اللجنة الإخبارية
2009-11-06, 12:10 AM
الحرب مع أمريكا: إلي أين ؟
الغالبية العظمي من الأمة الإسلامية قلوبهم مع المجاهدين المشتبكين في حرب ضروس – طال مداها وما زال ممتدا - - ضد هيمنة أمريكا ، بل إن أمما أخري ممن أهلكت طاحونة الرأسمالية الظالمة حرثهم ، لتنظر بعين الرضا والإعجاب إلي إثخان المجاهدين في الأمريكان .
ولكن صعب علي الكثير من أبناء الأمة الإسلامية إدراك الطريق المؤدي من جهاد المجاهدين لأمريكا وحلفائها إلي تحرير الأوطان والإنسان تحت راية القرآن في خلافة راشدة علي نهج النبوة ، أنبأنا بها من أرسل رحمة للعالمين .
لم يعد هناك أدني شك أنها حرب عالمية ... طويلة المدى ...
بدأت ظلماتها تتبدد حول الهدف الذي من أجله قامت تلك الحرب
كان تلميحا ...
فصار تصريحا عندما لم يؤت التلميح ثماره
ففي المؤتمر العام لحزب العمال البريطاني 16/7/2005 قال توني بلير:
"إن ما يواجهه الغرب اليوم ليس مجرد حركة عبثية لا تملك هدفاً، بل إننا نجابه حركةتسعى إلى إزالة دولة "إسرائيل"، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامةدولة إسلامية واحدة تحُكِّمُ الشريعة في العالم العربي على طريق إقامة الخلافة لكلالأمة الإسلامية".
صدقكم بلير وهو كذوب !!!
وما يجب أن ندركهأن للتحرر قواعد وطرائق تسلكها الأمم إن هي أرادت الانعتاق من ظلم وقع عليها فسلب منها حريتها وأدي إلي تخلفها ... لا فرق في ذلك بين ما إذا كانت النهضة المرجوة كاملة أو منقوصة ، فبالإسلام تكون النهضة كاملة وبغيره تكون منقوصة.
تلك من سنن الوجود التي أودعها الخالق في خلقه من بني آدم.
ولا شك مطلقا في أنالتحرر من أنظمة الظلم يقتضي كسر شوكة الظالم حتى يتراجع وينكمش عمن أوقع عليه ظلمه .
ولا توجد غير طريقة واحدة تسلكها الأمة الساعية للتحرر لكسر شوكة الأمة المعتدية ومن ثم الفوز بانعتاقها من ظلمه : تلك هي طريقة الحرب اللامتماثلة ، ومنها حرب العصابات ، إذ أن حرب العصابات غالبا ما تكون إقليمية ، أما اللامتماثلة فهي أكثر شمولا ويصح أن تكون عالمية ، وهذا ما هو ماثل أمام أعيننا في الحرب التي بادأت بها قاعدة الجهاد أمريكا في عقر دارها - - ومن ثم جرتها إلي جبهات متفرقة حول العالم ، بعضها مشتعل والآخر كامن .
أما كيف تؤدي تلك الحرب إلي التحرر فقد جاء بيانه في سلسلة الحروب الصليبية على العراق التي نشرها مركز الدراسات والبحوث الإسلامية - قبل الحجب- جاء فيها:
حرب العصابات هي حرب ثورية تجند سكان مدنين أو على الأقل جزء من السكان ضد القوى العسكرية المغتصبة ، و هي حرب بأبسط الأشكال وأرخص الأدوات من قبل طرف ضعيف وفقير ضد خصم قوي يتفوق في العدة والعتاد سواء كان هذاالخصم خارجياً أو داخلياً ، وتشن هذه الحرب من قبل قوات مقاتلة تستخدم أساليب حرب العصابات المتصفة تكتيكياً بالمفاجأة والسرعة والعمل العنيف والخداع .
وينطلق رجال العصابات في هجماتهم من داخل المناطق التي يسيطر عليها العدو ، وتسليح العصابات يتكون من الأسلحة الخفيفة و المتفجرات والألغام والقنابل اليدوية والصواريخ المضادة للآليات ، ولا يوجد على رجل العصابات قيود في تسليحه ، فهو يستخدم السلاح المتاح أمامه لإنهاك العدو دون الحاجة للظهور أمامه للمنازلة .
فأسلوب العصابات وإن كان استراتيجياً هو أسلوب دفاعي ، إلا أنه تكتيكياً أسلوب هجومي بحت ، فلا يوجد لرجل العصابات خطط تكتيكية للدفاع ، فهو ليس بحاجة لمثل هذه الخطط لأنه لا يدافع عن منطقة محددة ، فهو حر في التسليح والتحرك.
ومن المهم في أسلوب حرب العصابات أن يلتزم رجال العصابات بمرحلية هذه الحرب
فإن لحرب العصاباتثلاث مراحل لابد من إعطاء كل مرحلة حقها في الاستراتيجية والتكتيك ، فلا يمكن أبداًتحديد نهاية هذه المراحل بحدود زمنية ، والذي يحدد نهاية المرحلة والدخول في الأخرىهو الانتهاء منها على الوجه الأكمل ، وتتميز كل مرحلة عن المراحل الأخرى بسمات عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية تخضع للمناورة والتغير بحسب المرحلة ، إلا أنالأساس العقدي لا يخضع للمناورة في أي مرحلة من هذه المراحل ، لأنه هو الدفاع لحرب العصابات في مراحلها الثلاث ، وهذه المراحل هي :
المرحلة الأولى : مرحلةالاستنزاف
وهذه المرحلة هي أطول مراحل حرب العصابات ، لأنها المرحلة التييركز رجال العصابات فيها على ضربات صغيرة وسريعة وكثيرة في كافة الاتجاهات أو على أكبر رقعة يمكن نشر العمليات عليها للاستغلال في استنزاف العدو واستنفاره في كلمكان ، وهي لابد أن تخضع لسياسة ( اضرب واهرب ) أو ( القتل بألف جرح ) أي إنهاك العدو بضربات صغيرة على مدى طويل حتى يسقط من الإعياء .
وفي هذه المرحلةلابد أن تكون قواعد رجال العصابات قواعد متنقلة وغير ثابتة وخفيفة التجهيز حتى لاتعيق التنقل والمناورة .
ولابد لرجال العصابات أن يستخدموا الضربات العسكرية فقط لتحطيم هيبة النظام وترويج الدعايات ضده وتشجيع الناس على المقاومة لمعاونة رجال العصابات ، ولابد من نشر تفاصيل المعارك على أكبر قطاع ممكن بين الناس لاجتذاب تأييد الناس وعونهم .
ولابد في هذه المرحلة من مراعاة هذه التكتيكات لتؤدي المرحلة هدفها بأكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو وأقل قدر من الخسائر في صفوفرجال العصابات ، ونذكر هنا بعض سمات هذه المرحلة خشية الإطالة:
1ـ إنهاك العدوبضربات مستمرة وطويلة ( وخزات الإبر) .
2ـ العمل على مؤخرة العدو .
3ـ إقامةالقواعد الآمنة غير الدائمة.
4ـ توسيع مناطق الحرب باستمرار لإجبار العدو علىالتبعثر وجعله ضعيفاً في كل مكان ، لوضع العدو أمام معضلة كبيرة تتمثل بالتبعثرلحماية كل الأهداف ، الأمر الذي يضعفه في كل مكان أو التجمع للحصول على القوة الأمرالذي يفقده السيطرة على مناطق شاسعة تسقط بيد العصابات وتزيدها قوة .
5ـ عدم التمسك بالأرض والمواقع القتالية .
6ـ الحفاظ على القوة الذاتية وتنميتها وتحطيمقوة العدو مادياً ومعنوياً .
7ـ تأمين التنسيق بين عمل العصابات وعمل القواتالنظامية التي تشن حرب الحركة إذا وجدت .
8ـ الاستمرار في الضرب في الزمان والمكان لخلق حالة انعدام الأمن .
9ـ التلاحم مع السكان .
10ـ امتلاك زمامالمبادرة وذلك بشن الهجمات في الزمان والمكان والكيفية التي تناسب رجال العصابات ، وعدم الانجرار لاستفزاز العدو وخوض المعركة في الزمان والمكان الذي يريده العدو .
11ـ لابد أن تتسم الهجمات بالمباغتة والعنف ، فالمفاجأة والسرعة والحسم ، أمورمهمة في تكتيك العصابات.
12ـ التحدي والإصرار على هزيمة الخصم في الميدان لايناسب هذه المرحلة بالنسبة لرجل العصابات ، ما يناسب هذه المرحلة هو الضرب والانسحاب ، فالاندفاع والتهور لا يخدمان رجال العصابات في هذه المرحلة ، ولابد أن يتعلم الجميع كيف يفر .
13ـ التركيز على الكمائن بكافة أشكالها وباستخدام كل الأساليب ، وضرب العدو أثناء الحركة فهو أضعف ما يكون إذا كان متحركاً .
14ـالمرونة في التجمع والتحرك .
15ـ الاعتماد على المناطق الوعرة التي تؤمن الحماية .
16ـ ضرورة رفع مستوى الاستخبارات لتأمين رجال العصابات ، مع الاعتماد في هذاالمجال على تعاون السكان .
17ـ الاعتماد على سلاح الفكر والتوعية السياسية لتعديل موازين القوى .
18ـ لابد من الحذر من حصار العدو والانسحاب فوراً مهما كلف الأمر عند الشعور بالحصار.
19ـ هجمات رجال العصابات في هذه المرحلة تكون بالأسلوب الصامت الحذر ، ومحاولة تشتيت انتباه العدو بإثارة ضجة في جهة والهجوم فيجهة معاكسة أخرى .
20ـ يجب إتقان التخفي في الحركة والإمداد ومهارة الدخول بين السكان.
21ـ لابد من الابتعاد عن الروتين أو التكرار في التحرك أو الهجوم ،ولابد من الحرص على مغايرة الأساليب.
22ـ يجب أن يكون هناك اكتفاء ذاتي من قبل رجال العصابات من حيث المعيشة ، فعليهم ببذل مجهوداتهم الذاتية للكسب لتكون لهم غطاء فيفترقون للكسب ويجتمعون للقتال .
هذه هي بعض سمات المرحلة الأولى من مراحل حرب العصابات ، وكما قلنا سابقاً أنها أطول وأهم مراحل العصابات ، ولا يمكن التحول منها إلى المرحلة الثانية إلا بعد ضمان اكتمالها بشكل تام .
المرحلةالثانية : مرحلة التوازن
وهي المرحلة التي يحاول رجال العصابات فيها أن يعيدوا تشكيلاتهم العسكرية بأسلوب شبه نظامي ، بعد أن يتمكنوا في المرحلة الأولى منتحقيق موطئ قدم وأرض محررة ، وبعد التأكد من حاجتهم وقدرتهم على الانتقال للمرحلةالثانية ، يكون الانتقال وتغيير التشكيلات وزيادة في التسليح ليصلوا إلى الأسلحةالثقيلة ووضع خطوط قتال بتشكيلات شبه نظامية ، حتى يتوصلوا في آخر هذه المرحلة إلىتشكيلات نظامية ، فيتمكنوا من التوسع للانتقال إلى المرحلة الثالثة .
المرحلة الثالثة : مرحلة الحسم
وهذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة في حرب العصابات ، وهي مرحلة يبدأ فيها رجال العصابات من إعادة تشكيل قواتهم إلى قوات نظامية بعد أن يتم تشكيل هيكلية حكومتهم ، يرافق ذلك حملة إعلامية وسياسية لبداية هذه المرحلة ، لتصل إلى حشد القوات النظامية من الطرفين وشن حرب نظامية يتم فيهاالقضاء المبرم على قوات العدو بالأسلوب النظامي بعد أن أنهكته الحرب في المرحلتين الأولى والثانية.
وقد هَزم الفيتناميون على مر 12عاماً الجيش الأمريكي بعد أن كبدوه ما يقرب من 67 ألف قتيل قبل أن يعلن هزيمته رسمياً ، وكان قادة الفيتناميين يفتخرون ويرددون الطرفة القائلة بأنهم خاضواالحرب ولم يستطع الجيش الأمريكي أن يدمر لهم دبابة واحدة ، في إشارة إلى أن الجيش الأمريكي أعلن هزيمته وخرج من الحرب في المرحلة الأولى من مراحل حرب العصابات ، قبل أن يملك الفيتناميون الأسلحة الثقيلة ، وبالفعل لم تدمر دبابة واحدة للفيتناميين لأنهم لم يصلوا إلى مرحلة امتلاك السلاح الثقيل ، فإذا كانت المرحلة الأولى في فيتنام كبدَّت الجيش الأمريكي هذه الخسائر فكيف لو أن الجيش الأمريكي أصر ولم ينسحب حتى دخل في المرحلة الثانية والثالثة ؟ .
وبنفس الأسلوب تعامل الأفغان مع الاتحاد السوفييتي وخاضوا حرب عصابات ضده على مر 10 سنوات تكبد أكبر جيش في العالم آنذاك خسائر فادحة في المرحلة الأولى من الحرب ، وأعلن الجيش الأحمر انسحابه وهزيمته في أفغانستان قبل أن تنتقل الحرب إلى مرحلتها الثانية على جميع قطاعات أفغانستان ، حيث كان هناك قطاعات مثل جلال آباد وخوست وقندهار وغيرها تحولت أثناءوجود السوفييت إلى المرحلة الثانية ، إلا أن التحول بشكل كامل لم يحصل إلا بعدانسحاب السوفييت ، لتنتقل الحرب إلى المرحلة الثانية ضد حكومة نجيب الشيوعية لمدة سنتين ونصف تقريباً ، ثم حصل الانهيار في الحكومة الشيوعية ليكون الحسم خلال شهرينفقط. (انتهي)
ثمة أمر مميز لحرب اليوم ....
الراية
إنها راية التوحيد رفعها المحاربون
وهي التي أنطقت بلير بالحق الذي حرص سلفه علي إخفائه منذ قضوا عليها ...
الخلافة علي نهج النبوة .
وقد مرت سنوات أربع منذ بدأت أمريكا غارتها العسكرية ، وسنتان منذ بدأ المجاهدون اشتباكتهم مع أمريكا وحلفائها في أرض الرافدين وفي أفغانستان ، فما هو بيان الخسائر والمكاسب ؟
لم تحقق أمريكا مستعينة بحلفائها عشر معشار أهدافها بل تتباعد الأهداف حتى صارت سرابا .
والمجاهدون تقدمهم ماثل للعيان عدوا كان أم صديقا .
قد يتأخر النصر الكبير الذي نتمناه ونحبه – ونستعجله - وهوإقامة الخلافة الإسلامية ، وتحكيم شرع الله عز وجل ، وإخراج العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ،
قد يتأخر لأسباب وحكم نذكر منها ما ذكره سيد قطب رحمه الله إذيقول: ( والنصر قد يبطئ لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ، ولم يتم بعد تمامها ، ولم تحشد بعد طاقاتها ، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات ، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً...
لقد أغار المجاهدون علي أمريكا طلبا للحرب سنة 2001
وبدأت الحرب 2003
فموعدكم 2015
بالتوقيت الفيتنامي
أو 2013
بالتوقيت السوفيتي في أفغانستان
ونحن مع الأيام متربّصون
ولله الأمر من قبل ، ومن بعد ، ولكن أكثـــر الناس لايعلمون
( قلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
أليس الصبح بقريب ؟
الفقير إلي عفو ربه
د. عبده ولد يوسف
الغالبية العظمي من الأمة الإسلامية قلوبهم مع المجاهدين المشتبكين في حرب ضروس – طال مداها وما زال ممتدا - - ضد هيمنة أمريكا ، بل إن أمما أخري ممن أهلكت طاحونة الرأسمالية الظالمة حرثهم ، لتنظر بعين الرضا والإعجاب إلي إثخان المجاهدين في الأمريكان .
ولكن صعب علي الكثير من أبناء الأمة الإسلامية إدراك الطريق المؤدي من جهاد المجاهدين لأمريكا وحلفائها إلي تحرير الأوطان والإنسان تحت راية القرآن في خلافة راشدة علي نهج النبوة ، أنبأنا بها من أرسل رحمة للعالمين .
لم يعد هناك أدني شك أنها حرب عالمية ... طويلة المدى ...
بدأت ظلماتها تتبدد حول الهدف الذي من أجله قامت تلك الحرب
كان تلميحا ...
فصار تصريحا عندما لم يؤت التلميح ثماره
ففي المؤتمر العام لحزب العمال البريطاني 16/7/2005 قال توني بلير:
"إن ما يواجهه الغرب اليوم ليس مجرد حركة عبثية لا تملك هدفاً، بل إننا نجابه حركةتسعى إلى إزالة دولة "إسرائيل"، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامةدولة إسلامية واحدة تحُكِّمُ الشريعة في العالم العربي على طريق إقامة الخلافة لكلالأمة الإسلامية".
صدقكم بلير وهو كذوب !!!
وما يجب أن ندركهأن للتحرر قواعد وطرائق تسلكها الأمم إن هي أرادت الانعتاق من ظلم وقع عليها فسلب منها حريتها وأدي إلي تخلفها ... لا فرق في ذلك بين ما إذا كانت النهضة المرجوة كاملة أو منقوصة ، فبالإسلام تكون النهضة كاملة وبغيره تكون منقوصة.
تلك من سنن الوجود التي أودعها الخالق في خلقه من بني آدم.
ولا شك مطلقا في أنالتحرر من أنظمة الظلم يقتضي كسر شوكة الظالم حتى يتراجع وينكمش عمن أوقع عليه ظلمه .
ولا توجد غير طريقة واحدة تسلكها الأمة الساعية للتحرر لكسر شوكة الأمة المعتدية ومن ثم الفوز بانعتاقها من ظلمه : تلك هي طريقة الحرب اللامتماثلة ، ومنها حرب العصابات ، إذ أن حرب العصابات غالبا ما تكون إقليمية ، أما اللامتماثلة فهي أكثر شمولا ويصح أن تكون عالمية ، وهذا ما هو ماثل أمام أعيننا في الحرب التي بادأت بها قاعدة الجهاد أمريكا في عقر دارها - - ومن ثم جرتها إلي جبهات متفرقة حول العالم ، بعضها مشتعل والآخر كامن .
أما كيف تؤدي تلك الحرب إلي التحرر فقد جاء بيانه في سلسلة الحروب الصليبية على العراق التي نشرها مركز الدراسات والبحوث الإسلامية - قبل الحجب- جاء فيها:
حرب العصابات هي حرب ثورية تجند سكان مدنين أو على الأقل جزء من السكان ضد القوى العسكرية المغتصبة ، و هي حرب بأبسط الأشكال وأرخص الأدوات من قبل طرف ضعيف وفقير ضد خصم قوي يتفوق في العدة والعتاد سواء كان هذاالخصم خارجياً أو داخلياً ، وتشن هذه الحرب من قبل قوات مقاتلة تستخدم أساليب حرب العصابات المتصفة تكتيكياً بالمفاجأة والسرعة والعمل العنيف والخداع .
وينطلق رجال العصابات في هجماتهم من داخل المناطق التي يسيطر عليها العدو ، وتسليح العصابات يتكون من الأسلحة الخفيفة و المتفجرات والألغام والقنابل اليدوية والصواريخ المضادة للآليات ، ولا يوجد على رجل العصابات قيود في تسليحه ، فهو يستخدم السلاح المتاح أمامه لإنهاك العدو دون الحاجة للظهور أمامه للمنازلة .
فأسلوب العصابات وإن كان استراتيجياً هو أسلوب دفاعي ، إلا أنه تكتيكياً أسلوب هجومي بحت ، فلا يوجد لرجل العصابات خطط تكتيكية للدفاع ، فهو ليس بحاجة لمثل هذه الخطط لأنه لا يدافع عن منطقة محددة ، فهو حر في التسليح والتحرك.
ومن المهم في أسلوب حرب العصابات أن يلتزم رجال العصابات بمرحلية هذه الحرب
فإن لحرب العصاباتثلاث مراحل لابد من إعطاء كل مرحلة حقها في الاستراتيجية والتكتيك ، فلا يمكن أبداًتحديد نهاية هذه المراحل بحدود زمنية ، والذي يحدد نهاية المرحلة والدخول في الأخرىهو الانتهاء منها على الوجه الأكمل ، وتتميز كل مرحلة عن المراحل الأخرى بسمات عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية تخضع للمناورة والتغير بحسب المرحلة ، إلا أنالأساس العقدي لا يخضع للمناورة في أي مرحلة من هذه المراحل ، لأنه هو الدفاع لحرب العصابات في مراحلها الثلاث ، وهذه المراحل هي :
المرحلة الأولى : مرحلةالاستنزاف
وهذه المرحلة هي أطول مراحل حرب العصابات ، لأنها المرحلة التييركز رجال العصابات فيها على ضربات صغيرة وسريعة وكثيرة في كافة الاتجاهات أو على أكبر رقعة يمكن نشر العمليات عليها للاستغلال في استنزاف العدو واستنفاره في كلمكان ، وهي لابد أن تخضع لسياسة ( اضرب واهرب ) أو ( القتل بألف جرح ) أي إنهاك العدو بضربات صغيرة على مدى طويل حتى يسقط من الإعياء .
وفي هذه المرحلةلابد أن تكون قواعد رجال العصابات قواعد متنقلة وغير ثابتة وخفيفة التجهيز حتى لاتعيق التنقل والمناورة .
ولابد لرجال العصابات أن يستخدموا الضربات العسكرية فقط لتحطيم هيبة النظام وترويج الدعايات ضده وتشجيع الناس على المقاومة لمعاونة رجال العصابات ، ولابد من نشر تفاصيل المعارك على أكبر قطاع ممكن بين الناس لاجتذاب تأييد الناس وعونهم .
ولابد في هذه المرحلة من مراعاة هذه التكتيكات لتؤدي المرحلة هدفها بأكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو وأقل قدر من الخسائر في صفوفرجال العصابات ، ونذكر هنا بعض سمات هذه المرحلة خشية الإطالة:
1ـ إنهاك العدوبضربات مستمرة وطويلة ( وخزات الإبر) .
2ـ العمل على مؤخرة العدو .
3ـ إقامةالقواعد الآمنة غير الدائمة.
4ـ توسيع مناطق الحرب باستمرار لإجبار العدو علىالتبعثر وجعله ضعيفاً في كل مكان ، لوضع العدو أمام معضلة كبيرة تتمثل بالتبعثرلحماية كل الأهداف ، الأمر الذي يضعفه في كل مكان أو التجمع للحصول على القوة الأمرالذي يفقده السيطرة على مناطق شاسعة تسقط بيد العصابات وتزيدها قوة .
5ـ عدم التمسك بالأرض والمواقع القتالية .
6ـ الحفاظ على القوة الذاتية وتنميتها وتحطيمقوة العدو مادياً ومعنوياً .
7ـ تأمين التنسيق بين عمل العصابات وعمل القواتالنظامية التي تشن حرب الحركة إذا وجدت .
8ـ الاستمرار في الضرب في الزمان والمكان لخلق حالة انعدام الأمن .
9ـ التلاحم مع السكان .
10ـ امتلاك زمامالمبادرة وذلك بشن الهجمات في الزمان والمكان والكيفية التي تناسب رجال العصابات ، وعدم الانجرار لاستفزاز العدو وخوض المعركة في الزمان والمكان الذي يريده العدو .
11ـ لابد أن تتسم الهجمات بالمباغتة والعنف ، فالمفاجأة والسرعة والحسم ، أمورمهمة في تكتيك العصابات.
12ـ التحدي والإصرار على هزيمة الخصم في الميدان لايناسب هذه المرحلة بالنسبة لرجل العصابات ، ما يناسب هذه المرحلة هو الضرب والانسحاب ، فالاندفاع والتهور لا يخدمان رجال العصابات في هذه المرحلة ، ولابد أن يتعلم الجميع كيف يفر .
13ـ التركيز على الكمائن بكافة أشكالها وباستخدام كل الأساليب ، وضرب العدو أثناء الحركة فهو أضعف ما يكون إذا كان متحركاً .
14ـالمرونة في التجمع والتحرك .
15ـ الاعتماد على المناطق الوعرة التي تؤمن الحماية .
16ـ ضرورة رفع مستوى الاستخبارات لتأمين رجال العصابات ، مع الاعتماد في هذاالمجال على تعاون السكان .
17ـ الاعتماد على سلاح الفكر والتوعية السياسية لتعديل موازين القوى .
18ـ لابد من الحذر من حصار العدو والانسحاب فوراً مهما كلف الأمر عند الشعور بالحصار.
19ـ هجمات رجال العصابات في هذه المرحلة تكون بالأسلوب الصامت الحذر ، ومحاولة تشتيت انتباه العدو بإثارة ضجة في جهة والهجوم فيجهة معاكسة أخرى .
20ـ يجب إتقان التخفي في الحركة والإمداد ومهارة الدخول بين السكان.
21ـ لابد من الابتعاد عن الروتين أو التكرار في التحرك أو الهجوم ،ولابد من الحرص على مغايرة الأساليب.
22ـ يجب أن يكون هناك اكتفاء ذاتي من قبل رجال العصابات من حيث المعيشة ، فعليهم ببذل مجهوداتهم الذاتية للكسب لتكون لهم غطاء فيفترقون للكسب ويجتمعون للقتال .
هذه هي بعض سمات المرحلة الأولى من مراحل حرب العصابات ، وكما قلنا سابقاً أنها أطول وأهم مراحل العصابات ، ولا يمكن التحول منها إلى المرحلة الثانية إلا بعد ضمان اكتمالها بشكل تام .
المرحلةالثانية : مرحلة التوازن
وهي المرحلة التي يحاول رجال العصابات فيها أن يعيدوا تشكيلاتهم العسكرية بأسلوب شبه نظامي ، بعد أن يتمكنوا في المرحلة الأولى منتحقيق موطئ قدم وأرض محررة ، وبعد التأكد من حاجتهم وقدرتهم على الانتقال للمرحلةالثانية ، يكون الانتقال وتغيير التشكيلات وزيادة في التسليح ليصلوا إلى الأسلحةالثقيلة ووضع خطوط قتال بتشكيلات شبه نظامية ، حتى يتوصلوا في آخر هذه المرحلة إلىتشكيلات نظامية ، فيتمكنوا من التوسع للانتقال إلى المرحلة الثالثة .
المرحلة الثالثة : مرحلة الحسم
وهذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة في حرب العصابات ، وهي مرحلة يبدأ فيها رجال العصابات من إعادة تشكيل قواتهم إلى قوات نظامية بعد أن يتم تشكيل هيكلية حكومتهم ، يرافق ذلك حملة إعلامية وسياسية لبداية هذه المرحلة ، لتصل إلى حشد القوات النظامية من الطرفين وشن حرب نظامية يتم فيهاالقضاء المبرم على قوات العدو بالأسلوب النظامي بعد أن أنهكته الحرب في المرحلتين الأولى والثانية.
وقد هَزم الفيتناميون على مر 12عاماً الجيش الأمريكي بعد أن كبدوه ما يقرب من 67 ألف قتيل قبل أن يعلن هزيمته رسمياً ، وكان قادة الفيتناميين يفتخرون ويرددون الطرفة القائلة بأنهم خاضواالحرب ولم يستطع الجيش الأمريكي أن يدمر لهم دبابة واحدة ، في إشارة إلى أن الجيش الأمريكي أعلن هزيمته وخرج من الحرب في المرحلة الأولى من مراحل حرب العصابات ، قبل أن يملك الفيتناميون الأسلحة الثقيلة ، وبالفعل لم تدمر دبابة واحدة للفيتناميين لأنهم لم يصلوا إلى مرحلة امتلاك السلاح الثقيل ، فإذا كانت المرحلة الأولى في فيتنام كبدَّت الجيش الأمريكي هذه الخسائر فكيف لو أن الجيش الأمريكي أصر ولم ينسحب حتى دخل في المرحلة الثانية والثالثة ؟ .
وبنفس الأسلوب تعامل الأفغان مع الاتحاد السوفييتي وخاضوا حرب عصابات ضده على مر 10 سنوات تكبد أكبر جيش في العالم آنذاك خسائر فادحة في المرحلة الأولى من الحرب ، وأعلن الجيش الأحمر انسحابه وهزيمته في أفغانستان قبل أن تنتقل الحرب إلى مرحلتها الثانية على جميع قطاعات أفغانستان ، حيث كان هناك قطاعات مثل جلال آباد وخوست وقندهار وغيرها تحولت أثناءوجود السوفييت إلى المرحلة الثانية ، إلا أن التحول بشكل كامل لم يحصل إلا بعدانسحاب السوفييت ، لتنتقل الحرب إلى المرحلة الثانية ضد حكومة نجيب الشيوعية لمدة سنتين ونصف تقريباً ، ثم حصل الانهيار في الحكومة الشيوعية ليكون الحسم خلال شهرينفقط. (انتهي)
ثمة أمر مميز لحرب اليوم ....
الراية
إنها راية التوحيد رفعها المحاربون
وهي التي أنطقت بلير بالحق الذي حرص سلفه علي إخفائه منذ قضوا عليها ...
الخلافة علي نهج النبوة .
وقد مرت سنوات أربع منذ بدأت أمريكا غارتها العسكرية ، وسنتان منذ بدأ المجاهدون اشتباكتهم مع أمريكا وحلفائها في أرض الرافدين وفي أفغانستان ، فما هو بيان الخسائر والمكاسب ؟
لم تحقق أمريكا مستعينة بحلفائها عشر معشار أهدافها بل تتباعد الأهداف حتى صارت سرابا .
والمجاهدون تقدمهم ماثل للعيان عدوا كان أم صديقا .
قد يتأخر النصر الكبير الذي نتمناه ونحبه – ونستعجله - وهوإقامة الخلافة الإسلامية ، وتحكيم شرع الله عز وجل ، وإخراج العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ،
قد يتأخر لأسباب وحكم نذكر منها ما ذكره سيد قطب رحمه الله إذيقول: ( والنصر قد يبطئ لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ، ولم يتم بعد تمامها ، ولم تحشد بعد طاقاتها ، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات ، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً...
لقد أغار المجاهدون علي أمريكا طلبا للحرب سنة 2001
وبدأت الحرب 2003
فموعدكم 2015
بالتوقيت الفيتنامي
أو 2013
بالتوقيت السوفيتي في أفغانستان
ونحن مع الأيام متربّصون
ولله الأمر من قبل ، ومن بعد ، ولكن أكثـــر الناس لايعلمون
( قلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
أليس الصبح بقريب ؟
الفقير إلي عفو ربه
د. عبده ولد يوسف