثير المعاني والمقصود أن الخلق لا يأتون ما يجرهم إلى النار على قصد الهلكة وإنما يأتونه على قصد المنفعة واتباع الشهوة كما أن الفراش يقتحم النار لا ليهلك فيها بل لما يعجبه من الضياء.
من فوائد الحديث:
1- فيه بيان حال الناس وما فيهم من الحرص على الدنيا، واتباع الشهوات ومقارفة المعاصي التي تكون سبباً لوقوعهم في النار في الآخرة.
2- أن للدنيا بريق يبهر ضعفاء البصائر، فينخدعوا بها وينشغلوا بزخرفها وشهواتها عما خلقوا له، من عبادة الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، فيعرضوا انفسهم لسخط الله وعقوباته العاجلة والآجلة.
3- قال ابن حجر: وفي الحديث ما كان فيه صلى الله عليه وسلم من الرأفة والرحمة والحرص على نجاة الأمة، كما قال تعالى:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}( التوبة / 128) (4).

هنا شرح الحديث
http://youtu.be/R4rYWLxXuMY (http://youtu.be/R4rYWLxXuMY)