تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طبيب التخدير المتهم في وفاة صلاح الدين يعترف : غادرت لأن موقفي ضعيف


الأستاذ أبو يوسف
2012-11-21, 10:00 PM
طبيب التخدير المتهم في وفاة صلاح الدين يعترف : غادرت لأن موقفي ضعيف
http://www.daoo.org/dim/contents/newsm/49517.jpg


11-21-2012 06:36 AM
متابعات محمد المنصور(ضوء):

مفاجأة فجرها طبيب التخدير الذي اعتبر هاربا في قضية الخطأ الطبي الذي ذهب ضحيته الطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل في مستشفى عرفان، بأنه لم يهرب إلى بلاده جراء الحادثة، مشيرا إلى أنه حصل على تأشيرة خروج وعودة لزيارة أسرته قبل الواقعة.
ونفى الطبيب أثناء المواجهة عن نفسه مسؤولية هذا الخطأ، وحمله الشركة المشغلة التي تولت تركيب أنابيب الغازات وأنها هي التي أخطأت في عملها بتبديل موقع أنبوب الأوكسجين، مؤكدا أنه تعرض لضغوط كبيرة من أحد المديرين الطبيين في المستشفى وهو المتورط باستلام هذه الوصلات من الشركة دون عمل اختبار للتأكد منها، بأن يذكر في تقريره أنه لم يعط أي غاز للطفل وأنه استخدم الأدوية فقط عن طريق الوريد.
وفيما يلي نص الحوار:
• لماذا غادرت فور الحادثة ولماذا لم تؤجل سفرك لتدلي بأقوالك؟
• كنت قدمت على إجازة طبيعية قبل الحادث، وحصلت على تأشيرة الخروج والعودة في ذات يوم وفاة الطفل، ويمكنكم توجيه استفسار للجوازات للتأكد من هذا الأمر وتوقيت حصولي على التأشيرة.

• لكنك عجلت بالمغادرة فور علمك بوفاة الطفل، ما يجعل أصابع الاتهام تشير إليك؟
• أحد المديرين الطبيين في المستشفى ويحمل الجنسية الأمريكية، أبلغني بأنه لا فائدة من بقائك في المملكة لأن دليل براءتي الوحيد تم إخفاؤه، عندها أحسست بأن موقفي ضعيف فغادرت، ولم يساعدني أحد على السفر؛ لأن التأشيرة كانت معي قبل الحادثة بساعات، وغادرت عند التاسعة صباحا ولم أكن أعلم وقتها بمنعي من السفر.

• وما دليل براءتك الوحيد الذي تتحدث عنه، وهل يمكن لأحد أن يقتنع بهذا التبرير؟
• أبلغني بأنهم بادروا إلى تغيير (المواسير) التي تسببت بالخطأ وإعادتها لمكانها الصحيح، حيث أعادوا وصل الأوكسجين بالأوكسجين والنيتروجين بالنيتروجين، وكان الطفل المتوفى هو أول مريض نستخدم معه هذا الجهاز.
• إذن أروِ لنا ما حصل؟
• دعني أروي لك ماحدث بالتفصيل:
طلب منى إعطاء التخدير اللازم للطفل صلاح حتى يتمكن طبيب الأشعة من أخذ عينة من الغدة اللمفاوية بالرقبة، وهو ما يستحيل عمله فى الأطفال بواسطة التخدير الموضعي فقط، ولا بد أن يكون تحت مخدر كلي بسيط، ذهبت إلى الغرفة التي يرقد بها الطفل، وكان كل شيء جاهزا وجهاز التخدير موصلا بمخرج الأوكسجين بالجدار، وبدأت في إعطاء التخدير للطفل عن طريق الاستنشاق باستخدام الأوكسجين وغاز التخدير (سيفوفلورين)، وبمساعدة جرعة بسيطة من عقار (البروبوفول) المنوم بالوريد، وبعد مرور دقيقتين من بداية التخدير بدأت ألاحظ أن نسبة الأوكسجين بجسم الطفل وضربات القلب بدأت بالتناقص، فبادرت فورا بإعطائه جرعة من عقار (الأتروبين) المنشط للقلب، ووضع أنبوبة حنجرية، واستدعيت الفريق الطبي للإنعاش القلبي الذي وصل غرفة الطفل بعد ثلاث دقائق، وهنا -وحسب الأنظمة المتبعة بالمملكة- يكون دور طبيب التخدير انتهى ويبدأ عمل فريق الإنعاش الطبي الذي استمر بالعمل لمدة 20 دقيقة، وعندما تم تغيير مصدر الأوكسجين من المواسير التي في الجدار إلى الأسطوانة الملحقه بالجهاز، استجاب قلب الطفل وعاد للنبض وتحسنت نسبة الأوكسجين بجسمه وتم نقله إلى الرعاية المركزة إلى أن توفاه الله.
• ولكن، ما أسباب انتكاس حالة الطفل عند إعطائك التخدير له؟
• بالتحقيق الداخلي بالمستشفى، تبين أن مخرج الأوكسجين الذي تم استعماله بالغرفة لا يحمل أوكسجينا، بل تم توصيل المواسير الداخلية بالجدار عن طريق شركة الغازات بالخطأ ليحمل غاز أوكسيد (النيتروز) بدلا من الأوكسجين، وهو ما يعني أن الطفل استنشق النيتروجين بدلا من الأوكسيجين ما أدى لوفاته، علما بأنه من المستحيل أن يفرق طبيب التخدير بين الاثنين، والدليل على هذا أنه حتى فريق الإنعاش المكون من أكثر من طبيب من مختلف التخصصات لم يستطع اكتشاف نوع الغاز، وهذا المخرج تم عمله من قبل الشركة منذ شهر ونصف الشركة.
• ألا تعتقد أن هذه العملية البسيطة لم تكن تحتاج إلى هذه الكمية من التخدير؟
• التخدير لم يكن كثيرا بل هو أبسط أنواع التخدير، والمكان كان مهيئا لمثل هذه العمليات، وعينة الطفل كانت من الرقبة لذلك يعتبر الإجراء الذي اتبعناه معه من تخدير بسيطا جدا وهو استنشاق الغاز مع الأوكسجين.
• ألمحت إلى محاولات للضغط عليك لتغيير أقوالك في تقريرك، كيف ذلك؟
• في هذا الوقت حاولوا الضغط علي لتغيير أقوالي بأن الوفاة حصلت نتيجة أدوية خاطئة تعرض لها الطفل وأدت لتوقف القلب، حينها كان معي في ذات المكان أحد كبار الأطباء في المستشفى هو الدكتور حسني حمزة (وسيشهد على صحة كلامي)، اذ طلب مني ذلك المدير صراحة تغيير أقوالي في التقرير، وهو فلسطيني يحمل الجنسيه الأمريكية الذي اتضح بعدها أنه المتورط بالتوقيع باستلام هذه الوصلات من الشركة دون عمل أي اختبار لها، وطلب مني أمام العديد من الشهود أن أذكر في تقريري أنني لم أعطِ أي غاز للطفل وأنني استعملت فقط أدوية عن طريق الوريد وهو ما يدينني، فرفضت وأصررت على كتابة ما حدث، ولكنه عاد وأبلغني بعد مرور ساعات إن لم أكتب ما يريده فلن يصدقني أحد، حيث إن شركة الغازات علمت بالحادثة وقامت بإصلاح المواسير، وأنه إذا قام أحد بالتحقيق فلن يجد أي خطأ بالوصلات، حتى أن أحد كبار أطباء المستشفى نهره على طلبه ذلك وأخبرني أنه سيشهد معي إذا لزم الأمر، ولكني أخبرته أنه دون أي دليل مادي وملموس فقد لا تستطيع لجان التحقيق الوصول إلى حقيقة ما حدث فعلا، وبعدها علمت أنه وبمجرد علم الدكتور محمد عرفان بما فعله هذا المدير غضب وأمر بإعادة الوصلات كما كانت وإبلاغ الشرطة وعمل اللازم تجاه شركة الغازات.
• ألا ترى أن سفرك في ظل هذه الظروف يدينك؟
• عندما وجدت موقفي ضعيفا للغاية خصوصا بعد تعديل شركة الغازات لوضع المواسير، قررت العودة إلى بلدي خصوصا أنني كنت أنوي زيارة أولادي بعد أسبوع، وحصلت على التأشيرة قبل منعي من السفر بحوالى 24 ساعة، ولم يساعدني أحد على السفر كما تداولت الصحافة.

• هل اتصل بك أحد وطالبك بالعودة؟
• نعم بعد سفري اتصل علي الدكتور محمد عرفان وطلب مني العودة وأيضا مسؤولو الادارة، كذلك الدكتور محمد ناصر مسؤول التخدير في مستشفى الملك فهد وهو من يحقق في مثل هذه القضايا.
• هل أنت مستعد للعودة لإثبات براءتك وإظهار الحقيقة؟
• حاليا لا أستطيع العودة لأنني أشعر بأن موقفي ضعيف، وفي حال أصبح موقفي قويا سأحضر فورا.
• ولماذا لم تتأكد من سلامة أجهزة الغاز؟
• مواسير جهاز الأوكسجين والنيتروجين كانت داخل الجدار، ما أدى إلى صعوبة التأكد من التبديل، والظاهر لدي كان يوضح بأن الأجهزة سليمة.
• ما الدور الذي يقوم به دكتور التخدير للتأكد من سلامة هذه الأجهزة؟
• أولا التأكد من ضغط الغاز الواصل للتخدير، ثم التأكد من وجود جميع الأدوات اللازمة لتخدير المريض ووجود أدوية خاصة بالطوارئ في حال وجود مضاعفات وبالفعل كانت موجودة.

مخالفات

كشفت لجنة إدارة الرخص الطبية والتفتيش العلاجي بمديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة والمكلفة بالتحقيق في وفاة الطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل بالمستشفى الخاص بجدة أمس بسبب خطأ طبي عن جملة مخالفات من العيار الثقيل على المستشفى أبرزها عدم حصول المستشفى على ترخيص سلامة المنشأة من الدفاع المدني بالإضافة على وجود ترخيص منتهي للمستشفى الصادر من وزارة الصحة وأدوية مجهولة المصدر ومزاولة أطباء غير مرخصين بالإضافة إلى مخالفات في الصيدلية وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الصحة أن اللجنة تجري التحقيقات مع وكيل إدارة المستشفى، حيث تماطل في تقديم الأوراق المطلوبة والتزويد بالمعلومات بأسماء المرضى وجنسياتهم وتشخيصاتهم، ملفتا إلى أن مخالفة عدم تجديد ترخيص المستشفى وحده كافٍ لإغلاق المستشفى.
وبين ذات المصدر أنه حفاظًا على سلامة وصحة المرضى المنومين، فقد تم إبقاء الأقسام الهامة بالمستشفي لتوفير الخدمات اللازمة والضرورية لهم كقسم المختبر والأشعة والصيدلية الداخلية وغرفة عمليات القلب وجراحة القلب، بالإضافة إلى غسيل الكلى، مؤكدا أنه تم تكليف لجنة تعنى بدراسة استكمال الإغلاق التدريجي والذي قد يستغرق أسبوعًا، ونقل المرضى إلى بقية المستشفيات الخاصة والحكومية بشكل سلس يحفظ تقديم كل التسهيلات والعلاجات اللازمة لهم.
كما كشف المصدر عن وجود أكثر من 15 شكوى وقضية خطأ طبي ضد المستشفى خلال الثلاثة الأشهر الماضية فقط، تتضمن وجود ثلاثة حالات متشابهة من بينها طفلة في العناية المركزة اسمها رنين محمد الحداد وعمرها ثماني سنوات.
كما كشف المصدر أن الخطأ الطبي والإهمال الذي حدث للطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل مشابه للخطأ الذي حدث للطبيب طارق الجهني والمتمثل في زيادة جرعة التخدير إضافة إلى أن الطفل صلاح الدين أضافوا عليه الخطأ الثاني وهو إمداده بالنيتروجين بدلا من الأوكسجين وهو نفس الخطأ للطفلة رنين محمد الحداد. وبين المصدر أن المستشفى يمارس ضغوطات لفتحه من خلال رفضه توفير الخدمات الصحية للمرضى المنومين بمنعه عن صرف الأدوية لهم وعدم السماح لهم بالمراجعة، وامتناعه عن رد المبالغ المالية التي دفعوها له، كما أنه بدأ يمارس أساليب للتهريب والتضليل واستدعائهم للموظفين السعوديين وطلبهم تسليم العهد لهم بتبييت النية تمهيدًا لفصلهم وعدم إعادتهم إلى العمل مرة أخرى.
وقد بدأت لجنة الإغلاق الفوري بمديرية الشؤون الصحية بجدة أول أمس بعدد من الأقسام بمستشفى خاص بجدة إغلاقا تحفظيا تضمن مكتب الدخول وقسم الطوارئ وقسم العيادات وغرف العمليات كمرحلة أولى بناء على قرار وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة الذي وجه بإغلاق المستشفى بالكامل بعد أن وقع فيه خطأ طبي فادح تسبب في وفاة الطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل.
يذكر أن اللجنة أكملت جميع تحقيقاتها وأوصت باستكمال التحقيقات النظامية من قبل لجنة المخالفات الطبية في الحق العام والإغلاق لكامل للمستشفى لمدة شهرين اعتبارًا من تاريخ صدور القرار والاستمرار في الإغلاق إلى أن يتم التأكد من أن جميع الإجراءات في المستشفى تتفق مع معايير الأمن والسلامة حفاظًا على صحة المرضى. وأوضحت الوزارة أن لجنة النظر في مخالفات المؤسسات الصحية الخاصة قد استندت في قراراتها على العديد من الوقائع منها أن فريق الإنعاش القلبي الرئوي بالمستشفى لم يكن يعمل بالطريقة العلمية الصحيحة في التعامل مع الحالة، إضافة إلى عدم مأمونية إجراء العمليات بقسم الأشعة حيث إن الغرفة غير مجهزة للتخدير الكامل والإنعاش القلبي الرئوي، ووجود قصور في الإشراف من قبل إدارة المستشفى والمختصين بالمستشفى عند استلام الموقع بعد الصيانة واختبار المخارج بالطرق العلمية المعروفة، حيث تم فحص مصدر الأكسجين من قبل الجهة المختصة بالمستشفى وتبين أن الغاز الموجود بالمصدر هو أكسيد النيتروجين وليس الأكسجين.