الأستاذ أبو يوسف
2013-01-13, 02:15 PM
الميزانية خارج الميزان !
http://burnews.com/contents/authpic/365.jpg
لاأخفيكم أن أسؤا يومين في حياتي هما يوم إستلام الراتب ويوم إعلان الميزانية .!
لأنني أقف أمام ميزانيتي الصغيرة المهترئية التي يلتهم إلايجار بعضها ، وتتخطف الأقساط القدر الكبير منها ، ناهيك عن بنود المصروفات الأسرية، والفواتير ، وبعض فلاشات ساهر !
أمام هذه الميزانية المهددة بالانقراض السريع فأنني أقف موقف المتهرب من بعض المسؤوليات والألتزامات ، وموقف المحبط من كثرة المتطلبات ، التواق إلى ملذات ومتع لاغنى لي عنها، وأقوم بتطبيق سياسة الهروب إلى الأمام من خلال الوعود ألاصلاحية ، والعودة الى الخلف من خلال لغة الأعطيات التي يتبعها أذى ومنّه !.
ولا أخفيكم أن ميزانيتي لاتخلو من بعض الفساد ، وذلك لغياب الجهات الرقابية ، وسيطرتي التامة على الوارد منها والمنصرف ،حيث أن إختلاس الميزانية الأسرية صفةٌ محلية رسختها القدوة ( اللهاطة) التي لاتحب أن تحاسب ، ففي بلادنا يحق لكبير الأسرة أن يتصرف في الميزانية دون أن ينازعه أحدٌ ، لأنه بحكم موقعه القيادي إنسانٌ عاقل وأما الذين يعولهم فلابد وأن يندرجوا تحت حكم
( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم )!إذن فلاتلوموا كبير العائلة حين يقتّر ويبذر ويسلف الجيران ويكفل اليتيم ويقضي - بمفرده- شهوراً في المغرب ، وأوروبا !.
في خضم هذا الصراع - أقف آزاء ميزانيتي المقضومة - أتأمل تلك الأرقام الفلكية ، وتلك الطوابير الأنيقة التي اصطفت بكامل أناقتها لتاخذ المقسوم والمقسّم وتطير في أرض الله الواسعة حيث لم يعد يستعصي عليها لبن العصفور ولاتغريها كبدة الحاشي ! حين أشاهد تلك الطوابير أتمنى أنني من ضمن الأيتام على موائد الكرام الذين يصرفون ببذخ ويحملون هم البعيدين تحت ذريعة أمة الجسد الواحد ! أما الأقربون فأنهم أولى بالمعروف ، والمعروف حسب تفسير الرؤية البلدية هي الوعود التي تملأ الدنيا وتخذل الناس .
فحين تعلن أرقام الميزانية ، وتشاهد مانشيتات الصحافة ، وتستمع للغة الأعلامية وصوت المسؤولين ، تشعر وكأن لحظة نقلنا من الجحيم إلى الفردوس قد حانت ، ولكن ماهي إلا أيام معدودة وتعود الأمور كما هي وأسوأ مما كانت عليه ، فالشوارع البائسة هي ذات الشوارع ، والخدمات الصحية في تراجع منكوس ، والمشاريع المتعثرة ترُحّل إلى الميزانية القادمة ، والخدمات التعليمية بشقيها المخرج التعليمي ، والبنية التحتية في تدهور مطرد ،، والمواطن ينهكه إلإحباط يسير منكسرٌ مكتئب وفي (عينه اليمنى من الوعد كثبان ، وفي عينه اليسرى خداع السنيني) !
بند مفتوح
المال مال الله وما البشر إلا أمناء عليه .
نواف بن جارالله المالكي
http://burnews.com/contents/authpic/365.jpg
لاأخفيكم أن أسؤا يومين في حياتي هما يوم إستلام الراتب ويوم إعلان الميزانية .!
لأنني أقف أمام ميزانيتي الصغيرة المهترئية التي يلتهم إلايجار بعضها ، وتتخطف الأقساط القدر الكبير منها ، ناهيك عن بنود المصروفات الأسرية، والفواتير ، وبعض فلاشات ساهر !
أمام هذه الميزانية المهددة بالانقراض السريع فأنني أقف موقف المتهرب من بعض المسؤوليات والألتزامات ، وموقف المحبط من كثرة المتطلبات ، التواق إلى ملذات ومتع لاغنى لي عنها، وأقوم بتطبيق سياسة الهروب إلى الأمام من خلال الوعود ألاصلاحية ، والعودة الى الخلف من خلال لغة الأعطيات التي يتبعها أذى ومنّه !.
ولا أخفيكم أن ميزانيتي لاتخلو من بعض الفساد ، وذلك لغياب الجهات الرقابية ، وسيطرتي التامة على الوارد منها والمنصرف ،حيث أن إختلاس الميزانية الأسرية صفةٌ محلية رسختها القدوة ( اللهاطة) التي لاتحب أن تحاسب ، ففي بلادنا يحق لكبير الأسرة أن يتصرف في الميزانية دون أن ينازعه أحدٌ ، لأنه بحكم موقعه القيادي إنسانٌ عاقل وأما الذين يعولهم فلابد وأن يندرجوا تحت حكم
( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم )!إذن فلاتلوموا كبير العائلة حين يقتّر ويبذر ويسلف الجيران ويكفل اليتيم ويقضي - بمفرده- شهوراً في المغرب ، وأوروبا !.
في خضم هذا الصراع - أقف آزاء ميزانيتي المقضومة - أتأمل تلك الأرقام الفلكية ، وتلك الطوابير الأنيقة التي اصطفت بكامل أناقتها لتاخذ المقسوم والمقسّم وتطير في أرض الله الواسعة حيث لم يعد يستعصي عليها لبن العصفور ولاتغريها كبدة الحاشي ! حين أشاهد تلك الطوابير أتمنى أنني من ضمن الأيتام على موائد الكرام الذين يصرفون ببذخ ويحملون هم البعيدين تحت ذريعة أمة الجسد الواحد ! أما الأقربون فأنهم أولى بالمعروف ، والمعروف حسب تفسير الرؤية البلدية هي الوعود التي تملأ الدنيا وتخذل الناس .
فحين تعلن أرقام الميزانية ، وتشاهد مانشيتات الصحافة ، وتستمع للغة الأعلامية وصوت المسؤولين ، تشعر وكأن لحظة نقلنا من الجحيم إلى الفردوس قد حانت ، ولكن ماهي إلا أيام معدودة وتعود الأمور كما هي وأسوأ مما كانت عليه ، فالشوارع البائسة هي ذات الشوارع ، والخدمات الصحية في تراجع منكوس ، والمشاريع المتعثرة ترُحّل إلى الميزانية القادمة ، والخدمات التعليمية بشقيها المخرج التعليمي ، والبنية التحتية في تدهور مطرد ،، والمواطن ينهكه إلإحباط يسير منكسرٌ مكتئب وفي (عينه اليمنى من الوعد كثبان ، وفي عينه اليسرى خداع السنيني) !
بند مفتوح
المال مال الله وما البشر إلا أمناء عليه .
نواف بن جارالله المالكي