ام سيفان
2013-05-25, 09:07 PM
تزوج مبكرا رغبة في حياطة نفسه، ومحبة في أن يولد له ولد ربعى يعانقه مبكرا..هكذا شأنهم قبل، يؤثرون البدار..
ولكن هذا ولد له بكره بنتا، فرضي أولا بما قسم الله له، ولكن البطن الثاني والثالث إلى السابع..كلهن بنات..
ولما أصبح في انتظار المولود الثامن قال لامرأته:" إن كانت بنتا فسوف أفارق البلاد بمن فيها، بما في ذلك أنت وبناتك الثمان.. أأظل حياتي وقفا على تربية ثمان بنات، وكلما كبرت واحدة ذهبت إلى زوج تخدمه، وتقوم بشأنه، ويكون نصيبي منها العناء؟!! لا ..لا يكون هذا"
فهدأته المرأة وقالت:" هذه إرادة الله، وما يدريك لعله خير لك"
ولكنه صمم على عزمه.. فولدت البطن الثامن بنتا ، فنفذ عزمه وذهب إلى حيث لا يُدرى مكانه، وجعل يضرب في الأرض هنا وهناك.
وأحد الأيام كان يجلس لدى صاحب حانوت صغير يتلهى صاحبه به، ويبيع مالا يسمن ولا يغني من جوع،ولكن من أجل السلوة فهو شيخ قد هده الكبر..فأنس به هذا الغريب أبو البنات، وجعل يعاود الجلوس عنده، فقال الشيخ يوما:" إنك غريب..
قال" نعم"
قال" وكئيب"
قال"نعم"
قال"لماذا يابني؟"
فقص عليه خبره كله.. فضحك الشيخ، وقال" إنها لمصادفة عجيبة، لعل الله ساقك إليَ لتأخذ مني العبرة.."
قال:"وكيف؟"
قال:"أنت مدعو عندي الليلة للعشاء، وهناك سوف ترى العبرة تطبيقيا"
وفي المساء ذهبا جميعا إلى دار الشيخ ليجد الغريب أمامه عجوزا، ضامرة، محدوبة.. هي زوجة الشيخ، ولا أحد لديهما في هذه الدار، فظل الغريب بينهما يرى ويسمع، ولا حركة لعشاء ولا استعداد لاستقبال ضيف..
وفي موعد العشاء.. جاءت امرأة تحمل ما لذ وطاب، فوضعته ودبت الحركة في الدار بعد أن قبلت الشيخ والعجوز ودعت لهما بالخير، وقالت" لعل فلانة لم تسبقني إليكما؟"
وبهذه الأثناء دخلت أخرى تحمل خيراً كثيراً، فقدم الطعام تتخله الأحاديث الطيبة، والترحيب بالضيف..
وبعد أن فرغا، قال له الشيخ:"ولد لي من الولد عشرة: ثمانية بنين وبنتان..
أما البنون فكل مضى لشأنه وأولاده ودنياه، ولا أراهم إلا لماما أنا ووالدتهم التي ترى..
وأما البنات فإنهن يتعاقبن فينا صباح مساء، يغسلن وينظفن ويطبخن، ويقمن بشأننا كله، مع رقة ورحمة ودعاء وشفقة وعبرات، ودموع أحيانا.. فلماذا يا بني يحزنك أن لايولد لك بنون؟ ألك الخيار حتى تختار لنفسك؟ أم لديك ثقة على أن البنين خير من البنات؟
وهل تعلم ما يكنه الغيب لك لكي تتصرف هذا التصرف؟
عد إلى بلادك وأهلك وبناتك، فإن لهن رحمة في القلوب، وعاطفة متأججة، وقربا كبيرا إلى النفوس.. فإلى من تتركهن؟
هل قسوة قلبك تبلغ إلى هذا الحد؟! ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.."
فعاد الغريب إلى وطنه، ورضى بما قسم الله له ، ورزقه بعدئذ بنين، وأغناه بعد عيلة..
مما راق لي فنقلته..
ولكن هذا ولد له بكره بنتا، فرضي أولا بما قسم الله له، ولكن البطن الثاني والثالث إلى السابع..كلهن بنات..
ولما أصبح في انتظار المولود الثامن قال لامرأته:" إن كانت بنتا فسوف أفارق البلاد بمن فيها، بما في ذلك أنت وبناتك الثمان.. أأظل حياتي وقفا على تربية ثمان بنات، وكلما كبرت واحدة ذهبت إلى زوج تخدمه، وتقوم بشأنه، ويكون نصيبي منها العناء؟!! لا ..لا يكون هذا"
فهدأته المرأة وقالت:" هذه إرادة الله، وما يدريك لعله خير لك"
ولكنه صمم على عزمه.. فولدت البطن الثامن بنتا ، فنفذ عزمه وذهب إلى حيث لا يُدرى مكانه، وجعل يضرب في الأرض هنا وهناك.
وأحد الأيام كان يجلس لدى صاحب حانوت صغير يتلهى صاحبه به، ويبيع مالا يسمن ولا يغني من جوع،ولكن من أجل السلوة فهو شيخ قد هده الكبر..فأنس به هذا الغريب أبو البنات، وجعل يعاود الجلوس عنده، فقال الشيخ يوما:" إنك غريب..
قال" نعم"
قال" وكئيب"
قال"نعم"
قال"لماذا يابني؟"
فقص عليه خبره كله.. فضحك الشيخ، وقال" إنها لمصادفة عجيبة، لعل الله ساقك إليَ لتأخذ مني العبرة.."
قال:"وكيف؟"
قال:"أنت مدعو عندي الليلة للعشاء، وهناك سوف ترى العبرة تطبيقيا"
وفي المساء ذهبا جميعا إلى دار الشيخ ليجد الغريب أمامه عجوزا، ضامرة، محدوبة.. هي زوجة الشيخ، ولا أحد لديهما في هذه الدار، فظل الغريب بينهما يرى ويسمع، ولا حركة لعشاء ولا استعداد لاستقبال ضيف..
وفي موعد العشاء.. جاءت امرأة تحمل ما لذ وطاب، فوضعته ودبت الحركة في الدار بعد أن قبلت الشيخ والعجوز ودعت لهما بالخير، وقالت" لعل فلانة لم تسبقني إليكما؟"
وبهذه الأثناء دخلت أخرى تحمل خيراً كثيراً، فقدم الطعام تتخله الأحاديث الطيبة، والترحيب بالضيف..
وبعد أن فرغا، قال له الشيخ:"ولد لي من الولد عشرة: ثمانية بنين وبنتان..
أما البنون فكل مضى لشأنه وأولاده ودنياه، ولا أراهم إلا لماما أنا ووالدتهم التي ترى..
وأما البنات فإنهن يتعاقبن فينا صباح مساء، يغسلن وينظفن ويطبخن، ويقمن بشأننا كله، مع رقة ورحمة ودعاء وشفقة وعبرات، ودموع أحيانا.. فلماذا يا بني يحزنك أن لايولد لك بنون؟ ألك الخيار حتى تختار لنفسك؟ أم لديك ثقة على أن البنين خير من البنات؟
وهل تعلم ما يكنه الغيب لك لكي تتصرف هذا التصرف؟
عد إلى بلادك وأهلك وبناتك، فإن لهن رحمة في القلوب، وعاطفة متأججة، وقربا كبيرا إلى النفوس.. فإلى من تتركهن؟
هل قسوة قلبك تبلغ إلى هذا الحد؟! ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.."
فعاد الغريب إلى وطنه، ورضى بما قسم الله له ، ورزقه بعدئذ بنين، وأغناه بعد عيلة..
مما راق لي فنقلته..