اللجنة الإخبارية
2009-11-02, 09:30 PM
http://img217.imageshack.us/img217/6311/95821229ac8.gif (http://imageshack.us/)
http://www.homelandsecurityus.net/top.bin.laden.cnn.jpg
لا ينكر فضل الشيخ أسامة حفظه الله ونصره، جهاده وتضحياته ونصحه للأمّة الاّ كافر أو منافق، ومهما قيل عنه فلا يضرّه ذلك شيئا ، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته.
لله درّه ، لم نسمعه يغتاب شخصا بعينه حتّى أولئك الذين فسّقوه وضلّلوه وبدّعوه ، وهذه لعمري أخلاق المجاهدين، الذين لا همّ لهم الاّ العمل من أجل نصرة أمّة الإسلام ودحر أعدائها ، وهنا يكمن السرّ ، فلو اشتغل النّاس والدعاة خصوصا بحال أمّتهم، وفقهوا دورهم، وارتفعوا إلى مستوى الأحداث، لما وجدوا وقتا يتهكّمون فيه على المجاهدين، ولاشتغلوا بأعداء الأمّة، الذين هتكوا الأعراض وهدّموا المساجد وعاثوا في الأرض فسادا.
لقد كثر الكلام عن الشيخ وقاعدته ، والمنهج الذي ينتهجونه، والحقيقة التي يحاول هؤلاء تغييبها أو تزييفها هي: لا شرعية للتغيير الاّ للجهاد .. والمجاهدون هم الذين يحكمون ولا يُحكم عليهم.
وكيف يحكم أعمى على بصير لا أبا لكم؟.
قال العلاّمة حمود بن العقلاء الشعبي رحمه الله عن أسامة: هو مجاهد مؤمن يقاتل على منهج الكتاب والسنّة بحذافيره.
قال ابن المبارك والأوزاعي: إذا اختلف النّاس في شيء، فانظروا ما عليه أهل الثغر " يعني أهل الجهاد" فانّ الله تعالى يقول: والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا، وهذا أيضا رأي أحمد وابن القيم." مدراج الساكين 1/510.
قال السعدي: رحمه الله: هذا كلّه يدلّ على أنّ أولى النّاس بموافقة الصواب أهل الجهاد. " تفسير السعدي 636".
قلت: أسّس الشيخ حفظه الله جماعة من خيرة شباب الأمّة وقام يجاهد أعداء الله امتثالا لأمر ربّه.
قال العلاّمة عبد الرحمن بن حسن : ولا ريب أنّ فرض الجهاد باق إلى يوم القيامة٬والمخاطب به المؤمنون ٬ فإذا كان هناك طائفة مجتمعة لها منعة وجب عليها أن تجاهد في سبيل الله بما تقدر عليه لا يسقط عنها فرضه بحال٬ ولا عن جميع الطوائف. ( الدرر السنيّة 7/98).
وقال شيخ الإسلام: ولمّا كان الجهاد من تمام ذلك ( أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) كان الجهاد أيضا كذلك٬ فإذا لم يقم به من يقومبواجبه أثِـم كلّ قادر بحسب قدرته إذ هو واجب على كلّ إنسان بحسب قدرته.( الفتاوى 28/ 126).
قال السلف رحمهم الله: وان لم يقع ذلك إلاّ لطائفة وجب عليهم القيام… شرح النووي على مسلم 12/229.
فلما هذا الاستنكار والتشنيع على الشيخ أسامة؟.
هل خالف الشرع .. أم لأنّه عكّر عليكم صفو الحياة ؟.
أم هل أنتم ناقمون عليه لأنّه أفسد ما أنجزتــــم؟.
وماذا أنجزتم بالله عليكم؟.
ألوف مؤلّفة من طلبة العلم؟.
وماذا فعلت هذه الألوف التي تخرّجت على أيديكم؟
حفظ وتشدّق ولا شيء، كالكتب الجاثمة فوق الرفوف.
لم يصنعوا حدثا ، ولا حتّى الأحداث العظام التي ألّمت بأمّتنا حرّكتهم، فهم كالخشب المسنّدة.
لقد أسمعـــــــــــت لو ناديت حيّا ** ولكنّ لا حياة لمن تناد
ولو أنّ نارا نفخت فيها لأضاءت ** ولكنّك تنفخ في رمــاد
نحن لم نرى منهم الاّ التطاول على بعضهم بعضا ، والكلّ " الاّ من رحم الله" يتسوّل على القنوات وعلى موائد الحكّام لتكثير الجمع ، والبحث عن الأنصار ، وتغرير الناس بذلك، لأنّ الفقهاء كما قال ابن عباس رضي الله عنهما يغارون من بعضهم كما تغار التيوس.
أعرضوا عن الجهاد ومقارعة العدو الذي أهلك الحرث والنسل ، وعكفوا على الكتابة حتّى أغرقونا بأطنان من الكتب والرسائل التي لا تحمل في طيّاتها الاّ الشتم والطعن لبعضهم بعضا.
بل وهل الأمّة في حاجة إلى مزيد من التأليف والتخريف؟؟ هل ترك السلف شيئا لم يكتبوه حتّى يضيفوه هؤلاء؟
لا والله ، لم يتركوا شيئا، وما علينا نحن " الخلف" الاّ أن نترجم هذه العلوم التي ورثناها إلى واقع يهدم هذه الأصنام التي تحكم الأمّة ، ويزلزل عروشهم. قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قرآنا يمشي.
أمّا الذين تخرّجوا من مدرسة الجهاد " أكبر جامعة في الحياة" لم يتتلمذوا على أيدي المشايخ ، ولم يحصلوا على أعلى الشهادات، ولكنّهم استطاعوا أن يزلزلوا أركان أكبر طاغوت في الأرض في عقر داره، ويصنعوا أكبر الأحداث في عصرنا الحديث، وما بطولات " خطّاب" و " أسد الفرات" و " محمد عطا" و " يحيى عيّاش" عنّا ببعيد.
شباب والله مكتهلون في شبابهم، عميّة عن الشرّ أعينهم، بطيئة عن الباطل أرجلهم، قد نظر الله إليهم في آناء الليل منثنية أصلابهم لمثاني القرآن، إذا مرّ أحدهم بآية فيها ذكر الجنّة وثواب الجهاد في سبيله بكى شوقا.. قد وصلوا ليلهم بكلال نهارهم .. موفون بعهد الله.. حتّى إذا رأوا طائرات العدو قد أقبلت ، ودبّاباته قد زمجرت ، ومدافعه قد دوّت ، وبرقت الكتيبة بصواعق الموت، استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد الله ، فمضوا قدما لا يبالون، مخترقون صفوف أهل الباطل يقاتلون، حتّى تتلطّخ محاسن وجوههم بالدماء، وتتعفّر جباههم بالثرى.
يقول الوفاء بن عقيل: إذا أردت أن تعلم محل الإيمان من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا إلى ضجيجهم في المواقف بلبيك ، وإنما أنظر إلى مواطئتهم لأعداء الشريعة. اهـ
أمّا تبجّح "مدارس أصحاب الفضيلة" بمصطلح المصالح والمفاسد فهذا أمر والله يثير السخرية.
البيت يحترق والقوم يشترطون أن نخمد تلك النيران بماء البحر أو الآبار، أمّا غيرها فلا يجوز، لأنّه قد ينفذ ويترتّب على ذلك مفاسد وفي إبقائه مصلحة.
يقول العلاّمة سليمان ابن سحمان: ولكنّ لمّا عاد الإسلام غريبا كما بدأ ، صار الجاهلون به يعتقدون ماهو سبب الرحمة سبب العذاب، وماهو سبب الألفة والجماعة سبب الفرقة والاختلاف، وما يحقن الدماء سببا لسفكها كالذين قال الله فيهم: وان تصبهم سيّئة يطيّروا بموسى ومن معه..
وقال الإمام الشاطبي: واعتبار الدّين مقدّم على اعتبار النّفس وغيرها في نظر الشرع.
وقال أيضا: المنافع الحاصلة للمكلف مشوبة بالمضار عادة، كما أن المضار محفوفة ببعض المنافع ،كما نقول إن النفوس محترمة محفوظة الإحياء، بحيث إذا دار الأمر بين أحياءها وإتلاف المال عليها، أو إتلافها وإحياء المال، كان إحياؤها أولى، فإن عارض إحياؤها إماتة الدين، كان إحياء الدين أولى، وإن أدى إلى إماتتها، كما جاء في جهاد الكفار، وقتل المرتد ، وغير ذلك، وكما إذا عارض إحياء نفس واحدة إماتة نفوس كثيرة في المحارب مثلا، كان إحياء النفوس الكثيرة أولى."الموافقات 2/39.
قال شيخ الإسلام: وتمام الورع أن يعرف الإنسان خير الخيرين، وشرّ الشرّين ، ويعلم أنّ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها والاّ فمن لم يوازن مافي الفعل والترك من المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية قد يدع واجبات ويفعل محرّمات ويرى ذلك من الورع ، أو يدع المعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله لما في فعل ذلك من أذى بعض النّاس والانتقام منهم حتّى يستولّى الكفّار والفجّار على الصالحين الأبرار فلا ينظر المصلحة الراجحة في ذلك ... إلى أن قال: وان كان قتل النفوس فيه شرّ فالفتنة الحاصلة بالكفر وظهور أهله أعظم من ذلك فيـدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما.
وقال أيضا: وذلك أنّ الله تعالى أباح من قتل النفوس ما يـحتاج إليه في صلاح الخلق، كما قال تعالى: " والفتنة أكبر من القتل" وان كان فيه شرّ وفساد ففي فتنة الكفّار من الشرّ والفساد ماهو أكبر. اهـ
قال الشيخ المجاهد أبو عبد الله المهاجر: وقد تقرّر في الأصول أنّ الضرر الخاصّ يتحمّل لدفع الضرر العام، وأنّ الضرر الأشدّ يزال بالضرر الأخفّ ، وأنّه إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضررا وأنّه يختار أهون الشرّين.
إذاً فحفظ الدين بالقضاء على حكم الطاغوت الذي يُـعبّد الناس له من دون رب العالمين ويسوقهم سوقاً نحو الكفر والردّة فضلاً عما يشيعه في البلاد وبين العباد من الظلم والإفساد مقدّم إجماعاً على حفظ غيره من الضروريات الأخرى أياً كانت تلك الضروريات.
وقد تبـيـّن لكلّ عاقل أنّ ضرر ترك القتال وتعطيله أعظم بما لا مزيد له في الدّين والدنيا ممّا قد يترتّب على القتال من ضرر يلحق البعض في نفس أو مال أو نحو ذلك مع كون هذا الضرر هو من الضرر الخاصّ مقارنة بالفواجع والمصائب التي تضرب الأمّة في دينها ودنياها. اهـ
يا رافعي علم الجــــــــــــــهاد تقدّموا ** ودعوا صفوف المحجمين وراء
خوضوا الكريهة حاسرين فان طغت ** لجج الملاحم فاركبوا الأشــــلاء
سيروا على بركة الله ، فأنتم والله على طريق أسلافكم الكرام..
سيروا ولا تأبهوا بنعيق الناعقين، وايّاكم أن تلتفتوا إلي الوراء، فليس هناك إلاّ الضجيج والنقيق.. والصياح والغبار.
منقول من الدررالدارانيه لأستاذناالفاضل الكريم سفيان الدارنى حفظه الله
*******
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/3909/1186076258.jpg
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/3909/1186076348.jpg
http://www.homelandsecurityus.net/top.bin.laden.cnn.jpg
لا ينكر فضل الشيخ أسامة حفظه الله ونصره، جهاده وتضحياته ونصحه للأمّة الاّ كافر أو منافق، ومهما قيل عنه فلا يضرّه ذلك شيئا ، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته.
لله درّه ، لم نسمعه يغتاب شخصا بعينه حتّى أولئك الذين فسّقوه وضلّلوه وبدّعوه ، وهذه لعمري أخلاق المجاهدين، الذين لا همّ لهم الاّ العمل من أجل نصرة أمّة الإسلام ودحر أعدائها ، وهنا يكمن السرّ ، فلو اشتغل النّاس والدعاة خصوصا بحال أمّتهم، وفقهوا دورهم، وارتفعوا إلى مستوى الأحداث، لما وجدوا وقتا يتهكّمون فيه على المجاهدين، ولاشتغلوا بأعداء الأمّة، الذين هتكوا الأعراض وهدّموا المساجد وعاثوا في الأرض فسادا.
لقد كثر الكلام عن الشيخ وقاعدته ، والمنهج الذي ينتهجونه، والحقيقة التي يحاول هؤلاء تغييبها أو تزييفها هي: لا شرعية للتغيير الاّ للجهاد .. والمجاهدون هم الذين يحكمون ولا يُحكم عليهم.
وكيف يحكم أعمى على بصير لا أبا لكم؟.
قال العلاّمة حمود بن العقلاء الشعبي رحمه الله عن أسامة: هو مجاهد مؤمن يقاتل على منهج الكتاب والسنّة بحذافيره.
قال ابن المبارك والأوزاعي: إذا اختلف النّاس في شيء، فانظروا ما عليه أهل الثغر " يعني أهل الجهاد" فانّ الله تعالى يقول: والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا، وهذا أيضا رأي أحمد وابن القيم." مدراج الساكين 1/510.
قال السعدي: رحمه الله: هذا كلّه يدلّ على أنّ أولى النّاس بموافقة الصواب أهل الجهاد. " تفسير السعدي 636".
قلت: أسّس الشيخ حفظه الله جماعة من خيرة شباب الأمّة وقام يجاهد أعداء الله امتثالا لأمر ربّه.
قال العلاّمة عبد الرحمن بن حسن : ولا ريب أنّ فرض الجهاد باق إلى يوم القيامة٬والمخاطب به المؤمنون ٬ فإذا كان هناك طائفة مجتمعة لها منعة وجب عليها أن تجاهد في سبيل الله بما تقدر عليه لا يسقط عنها فرضه بحال٬ ولا عن جميع الطوائف. ( الدرر السنيّة 7/98).
وقال شيخ الإسلام: ولمّا كان الجهاد من تمام ذلك ( أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) كان الجهاد أيضا كذلك٬ فإذا لم يقم به من يقومبواجبه أثِـم كلّ قادر بحسب قدرته إذ هو واجب على كلّ إنسان بحسب قدرته.( الفتاوى 28/ 126).
قال السلف رحمهم الله: وان لم يقع ذلك إلاّ لطائفة وجب عليهم القيام… شرح النووي على مسلم 12/229.
فلما هذا الاستنكار والتشنيع على الشيخ أسامة؟.
هل خالف الشرع .. أم لأنّه عكّر عليكم صفو الحياة ؟.
أم هل أنتم ناقمون عليه لأنّه أفسد ما أنجزتــــم؟.
وماذا أنجزتم بالله عليكم؟.
ألوف مؤلّفة من طلبة العلم؟.
وماذا فعلت هذه الألوف التي تخرّجت على أيديكم؟
حفظ وتشدّق ولا شيء، كالكتب الجاثمة فوق الرفوف.
لم يصنعوا حدثا ، ولا حتّى الأحداث العظام التي ألّمت بأمّتنا حرّكتهم، فهم كالخشب المسنّدة.
لقد أسمعـــــــــــت لو ناديت حيّا ** ولكنّ لا حياة لمن تناد
ولو أنّ نارا نفخت فيها لأضاءت ** ولكنّك تنفخ في رمــاد
نحن لم نرى منهم الاّ التطاول على بعضهم بعضا ، والكلّ " الاّ من رحم الله" يتسوّل على القنوات وعلى موائد الحكّام لتكثير الجمع ، والبحث عن الأنصار ، وتغرير الناس بذلك، لأنّ الفقهاء كما قال ابن عباس رضي الله عنهما يغارون من بعضهم كما تغار التيوس.
أعرضوا عن الجهاد ومقارعة العدو الذي أهلك الحرث والنسل ، وعكفوا على الكتابة حتّى أغرقونا بأطنان من الكتب والرسائل التي لا تحمل في طيّاتها الاّ الشتم والطعن لبعضهم بعضا.
بل وهل الأمّة في حاجة إلى مزيد من التأليف والتخريف؟؟ هل ترك السلف شيئا لم يكتبوه حتّى يضيفوه هؤلاء؟
لا والله ، لم يتركوا شيئا، وما علينا نحن " الخلف" الاّ أن نترجم هذه العلوم التي ورثناها إلى واقع يهدم هذه الأصنام التي تحكم الأمّة ، ويزلزل عروشهم. قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قرآنا يمشي.
أمّا الذين تخرّجوا من مدرسة الجهاد " أكبر جامعة في الحياة" لم يتتلمذوا على أيدي المشايخ ، ولم يحصلوا على أعلى الشهادات، ولكنّهم استطاعوا أن يزلزلوا أركان أكبر طاغوت في الأرض في عقر داره، ويصنعوا أكبر الأحداث في عصرنا الحديث، وما بطولات " خطّاب" و " أسد الفرات" و " محمد عطا" و " يحيى عيّاش" عنّا ببعيد.
شباب والله مكتهلون في شبابهم، عميّة عن الشرّ أعينهم، بطيئة عن الباطل أرجلهم، قد نظر الله إليهم في آناء الليل منثنية أصلابهم لمثاني القرآن، إذا مرّ أحدهم بآية فيها ذكر الجنّة وثواب الجهاد في سبيله بكى شوقا.. قد وصلوا ليلهم بكلال نهارهم .. موفون بعهد الله.. حتّى إذا رأوا طائرات العدو قد أقبلت ، ودبّاباته قد زمجرت ، ومدافعه قد دوّت ، وبرقت الكتيبة بصواعق الموت، استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد الله ، فمضوا قدما لا يبالون، مخترقون صفوف أهل الباطل يقاتلون، حتّى تتلطّخ محاسن وجوههم بالدماء، وتتعفّر جباههم بالثرى.
يقول الوفاء بن عقيل: إذا أردت أن تعلم محل الإيمان من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا إلى ضجيجهم في المواقف بلبيك ، وإنما أنظر إلى مواطئتهم لأعداء الشريعة. اهـ
أمّا تبجّح "مدارس أصحاب الفضيلة" بمصطلح المصالح والمفاسد فهذا أمر والله يثير السخرية.
البيت يحترق والقوم يشترطون أن نخمد تلك النيران بماء البحر أو الآبار، أمّا غيرها فلا يجوز، لأنّه قد ينفذ ويترتّب على ذلك مفاسد وفي إبقائه مصلحة.
يقول العلاّمة سليمان ابن سحمان: ولكنّ لمّا عاد الإسلام غريبا كما بدأ ، صار الجاهلون به يعتقدون ماهو سبب الرحمة سبب العذاب، وماهو سبب الألفة والجماعة سبب الفرقة والاختلاف، وما يحقن الدماء سببا لسفكها كالذين قال الله فيهم: وان تصبهم سيّئة يطيّروا بموسى ومن معه..
وقال الإمام الشاطبي: واعتبار الدّين مقدّم على اعتبار النّفس وغيرها في نظر الشرع.
وقال أيضا: المنافع الحاصلة للمكلف مشوبة بالمضار عادة، كما أن المضار محفوفة ببعض المنافع ،كما نقول إن النفوس محترمة محفوظة الإحياء، بحيث إذا دار الأمر بين أحياءها وإتلاف المال عليها، أو إتلافها وإحياء المال، كان إحياؤها أولى، فإن عارض إحياؤها إماتة الدين، كان إحياء الدين أولى، وإن أدى إلى إماتتها، كما جاء في جهاد الكفار، وقتل المرتد ، وغير ذلك، وكما إذا عارض إحياء نفس واحدة إماتة نفوس كثيرة في المحارب مثلا، كان إحياء النفوس الكثيرة أولى."الموافقات 2/39.
قال شيخ الإسلام: وتمام الورع أن يعرف الإنسان خير الخيرين، وشرّ الشرّين ، ويعلم أنّ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها والاّ فمن لم يوازن مافي الفعل والترك من المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية قد يدع واجبات ويفعل محرّمات ويرى ذلك من الورع ، أو يدع المعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله لما في فعل ذلك من أذى بعض النّاس والانتقام منهم حتّى يستولّى الكفّار والفجّار على الصالحين الأبرار فلا ينظر المصلحة الراجحة في ذلك ... إلى أن قال: وان كان قتل النفوس فيه شرّ فالفتنة الحاصلة بالكفر وظهور أهله أعظم من ذلك فيـدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما.
وقال أيضا: وذلك أنّ الله تعالى أباح من قتل النفوس ما يـحتاج إليه في صلاح الخلق، كما قال تعالى: " والفتنة أكبر من القتل" وان كان فيه شرّ وفساد ففي فتنة الكفّار من الشرّ والفساد ماهو أكبر. اهـ
قال الشيخ المجاهد أبو عبد الله المهاجر: وقد تقرّر في الأصول أنّ الضرر الخاصّ يتحمّل لدفع الضرر العام، وأنّ الضرر الأشدّ يزال بالضرر الأخفّ ، وأنّه إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضررا وأنّه يختار أهون الشرّين.
إذاً فحفظ الدين بالقضاء على حكم الطاغوت الذي يُـعبّد الناس له من دون رب العالمين ويسوقهم سوقاً نحو الكفر والردّة فضلاً عما يشيعه في البلاد وبين العباد من الظلم والإفساد مقدّم إجماعاً على حفظ غيره من الضروريات الأخرى أياً كانت تلك الضروريات.
وقد تبـيـّن لكلّ عاقل أنّ ضرر ترك القتال وتعطيله أعظم بما لا مزيد له في الدّين والدنيا ممّا قد يترتّب على القتال من ضرر يلحق البعض في نفس أو مال أو نحو ذلك مع كون هذا الضرر هو من الضرر الخاصّ مقارنة بالفواجع والمصائب التي تضرب الأمّة في دينها ودنياها. اهـ
يا رافعي علم الجــــــــــــــهاد تقدّموا ** ودعوا صفوف المحجمين وراء
خوضوا الكريهة حاسرين فان طغت ** لجج الملاحم فاركبوا الأشــــلاء
سيروا على بركة الله ، فأنتم والله على طريق أسلافكم الكرام..
سيروا ولا تأبهوا بنعيق الناعقين، وايّاكم أن تلتفتوا إلي الوراء، فليس هناك إلاّ الضجيج والنقيق.. والصياح والغبار.
منقول من الدررالدارانيه لأستاذناالفاضل الكريم سفيان الدارنى حفظه الله
*******
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/3909/1186076258.jpg
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/3909/1186076348.jpg