المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبيبتي (......اد)


زيتونةة
2013-01-30, 10:20 PM
http://media.tumblr.com/tumblr_lmie9aXQe41qej8eb.gif (http://www.ro-ehsas.com/vb/showthread.php?t=64087)

حبيبتي (.......اد)


هناك حيث دوامة مشاعر تعصف بالقلوب ..


حيث الوجد يمزق الأرواح ..والغربة تتربع على الوجوه ..حيث تقرأ في العيون شيئا يشبه الحزن ..

إن كان ثمة ما يشبه (غيره) !



حيث ترى أرواحا تودع بعضها ..


جزءاً منها ، وتودِعها رحيلا يذوب في دخان القطارات ..


ويبقى وجعه !


هناك كان يقف .. متكئا على إحدى الزوايا..


بسمرة ذهبية وسيمة ، وصمت الحزن المهيب ..


بعينين مكتظتين حد الامتلاء ..غربة ..حزنا ..وجعا ..وجدا ..وشيئا غير قليل من حب ووطن..


مثل هؤلاء الأشخاص تكون أعينهم لوحدها (حكاية) !


يعلق نظره على هؤلاء الأشياء ..


الأشخاص المارين بين الفينة والأخرى ،وقلق يلون وجهه .. لا يغطيه صفرة ابتسامة لي كل التقاء عينين ..


كلما قلب نظره بين الساعة في يده وامتداد السكة ..تبعث لي رموشه الكثيفة سحرا أرجوانيا هادئا..


لا اعلم لي يرقني الحزن أكثر من غيره!


ربما لأن من يحترف الحزن يتعامل مع الحياة ك علكة !


ببساطة .. عفوية .. لذة ..


العيون الحزينة تمنحني دوما الكثير من الدهشة ..


أقترب منه بهدوء .. ورغم أن صمته لا يحرضك أبدا على الحديث معه .. إلا أن فضولي لاكتشاف الحزن الذي يسكن عينيه كان أوسع من كل مساحات الصمت التي زرعها ..


مساؤك جنة ..


بل غربة! أهلا بك


مممم ... أي قطار تنتظر ؟! أنتظر حبيبتي، ولا آبه مع أي قطار تعود ..


تركتك ورحلت ؟!


كلا ..


إذن ؟!


هي الأقدار يا صاحبي ..


جميلة ؟!


بل أنثى حزينة ، عذبة جدا .. وساحرة !


لا تستشف جمالها أي عين .. ولا يرف لحبها إلا القلوب البيضاء ..


النقية ...


صغيرة ؟!


بعمر العزة والشموخ ..


أود لو أراها ، أتحمل صورة لها ؟!

بالتأكيد ..أنظر لها جيدا .. هي في لون عينيّ ، في سمرتي ، في بحة صوتي ، بل وحتى في مزاجيتي !



حبيبتي في دمي .. فلا تعجب من حالي يا صاحبي ..


هدوئه يقتل أسئلتي ! بداخلي الكثير أريد معرفته ، إلا أن سكوته يجبرني على تركه يلملم كبرياءه الموجع ، ويداري حنينه لها .. يخفيه بين كل سؤال وآخر ..


هل أهلها وأسرتها هنا ؟! أم رحلوا معها أيضا ؟!

هي دنيا لوحدها يا صاحبي ؟!



لا تحتاج إلى مكمل لها .. لا أسرة ولا زوج ولا أصحاب ..كبرياؤها الشامخ يداري خلفه قلبا نقيا غضا لم يتعلق إلا بخالقه ..


آه عذبة كالماء حبيبتي .. كم أحن لعطرها !


لذة البوح بدأت تطفو على ملامحه الحزينة .. لم أشأ أن أفسد عليه متعته بأسئلتي ..سأدع وجعه وحزنه يرسمانه كيفما يشاءان وسأستمع فقط ..


أتدري يا صاحبي ؟!هي لم تكن لتترك قلبا موجعا أو عينا دامعة ..كانت تداري حزني في الصباحات الرمادية البائسة ..تتلقفه مني بابتسامة ، تعجن معه حزن الأرض .. ثم تدعه يهطل مطرا . فيصبح لكل قلب حزنا صغيرا . لهذا يصحو بعض المترفين متعكري المزاج أحيانا بلا سبب واضح !


أما نحن فنمزجه مع أحزاننا ، فنشعر بنشوة من السعادة لا نعرف سببها !


هكذا توحدنا حبيبتي بطريقتها ، تلون دموعنا بلون واحد ، تقبلنا على حزن لا ندري كنهه ولا نفهم معناه ، ولا نعرف له اسما ولا رقما ولا هوية ولكنه ينام في رئاتنا جميعا يزرعه فيه حنانها السماوي الشفاف ، ليجلوا صدأ الدنيا عن صدورنا ، ويشعل أخشابا قليلة حتى لا تتجمد المشاعر ..


أتصدق يا صاحبي بأني لا أتذكر أول لقاء بيننا ؟!


تلتصق بي تفاصيل كثيرة صغيرة ..لكنني لا أتذكر البدايات ...أتذكر صيفها وشتاءها ..سنوات طفولتي وصباي التي قضيتها في قلبها الدافئ..


تمطرني عيناها كل صباح فرحا يحرضني على العيش ..


كانت دنياي جنات تزرع لي حبيبتي نخلاتها لأتفيأ ظلالها ..


إلى أن رحلت !.


استيقظت فزعا ذات ظلام ..ألم أجدها أو لم أجدني .. لا فرق !


أخبروني أنها مريضة ..جريحة ..ضعيفة


لم أدر ما علتها ! كل ما كان يهمني هو متى ستشفى وتعود إلي ؟! ومتى ستمطر صباحاتي بعينيها الناعستين ، وتوزع الحزن على أهل الأرض لتهبهم فرحا ..


_لم لا ترحل أنت إليها ؟! ..التفت إلي بهدوء .. وشيءما لمع في عنيه اللتين زاد اتساعهما فجأة .. وارتفع حاجباه ليقلصا سمرة جبينة ..خشيت إن اكون قد أخطأت في كلامي أو قلت شيئا أغضبه غير أنه سرعان ما انفرجت شفتاه عن ابتسامة رائعة .. لمكيف لم أجد نفسي الا بين أحضانه يطبع قبلاته على وجنتي ..


_أنت رائع ياصاحبي..كيف لم أفكر في هذا؟!

إن كان البعد قد طوى حبيبتي فسأرحل أنا إليها ..أتدري يا صاحبي ؟!



الرحيل رغم وجعه يكون أحيانا أفضل الحلول ..سألملم الآن بعثرتي وأرحل إليها ..سأجعلها ترتب فوضى الحواس الذي غرقت فيه بعدها ..


أسرع باتجاه شباك التذاكر ..


ابتسم للموظف ابتسامة عريضة ..


حادثة قليلا ..التقف منه تذكرة .. ومد له نقودا ..ولم يأخذ الباقي ..


عاد إلي بكوبي قهوة وشوكولا !


ابتسامة لم تفارقه ..بدت عيناه متوجتين بفرح غريب ..


_تفضل قهوتك يا صاحبي ..أتدري ؟! للقهوة سر لا يكاد يدركه الكثير من الناس .. هي المرارة التي نتجرعها كل صباح لندرك أن يومنا سيكون ألذ ، وأكثر حلاوة ..


أنا مدين لك ، بالكثير يا صاحبي ..مضت سنوات أعلك فيها حزني ودائما ما كان يراودني سؤال !


هل حقا أحتاج إلى وطن ؟!


كم أنا بحاجة إليه ..


تعبت سفني .. وتكسرت مجاديفي .. لم يعد لي بالترحال حاجة ..


أحتاج إلى وطن !


_ إن أحدا لم يبلغ السعادة طيلة سنة ..هو يمشي في الطريق الخطأ حتما .. السعادة على بعد أيام منا .. ولكنا نجهل الاتجاه !


_أرخى رأسه على المقعد وتذكرته بين يديه ..ومرة أخرى يطغى فضولي على كل مساحات الصمت ..أحدق في التذكرة بين يديه ..


(............اد)


لاشيء تمنيته في تلك اللحظة سوى أن يبعد إصبعيه لأقرأ الكلمة كاملة ..إلا أنه كان يزداد تمسكا بالتذكرة .. وكأن ثمة حياة تحملها له خلفها ..قال بهدوء وابتسامة تزين شفتيه :


أتراها تغيرت بعدي ؟!


بالتأكيد هي لا تزال جميلة ..


هل سأتعرف عليها بسهولة ؟!


هل ستتذكرني ؟!


............يا حبيبتي يا بغداد

2013 kool engel
2013-01-31, 07:37 PM
كلــآآم رااائع
الله يعطيك العافية

نونا 14
2013-02-02, 09:13 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

زيتونةة
2013-02-02, 05:35 PM
تشرفت بتواجدكم هنــــــــــــأأ