أثر المطر2
2012-10-12, 08:11 PM
قال ابن المقفع في وصيته لاختيار الصديق :
" اجعل غاية تشبثك في مؤاخاة من تؤاخي و مواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل إلى قطيعة أخيك ،
و إن ظهر لك منه ما تكره ،
فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت أو كالمرأة التي تطلقها إذا شئت ،
و لكنه عرضك و مروءتك ،
فإنما مروءة الرجل إخوانه و أخدانه ،
فإن عثر الناس على أنك قطعت رجلاً من إخوانك ، و إن كنت معذراً نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء و الملال فيه ،
و إن أنت مع ذلك تصبرت على مقارته على غير الرضى عاد ذلك إلى العيب
و النقيصة .
فالاتئاد الاتئاد ! و التثبت التثبت !
و إذا نظرت في حال من ترتئيه لإخائك ، فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيهاً غير مراء و لا حريص ، و إن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً ليس بجاهل و لا كذاب و لا شرير و لا مشنوع .
فإن الجاهل أهل أن يهرب منه ابواه ، و إن الكذاب لا يكون أخاً صادقاً ، لأن الكذب الذي يجري على لسانه إنما هومن فضول كذب قلبه ، و إنما سمي الصديق من الصدق . و قد يتهم صدق القلب و إن صدق اللسان . فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان ؟ و إن الشرير يكسبك العدو ، و لا حاجة لك في صداقة تجلب العداوة ، و إن المشنوع شانع صاحبه .
و اعلم أن انقباضك عن الناس يكسبك العداوة ، و أن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء .و سوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء . فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره ، و إن قطعته شانك اسم القطيعة ، و أزمك ذلك من يرفع عيبك و لا ينشر عذرك ، فإن المعايب تنمي و المعاذير لا تنمي ".
" اجعل غاية تشبثك في مؤاخاة من تؤاخي و مواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل إلى قطيعة أخيك ،
و إن ظهر لك منه ما تكره ،
فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت أو كالمرأة التي تطلقها إذا شئت ،
و لكنه عرضك و مروءتك ،
فإنما مروءة الرجل إخوانه و أخدانه ،
فإن عثر الناس على أنك قطعت رجلاً من إخوانك ، و إن كنت معذراً نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء و الملال فيه ،
و إن أنت مع ذلك تصبرت على مقارته على غير الرضى عاد ذلك إلى العيب
و النقيصة .
فالاتئاد الاتئاد ! و التثبت التثبت !
و إذا نظرت في حال من ترتئيه لإخائك ، فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيهاً غير مراء و لا حريص ، و إن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً ليس بجاهل و لا كذاب و لا شرير و لا مشنوع .
فإن الجاهل أهل أن يهرب منه ابواه ، و إن الكذاب لا يكون أخاً صادقاً ، لأن الكذب الذي يجري على لسانه إنما هومن فضول كذب قلبه ، و إنما سمي الصديق من الصدق . و قد يتهم صدق القلب و إن صدق اللسان . فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان ؟ و إن الشرير يكسبك العدو ، و لا حاجة لك في صداقة تجلب العداوة ، و إن المشنوع شانع صاحبه .
و اعلم أن انقباضك عن الناس يكسبك العداوة ، و أن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء .و سوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء . فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره ، و إن قطعته شانك اسم القطيعة ، و أزمك ذلك من يرفع عيبك و لا ينشر عذرك ، فإن المعايب تنمي و المعاذير لا تنمي ".