المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أأححلآلآمم أأللييققظظةة ,,


زيتونةة
2013-03-27, 04:12 PM
أحلام اليقظة ,,
مقال جدا رائع أستمتعت بقرائته ,,
.....

إن كنتَ تعتقدُ وأنت تخلو بنفسك أنك قادرٌ على استرجاع كل ماضيك فأنت على حق
لأنك تكون في قمة أحلام اليقظة التي تبني فيها ناطحة سحاب على رأس دبوس أو تصعد إلى السماء أو تعشق بنت السلطان وتخطفها على حصان أبيض أو تلقي القبض على عصابة كبيرة من أربعين حرامي .
والخلوة أحياناً تكون وأنت تمشي بمفردك في الشارع .
ذلك أنك تعيش أيضاً أحلام اليقظة , والحلو في موضوع أحلام اليقظة أنك تعيشها في أي مكان دون أن تنام نوماً طبيعياً.
أنا مثلاً أفضلُ المشي لمسافات بعيدة أكونُ فيها قد قطعت ملايين الكيلو مترات من الأفكار والتأملات والشطحات الفكرية.
ذلك أن أحلام اليقظة مثل الحلم الطبيعي العادي أثناء النوم فالحلم الطبيعي لا يدوم لأكثر من ثواني لا غير على عكس أحلام اليقظة التي تدوم لنصف ساعة أو ليوم أو لسنة كاملة والحلو في موضوعها أنها خارقة للوقت وللتاريخ فتستطيع أن تعيش في أحلام اليقظة أكثر من 50 سنة في نصف ساعة أو ربع ساعة على الأقل.
والسعادة أحياناً لحظة عابرة تمرُ على الإنسان ولكن هنالك لحظات يعيشها الإنسان بينه وبين نفسه تساوي ملايين الدقائق واللحظات بسبب وجود أحلام يقظة يعيشها الإنسان وكأنها واقعية.
ربما أن دماغ الإنسان له قدرات واسعة على التذكر والتخيل والتعلم من خلال مخزونه الفكري ولكن ليس التأمل غالباً ما يكون من أجل استرجاع فكرة ما, ولكنه يكون من أجل إثبات قدرات الدماغ على حفظ ملفات أو ملايين الملفات في تلافيف دماغه.
أحياناً وأنت تمشي من منزلك للسوق تصل السوق وأنت تفكر وحين تتوقف عن التفكير يخطر ببالك أنك لم تكن تشاهد الطريق وكأنك وصلت للسوق أو للمكان الذي تقصده من خلال أحد ما يقودك من يدك أو كأنك واقع تحت تأثير التخدير ,علماً أنك كنت وحدك ليس مخدرتفكر بالماضي أو المستقبل .
وأحياناً تكون راكباً في السيارة لمدة نصف ساعة وحين تصل وجهتك المقصودة لا تصدق أنك قطعتها بنصف ساعة , ذلك أن الأفكار التي راودتك خلال أحلام اليقظة كانت أكثر من عشر ساعات من التأمل والتذكر والتفكير .
وأحياناً وأنت تسافر من مدينة لأخرى أو وأنت تركب السرفيس أو وأنت جالس ٌ في الحمام تشعر أنك مع نفسك فتتأمل في ماضيك وأحياناً مستقبلك وكثرة التأمل تشدك أو تجذبك نحو مركز أحلام اليقظة فتحلمُ وأنت صاحي وليس نائماً .
وأنت تتأملُ أيضاً في الماضي تعيش ذكريات أكثر من عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو خمسين سنة وكل هذه السنين تعيشها في لحظة تأمل تراجع فيها كل حساباتك , تخيل خمسين سنة _مثلاً_ من العطاء كلها تعيدها في لحظة واحدة .
ووقفتُ صباح هذا اليوم بيني وبين نفسي دقيقة صمت وأنا أرتشفُ فنجان القهوة الصباحي كانت الساعة تقريباً الخامسة صباحاً واستمر شربي للفنجان ما يقرب من خمسة دقائق تأملتُ في الماضي الذي عشته 39 سنة من العمل والكد والبطولات والعنتريات الزائفة والنضالات الكاذبة وأحياناً الصادقة لستُ أدري كيف تذكرتُ كل الماضي بخمسة دقائق 39 سنة من عمري تذكرتها جميعها في خمسة دقائق منذ كنت طفلاً حتى هذه الساعة بل اللحظة !.
مرت عليّ في صباي رواية رجل يأتيه كتاب تقاعده عن العمل وهو في سن الستين فيترك سيارة العمل ويحمل جاكيته القطني ويمشي مسافة ساعة من موقع عمله إلى منزله الذي يبعد مسافة نصف ساعة عن موقع العمل وهو في تلك اللحظة يتذكر طفولته وصباه وشبابه ويوم تخرج من الجامعة إلى أن نال وظيفة متواضعة إلى أن أصبح مديراً عاماً حتى تقعد وتذكر الصعوبات كلها سواء أكانت في العمل أو المنزل أو الشارع ,كل تلك الأحداث ترويها الرواية ب 500 صفحة وهي لا تتجاوز مدتها الزمنية الثلاثون 30 دقيقة
وهذا من الممكن أن يحدث في عالما لأدب والرواية .
نعم, أنا مثلاً عشتُ قبل خمسة أشهر قصة حب كانت عبارة عن حلم يقظة وكل نوبة منها لا تتسع لروايتها رواية من ألف 1000صفحة , كانت كل نوبة أتمنى لو أرويها في عدة مجلدات حتى تلك المجلدات لا تكفيني إن عالم التذكر واسترجاع الماضي علمٌ قائم ٌ بحد ذاته.
مددتُ يدي إلى فنجان القهوة ووضعته على شفتي دون أن أشعر بحرارته أو برودته تماماً كقصة الحب التي دخلت على أطراف قلب معشوقتي دون أن تشعر بحرارتها أوبرودتها أو بالبرد الساقط عليها من كلماتي أو بالمياه البركانية الحارة التي إنسابت فوقها كلماتي لتصل إليها ,ومن ثم أسندتُ رأسي للوراء وأنا ما زلتُ أحتفظ بفنجان قهوتي حضرت معي في تلك اللحظة طفولتي يوم تركتُ المدرسة والدراسة وجاء مدير المدرسة لكي أعود إليها ورفضت رفضاً باتاً ..وتذكرتُ يوم كذا ويوم كذا ويوم كذا .
إن لحظات التفكير هذه هي أحلام اليقظة التي نعيشهامع أنفسنا .

أمجــااد
2013-04-02, 03:45 AM
من جــد رائــع ....يعطيـك العافيه ع ا?نتقاء الجميل .

دمـتي بوود