تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نساء اليمن.... والحرب الصليبية .... لله دركنّ يا بنات يافع وقحطان


اللجنة الإخبارية
2009-11-03, 04:50 PM
نساء اليمن والحرب الصليبية


هنيئاً لهن مشاركتهن في صد أشرس حملة صليبية على أمة الإسلام، في زمنٍ تخاذل فيه الرجال, هنيئا لهن أن اصطفاهن الله، ليكنّ ضمن الجيش الذي يسعى لتحرير المسجد الأقصى، وباقي مقدسات المسلمين المحتلة. هنيئاً لهن حينما وقفن صفاً واحداً بمبادئهن وقيمهن، كما يحب الله ويرضى، أمام الحملة العاتية التي يشنها الصليبيون على المرأة المسلمة. وفي هذا المقال نضع بين أيديكم ملامح للصورة الجميلة التي جسدتها المرأة اليمنية، لأن المقام لا يقبل إلا بها : -امرأة قارب عمرها الستين، لا تخاف إلا من رب البشر قامت بإيواء وحماية أخطر المطلوبين للحكومة اليمنية، أبو بصير وفواز الربيعي -تقبله الله- في أول يوم من أيام هروبهم من سجن الأمن السياسي، آوتهم في بيتها الذي يقع في وسط العاصمة صنعاء، وبين عسكر وجنود علي عبد الله صالح، وفي ظل استنفار أمني كبير من كافة المؤسسات العسكرية، وأثناء حالة تأهب ترقب الداخل والخارج. ولم يلجأ إليها الإخوة إلا بعد أن رفض ( الرجال! ) إيوائهم، ومنهم من قام بعملٍ بطولي لن ينساه التاريخ، وكيف ينسى؟ وقد قاموا بطرد الفارين بدينهم.فانظر كيف استبدلهم الله عز وجل بتلك العجوز؟ التي قامت بتسخير بيتها وأبنائها في خدمتهم، وكانت توفر لهم الطعام، وتقوم بتثبيتهم وتصبيرهم ورفع معنوياتهم، فلما أراد الإخوة مكافأتها ومجازاتها ردت عليهم بكلمة عظيمة لا تصدر إلا من امرأة عظيمة، كم تحتاج الأمة إلى الكثير من مثيلاتها، قالت : يا أولادي أريد منكم إذا قتل واحد منكم أن يشفع لي عند الله . ولو لم يكن لها سوى هذا الموقف لكفى، إلا أنها استمرت في خدمة المجاهدين في ظل تنازل (الرجال!) عن أدوارهم، ومن يهن يسهل الهوان عليه. نسأل الله عز وجل أن يرزقها الفردوس الأعلى من الجنة . -أم المهاجرين -كتب الله أجرها وأعلى منزلتها- فما من مهاجرٍ فار بدينه إلا ولها فضل عليه، وكان من أعمالها الصالحة أن دفعت بأبنائه لمواجهة الصليبين وعملائهم، فكانوا خير أنصار لخير مهاجرين، وكانت لهم أعمال بطولية كثيرة في نصرة الإسلام، من بينها المشاركة في معركة مأرب الأخيرة، وصد الحملة التي شنها العملاء. أم المهاجرين لا يخلو بيتها وبيوت أبنائها من المهاجرين، ولا يهدأ لها بال حتى تطمئن عليهم، ولا تُسَرُ بعيدٍ من أعياد المسلمين حتى تقدم لهم (كبشاً) هديةً لهم في العيد.لا تهاب من قوى العالم، وتعتقد أن الله أكبر منهم، ولذلك تستمع برؤية الطائرات التي أرعبت الكثير من (الرجال!). ويكفيها أن نرسل لها قول الله عز وجل في الأنصار : (وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ). -أم ( حمد ) امرأة مسنة .. في شدة الحر وفي ظل أوضاع أمنية شديدة الخطورة، تقوم بنقل الطعام والماء مشياً على الأقدام لذلك الشعب البعيد الذي يتواجد به مهاجرون فارون بدينهم، وتنقل لهم كذلك بآخر الأخبار، وكان خبر مقتل ابنها في سبيل الله من أجمل الأخبار التي نقلتها للمطاردين في ذات الله، ولقد كان حالها وهي تنقل الطعام للمهاجرين حال الصحابية أسماء -رضي الله عنها- ذات النطاقين، عندما كانت تنقل الطعام للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبي بكر -رضي الله عنه- الفارين بدينهم من بطش قريش، والمختبئين في غار ثور. . كان ممن خدمتهم أم حمد الاستشهادي أبو الخير عبد الله عسيري- تقبله الله- الذي لم ينس صنيعها حتى في وصيته، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. -نساء عبيدة، وما أدراك ما نساء عبيدة؟ لم يتنازلن عن أبنائهن يوم تكالب الكفار والمرتدون عليهم، وربطن مصيرهن بمصير أبنائهن حياةً أو موتا، في الوقت الذي تخلى فيه بعض مشايخ القبيلة عنهم، في صفقةٍ خاسرة، الرابح الوحيد منها أعداء الإسلام، ولذلك لم تعد لهم قيمة، لا في أعين قبائلهم، ولا في أعين الأعداء الذين استأجروهم. نساء عبيدة لهن مشاهد كثيرة، لا نستطيع حصرها، ونكتفي هنا بذكر مواقفهم في معركة مأرب الأخيرة، والتي ظهرت فيها أصالتهن وطيب منبتهن، ومدى حبهن لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم -. 1. أم ( عبد العزيز ) امرأة مباركةٌ، عندما انقدحت أول شرارة للمعركة قامت بتجهيز أبنائها بالسلاح والعتاد، وأرسلتهم للمعركة، فلله درها ودر أبنائها الأبطال. 2.نساء آل شبوان، اللواتي لم يرعبهن هدير المدافع وأزيز الرصاص وقذائف الآر بي جي، وكن يدخلن في وسط المعمعة، ينقلن لأبنائهن المجاهدين الطعام والماء وغيرها من الخدمات التي يحتاجها المجاهدون في المعركة. ولقد ذكرت من هذه المواقف العظيمة ما سطره التاريخ عن الصحابية الجليلة أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية التي قاتلت في معركة أحد، حيث قالت: خرجت أول النهار، وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إلي، قالت أم سعد بنت سعد بن الربيع: فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قميئة أقمأه الله، لما ولى الناس عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أقبل يقول: دلوني على محمد، فلا نجوت إن نجا. فاعترضته أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول -الله صلى الله عليه وسلم- فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه درعان. ولقد سار نساء آل شبوان المباركات على نفس خطى الصحابية الجليلة أم عمارة -رضي الله عنه- ليظهروا للعالم الصورة المشرقة للمرأة المسلمة، والواجب عليها في هذا العصر. ولن أنسى هنا أن أذكر موقف النساء الصالحات من آل شبوان، اللواتي لجئن إلى الله –عز وجل- وقمن للصلاة يطلبن من الله النصر، فأتم الله لهن ما أردن، وتحقق لهن النصر، ولله الحمد والمنة. -أم ( عبد الله ) امرأة تعتز بالله، ولا تقبل أن يكون أبناؤها إلا وقوداً للمعركة، فتطردهم من بيتها، وتقول لهم: (روحوا للمجاهدين).وكان من كرمها أنها ترسل للمجاهدين بين الحين والآخر السمن والعسل. فنسأل الله أن لا يحرمها ورود حوض نبيه -صلى الله عليه وسلم- . -أم ( الوليد الأبينية ) أرسلت بيعتها للأمير أبي بصير -حفظه الله- وتتعرض في الورقة إلى واقع المسلمين، والواجب عليها تجاه ذلك، وأنها تتمنى خدمة المجاهدين بكل ما يحتاجونه. لتعيد لنا الصورة الجميلة للصحابية الجليلة أم عمارة و الصحابية الجليلة أسماء بنت عدي -رضي الله عنهن- اللواتي خرجن للعقبة مع الأنصار وبايعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. -أم ( صالح ) الحضرمية، عجوز مسنة -حفظها الله وبارك في عمرها ورد لها غائبها- فلقد مكث الفارون بدينهم عند ابنها بضعة أشهر، فلم تتغير ضيافتهم لهم ولو ليومٍ واحد، رغم حالاتهم المادية الصعبة،وكان ممن قامت بإيوائه القائد فواز الربيعي -رحمه الله- فعندما أراد الخروج من بيتها والانتقال لمكان آخر حزنت حزناً شديداً، حتى بكت، وطلبت منه أن لا يخرج، رغم أن واحدا من أبنائها أسر بسبب إيوائه لهم، فنسأل الله –عز وجل- أن يرفع ذكرها في الدنيا والآخرة، ويفك أسيرها من أيدي الطواغيت، هو على ذلك قدير. -قبيلة كاملة رجالاً ونساءً، يقول الأمير أبو بصير -حفظه الله-: جئنا إليهم قاصدين بطلاً من أبطالهم بعد هروبنا من السجن، لا نملك شيئاً إلا دعوة موسى -عليه السلام- : (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) . فآوونا وأكرمونا وأعطونا أموالهم ووضعوا نحورهم دوننا وخدمونا حتى خروجنا من عندهم، ولا زالت بيوت أبطالهم لا يغيب عنها المهاجرون، - قبيلة أخرى ساقها الله إلينا وساقنا إليها، فأصبحنا جسداً واحدا، ووفد إليهم المهاجرون والمهاجرات، فكانوا نعم الأنصار والأنصاريات، وكأنك ترى عبد الرحمن بن عوف وبلال -رضي الله عنهم- المهاجرين من مكة، مع سعد بن عبادة وسعد بن معاذ -رضي الله عنهم- الأنصاريين في المدينة، وكأنك تسمع عن أسماء بنت أبي بكر وأم أيمن رضي الله عنهن المهاجرات من مكة، مع أم حرام بنت ملحان وأم سليم -رضي الله عنهن- الأنصاريات في المدينة. وعندما غادر الاستشهادي أبو الخير- تقبله الله- متجهاً إلى عمليته كأن جزء كبيرا من جسدهم فقدوه, نسأل الله -عز وجل- أن ينزل عليهم رحماته، وأن يسكنهم أعلى جنانه. وفي الختام القصص تطول وما سبق ما هو إلا غرفة اغترفناها لكم من البحر العظيم وكان لا بد من وقفات مع تلك المواقف: ·إن الحرب الشرسة التي شنها العالم الصليبي على المرأة المسلمة كان من أبرز أهدافها وأهمها هو منع المرأة المسلمة من القيام بدورها الحقيقي في نصرة الدين وتربية الأبناء على الجهاد والتضحية، لأن وقوفهن تحت راية الجهاد كان له أثرٌ في هزيمتهم في الماضي . ·أن نساء اليمن العفيفات رفعن الراية عالية لمواجهة التيار الغربي، ووضعن الراية في قالبها الصحيح، بعد توهان الكثير في سراديب التقدم والتحرر.. إنهن وضعن الراية في قالب طليعة الأمة المجاهدة . ·أن هناك لحمة قوية في أرض الإيمان والحكمة بين المجاهدين والناس، رجالاً ونساءً زرافاتٍ ووحدانا، وأنهم يدٌ واحدة على من سواهم. ·أن هذه الأفعال دليل واضح على دخول الجهاد إلى البيوت وأن فكرة المقاومة أصبحت قضية مفصلية لغالبية الشعوب الإسلامية .
منقول