زيتونةة
2013-03-31, 09:00 PM
الاهداء.....
الي قلب ام غص بعبرته
استوطنه الحزن وتشرب...تجرع الالم حد الارتواء
ام لطالما رفعت اكف الضراعه في ليل شديد الظلمه ..ارسلت ابتهالاتها لمن قال((ادعوني استجب لكم))..
الي اسره عاشت معاناه..وحاربت ضعفا ..عجزا..سلكت طريقا شاقا متسلحه بايمانها بالا شي مستحيل.. طريقا في اخره سدره المنتهى
الي معلم..؟؟ جاهدوا لتوعيه المجتمع..وبذلوا مالهم..وقتهم\..جهدهم..فقط ..لنصل الي الافضل
الي مجتمع امسك بيد اسره و طفل ..وانشلوهم من خذلان وياس..الي حيث الامل..ونشوه السعاده
ال اخي حبيبي (سيف)
قندل اشعل في قلوبنا ضياء لن ينطفى
طهر ملا دنييانا املا كندف الثلج نقاء قلبه
عيناه تحكيان الكثير..
في قلب كل منا شي منه لن يموت
احبك
بروده الشتاء تحرضك على احتضان من تحب
ذرات المطر التي تطرق النوافد باصابع ناعمه..اجتماع الاسره بعد اسبوع دراسي طويل سعاده الاطفال بقدوم جدتهم
كل هذا لم يكن قادر على ان يخفي قلق ام عمر وخوفها رغم ابتسامتها العذبه التي تطفو على وجهها استطاع ابو عمر اكتشاف المها فطمانها
بنظره محبه ارحتها كثيرا
بعد ان تفرق الجميع الي النوم امسك ابو عمر بيد زوجته وحملها الي السياره
-كيف حالك الان؟!
-الالم يشتد اسرع ارجوك هل اخبرت احد؟
-كلا
-ولا روى؟
-ولا روى
-اخبر روى ارجوك اريدها ان تهتم باخوتها
-حسنا ساكلمها حين نصل
..كانت روى ابعد ما يكون من التفكير بما حدث كانت تحتضن كتابا وهي ملتفه باغطيتها كشرنقه..
افزعها رنين هاتفها في هكذا وقت وزادت ضربات قلبها حين رات ان المتصل هو والدها
-ابي
-اروى حبيبتي انا وامك في المستشفى يبدو انها ستلد انتبهى لاخوتك ولا تخبري احدا لا تقلقي فلا شي يدعو للقلق وان احتجت الي شي اتصلي بي حسنا؟!
-حسنا
..ساعات الانتظار و الترقب تبدو دوما اطول من غيرها
ابو عمر يذرع الممر جيئه وذهابا وحين يتعب كان يقف امام نافذه كبيره ويحدق في السماء
انها ليله جميله و الشتاء لا يزال في ايامه الاولي و ليل الرياض الشاتي يبدو مذهلا
البدر يتوج السماء و ثمه غيوم مبعثره على وجه اليل كانما تضحي بابتعادها عن البدر لتمنح البشر سعاده بتامله
اذا اشتدت الظلمه و ارقتك المحن فاعلم ان وراء هذا الظلام الحاللك نورا تفضحه النجوم كثقب في رداء اليل
عينا ابي عمر معلقتان على الباب المودي للممر الرابع حيث زوجته و طفله الذي لم يرا النور بعد
وقبله رفعه الي ابعد من حدود السحاب و البدر واطلق سهام دعائه حاره صادقه
يفتح الباب المودي للممر الرابع طبيب شاب بملامح هادئه يربت على كتف ابي عمر ويبتسم
بعد دقائق
كان يحتضن كف زوجته و ابتسامه لم تفارقه
-الحمدالله على سلامتك انه طفل جميل كانه فلقه من قمر ما رايك لو نسميه يوسف؟
-احب هاذا الاسم على بركه الله
غدا يوسف (http://www.madinahx.com/t91329.html)كـ ضوء يتمدد دفئه في كل اتجاه يتنزل على الوجوده ويعانق العيون
هو ليس كاي احد
فالاشياء الاكثر جمالا لم تكن لتكتمل الا به
للاطفال لذه نكهه لا يعدلها شي
بدا طفلا جميلا ذكيا محبوبا
كان اجمل حلم يمكن ان يراود اسرته
ثلاثه اعوام منذ عانق يوسف الحياه وعالات من نور احاط بها عائلته منحها الكثير من الطهر
ذات مساء كان يوسف يلعب بسيارته المفضله يقوم بصفها بالطريقه ذاتها ككل مره ساعه نادته والدته ليتناول العشاء
-يوسف الا تسمع يا صغيري؟ تعال لتناول العشاء
-..امسكت بيده و اخذته الي غرفه الطعام وبيده الاخره لا يزال يمسك بسيارته
يجلس يوسف في الكرسي الذي يحب ويبداء تناول البطاطا وشرب عصير التفاح
-يوسف حبيبي تذوق شيئا اخر
-...............
-يوسف هل تريد تذوق الفطائر؟
-لاااااااااا
يتابع يوسف طعامه دون ان ينظر حتى الي عيني امه
وبعد دقائق امسك بالسكين و اخذ يبعث بها حتى كاد يوذي نفسه
-يوسف لا هاذا خطر
تلتقفف الام السكين من بين يدي صغيرها وتؤنبه بهدوء
ومره اخرى لا يرد عليها
وثمه هاجس في قلب الام قد بدا يكبر
الساعه الان تجاوزت منتصف اليل كل الابناء قد غفوا الا يوسف لا يزال مستيقظا يبكي بين ابويه
وام عمر هاجس قد بدا يؤرقها منذ اسابيع مضت اكتمل اليوم فلم تعد تقو على الكتمان
احتضنت يوسف وبدات تبكي
-ما بك يا صغيري؟؟
-مم تشكو يا حبيبي؟؟
-أي هم ارقك فلم تستطع النوم؟؟
-أي الم اوجعك فحرمك النعاس؟؟
-.......................
بدات تقرا عليه بعض الايات فزاد بكاؤه وصراخه
وزاد الوجع في قلب ام ترى فلذه كبدها يتالم ولا تعلم علته
في الغد اخذ الابوان صغيرهما لاحد المستشفيات كان ظنهم انه يعاني من مشكله السمع
-مم يشكو الصغير؟
-هو لا يستجيب ساعه نناديه باسمه ويمسك اذنيه بيديه دوما قد يكون التهابا فب الاذن او مشكله في السمع لا قدر الله
انه ينام ساعتين في اليوم ويبكي طويلا في اليل
-يجب ان يخضع لفحص السمع وان شاء الله سنجد له علاجا
-كما ترى ايها الطبيب
-سمع يوسف ممتاز هو لا يعاني من أي مشكله ولو موقته في السمع لكني ارى ان احوله في قسم المخ و الاعصاب فربما تكشفون سبب المشكله
ام عمر لم تعد تطيق صبرا حارت بامر ابنها سمعه سليم دماغه و اعصابه سليمه لا مشاكل في الدم صحته البدنيه جيده
ولم يكن بيديها سوى ان تبهتل الي خالقها و تتضرع له في كل حين
هي التي توقن ايد طرقت ابواب الجبار لن ترد خائبه وان طال الدهر
اخذالصيف يلملم بعثرته ويرحل يهب الشتاء مساحات يتنفس فيها وكانت انفاسه الاولي بردا وسلاما على القلوب
هاهو الشتاء الرابع لقلب يوسف الصغير
و الشتاء الاول الاقسى في قلب والدته
اخذت ترتب خزانات الملابس و روى تشاهد التلفاز عند امها ثم راحت تساعدها
-روى خذي هذه الملابس للخزانه العلويه يا ابنتي
حملت الفتاه اكوام الملابس وخرجت
اخذ تام عمر تقلب ملابس يوسف تتاملها وهم كلجبال يرزح فوق صدرها
من اهم ابراز صفات الطفل التوحدي انه
-لا يهتم لمن حوله ويبدو كانه لا يسمع
-يقاوم الاحتضان أي انه يميل للعزله
-لا يدرك المخاطره وقد يوذي نفسه
-بالنسبه للاطفال الذين لديهم المقدره على النطق فانهم يرددون الكلام مثل الببغاء
-لا يشارك الاخرين اللعب
-لديه نشاط حركي زائد او خمول مبالغ فيه
تذبذب شعور ام عمر لحظتها وبالنسبه لها توقف الزمن للحظات تاركا ايها تتخبط في شعور غريب
-هل يكون هذا مرض يوسف؟؟ اهو مصاب حقا بالتوحد؟؟
وان كان مريضا به
هل له علاج؟؟
هل سيولمه ......يكلفنا؟؟
هل سيشفى و يصير طفلا طبيعيا؟؟
ام انه سيكمل حياته مريضا؟؟
عقد من الاستفهامات انفرط واجابه الاول منها لا تزال فارغه
في المساء افصجت ام عمر لزوجها عن خوفها من ان يكون صغيرها مريضا بالتوحد وبعد يومين كانو في احد العياداتالنفسيه للاطفال
تحاليل شامله اختبارات قياس الذكاء اختبار العلاج الحركي اختبار الدمج الحسي اختبارات حسيه عصبيه وغيرها كثير
دوامه ارهقت قلب ام عمر و عقلها
جزء منها رضي بواقع الامر و جزء اخر لا يزال يجاهد بان يرفض الحقيقه بمرارتها
(طفلكم مريض بـ التوحد)
هكذا اظهر نتائج الفحوصات و الامتحانات سيبدا بمراجعه القسم النفسي وسنعطيه دواء يساعده على النوم بشكل شبه طبيعي
ويجب عليكم الحاقه بمركز صباحي للاسهام في تعديل السلوك
اغرق ام عمر احساس بالتيه و الضياع واني لها الاتحزن وهذا حال ابنها؟
كان عزاوها ان معرفه المرض مبكرا ستعينهم على بدء العلاج بسرعه وظهور اول الثمار مبكرا
وتلك الليله بكت ام عمر بكار مرا طويلا
بكت ابنها حبيبها يوسف
بكت مستبله المبهم بالنسبه لهم
بكت ضعف صغيرها عجزه قله حيلته
بكت حتى مطلع الفجر ولا يزال في قلبها الحرقه ما الله به عليم
-يا ام عمر هذا قضاء الله وقدره قد يكون لنا في ذالك خيره فلا تحزني
-ليس سهلا على ان ارى ابني لا يقدر حتى على ان يشكو لي ما يولم هاو ياخذ حقه ممن ظلمه
-حزنك هذا لن يفيد شيئا امامنا لالن طريق طويل وعلينا ان نتسلح بالقوه والايمان و الاراده نحن و ابناوك نحتاج اليك قويه فلا تخذلينا
-كيف سنكمل حياتنا بشكل طبيعي ؟؟ انا قلقه جدا على مستقبل يوسف
-دعك من هذا التفكير الان انتم توتره جدا نامي الان وغدا سناخذ الاولد ونخرج لنروح عنا وعنهم فنحن لم نخرج معا منذ فتره ما رايك؟؟
لمست في طلبه رجاء فلم تشاء ان تخذله هو الذي يبذل كل جهد لمواستها في الوقت الذي هو اشد ما يكون حاجه الي يد تربت على كتفه او لكتف يتكى عليه ويبكي
في الغد كانت اسر هام عمر في احد محلات الحيوانات التي يحبها الاولاد بدت الامور طبيعيه بالنسبه للاسره و استمتع الاولاد بمشاهده الحيوانات حينا و مداعبتها حينا اخر
يسمر يوسف طويلا امام احد اقفاص القطط
كان قطا ابيض ذا شعر كثيف عيناه زرقاوان لامعتان
زكان هناك شاب يريد شراء ذلك القط طلب من البائع اخراجه من القفص ليراه جيدا
وبدافع طفولي برى مد يوسف يده الصغيره ليلمس القط فصرخ الشاب في وجه الصغير بقسوه
-ولد ابعد يدك
-انه طفل مريض
-بل مجنون اتعلم ثمن هاذا القط؟ مم يشكو صغير العائله؟
- انه مريض بالتوحد
-التوحد؟ لا يوجد مرض اسمه التوحد ابعد يد ابنك عن قطتي و الا جعلتك تندم اتفهم؟
و اكمل سيره يمسد شعر قطته و يمزق قلوب بشر اضحوا حيارى في عالم صاخب جامد
دئما ما تكون البدايات صعبه قاسيه بل (( مبكيه))
عانت اسره يوسف و اصراره على رفض كل ما هو جديد
و اسرته التي قد ملت الانتظار و الظغط و العذاب تترقب ادنى تقدم ملموس ولا شي يكاد يذكر
ورفض المجتمع لفكره مرض التوحد وجهلهم بها وتعليقاتهم التي تدمي قلوب اسرته
-لم لا تذهبون به الي مدرسه داخليه يبقى عندهم خمس سنوات ثم يعود اليك طفلا سليما تماما!
-هل تظن اني قادره على رمي طفلي المريض في دوله بعيده لخمس سنوات لا اعرف عنه شي؟
-هذا افضل له
-اظنني اعرف الافضل لابني وان أي ام يسافر ابنها لدراسه او عمل يتمزق قلبها عليه وهو كبير العقل سيحادثها بين حين و اخريشكو لها كدره ويخبرها بنجاحه ويثير لها عن بروده الجة ربما!
ستغفو على صوته ويطمئن قلبها انه بخير وان ارقها البعد اما ابني فهل سيشكو اليك لو طلم؟
او سيحدثني بقسوه العاملين هناك؟
هل سيصرخ فرحا بانه تفوق في دراسته وانه مستمتع بها؟؟
ام سيهمس لي بخجل انه رسب في احدى المواد؟
يوما بعد يوم اعتادت اسره يوسف على سماع الكثير من التعليقات الجارحه و الاراء المجرده من مشاعر الانسانيه
تعلمت كيف يصنع من اللمون شرابا حلوا تعلمت كيف ترسم من بين الدموع ابتسامه عذبه تعلمت الا تحزن
كبر يوسف قليلا عمره الان سبع سنوات هو يحب مدرسته ويحب معلمه الخاص ا.عماد
طبعه صار هادئا اكثر رغم ضربه امه و روى بقسوه بعض الاحيان بداء يتعلم شيئا فشيئا
هاهو يعرف الاشكال و الاوان و الفواكه و الخضار
وبعض الادوات المنزليه و الباقي بالتاكيد سيكون اجمل
ام عمر ينبض قلبها بشغف هذه الايام تتمنى لو ان بين يديها طفلا تلاعبه فيوسف قد كبر وهي تتوق لعينين مغمضتين وشفاه وانف غايه في الصغر ويدان صغيرتان رقيقتان تتعلق بابهامها للاحساس بالامان
الا ان خوفا ما سكنها و اسئله حائره كانت تكدر عليها صفو احلامها هل سيكون طفلي الثاني طبيعيا ام توحديا؟ وهل سيتقبل يوسف فكره تواجد طفل جديد؟ ام ان حالته ستنتكس للاسوا كما سمعت؟
بعد حوالي خمسه اشهر كان ثمه قلب صغير ينبض في بطن ام عمر وكان لها ما ارادت فرحتها بذالك انستها مخاوفها التي كانت تؤرقها
الجميع كانو متحمسين للطفل الجديد اشترو ملابس صغيره احذيه صغيره سريرا صغير وفرحه كانت تستوطن قلوبهم
حين ذهبت ام عمر لموعد عند الطبيب لمحت في حديث الطبيب قلقا فشل في اخفائه
ارسلها الي قسم الاشعه متعذرا بانه اجراء روتيني الا ان قلبها كان يهمس لها ان في الامر سر ما
ام عمر بدت عيناها معلقتان على الشاشه تبحث عن نبض قلب الا ان كل ما كان على الشاشه هو السواد!
وضرب يوسف المستمر لها كان السبب في موت الجنين
اقام كل منهم ماتما في قلبه بكوا الطفل الغائب قبل ان يعانق الحياه و الطفل الحاضر ((يوسف)) بكل الغموض الذي يغلف شكل سنواته القادمه
محاولات ام عمر التاليه كانت تلقى النتيجه السوداء نفسها
بكت ام عمر كثيرا و اصابها خذلان مزق وجدانها الا انها سرعان ما امنت انه ((عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم))
فهمت الاسره الدرس جيدا اخذت تلملم جراحاتها وتزرع مكان الدمعه بسمه
و مكان الياس املا
ومكان الالم سعاده اجادت صنع اثوابها
عقد سنوات يوسف الاول اكتمل منذ عامين وهو الان طفل رائع
اجاد القراء مبكرا
وحفظ الكثير من الكلامات الانجليزيه
وبرع على حفظ اعلام الدول
وفراسته الصغير هالا ترسم صورا مذهله ما ان تعانق بياض الورق
اسيره يوسف اجادت انتشال نفسها من الوجع بجداره قدمت الكثير وضحت بالكثير اختارت الطريق الاكثر امانا ليوسف رغم صعوبته وطوله
روى اختارت قسم اللغه العربيه وتركت قلهمها يتخذ مجرى للبوح اشعلت في النفوس املا ونثرت عطر السعاده على من حولها حتى علق بها حد الالتصاق
روى كانت تحمل في داخلها ايمانا عميقا بان الغد سيكون اجمل و ا نايا منا قادر على التغير
عمر اختار قسم التربيه الخاصه وكان كمعجزه مرت على القسم برع و ادهش اساتذته وكانت عينا يوسف أبتسامته دافعا يمنحه كل يوم عزيمه و اصرار على النجاح
-يوسف حبيبي ماذا تفعل؟
-ارسم حصانا
-اوه حصان رائع ما لون الحصان؟
-ابيض
-مدهش يوسف حبيبي ما رايك لو ذهبنا اليوم الي الشاطى؟
......يهز راسه بالموافقه
-حسنا اذا اذهب لترتدي ملابسك
-يوسف حبيبي انظر الي المراه انت جميل انا احبك يا يوسف
نظر الي نفسه في المراه و ابتسم (http://www.madinahx.com/t91329.html)يوسف
روى تجلس على مكتبها بهدوء تكتب الاسطر الاخيره لروايتها في المجليه
((لكل من اوجعه مرض حبيب او قريب او اغرقه هم حتى ضاقت به الارض بما ربحت ان العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين....
ان احدا منا لن يعجز عن فعل ما فعلته اسره يوسف هم ليسو معجزه مستحيله
بل...((انهم فتيه ءامنو بربهم وزدناهم هدى))
,,
رائعة جدا ,, مما تصفحت وأعجبت بأقلام كاتبيها ,,
الي قلب ام غص بعبرته
استوطنه الحزن وتشرب...تجرع الالم حد الارتواء
ام لطالما رفعت اكف الضراعه في ليل شديد الظلمه ..ارسلت ابتهالاتها لمن قال((ادعوني استجب لكم))..
الي اسره عاشت معاناه..وحاربت ضعفا ..عجزا..سلكت طريقا شاقا متسلحه بايمانها بالا شي مستحيل.. طريقا في اخره سدره المنتهى
الي معلم..؟؟ جاهدوا لتوعيه المجتمع..وبذلوا مالهم..وقتهم\..جهدهم..فقط ..لنصل الي الافضل
الي مجتمع امسك بيد اسره و طفل ..وانشلوهم من خذلان وياس..الي حيث الامل..ونشوه السعاده
ال اخي حبيبي (سيف)
قندل اشعل في قلوبنا ضياء لن ينطفى
طهر ملا دنييانا املا كندف الثلج نقاء قلبه
عيناه تحكيان الكثير..
في قلب كل منا شي منه لن يموت
احبك
بروده الشتاء تحرضك على احتضان من تحب
ذرات المطر التي تطرق النوافد باصابع ناعمه..اجتماع الاسره بعد اسبوع دراسي طويل سعاده الاطفال بقدوم جدتهم
كل هذا لم يكن قادر على ان يخفي قلق ام عمر وخوفها رغم ابتسامتها العذبه التي تطفو على وجهها استطاع ابو عمر اكتشاف المها فطمانها
بنظره محبه ارحتها كثيرا
بعد ان تفرق الجميع الي النوم امسك ابو عمر بيد زوجته وحملها الي السياره
-كيف حالك الان؟!
-الالم يشتد اسرع ارجوك هل اخبرت احد؟
-كلا
-ولا روى؟
-ولا روى
-اخبر روى ارجوك اريدها ان تهتم باخوتها
-حسنا ساكلمها حين نصل
..كانت روى ابعد ما يكون من التفكير بما حدث كانت تحتضن كتابا وهي ملتفه باغطيتها كشرنقه..
افزعها رنين هاتفها في هكذا وقت وزادت ضربات قلبها حين رات ان المتصل هو والدها
-ابي
-اروى حبيبتي انا وامك في المستشفى يبدو انها ستلد انتبهى لاخوتك ولا تخبري احدا لا تقلقي فلا شي يدعو للقلق وان احتجت الي شي اتصلي بي حسنا؟!
-حسنا
..ساعات الانتظار و الترقب تبدو دوما اطول من غيرها
ابو عمر يذرع الممر جيئه وذهابا وحين يتعب كان يقف امام نافذه كبيره ويحدق في السماء
انها ليله جميله و الشتاء لا يزال في ايامه الاولي و ليل الرياض الشاتي يبدو مذهلا
البدر يتوج السماء و ثمه غيوم مبعثره على وجه اليل كانما تضحي بابتعادها عن البدر لتمنح البشر سعاده بتامله
اذا اشتدت الظلمه و ارقتك المحن فاعلم ان وراء هذا الظلام الحاللك نورا تفضحه النجوم كثقب في رداء اليل
عينا ابي عمر معلقتان على الباب المودي للممر الرابع حيث زوجته و طفله الذي لم يرا النور بعد
وقبله رفعه الي ابعد من حدود السحاب و البدر واطلق سهام دعائه حاره صادقه
يفتح الباب المودي للممر الرابع طبيب شاب بملامح هادئه يربت على كتف ابي عمر ويبتسم
بعد دقائق
كان يحتضن كف زوجته و ابتسامه لم تفارقه
-الحمدالله على سلامتك انه طفل جميل كانه فلقه من قمر ما رايك لو نسميه يوسف؟
-احب هاذا الاسم على بركه الله
غدا يوسف (http://www.madinahx.com/t91329.html)كـ ضوء يتمدد دفئه في كل اتجاه يتنزل على الوجوده ويعانق العيون
هو ليس كاي احد
فالاشياء الاكثر جمالا لم تكن لتكتمل الا به
للاطفال لذه نكهه لا يعدلها شي
بدا طفلا جميلا ذكيا محبوبا
كان اجمل حلم يمكن ان يراود اسرته
ثلاثه اعوام منذ عانق يوسف الحياه وعالات من نور احاط بها عائلته منحها الكثير من الطهر
ذات مساء كان يوسف يلعب بسيارته المفضله يقوم بصفها بالطريقه ذاتها ككل مره ساعه نادته والدته ليتناول العشاء
-يوسف الا تسمع يا صغيري؟ تعال لتناول العشاء
-..امسكت بيده و اخذته الي غرفه الطعام وبيده الاخره لا يزال يمسك بسيارته
يجلس يوسف في الكرسي الذي يحب ويبداء تناول البطاطا وشرب عصير التفاح
-يوسف حبيبي تذوق شيئا اخر
-...............
-يوسف هل تريد تذوق الفطائر؟
-لاااااااااا
يتابع يوسف طعامه دون ان ينظر حتى الي عيني امه
وبعد دقائق امسك بالسكين و اخذ يبعث بها حتى كاد يوذي نفسه
-يوسف لا هاذا خطر
تلتقفف الام السكين من بين يدي صغيرها وتؤنبه بهدوء
ومره اخرى لا يرد عليها
وثمه هاجس في قلب الام قد بدا يكبر
الساعه الان تجاوزت منتصف اليل كل الابناء قد غفوا الا يوسف لا يزال مستيقظا يبكي بين ابويه
وام عمر هاجس قد بدا يؤرقها منذ اسابيع مضت اكتمل اليوم فلم تعد تقو على الكتمان
احتضنت يوسف وبدات تبكي
-ما بك يا صغيري؟؟
-مم تشكو يا حبيبي؟؟
-أي هم ارقك فلم تستطع النوم؟؟
-أي الم اوجعك فحرمك النعاس؟؟
-.......................
بدات تقرا عليه بعض الايات فزاد بكاؤه وصراخه
وزاد الوجع في قلب ام ترى فلذه كبدها يتالم ولا تعلم علته
في الغد اخذ الابوان صغيرهما لاحد المستشفيات كان ظنهم انه يعاني من مشكله السمع
-مم يشكو الصغير؟
-هو لا يستجيب ساعه نناديه باسمه ويمسك اذنيه بيديه دوما قد يكون التهابا فب الاذن او مشكله في السمع لا قدر الله
انه ينام ساعتين في اليوم ويبكي طويلا في اليل
-يجب ان يخضع لفحص السمع وان شاء الله سنجد له علاجا
-كما ترى ايها الطبيب
-سمع يوسف ممتاز هو لا يعاني من أي مشكله ولو موقته في السمع لكني ارى ان احوله في قسم المخ و الاعصاب فربما تكشفون سبب المشكله
ام عمر لم تعد تطيق صبرا حارت بامر ابنها سمعه سليم دماغه و اعصابه سليمه لا مشاكل في الدم صحته البدنيه جيده
ولم يكن بيديها سوى ان تبهتل الي خالقها و تتضرع له في كل حين
هي التي توقن ايد طرقت ابواب الجبار لن ترد خائبه وان طال الدهر
اخذالصيف يلملم بعثرته ويرحل يهب الشتاء مساحات يتنفس فيها وكانت انفاسه الاولي بردا وسلاما على القلوب
هاهو الشتاء الرابع لقلب يوسف الصغير
و الشتاء الاول الاقسى في قلب والدته
اخذت ترتب خزانات الملابس و روى تشاهد التلفاز عند امها ثم راحت تساعدها
-روى خذي هذه الملابس للخزانه العلويه يا ابنتي
حملت الفتاه اكوام الملابس وخرجت
اخذ تام عمر تقلب ملابس يوسف تتاملها وهم كلجبال يرزح فوق صدرها
من اهم ابراز صفات الطفل التوحدي انه
-لا يهتم لمن حوله ويبدو كانه لا يسمع
-يقاوم الاحتضان أي انه يميل للعزله
-لا يدرك المخاطره وقد يوذي نفسه
-بالنسبه للاطفال الذين لديهم المقدره على النطق فانهم يرددون الكلام مثل الببغاء
-لا يشارك الاخرين اللعب
-لديه نشاط حركي زائد او خمول مبالغ فيه
تذبذب شعور ام عمر لحظتها وبالنسبه لها توقف الزمن للحظات تاركا ايها تتخبط في شعور غريب
-هل يكون هذا مرض يوسف؟؟ اهو مصاب حقا بالتوحد؟؟
وان كان مريضا به
هل له علاج؟؟
هل سيولمه ......يكلفنا؟؟
هل سيشفى و يصير طفلا طبيعيا؟؟
ام انه سيكمل حياته مريضا؟؟
عقد من الاستفهامات انفرط واجابه الاول منها لا تزال فارغه
في المساء افصجت ام عمر لزوجها عن خوفها من ان يكون صغيرها مريضا بالتوحد وبعد يومين كانو في احد العياداتالنفسيه للاطفال
تحاليل شامله اختبارات قياس الذكاء اختبار العلاج الحركي اختبار الدمج الحسي اختبارات حسيه عصبيه وغيرها كثير
دوامه ارهقت قلب ام عمر و عقلها
جزء منها رضي بواقع الامر و جزء اخر لا يزال يجاهد بان يرفض الحقيقه بمرارتها
(طفلكم مريض بـ التوحد)
هكذا اظهر نتائج الفحوصات و الامتحانات سيبدا بمراجعه القسم النفسي وسنعطيه دواء يساعده على النوم بشكل شبه طبيعي
ويجب عليكم الحاقه بمركز صباحي للاسهام في تعديل السلوك
اغرق ام عمر احساس بالتيه و الضياع واني لها الاتحزن وهذا حال ابنها؟
كان عزاوها ان معرفه المرض مبكرا ستعينهم على بدء العلاج بسرعه وظهور اول الثمار مبكرا
وتلك الليله بكت ام عمر بكار مرا طويلا
بكت ابنها حبيبها يوسف
بكت مستبله المبهم بالنسبه لهم
بكت ضعف صغيرها عجزه قله حيلته
بكت حتى مطلع الفجر ولا يزال في قلبها الحرقه ما الله به عليم
-يا ام عمر هذا قضاء الله وقدره قد يكون لنا في ذالك خيره فلا تحزني
-ليس سهلا على ان ارى ابني لا يقدر حتى على ان يشكو لي ما يولم هاو ياخذ حقه ممن ظلمه
-حزنك هذا لن يفيد شيئا امامنا لالن طريق طويل وعلينا ان نتسلح بالقوه والايمان و الاراده نحن و ابناوك نحتاج اليك قويه فلا تخذلينا
-كيف سنكمل حياتنا بشكل طبيعي ؟؟ انا قلقه جدا على مستقبل يوسف
-دعك من هذا التفكير الان انتم توتره جدا نامي الان وغدا سناخذ الاولد ونخرج لنروح عنا وعنهم فنحن لم نخرج معا منذ فتره ما رايك؟؟
لمست في طلبه رجاء فلم تشاء ان تخذله هو الذي يبذل كل جهد لمواستها في الوقت الذي هو اشد ما يكون حاجه الي يد تربت على كتفه او لكتف يتكى عليه ويبكي
في الغد كانت اسر هام عمر في احد محلات الحيوانات التي يحبها الاولاد بدت الامور طبيعيه بالنسبه للاسره و استمتع الاولاد بمشاهده الحيوانات حينا و مداعبتها حينا اخر
يسمر يوسف طويلا امام احد اقفاص القطط
كان قطا ابيض ذا شعر كثيف عيناه زرقاوان لامعتان
زكان هناك شاب يريد شراء ذلك القط طلب من البائع اخراجه من القفص ليراه جيدا
وبدافع طفولي برى مد يوسف يده الصغيره ليلمس القط فصرخ الشاب في وجه الصغير بقسوه
-ولد ابعد يدك
-انه طفل مريض
-بل مجنون اتعلم ثمن هاذا القط؟ مم يشكو صغير العائله؟
- انه مريض بالتوحد
-التوحد؟ لا يوجد مرض اسمه التوحد ابعد يد ابنك عن قطتي و الا جعلتك تندم اتفهم؟
و اكمل سيره يمسد شعر قطته و يمزق قلوب بشر اضحوا حيارى في عالم صاخب جامد
دئما ما تكون البدايات صعبه قاسيه بل (( مبكيه))
عانت اسره يوسف و اصراره على رفض كل ما هو جديد
و اسرته التي قد ملت الانتظار و الظغط و العذاب تترقب ادنى تقدم ملموس ولا شي يكاد يذكر
ورفض المجتمع لفكره مرض التوحد وجهلهم بها وتعليقاتهم التي تدمي قلوب اسرته
-لم لا تذهبون به الي مدرسه داخليه يبقى عندهم خمس سنوات ثم يعود اليك طفلا سليما تماما!
-هل تظن اني قادره على رمي طفلي المريض في دوله بعيده لخمس سنوات لا اعرف عنه شي؟
-هذا افضل له
-اظنني اعرف الافضل لابني وان أي ام يسافر ابنها لدراسه او عمل يتمزق قلبها عليه وهو كبير العقل سيحادثها بين حين و اخريشكو لها كدره ويخبرها بنجاحه ويثير لها عن بروده الجة ربما!
ستغفو على صوته ويطمئن قلبها انه بخير وان ارقها البعد اما ابني فهل سيشكو اليك لو طلم؟
او سيحدثني بقسوه العاملين هناك؟
هل سيصرخ فرحا بانه تفوق في دراسته وانه مستمتع بها؟؟
ام سيهمس لي بخجل انه رسب في احدى المواد؟
يوما بعد يوم اعتادت اسره يوسف على سماع الكثير من التعليقات الجارحه و الاراء المجرده من مشاعر الانسانيه
تعلمت كيف يصنع من اللمون شرابا حلوا تعلمت كيف ترسم من بين الدموع ابتسامه عذبه تعلمت الا تحزن
كبر يوسف قليلا عمره الان سبع سنوات هو يحب مدرسته ويحب معلمه الخاص ا.عماد
طبعه صار هادئا اكثر رغم ضربه امه و روى بقسوه بعض الاحيان بداء يتعلم شيئا فشيئا
هاهو يعرف الاشكال و الاوان و الفواكه و الخضار
وبعض الادوات المنزليه و الباقي بالتاكيد سيكون اجمل
ام عمر ينبض قلبها بشغف هذه الايام تتمنى لو ان بين يديها طفلا تلاعبه فيوسف قد كبر وهي تتوق لعينين مغمضتين وشفاه وانف غايه في الصغر ويدان صغيرتان رقيقتان تتعلق بابهامها للاحساس بالامان
الا ان خوفا ما سكنها و اسئله حائره كانت تكدر عليها صفو احلامها هل سيكون طفلي الثاني طبيعيا ام توحديا؟ وهل سيتقبل يوسف فكره تواجد طفل جديد؟ ام ان حالته ستنتكس للاسوا كما سمعت؟
بعد حوالي خمسه اشهر كان ثمه قلب صغير ينبض في بطن ام عمر وكان لها ما ارادت فرحتها بذالك انستها مخاوفها التي كانت تؤرقها
الجميع كانو متحمسين للطفل الجديد اشترو ملابس صغيره احذيه صغيره سريرا صغير وفرحه كانت تستوطن قلوبهم
حين ذهبت ام عمر لموعد عند الطبيب لمحت في حديث الطبيب قلقا فشل في اخفائه
ارسلها الي قسم الاشعه متعذرا بانه اجراء روتيني الا ان قلبها كان يهمس لها ان في الامر سر ما
ام عمر بدت عيناها معلقتان على الشاشه تبحث عن نبض قلب الا ان كل ما كان على الشاشه هو السواد!
وضرب يوسف المستمر لها كان السبب في موت الجنين
اقام كل منهم ماتما في قلبه بكوا الطفل الغائب قبل ان يعانق الحياه و الطفل الحاضر ((يوسف)) بكل الغموض الذي يغلف شكل سنواته القادمه
محاولات ام عمر التاليه كانت تلقى النتيجه السوداء نفسها
بكت ام عمر كثيرا و اصابها خذلان مزق وجدانها الا انها سرعان ما امنت انه ((عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم))
فهمت الاسره الدرس جيدا اخذت تلملم جراحاتها وتزرع مكان الدمعه بسمه
و مكان الياس املا
ومكان الالم سعاده اجادت صنع اثوابها
عقد سنوات يوسف الاول اكتمل منذ عامين وهو الان طفل رائع
اجاد القراء مبكرا
وحفظ الكثير من الكلامات الانجليزيه
وبرع على حفظ اعلام الدول
وفراسته الصغير هالا ترسم صورا مذهله ما ان تعانق بياض الورق
اسيره يوسف اجادت انتشال نفسها من الوجع بجداره قدمت الكثير وضحت بالكثير اختارت الطريق الاكثر امانا ليوسف رغم صعوبته وطوله
روى اختارت قسم اللغه العربيه وتركت قلهمها يتخذ مجرى للبوح اشعلت في النفوس املا ونثرت عطر السعاده على من حولها حتى علق بها حد الالتصاق
روى كانت تحمل في داخلها ايمانا عميقا بان الغد سيكون اجمل و ا نايا منا قادر على التغير
عمر اختار قسم التربيه الخاصه وكان كمعجزه مرت على القسم برع و ادهش اساتذته وكانت عينا يوسف أبتسامته دافعا يمنحه كل يوم عزيمه و اصرار على النجاح
-يوسف حبيبي ماذا تفعل؟
-ارسم حصانا
-اوه حصان رائع ما لون الحصان؟
-ابيض
-مدهش يوسف حبيبي ما رايك لو ذهبنا اليوم الي الشاطى؟
......يهز راسه بالموافقه
-حسنا اذا اذهب لترتدي ملابسك
-يوسف حبيبي انظر الي المراه انت جميل انا احبك يا يوسف
نظر الي نفسه في المراه و ابتسم (http://www.madinahx.com/t91329.html)يوسف
روى تجلس على مكتبها بهدوء تكتب الاسطر الاخيره لروايتها في المجليه
((لكل من اوجعه مرض حبيب او قريب او اغرقه هم حتى ضاقت به الارض بما ربحت ان العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين....
ان احدا منا لن يعجز عن فعل ما فعلته اسره يوسف هم ليسو معجزه مستحيله
بل...((انهم فتيه ءامنو بربهم وزدناهم هدى))
,,
رائعة جدا ,, مما تصفحت وأعجبت بأقلام كاتبيها ,,