اللجنة الإخبارية
2009-11-06, 12:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى الشيخ الشريف
:
وما يدريك أنك ستصدع بالحق ..
!!??!!
الحمد لله نستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده
وبعد
فيا حبذا الصدع بالحق
فالحق أحقُّ أنْ يُتَّبع
ترى من الحقِّ عليه نورا
له نور على نور
ولكنَّ ظنَّ المرءِ أنَّ الحقَّ معه دون عامة علماء السنة أمرٌ يصعب التحقق منه
ويخشى معه من بطر الحق الذي عند الناس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
الكبر بطر الحق و غمط الناس ( م ) عن ابن مسعود
فالخوف من أن يصدع المرء بأمر يظنه حقا وهو باطل
فيكون صادعا بالباطل مدافعا عنه
فإن قلت لي إنك 00 مطمئن لطريقك ومنهج مذهبك 00 فسأقول لك 00!!
لقد زُين لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ 00 !!
قال الله تعالى
كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وقال
إن العبرة بموافقة السنة والدليل الشرعي لا بإحساس القلب 00!!
00
أنسينا أن أصحاب الجرائم والعقائد المنحرفة يرون أنهم على حق 00!!
لا يمكن لأحد أن يبرئ نفسه من نفسه الأمارة بالسوء أو من أثر الشيطان عليه 00!!
00
والمشكلة 00 أن رؤية الأعمال زينة يصد عن البحث عن الحق والحقيقة 00!!
كما أخبر الله تعالى
وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ
]
##*********##
حاسب نفسك يا شيخ
!!
أترى أنك مع الله تتكلم لله وبالله
وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
؟؟
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله
:
" قال أبو بكر الكتاني : جرت مسألة في المحبة بمكة أعزها الله تعالى أيام الموسم فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد أصغرهم سنا
فقالوا هات ما عندك يا عراقي فأطرق رأسه ودمعت عيناه
ثم قال
:
عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه
ناظر إليه بقلبه
أحرَقَتْ قلبَه أنوارُ هيبتِه وصفا شُربه من كأس وُدِّه
وانكشف له الجبار من أستار غيبه (1)
فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن تحرك فبأمر الله
وإن سكت فمع الله فهو بالله ولله ومع الله
فبكى الشيوخ وقالوا ما على هذا مزيد جزاك الله يا تاج العارفين
" مدارج السالكين م3 ص 16
]
إن المؤمن الذي يرجو الله والدار الآخر لا ينفك يتهم رأيه ويتحرى الحق ويبحث ويسال ويستشير ويستخير
ثم هو بعد كل هذا يسال الله الهداية
!!!!!!!
وإن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدوة
فقد ثبت في صحيح مسلم
أن أمنا أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها وعن أبيها
قالت
:
كان إذا قام من الليل افتتح صلاته
:
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك
إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
"
وحقيقة الأمر أن العبد مفتقر إلى أن يسأل الله كثيرا
أن يرزقه العلم والهدى فبذكر الله والافتقار إليه يهديه الله ويدلُّه
كما قال
:
يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم
و
" الحق إنما هو لله وبالله ومن الله ، صدق قول القائل : ألا كل شيء ما خلا الله باطل " لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله م 2 ص 425
ولهذا فنحن
نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ليقيننا أنه
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
فمن الحجب التي تمنع رؤية الحق شرور أنفسنا وذنوبنا وسيئات أعمالنا
فمن الذنوب ما يكون سببا لخفاء العلم النافع أو بعضه
بل يكون سببا لنسيان ما عُلِم ،
و لاشتباه الحق بالباطل تقع الفتن بسبب ذلك .
و
الله سبحانه كان أسكن آدم و زوجه الجنة
و قال لهما كلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين
فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه
،
فكل عداوة كانت في ذريتهما و بلاء و مكروه و تكون إلى قيام الساعة و في النار يوم القيامة سببها الذنوب و معصية الرب تعالى
،
فالإنسان إذا كان مقيما على طاعة الله باطنا و ظاهرا كان في نعيم الإيمان
،
و العلمُ واردٌ عليه من جهاته و هو في جنة الدنيا .
(( باقتباس من فتاوى شيخ الإسلام 5 م 14 ص 160 ))
والمسلم يردد قوله تعالى
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
ويعلم أن جهاده في هذه الدنيا يجب أن يكون لله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد روي في السنة
:
انطلقوا باسم الله وبالله وعلى سنة رسول الله
تقاتلون أعداء الله في سبيل الله
قتلاكم أحياء يرزقون في الجنان وقتلاهم في النار يعذبون
لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنامكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين
طالع الاستذكار م 5 ص 33
((@))
والربانيون يسالون الله أن يشرح صدورهم للحق
ويرددون حديث ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
"
اللهم اجعل في قلبي نورا و في لساني نورا و في بصري نورا و في سمعي نورا و عن يميني نورا و عن يساري نورا و من فوقي نورا و من تحتي نورا و من أمامي نورا و من خلفي نورا و اجعل لي في نفسي نورا و أعظم لي نورا
( حم ق ن ) عن ابن عباس .
" فولي الله فيه من الموافقة لله ما يتحد به المحبوب والمكروه والمأمور والمنهى ونحو ذلك
فيبقى محبوب الحق محبوبه
ومكروه الحق مكروهه
ومأمور الحق مأموره
وولى الحق وليه
وعدو الحق عدوه
بل المخلوق إذا أحب المخلوق محبة تامة حصل بينهما نحو من هذا حتى قد يتألم أحدهما بتألم الأخر ويلتذ بلذته "
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله م 2 ص 373
ومن أقوال الحافظ ابن القيم رحمه الله
:
"
المحب الصادق إن نطق ، نطق لله وبالله
وإن سكت ، سكت لله
وإن تحرك فبأمر الله وإن سكن فسكونه استعانة على مرضات الله فهو لله وبالله ومع الله
و
معلوم أن صاحب هذا المقام أحوج خلق الله إلى العلم
فإنه لا تتميز له الحركة المحبوبة لله من غيرها ولا السكون المحبوب له من غيره إلا بالعلم
فليست حاجته إلى العلم كحاجة من طلب العلم لذاته
...
وقال محمد بن الفضل الزاهد رحمه الله
:
ذهاب الإسلام على يدي أربعة أصناف من الناس
صنف لا يعملون بما يعلمون
وصنف يعملون بما لا يعلمون
وصنف لا يعملون ولا يعلمون
وصنف يمنعون الناس من التعلم
قلت
:
الصنف الأول من له علم بلا عمل فهو أضر شيء على العامة فإنه حجة لهم في كل نقيصة ومنحسة
والصنف الثاني العابد الجاهل فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته وصلاحه فيقتدون به على جهله وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل
فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون فان الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم
فإذا كان العلماء فجرة والعباد جهلة عمت المصيبة بهما
وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة
والصنف الثالث الذين لا علم لهم ولا عمل وإنما هم كالأنعام السائمة
والصنف الرابع نُوَّابُ إبليس في الأرض !!
وهم الذي يثبطون الناس عن طلب العلم والتفقه في الدين فهؤلاء أضر عليهم من شياطين الجن فإنهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله وطريقه .
لابن القيم رحمه الله باختصار م 1 ص 160 مفتاح دار السعادة
*******
أخيراً
تذكر أخي يوم التغابن
فحذا أن تكون من المغبونين يوم القيامة
ويَغْبِنُك من جردوا متابعة السنة النبوية واتهموا رأيهم
ويَغْبِنُك الواقفون بعيدا عن الشبهات
ويَغْبِنُك من احتاطوا لدينك
ويَغْبِنُك من ارتفعت منزلتُه في الجنة بورعهم عن تقحم الشبهات ممن ترى أنهم أقل ذكاء منك
اعمل بآثار النب ... ي فإنها النور المبين
خير البرية أحمد ... والحق يصحبه اليقين
#
هذه أسباب عدم الاعتراف بالحق
بقلم العلامة المعلمي رحمه الله
قال العلامة المعلمي اليماني رحمه الله
:
"
و مخالفة الهوى في الاعتراف بالحق من وجوه
الأول
:
أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل
،
فالإنسان ينشأ على دين أو اعتقاد أو مذهب أو رأي يتلقاه من مربيه و معلمه على أنهحق فيكون عليه مدة
،
ثم إذا تبين أنه باطل شق عليه أن يعترف بذلك
،
و هكذا إذا كانآباءه أو أجداده أو متبوعه على شيء ثم تبين له بطلانه
و ذلك أنه يرى أن نقصهممستلزم لنقصه
فاعترافه بضلالهم أو خطأهم اعتراف بنقصه
!!
حتى أنك لترى المرأة في زماننا هذا إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها الخلاف بين أم المؤمنين عائشة وغيرها من الصحابة
أخذت تحامي عن قول عائشة لا شيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها
فتتوهمأنها إذا زعمت أن عائشة أصابت و أن من خالفها من الرجال أخطاؤا
كان في ذلك إثبات فضيلة لعائشة على أولئك الرجال
فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقا
فينالها حظمن ذلك
و بهذا يلوح لك سر تعصب العربي للعربي و الفارسي للفارسي و التركي للتركي وغير ذلك
حتى لقد تعصب الأعمى في عصرنا هذا للمعري
.
!!!
الثاني
:
أن يكون قد صار له في الباطلجاه و شهرة و معيشة
فيشق عليه أن يعترف بأنه على باطل فتذهب تلك الفوائد
الوجه الثالث
:
الكبر يكون الإنسان على جهالة أو باطل فيجيء آخر فيبين له الحجة
فيرى إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص
و أن ذلك الرجل هو الذي هداه
و لهذاترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الاعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين لهببحثه و نظره
،
و يشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بين له .
الوجه الرابع
:
الحسد و ذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق
فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكوناعترافا لذلك المبين بالفضل و العلم و الإصابة
فيعظم ذاك في عيون الناس و لعلهيتبعه كثير منهم
و إنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئة غيره منالعلماء و لو بالباطل
حسدا منه لهم و محاولة لحط منزلتهم عند الناس
.
التنكيل م 2 ص 180
والله الهادي لسبيل الرشاد والموفق لطريق السداد وهو المثبت والمعين .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
تمت على عجل ولعلها تحتاج إلى إصدار ثان .
وكتب
حاتم الفرائضي
17/11/ 1430
من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
(1) في الحديث الصحيح الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ( م 3 ) عن عمر ( حم ق ه ) عن أبي هريرة .
رسالة إلى الشيخ الشريف
:
وما يدريك أنك ستصدع بالحق ..
!!??!!
الحمد لله نستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده
وبعد
فيا حبذا الصدع بالحق
فالحق أحقُّ أنْ يُتَّبع
ترى من الحقِّ عليه نورا
له نور على نور
ولكنَّ ظنَّ المرءِ أنَّ الحقَّ معه دون عامة علماء السنة أمرٌ يصعب التحقق منه
ويخشى معه من بطر الحق الذي عند الناس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
الكبر بطر الحق و غمط الناس ( م ) عن ابن مسعود
فالخوف من أن يصدع المرء بأمر يظنه حقا وهو باطل
فيكون صادعا بالباطل مدافعا عنه
فإن قلت لي إنك 00 مطمئن لطريقك ومنهج مذهبك 00 فسأقول لك 00!!
لقد زُين لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ 00 !!
قال الله تعالى
كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وقال
إن العبرة بموافقة السنة والدليل الشرعي لا بإحساس القلب 00!!
00
أنسينا أن أصحاب الجرائم والعقائد المنحرفة يرون أنهم على حق 00!!
لا يمكن لأحد أن يبرئ نفسه من نفسه الأمارة بالسوء أو من أثر الشيطان عليه 00!!
00
والمشكلة 00 أن رؤية الأعمال زينة يصد عن البحث عن الحق والحقيقة 00!!
كما أخبر الله تعالى
وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ
]
##*********##
حاسب نفسك يا شيخ
!!
أترى أنك مع الله تتكلم لله وبالله
وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
؟؟
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله
:
" قال أبو بكر الكتاني : جرت مسألة في المحبة بمكة أعزها الله تعالى أيام الموسم فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد أصغرهم سنا
فقالوا هات ما عندك يا عراقي فأطرق رأسه ودمعت عيناه
ثم قال
:
عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه
ناظر إليه بقلبه
أحرَقَتْ قلبَه أنوارُ هيبتِه وصفا شُربه من كأس وُدِّه
وانكشف له الجبار من أستار غيبه (1)
فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن تحرك فبأمر الله
وإن سكت فمع الله فهو بالله ولله ومع الله
فبكى الشيوخ وقالوا ما على هذا مزيد جزاك الله يا تاج العارفين
" مدارج السالكين م3 ص 16
]
إن المؤمن الذي يرجو الله والدار الآخر لا ينفك يتهم رأيه ويتحرى الحق ويبحث ويسال ويستشير ويستخير
ثم هو بعد كل هذا يسال الله الهداية
!!!!!!!
وإن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدوة
فقد ثبت في صحيح مسلم
أن أمنا أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها وعن أبيها
قالت
:
كان إذا قام من الليل افتتح صلاته
:
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك
إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
"
وحقيقة الأمر أن العبد مفتقر إلى أن يسأل الله كثيرا
أن يرزقه العلم والهدى فبذكر الله والافتقار إليه يهديه الله ويدلُّه
كما قال
:
يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم
و
" الحق إنما هو لله وبالله ومن الله ، صدق قول القائل : ألا كل شيء ما خلا الله باطل " لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله م 2 ص 425
ولهذا فنحن
نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ليقيننا أنه
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
فمن الحجب التي تمنع رؤية الحق شرور أنفسنا وذنوبنا وسيئات أعمالنا
فمن الذنوب ما يكون سببا لخفاء العلم النافع أو بعضه
بل يكون سببا لنسيان ما عُلِم ،
و لاشتباه الحق بالباطل تقع الفتن بسبب ذلك .
و
الله سبحانه كان أسكن آدم و زوجه الجنة
و قال لهما كلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين
فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه
،
فكل عداوة كانت في ذريتهما و بلاء و مكروه و تكون إلى قيام الساعة و في النار يوم القيامة سببها الذنوب و معصية الرب تعالى
،
فالإنسان إذا كان مقيما على طاعة الله باطنا و ظاهرا كان في نعيم الإيمان
،
و العلمُ واردٌ عليه من جهاته و هو في جنة الدنيا .
(( باقتباس من فتاوى شيخ الإسلام 5 م 14 ص 160 ))
والمسلم يردد قوله تعالى
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
ويعلم أن جهاده في هذه الدنيا يجب أن يكون لله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد روي في السنة
:
انطلقوا باسم الله وبالله وعلى سنة رسول الله
تقاتلون أعداء الله في سبيل الله
قتلاكم أحياء يرزقون في الجنان وقتلاهم في النار يعذبون
لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنامكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين
طالع الاستذكار م 5 ص 33
((@))
والربانيون يسالون الله أن يشرح صدورهم للحق
ويرددون حديث ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
"
اللهم اجعل في قلبي نورا و في لساني نورا و في بصري نورا و في سمعي نورا و عن يميني نورا و عن يساري نورا و من فوقي نورا و من تحتي نورا و من أمامي نورا و من خلفي نورا و اجعل لي في نفسي نورا و أعظم لي نورا
( حم ق ن ) عن ابن عباس .
" فولي الله فيه من الموافقة لله ما يتحد به المحبوب والمكروه والمأمور والمنهى ونحو ذلك
فيبقى محبوب الحق محبوبه
ومكروه الحق مكروهه
ومأمور الحق مأموره
وولى الحق وليه
وعدو الحق عدوه
بل المخلوق إذا أحب المخلوق محبة تامة حصل بينهما نحو من هذا حتى قد يتألم أحدهما بتألم الأخر ويلتذ بلذته "
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله م 2 ص 373
ومن أقوال الحافظ ابن القيم رحمه الله
:
"
المحب الصادق إن نطق ، نطق لله وبالله
وإن سكت ، سكت لله
وإن تحرك فبأمر الله وإن سكن فسكونه استعانة على مرضات الله فهو لله وبالله ومع الله
و
معلوم أن صاحب هذا المقام أحوج خلق الله إلى العلم
فإنه لا تتميز له الحركة المحبوبة لله من غيرها ولا السكون المحبوب له من غيره إلا بالعلم
فليست حاجته إلى العلم كحاجة من طلب العلم لذاته
...
وقال محمد بن الفضل الزاهد رحمه الله
:
ذهاب الإسلام على يدي أربعة أصناف من الناس
صنف لا يعملون بما يعلمون
وصنف يعملون بما لا يعلمون
وصنف لا يعملون ولا يعلمون
وصنف يمنعون الناس من التعلم
قلت
:
الصنف الأول من له علم بلا عمل فهو أضر شيء على العامة فإنه حجة لهم في كل نقيصة ومنحسة
والصنف الثاني العابد الجاهل فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته وصلاحه فيقتدون به على جهله وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل
فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون فان الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم
فإذا كان العلماء فجرة والعباد جهلة عمت المصيبة بهما
وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة
والصنف الثالث الذين لا علم لهم ولا عمل وإنما هم كالأنعام السائمة
والصنف الرابع نُوَّابُ إبليس في الأرض !!
وهم الذي يثبطون الناس عن طلب العلم والتفقه في الدين فهؤلاء أضر عليهم من شياطين الجن فإنهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله وطريقه .
لابن القيم رحمه الله باختصار م 1 ص 160 مفتاح دار السعادة
*******
أخيراً
تذكر أخي يوم التغابن
فحذا أن تكون من المغبونين يوم القيامة
ويَغْبِنُك من جردوا متابعة السنة النبوية واتهموا رأيهم
ويَغْبِنُك الواقفون بعيدا عن الشبهات
ويَغْبِنُك من احتاطوا لدينك
ويَغْبِنُك من ارتفعت منزلتُه في الجنة بورعهم عن تقحم الشبهات ممن ترى أنهم أقل ذكاء منك
اعمل بآثار النب ... ي فإنها النور المبين
خير البرية أحمد ... والحق يصحبه اليقين
#
هذه أسباب عدم الاعتراف بالحق
بقلم العلامة المعلمي رحمه الله
قال العلامة المعلمي اليماني رحمه الله
:
"
و مخالفة الهوى في الاعتراف بالحق من وجوه
الأول
:
أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل
،
فالإنسان ينشأ على دين أو اعتقاد أو مذهب أو رأي يتلقاه من مربيه و معلمه على أنهحق فيكون عليه مدة
،
ثم إذا تبين أنه باطل شق عليه أن يعترف بذلك
،
و هكذا إذا كانآباءه أو أجداده أو متبوعه على شيء ثم تبين له بطلانه
و ذلك أنه يرى أن نقصهممستلزم لنقصه
فاعترافه بضلالهم أو خطأهم اعتراف بنقصه
!!
حتى أنك لترى المرأة في زماننا هذا إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها الخلاف بين أم المؤمنين عائشة وغيرها من الصحابة
أخذت تحامي عن قول عائشة لا شيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها
فتتوهمأنها إذا زعمت أن عائشة أصابت و أن من خالفها من الرجال أخطاؤا
كان في ذلك إثبات فضيلة لعائشة على أولئك الرجال
فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقا
فينالها حظمن ذلك
و بهذا يلوح لك سر تعصب العربي للعربي و الفارسي للفارسي و التركي للتركي وغير ذلك
حتى لقد تعصب الأعمى في عصرنا هذا للمعري
.
!!!
الثاني
:
أن يكون قد صار له في الباطلجاه و شهرة و معيشة
فيشق عليه أن يعترف بأنه على باطل فتذهب تلك الفوائد
الوجه الثالث
:
الكبر يكون الإنسان على جهالة أو باطل فيجيء آخر فيبين له الحجة
فيرى إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص
و أن ذلك الرجل هو الذي هداه
و لهذاترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الاعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين لهببحثه و نظره
،
و يشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بين له .
الوجه الرابع
:
الحسد و ذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق
فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكوناعترافا لذلك المبين بالفضل و العلم و الإصابة
فيعظم ذاك في عيون الناس و لعلهيتبعه كثير منهم
و إنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئة غيره منالعلماء و لو بالباطل
حسدا منه لهم و محاولة لحط منزلتهم عند الناس
.
التنكيل م 2 ص 180
والله الهادي لسبيل الرشاد والموفق لطريق السداد وهو المثبت والمعين .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
تمت على عجل ولعلها تحتاج إلى إصدار ثان .
وكتب
حاتم الفرائضي
17/11/ 1430
من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
(1) في الحديث الصحيح الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ( م 3 ) عن عمر ( حم ق ه ) عن أبي هريرة .