تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (5)..قصص منوعة ..حيـآكم الله )


мσση♥
2012-08-22, 03:20 AM
))السلام عليكم ورحمة الله وبركاته((

جمعت لكم كم قصة عجبتني
وآتمنى تعجبكم :
.
.
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ(1)
قصتي مع صلاة الفجر
أحمد خالد العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم

حدثني من أثق به من أهل مدينة جدة وقال لي : لي ست سنوات لم تفتني صلاة الفجر مع الجماعة بل ولله الحمد والمنة أحضر إلى المسجد قبل أن يفتح المؤذن باب المسجد , وفي يوم من الأيام أستاذنت إمام المسجد بنسخ مفاتيح أبواب المسجد فسمح لي بذلك وأصبحت أسابق المؤذن في فتح الأبواب وتشغيل المكيفات والأنوار.



واستمرت الهمة ولم أجعلها تقف بهذا الحد، فأخبرت إمام المسجد بفتح مسابقة في المسجد بعنوان: ( فرسان الفجر ) , وهي تعويد أبناء الحي على الحرص على الصلوات وخاصة صلاة الفجر وتكلم الإمام جزاه الله خيرا بهذه المسابقة وتمت الموافقة من قبل أبناء الحي بالتحضير اليومي بدفتر التحضير وفي كل نهاية شهر يكرمون الأبناء مع أولياء أمورهم وتسليمهم جوائز قيمة، ووصل عددهم بفضل الله إلى 32 طالب ولله الحمد .



يقول لي: أبشرك إنني أيقظ 49 زميل لي لمدة 6 أشهر عبر الجوال لصلاة الفجر أتصل بهم قبل الصلاة كل يوم، ثم توقفت عن ذلك خشية الاعتماد علي والخمول عن الصلاة .



يقول : ومن كرم الله علي إنني أسكن في عمارة يسكن بها والدي ويومياً بعدما أحضر أبناء الحي لصلاة الفجر، أذهب إلى منزل والدي وأقبل رأسهم وأيديهم وأقرا لوالدتي بعض السور وبفضل الله حفظت والدتي سورة تبارك وبعض السور وذلك لتكراري لها لمدة 9 أشهر تقريباً، ولازلت على هذا الحال .



وبفضل الله تزوجت ورزقني الله بطفله ولم أتوقف عن هذا العمل بل صرت أجتهد أكثر مما كنت فاشتريت ساعة جرس فوضعتها في الصالة لكي لا تزعج طفلتي وزوجتي بوقت صلاة الفجر وأنبه جوالي على قبل الصلاة بساعة تقريباً ووضعت برنامج المنظم بجوالي لكي أستيقظ لهذه الصلاة فأيقظ زوجتي ثم أذهب إلى المسجد .



يقول : أقسم بالله أموري في تيسير ووالداي تعودوا على مروري اليومي لهم , وأسمع منهم الدعاء لي بالتوفيق والصلاح .



يقول لي: أسأل نفسك لو أن أحداً قال لك : أن ملك من ملوك الدنيا ينتظرك الساعة الرابعة فجراً كيف سيكون شعورك! يا سبحان الله.. هذا ملك من ملوك الدنيا فكيف بملك الملوك الله عز وجل ينزل بثلث الأخير من الليل ليعطي السائل مسألته ويغفر لتائب زلته فسبحانه ما أرحمه، وهل ستنام عن هذا الموعد ؟



ولو أن لديك رحلة إلى المطار الساعة الخامسة فجراً .. هل ستنام عن هذه الرحلة بطبع لا ؟



ولو قالوا لك أن من يصلي الفجر في المسجد يحصل على 1000 ريال وأنت خارج من الباب تسلم إليك ؟ هل ستنام عن هذه الفريضة ؟ بالطبع لا ..



فقلت له: ما هي العوامل التي تعينك بعد الله لصلاة الفجر ؟



فقال :



- الدعاء بأن الله يعينك على القيام لصلاة الفجر وجميع الصلوات.



- الوضوء قبل النوم .



- قراءة المعوذات وأية الكرسي وأواخر سورة البقرة والنفث على الكف ثلاثاً ومسح سائر الجسد أن أمكن، والنوم على الشق الأيمن .



- طهر قلبك من أمراض القلوب ولا تجعل في قلبك غل لأحد من الناس وسامح من أخطأ في حقك .



- وضع المنبهات مثل ساعة الجوال وبرنامج يوقظك لصلاة مثل برنامج المنظم أو خاشع للجولات وشراء ساعة منبه وتوقيتها لصلاة الفجر والتنسيق بين الأصدقاء من يستيقظ قبل الأخر يوقظ زميله.



الفوائد من هذه القصة :



-حرص هذا الرجل على هذه الفريضة وعظم فضلها ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله .



- بر الوالدين من أسباب التوفيق في الدنيا والفوز في الآخرة .



- الدعاء بأن يستيقظ للصلوات وخاصة صلاة الفجر وحرصه على آداب النوم .



- حبه للخير في نشر برنامج أبناء الحي وتعويدهم على الاستيقاظ لذهاب إلى المسجد للصلوات وخاصة صلاة الفجر .



- سلامة القلب من أعظم استمرار الأعمال الصالحه .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ(2)



قصة معبرة: برازيلي يُسلم , و يُسميه الملك عبدالله بعبدالعزيز في رؤياه
مدونة عقد


بسم الله الرحمن الرحيم
في مصلى صغير ، يقع على أطراف مدينة مونتريال الكندية .. يُدعى مصلى إبراهيم .. يجلس ذلك الشيخ الباكستاني الوقور بكل سمت .. ما بين تدريس للقرآن و دعوة و عبادة .. رثّ الثياب .. كثيف اللحية .. سمحٌ ، متواضع .. و ابتسامةٌ لا تفارقه .. قد بلغ من العمر عتياً .. هذا المصلى هو بيته و مدرسته و مصلاه ..

ترددت على هذا المصلى كثيراً فما رأيتُ منه إلا حسنَ خلق .. و ما سألني قطُ حاجةً و إن كانت آثار الحاجة تبدو على هيئته و محياه ..

يدفعني الفضول كلما دخلت هذا المصلى و أنا أرى فراشه مسنود على الجدار الخلفي ، و مكان الوضوء هو حمامه الشخصي و مطبخه ، أن اسأله عن سره .. لكني فضلت السكوت حتى لا أكدر خاطري بهموم الآخرين و احتياجاتهم ..!

لكن ربي أراد أن يعلمني درساً في التضحيةِ لدينه ...

صليت يوماً في هذا المصلى و إذ بي أرى هذا الشيخ الباكستاني يهم بالخروج مع رجلٍ آخر ذو بشرة بيضاء .. و عندما انتهيت من صلاتي و اتجهت لسيارتي ، إذ بسيارتهم تقف بجانب سيارتي .. سلمتُ عليهم ، فردوا السلام بكل بشاشةٍ ، ثم ناداني هذا الشيخ الباكستاني لأن أسلّم على هذا الأخ البرازيلي ، فهو للتو قد دخل في الاسلام .. سلمت عليه بكل حرارةٍ و هنأته ، و في رأسي ألف سؤال و سؤال عن كيفية إسلامه .. تحمس الأخ البرازيلي كثيراً لمّا علم أني من بلاد الحرمين ، فتعلق بي و طلب رقم هاتفي .. و أخبرته أني سأبحث له عن نسخةٍ من القرآن الكريم بلغته البرتغالية ..

همتي الضعيفة

مرّت خمسة أيامٍ و إذا بالأخ البرازيلي يتصل بي و يسألني عن النسخة المترجمة للقرآن الكريم ، و يطلب لقائي .. تكاسل بي الشيطان بعدها عشرة أيامٍ ، ثم ذهبت للقائه في ذات المصلى .. دخلت و إذا بي أرى الشيخ و صاحبه البرازيلي بانتظاري .. سلمت عليه بكل حرارةٍ لما رأيت آثار السعادة على وجهه بعد إسلامه .. جلسنا نتحدث قليلاً حتى حان موعد صلاة المغرب .. قدمني الشيخ الباكستاني لأصلي بهم ، فأنا العربي ابن بلاد الحرمين و حفيد الصحابة في نظرهم .. و ليتنا حملنا هذه الأمانة على حجمها .. كبرت للصلاة ، و بدأت قراءة الفاتحة ، و إذا بالبرازيلي يبكي و ينتحب .. ثم ظل كذلك طوال الصلاة ..

لما فرغت من الصلاة ، رجعت للخلف .. و كنت بانتظاره أن يهدأ قليلاً فاطمئن عليه .. فإذا بالشيخ الباكستاني يقترب مني و يهمس في أذني ، "هذه حاله في كل صلاة منذ أن أسلم" ...

جلس الأخ البرازيلي بجانبي بعد أن هدأت نفسه ، و قال إني أرى صورة كلما كبرت للصلاة .. و هذه الصورة مربوطةً بحلم حلمت فيه بعد أسبوع من إسلامي .. رأيت في منامي الملك عبدالله يلتفت إلي و أنا خلفه و يقول: عبدالعزيز تعال و تقدم ، ثم لما تقدمت إليه , قال تعال إلى هنا و أشار على الحرم المكي .. فكلما كبرت في صلاتي بعدها ، رأيت صورة الحرم المكي ماثلةً أمامي ...

تعجبت من رؤياه ، فالناس هنا لا تعرف السعودية ، فكيف بملكها .. فلما سألته عن ذلك ، اتضح لي مدى ثقافته و علمه بالسياسة ، بالإضافة إلى عمله في التصدير و الاستيراد .. كما أنه يتقن الانجليزية و الفرنسية و البرتغالية و الاسبانية ..

سألته عن ماضيه ، فقال لي أنه نشأ في بيئة نصرانيةٍ حتى الثامنة عشر من عمره .. ثم تحول إلى البوذية و انتقل من البرازيل إلى كندا .. و أمضت البوذية هي ديانته أكثر من عشر سنوات ، حتى اقتنع ببطلانها و قصورها .. و أمضى بقية أيامه حائراً بلا دين ، حتى أتى اليوم الذي أشرقت فيه روحه بإسلامه ..!
و هنا وصلت للسؤال الأهم في خاطري ، كيف أسلمت ؟ أجذبك منظر هذا الشيخ الرّث ، أم فقره ، أم هيئته ؟!!



كيف أسلم عبدالعزيز البرازيلي ؟


استطرد الأخ البرازيلي في قصة إسلامه , فقال:

"كنت أرقد في المستشفى لمدة شهرٍ بسبب الحمى , و لما بدأت بالتحسن طلبت من الدكتور أن يسمح لي بالخروج في الصباح لبعض المشاوير المهمة , ثم أعود إلى المستشفى وقت الظهيرة .. لم تكن سيارتي معي , و لم أجد الباص في موقفه , فكرهت الانتظار أكثر .. فأخذت سيارة تاكسي إلى البنك القريب من المستشفى .. و لمّا وصلت إلى البنك , طلبت من سائق التاكسي انتظاري لأني سأسدد فاتورتي فقط , و أكمل معه مشواري لأموري الأخرى .. لما فتحت باب البنك لأدخل , إذا بشيخٍ مبتسمٍ يهمّ بالخروج من البنك .. طلبت منه التقدم و الخروج قبلي , فازداد تبسمه و خرج ثم صافحني شاكراً .. أحسست بالراحة كثيراً لابتسامته رغم هموم الدنيا القاتلة .. عرّفني باسمه و دولته , فعرّفته باسمي و دولتي .. ثم أخرج كرته الشخصي و أعطاني إياه , و سألني إن كنت أملك كرتاً شخصياً ليقوم بالتواصل معي .. تفاجأت من بساطته , فأخبرته أني بالمستشفى حالياً لذلك قد لا يتسنى له مقابلتي في الفترة الحالية .. فسألني عن اسم المستشفى الذي أرقد فيه ليقوم بزيارتي هناك .. هنا تفاجأت كثيراً !! كيف تزورني .. فأنا لا أعرفك ..! شعرت بالخوفِ و الراحةِ في نفس اللحظة .. فزيارة شخصٍ للتو قد عرفت اسمه لي قد تكون غريبةً و مبهمة .. لكن لا يظهر من شكله سوى البساطة و الأريحية .. كما أن لي شهراً في المستشفى , لم يقم أحد قط بزيارتي من أقربائي و أصدقائي ..!

عندما انتهيت من أعمالي , كانت الساعة الثالثة ظهراً .. اتجهت إلى العنوان الموجود على الكرت لأقابل هذه الشيخ البسوم فلم أجده .. ثم عُدت إلى المستشفى .. أخبروني في المستشفى بأن شخصاً أتى لزيارتي فلم يجدني .. و في السابعة مساءاً , أخبرني الطبيب بأني استطيع مغادرة المستشفى فحالتي الصحية جيدة و الحمى قد غادرتني .. هممت بجمع حقائبي و قمت بسحبها في أسياب المستشفى متجهاً إلى البوابة الرئيسية بحثاً عن تاكسي ينقلني , و إذا بالشيخ الباكستاني يقابلني آتياُ لزيارتي مرة أخرى .. سألني إلى أين ستذهب , فأخبرته بأنهم قد كتبوا لي بالخروج .. فقال لي هل لك من مكانٍ تريد أن أوصلك إليه , أم نذهب و نرتاح في المسجد .. لا أعرف ما هو المسجد , لكني وافقت لأني كنت أريد أن أذهب مع هذا الرجل الحنون الخلوق لأتعرف عليه أكثر ..

ذهبنا إلى المسجد و دخلنا .. طلب مني أن أخلع حذائي و أضعه في المكان المخصص .. أشار إلي ببعض اللوحات الإرشادية لأقرأها .. ثم سألني هل أنت جائع ؟ أجبته بنعم .. فدخل إلى مطبخه و قام بتحضير الطعام ..

المسجد كان عبارة عن غرفة متوسطة الحجم , فيها فرش مخطط متجه على زاوية محددة , و فيها مكتبةٌ صغيرةٌ , و عدد من اللوحات التعليمية عن دين الإسلام و الصلاة و الوضوء و غيرها .. منذ دخولي لهذه الغرفة رغم تواضع أثاثها و غرابتها بالنسبة لي , إلا أني أحسست بالراحة .. قمت بحكم حبّ الإستطلاع المزروع في دمي بقراءة اللوحات بدايةً من أولها عند مدخل المسجد , و لم أنتبه إلا و الطعام محضّر أمامي .. جلست و تناولت طعام العشاء مع هذا الشيخ الذي يبتسم أكثر مما يتحدث .. ثم بعد أن فرغنا , قال لي هذه المكتبة فيها كتب كثيرة إن أحببت أن تقرأ شيئاً , ثم قام يصلي .. قمت و أكملت جولة استطلاعي و أنا استرق النظر إليه , و وصلت إلى آخر لوحةٍ كانت تتكلم عن ملخص دين الإسلام في 40 نقطة .. قرأت هذه اللوحة 3 مرات , و انشرح صدري لهذا الدين العظيم المتكامل , فقررت بعدها أن أسلم .."

أما أنا فكنت استرق النظر إلى هذا الشيخ الرّث الفقير , و أقول: ما أعظمك عند ربك , و ما أحقرنا بجانبك .. لبسنا أحسن الثياب , و تهندمنا بكل ما نستطيع , و ما كتب الله لنا أن يُسلم على أيدينا رجلُ واحد !.. هي العلة في القلب لا في المظهر .. هي العلة في الهمة العالية , لا في محبة الدنيا الفانية ..

كم أسلم على يدّ الشيخ الباكستاني ؟

لم أستطع الصبر أكثر , و التفت إلى هذا الشيخ الباكستاني لأسأله .. كم أسلم على يدك يا شيخ ؟ فأطرق رأسه و قال: "كنت دوماً أدعو ربي أن يجعلني سبباً في هداية الآخرين , فحقق الله مناي .. وصلت في عدّي المئة , ثم توقفت بعدها عن العدّ .."

الله أكبر .. لا تستطيع أن تحصي عدد من أسلم على يدك من كثرتهم , و أنت فقير لا تملك المال .. و نحن بالمال و العلم و المكانة الاجتماعية , و ما أسلم على أيدينا شخصٌ واحد ..! هو الميزان ميزان الأعمال الصالحة و الدعوات الخفية , لا ميزان الأشكال الخاوية الجوفاء .. اللهم أكرمني بإسلام شخصٍ واحدٍ على الأقل على يدي يا سميع الدعاء ..

المسجد أهم من المنزل

لم يتوقف العجب عند هذا , فهذا المصلى قد استأجره الشيخ الباكستاني منذ 8 سنوات من ماله ليكون مسكناً له و مصلى للمسلمين .. زهد بمسكن خاص يؤيه , ليوفر للمسلمين مصلى يُصلون فيه .. يا الله , ما أعظمك .. كيف وضعت القناعة و الزهد في قلبه , و حرمت قلوباً أخرى تغوص في ألوان الترف من التلذذ بنعيم القناعة و الصدقة و التضحية لدين الله ..

يا الله , ما أعظمك .. كيف سخرت لهذا الشيخ الباكستاني الفقير أن يضع الدنيا في يده و يزهد بها , و بلوت قلوباً أخرى بالتعلق بالدنيا إلى أقصى درجاتها نوماً و يقظة , ضحىً و عشية ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ(3)

سأبدا من جديد...
سماح كنان

كانت سلمى جالسة على شاطئ البحر ، حين نادتها أختها الصغرى لتتمشى معها ،إلا أنها رفضت ، و عادت من جديد لتبحر في تقكير عميق و حيرة كبيرة . شيء ما كان يحرمها السعادة و التمتع بالحياة
،إنها تغرق فيه كما يغرق طفل في أعماق هذا البحر ، الا ان الطفل يصرخ و ياتون لانقاذه ، اما هي فلا تستطيع الصراخ و لا طلب النجدة.
و بدأت تخاطب نفسها ، آه ! كم أشعر بالشفقة على نفسي ، كم عانت و تألمت و هي ما زالت في ربيع عمرها ، و لم تتجاوز الثامنة عشر بعد ، كم تحملت و هي مازالت في بداية حياتها.
كل ذلك بسببها هي ، نعم انها منى ، هي التي زينت لي هذا الطريق ، هي التي قادتني كي اتعرف به ....لا بل هي أمي ، نعم أمي لم تراقبني جيدا ،تركتني حرة افعل ما أريد حتى أخطات الطريق.......لا بل هو السبب ، هو الذي اغرقني باكاذيبه و وعوده الفارغة .....لا ..لا ، بل هي أنا ، نعم أنا السبب ، انا من كنت غبية كي أثق فيه ، انا من كنت غبية كي أصدقه ، لكنه ليس ذنبي أني صدقته ، فقد رأيت فيه الشاب المثالي الذي يؤنس وحدتي ، و يضفي نكهة على حياتي .
فلماذا اذا تركني بعد ان اخد قلبي مني ؟ تركني من اجل أخرى ؟؟؟ و استمرت في البكاء مدة طويلة ، الى ان مرت طائرة فوقها ، فرفعت بصرها نحو السماء.
يا للمصيبة ، يا للكارثة ، انسيت ان الله فوقي يسمعني و يراني الآن اتحسر على ماضي الحزين ؟ كما كان يسمعني و يراني و انا اعد الدقائق لمقابلته و انتظر بشوق رؤيته. و صبر علي و لم يعجل بعقابي ، كان بامكانه ان يقبض روحي و انا معه ، و أموت و أنا عاصية، يا للكارثة فضيحة في الدنيا و الآخرة.
آه ، ماذا فعلت ؟؟خنت ثقة والداي ، كانا يعلقان آملا كثيرة علي لكنني خذلتهما بسبب شاب تافه. و خنت اساتذتي و صديقاتي بتهاوني في دراستي و اهمالي دروسي بسببه ، و اكثر من هذا قصرت في عبادتي لله ،كيف سيكون مصيري و موقفي امام الله؟؟
آه كم من ليلة امضيتها أبكي عليه بدل البكاء من خشية الله
كم من ساعة أمضيتها افكر فيه بدل الانشغال بعبادة الله
آه يا ربي ، سامحني و اغفر لي ، فاني كنت ضعيفة ،ربي اني لك تبت ، ربي اني لك عدت.
الحمد لله انه امهلني حتى هذه اللحظة.
ادخلت يدها بجيبها و أخرجت صورته ،و نظرت اليها مطولا ، ليس نظرة اعجاب ، بل نظرة كره و شفقة. و بدات تسأل نفسها من جديد.
كيف صدقت أن حبا حقيقيا قد ياتي من هذا الطريق؟
كيف توقعت أن يستمر ما بيننا و بدايته خاطئة؟
كيف فكرت ان هذا هو طريق السعادة؟
و توقفت عن التفكير.....شخص مثله لا يستحق ان افكر فيه لحظة واحدة من حياتي .و مزقت صورته فأحست براحة تامة.
الحمد لله.. يا الله.. اغفر لي وتب عليّ..يا الله.. كم أنت رحيم وكريم.. أمهلتني وصبرت عليّ وأنا أعصيك..فامنن عليّ بعفوك ومغفرتك وأنا عائدة إليك..
و نزلت من عينها دمعة لكنها لم تكن دمعة حزن و ألم ، بل دمعة راحة و طمأنينة ، كانها تغسل قلبها من أحزانه القديمة ، و تبدأ صفحة جديدة. مسحت عينيها و قامت تجري نحو أختها ، و قد سرى بقلبها نبض جديد بحب الله ، و داخلها صوت يردد سابدأ من جديد !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ(4)

قصة وعبرة


كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !.

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب!
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟!
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها .
قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك .
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة .
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني .
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟!
قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟!
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار .
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها .
واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم .
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة!
اغرورقت عينا الأم بالدموع .
واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !.
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد : (( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب.
قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا, خاصة ونحن في شهر فضيل, وموسم كريم, قد غلقت فيه أبواب العذاب وفتحت فيه أبواب الرحمة, وهو فرصة عظيمة للعودة إلى الله, وقد لا تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى, فيأتي رمضان وأنت في عداد من قد مات, والله المستعان.
فعسى أن يكون في هذه القصة عبرة لك تكون باب خير للدعوة إلى التوبة إلى الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ(5)


باع ابنته من الجوع
محمد بن عبد العزيز الخضيري


بسم الله الرحمن الرحيم

حدثني شيخنا د/ يحيى بن إبراهيم اليحيى عن رجل يعرفه قال: رأيت رجلاً من جيراننا يوماً بعد صلاة العصر يقف عند صندوق القمامة ثم مدّ يده وأخذ شيئاً وأدخله بيته، قال : ففزعت لما رأيت بجاري وقلت لعله محتاج وأنا لا أعلم، فعزمت على زيارته والتعرف على حاله وسؤاله عما رأيت منه.



ولما زرته رحب بي ورأيت منه حالاً حسنة وغنى ظاهراً فسألته عما شاهدته، فقال : لقد رأيت طعاماً في القمامة صالحاً للأكل فتأثرت لرميه وآثرت أن آخذه وأكرمه عن أن يوضع في هذا المكان المهين.



ثم قال: لقد مر بي من الجوع شيء عظيم لا طاقة لأحد به وعاهدت الله على أن لا أرى طعاماً إلا أكرمته، وأن لا أترفع على طعام مهما كان حاله، واسمع قصتي:



مرت بي سنة وأنا بمكة أصابني فيها فقر عظيم ولم يكن عندي حينها عمل وكانت لي زوجة وابنة، وكنت أخرج من الصباح أبحث عمن يؤجرني أو يستعملني أو يعطيني شيئاً فلا أجد فآوي إلى بيتي وليس بيدي شيء فأجد زوجتي وابنتي ينتظران قدومي لعهما يجدان بيدي شيئا يرفع عنهما ألم الجوع، ومرت بنا ثلاثة أيام لم يدخل أجوافنا شيء، ففكرت في أمري فانقدح في ذهني أمر لا يخطر ببال حر ألبتة ، ثم لم ألبث أن فاتحت به زوجتي، قلت لها: حتى متى نبقى ونحن ننتظر الموت !!. والجوع قد أقضّ مضاجعنا وأرهق أبداننا وهذه ابنتنا أقلّ منا صبراً، فإن رأيت أن تزينيها وتمشطيها وأذهب بها إلى سوق العبيد فأبيعها فأجد بثمنها طعاماً وتجد قوماً يطعمونها فتبقى حية ونسلم جميعاً من الموت الذي بدأ يحاصرنا. فأنكرت عليّ وخوفتني بالله، فما زلت بها أجادلها حتى رضخت ورضيت، وجهزتها لي فأخذتها وذهبت بها إلى السوق. فمر بنا رجل من البادية فنظر إليها فأعجبته واسترخص ثمنها ، ثم ساومني عليها فتراضينا على اثني عشر ريالاً من الفضة.



عندما أخذت الدراهم عدوت مسرعاً إلى سوق التمور أشتري زنبيلاً من التمر نملأ به بطوننا ، فاشتريت زنبيلاً بريالين، وطلبت من الحمّال أن يتبعني به فليس بي طاقة على حمله من شدة الجهد وألم الجوع، فسبقته، فلما وصلت بيتي التفت فلم أجد الحمّال خلفي فرجعت أبحث عنه فلم أجده، فقلت : أرجع إلى السوق فأشتري بدله آخر وأبحث عن الحمّال في وقت سعة. فلما أردّتُ أن أنقد ثمن التمر لم أجد في جيبي شيئاً، فأصابني من الهمّ والغمّ ما لو نزل بجبل لهدّهُ. فعزمت على الذهاب للحرم ، فلما دخلت المطاف وجدت البدوي يطوف ومعه ابنتي، فوقع في نفسي أن أتربص به حتى إذا خرج من مكة عدوت عليه في إحدى شعابها فقتلته وخلّصتُ ابنتي، فبينما أنا أطوف إذ رمقني ووقعت عينه على عيني فلما انتهى صلى خلف المقام وصليت، ثم التفت إليّ ودعاني فقال:



من هذه البنت التي بعتنيها ؟



قلت: جارية عندي!



قال: بل هي ابنتك، سألتها فقالت : هذا أبي. فما حملك على ما صنعت؟



قلت: والله لقد مرّ بي وبها وبأُمِّها ثلاثة أيامٍ لم نذق فيها طعاماً وقد خشينا الموت فقلت أبيعها لعل الله أن ينقذنا بها وينقذها بك. ثم أخبرته بخبر ثمنها وأني فقدته ولم أنتفع منه بشيء.



قال : خذ ابنتك ولا تعد لمثل هذا ، وأخرج صرة فيها ثلاثون ريالاً فقال: هذه بيني وبينك ، فقسمها نصفين ثم دفع إلي نصيبي .



ففرحت فرحاً عظيماً وشكرته ودعوت الله له وحمدت الله على فضله، وأخذت ابنتي وذهبت إلى سوق التمر لأشتري تمراً لي ولابنتي وزوجتي. ففوجئت بالحمّال الذي حمل التمر لي ، فصرخت فيه : أين كنت ؟ فقال : يا عم لقد أسرعتَ في مسيرك حتى عَمِيَ عليّ طريقك وطفقت أبحث عنك فلم أجدك فرجعت إلى السوق لعليّ أعثر عليك ، والحمد لله أني وجدتك.



قال: فقلت له : اِلحق بي، فلما دخلنا البيت وأراد أن يفرغ التمر في إناء عندنا إذا بالدراهم العشرة التي فقدتها في أسفل الزنبيل. فحمدت الله وشكرته على فضله وعلمت أن الفرج يأتي بعد الكرب وأن مع العسر يسراً.



وعاهدتُّ ربي أن أشكر نعمته وأن أُجِلَّ رزقه وأن لا أحقر طعاماً أو أرميه أو أدعه منبوذاً مع القمامة والقاذورات والله المستعان



فهذا خبري فهل أُلام على ما فعلت ؟!!