المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح قصيدة شمائل العرب شرح بالتفصيل


توتو الشريفt
2013-02-11, 05:11 PM
إخوتي وأخواتي أعضاء ومشرفي منتدىالتربية والتعليم بالمدينة المنورة إليكم شرح قصيدة

" شمائل العرب " التي قد طلبت مني في أحد المنتديات ،أحببت أن أقدمهاهنا لمن أراد أن يستفيد منها

أو كان له تعليق أو تصويب لنا فجزى الله الجميع خير الجزاء

أولا : أحب أن أنبه إلى أن هناك من ينسب الأبيات للسموأل " وهي من لاميته المعروفة والله أعلم .

وإن كان قد ذكر كبار رواة الأدب كابن طباطبا وأبي بكر الصولي وابن الأعرابي والمرزوقي والتبريزي أن

القصيدة اللامية التي تنسب إلى السموأل ومطلعها:

إذا المـرء لـم يـدنس من اللؤم عرضه *** فكـــل رداء يرتديـــه جـــميل

قالوا إنها للحارثي ونسبت إلى السموأل خطأ توفي بعد سنة 225 هـ

ثانيا :إليكم شرح الأبيات وإن كان الشرح متواضعا ، لكن هي محاولة ولعلها تفي بالغرض

هذه الأبيات تعد من شعر الفخر فالشاعر يفخر بقبيلته ، وعشيرته وهذا من عادة العرب إذ إن فخره وعزه من عز قبيلته .

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه *** فكل رداء يرتديه جميل.
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها*** فليس إلى حسن الثناءسبيل

بدأ الشاعر هذه القصيدة ببيتين من الحكمة وهما من الأبيات الرائعة فالشاعر يقول : إنّ المرء إذا لم يدنس ويلطخ عرضه بمكروه أو قبيح كاللؤم ، فكل مايرتديه يعد جميلا في نظر الناس فالعبرة إذا ليس بما يلبسه الناس من ملابس فاخرة وإنما العبرة في حفاظ المرء على عرضه من قبيح الصفات ، وكذلك إن هو لم يرفع الظُّلم أو الإذلال ونحوهما على النفس ، فليس له طريق أو سبيل إلى حسن وجميل الثناء من أحد .

تعيرنا أنا قليل عديدنا *** فقلت لها .. إن الكرام قليل




ينتقل الشاعر إلى غرضه الأساسي وهو الفخر بقبيلته وعشيرته فيقول إنها تعيرنا و تسبنا بقلة عددنا وتربطه بضعفنا وهو أمر سلبي ، فيرد عليها محولا علة قلة عددهم وبأسلوب حكيم عرف عند العرب أن علة ذلك هو الكرم فقومه قليلو العدد لأنهم كرام وهي ميزة ايجابية ، فالكرام حين تعدهم قليل ،

وما ضرنا أنا قليل وجارنا*** عزيز و جار الأكثرين ذليل

ثم يقول : وما يضرنا ـ والضرر هو ما يلحق الإنسان من مكروه ـ إن كنّا قلة ، مادام جارنا عزيزا وقوياً بنا ، وجار الأكثرين ذليل فهل نفعتهم كثرتهم ؟ وهذا من مفاخر العرب أن يكون الواحد منهم عزيزاً إلى درجة أنه قادر على حماية غيره بحيث يكون جاره عزيزاً ،

وماقل من كانت بقاياه مثلنا ***شباب تسامى للعلا وكهول

ثم يقول : قليل هم من كانت بقاياه وما خلفه مثلنا شباب وكهول تفاخروا وتباروا في المعالي والمكارم .

وما مات منا ميت في فراشه ***ولا طل منا حيث كان قتيل

ومازال يفتخر بشجاعة قبيلته فيقول : إنه ما فينا سيد أو زعيم مات حتف أنفه، أي: مات على فراشه، إنما في المعارك وتحت ظلال السيوف ،
وهذه هي حال الشجاعة عند العرب فهي جبلةً وغريزة فيهم، حتى إن العرب كما قال الألوسي وغيره: إنهم كانوا يتمادحون بالموت قطعاً بالسيوف ويتهاجون بالموت على الفراش. فيقولون: فلان مات حتف أنفه -أي مات على فراشه- هذا علامة ذل وسب له، أما إذا قالوا: فلان مات مقطعاً بالسيف والسنان والرماح والخناجر، واختلفت السيوف في بطنه، كان هذا دلالة على المدح والثناء عليه. قال بعض العرب وقد بلغه موت أخيه: إن يقتل فقد قتل أخوه، وأبوه، وعمه، إنا والله لا نموت حتفاً، ولكن نموت قطعاً بأطراف الرماح وتحت ظلال السيوف . وفي الشطر الثاني يقول ولا فينا أحد ذهب دمه هَدَراً ولم يُثْأَرْ له ،


تسيل على حد الظبات نفوسنا ***وليس على غير السيوف تسيل

هذا البيت تأكيد للبيت السابق في بيان شدة شجاعتهم فيقول نفوسنا على حد السيوف تسيل وتجري لاعلى غيرها تسيل ، وقوله " نفوسنا من باب المجاز وإنما أراد الدماء لا النفوس ، فالنفوس لا تسيل وإنما الدماء فأطلق الكل وأراد الجزء

إذا سيد منا خلا قام سيد *** قؤول لما قال الكرام فعول
وما أخمدت نار لنا دون طارق*** ولا ذمنا في النازلين نزيل

ثم انتقل من فخره بشجاعتهم إلى فخره بكرمهم فيقول : إذا سيد منا مات قام سيد حسن القول كريم وليس فقط قؤولا بل فعولا لما يقوله ، وما أطفئت نار لنا أمام الآتي بالليل وهو الضيف أو المحتاج . ولا ذمنا أو انتقصنا وعابنا أي ضيف نزل علينا . " وهنا كناية عن شدة كرمهم ،

وأيامنا مشهورة في عدونا*** لها غرر معلومة وحجول
وأسيافنا في كل شرق ومغرب ***بها من قراع الدارعين فلول

وفي نهاية القصيدة يثبت كل ما افتخربه فيقول : إنّ أيامنا معروفة ومشهورة في عدونا أي يعرفها عدونا لما ناله منا ، فهي بيضاء واضحة مشهودة لذا عبر عنها بالغرر والحجول فالغرر هو البياض فيقال غرر الأسنان أي : بياضها ، والحجول من التحجيل وهو بياض يكون في قوائم الفرس وكلاهما كناية عن البياض والوضوح . وأسيافنا من كثرة القتال ومقارعة الأعداء أصبح بها ثلمة

دراسة الأبيات دراسة أدبية
===============
أولا : من حيث الأسلوب والمعاني :
============== =====
هذه القصيدة من الشعر الجاهلي وإن اُختلف في من هو قائلها ، تحدث الشاعر فيها كما هي عادة الشعراء عن أهم موضوع يشغل الشعراء في ذلك العصر ألا وهو الفخر وقد صاغ هذه المعاني بأسلوب قوي رصين بدأها ببيتين في الحكمة .

ثانيا : من حيث العبارات والألفاظ :
==================
عبارات الشاعر قوية معبرة عن المعنى المقصود ساق هذه العبارات بألفاظ قوية فصيحة وفي نفس الوقت نراها سهلة مناسبة للمعنى ومن تلك الألفاظ " عزيز و جار الأكثرين ذليل ، "وما مات منا ميت في فراشه
حتى أن القصيدة كلها على هذا المنوال .

ثالثا : العاطفة :
========
عاطفة الشاعر عاطفة مدح فخر بقبيلته فمن الطبعي أن تكون العاطفة صادقة نقلت مشاعره وفخره إلينا نحن كقراء .

رابعا : الصور البلاغية :
=============
قد لا يكون الموضوع والمعنى بحاجة إلى استخدام الصور البلاغية أو الجمالية ومع ذلك فالقصيدة لم تخل من هذه الصور وخاصة الكناية ومن هذه الصور على سبيل المثال لا الحصر
الأسلوب الحكيم في قوله : " فقلت لها .. ان الكرام قليل " حيث علل قلتة عددهم لكرمهم
الطباق والمقابلة في قوله " أنا قليل وجارنا عزيز و جار الأكثرين ذليل
الكناية في قوله : " وما مات منا ميت في فراشه " وقوله : " تسيل على حد الظبات نفوسنا وليس على غير السيوف تسيل وكلاهما كناية عن شجاعتهم .
وكنايته عن كرمهم في قوله : " وما أخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمنا في النازلين نزيل .

المجاز في قوله " تسيل نفوسنا " فعبر عن الكل وهو أراد الجزء " الدم "

هذا ما استطعت إليه فإن كان من صواب فهو فضل من الله ومنة ، وما كان من نقص وخطأ فمن نفسي والشيطان ، وأملي بإخوتي وأخواتي تصويب ما قد أخطأنا به ولكم مني جزيل الشكر

Rhoma
2013-02-12, 11:48 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ..

*Shahd*
2013-02-13, 06:15 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ...
تعبير رائع ....
سلمت اناملكِ .....

Rhoma
2013-02-14, 10:52 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

صفية المغربي
2013-02-14, 08:07 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

صفية المغربي
2013-02-14, 08:08 PM
احا سيس رائعة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rhoma
2013-02-15, 12:03 AM
روووووووووووووعة