اللجنة الإخبارية
2009-11-02, 04:20 AM
:a8:
سنتطرق لهذا الموضوع من خلال عدة محاور :
1 قليل من الحياء أيها الأدعياء :
و نقصد هنا كل الأدعياء من كل الطوائف و الجماعات، الذين جعلو من قضية العراق فرصة لإثبات ذواتهم من خلال المزايدات و الجدالات العقيمة و السخرية المتبادلة.
نقول لهؤلاء إن في العراق الحبيب أعراض تنتهك، و أرواح تزهق، و مقدسات يدنسها الكفار، و مقدرات تسرق، و إخوان لنا يفتقدون لأبسط مستلزمات الحياة، و خوف، و فتنة يشيب لها الولدان، و إختلاط للحق بالباطل، و سلسلة المآسي لا تنتهي.
و مع ذلك تجد من تسمح له نفسه أن يسخر في هذه المواضيع، و تجد من يزايد على خصومه بهذه المواضيع و كأنه مراهق يشجع فريق كرة قدم ! و تجد من يجادل عن أهل الباطل، و تجد من ينفخ في الفتن، و تجد من يستعمل أساليب طفولية و أفكار سطحية عند تناوله لهذه المواضيع التي كما قلت أكبر من أن ينزل فيها المسلم لهذا المستوى المتدني.
هذه المواضيع تتطلب مسؤولية في الطرح، و إحتراما لمن يتكبذ المعاناة هناك و أغلبنا ينعم في رغد العيش.
فكفى مزايدات فالكل في ذلة القعود عن مواجهة الظلم و الجور سواء.
فلا يخال البعض أنه على ثغر عظيم و هو يتلذذ بالمشاحنات، و يسعى بالفتن و القيل و القال، و التكبير يمنة و يسرة بمناسبة و بدون مناسبة.
فالوضع أعقد من ذلك و الموقف يتطلب أكثر من التصفيق و التصفير !
و من أهم أسباب هذه التصرفات الغير مسؤولة :
البطالة : تجد أكثر هؤلاء يحاول الهروب من البطالة التي يتواجد فيها، بأن يشغل نفسه بهذه القضية كما يشغل بعض البطالين أنفسهم بتشجيع فريق للكرة. فتصرفات بعضهم تشابه هؤلاء من التصفيق بدون تفكير و تروي، و قول آمين و الله أكبر وراء كل تفجير. أو في المقابل رؤية النقص في كل خطاب، و التهويل من كل عبارة، و إخراج القضية عن واقعها و كأن أحدهم يتكلم عن وضع طبيعي و ليس عن حرب و فتنة و أشلاء و دماء تختلط فيها الأحاسيس و تحير فيها العقول !
الإزدواجية في التفكير : و هذه الإزدواجية ناتجة عن إنعدام المسؤولية عندهم. فهم يقبلون للغير ما لا يقبلون لأنفسهم. و هذا ناتج أن كثرة المهللين و أصحاب الشعارات الجوفاء و الأفكار التبسيطية يوجدون خارج أرض المعركة. تجدهم منعمين وراء شاشات الحاسوب و يزايدون على المسلمين هناك. بل من إنعدم حيائه تجده يبكي و يولول وراء تفجير إستهدف أحد الطواغيت "حسب فكرهم" في بلده، و تجده في المقابل أول المصفقين و المهللين وراء كل تفجير في العراق، علم من يقف وراءه أو لم يعلم بعد !
مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الأمة : و هذا الفكر منتشر بشكل واسع بين الناس، شعارهم :
نحن و بعدنا الطوفان !
فهم لا يرون إلا مصلحة الجماعة التي يشجعونها، فأصبحت عقولهم مجمدة عن التفكير و الإحساس. و الحيز الذي بقي في عقولهم يكفي فقط لتبرير كل عمل يصدر عنهم أو في النسخ و اللصق بدون تفكير.
و لم يعلمو أن أسلوب التبعية هذا، هو سبب كل شر لجماعتهم أولا و للأمة ثانيا.
فلا خير في مناصر، لا يقول لك إلا : آمين
و من أهم أسباب هذه التبعية المطلقة، إحتكارهم للحق في جماعتهم دون سواد الأمة. و إعتقادهم أن لا عزة للأمة إلا بجماعتهم و لا حياة لها إلا بجماعتهم !! و كأن تاريخ الإسلام بدأ منهم !
فهم يدعون لهم العصمة بأفعالهم و إن نفوها عنهم !
فلو سألت أحدا منهم عن خطأ واحد صدر من جماعته، أو خطأ واحد في منهج جماعته ؟
لتصبب عرقا دون أن يجد خطأ واحد فيهم، و كيف يجد الخطأ و قد ألغى عقله و كأنه يتبع الأنبياء و ليس البشر !
2 أمور يجب توضيحها :
إستحضار الواقع عند التكلم عن الوضع هناك :
و هذا الأمر مهم جدا.
لأن البعض يتناول الأشخاص و الجماعات و السياسات بالنقاش دون أن يضع في الحسبان الواقع الذي يعيشون فيه. و كأن الفاعلين هناك هم مجرد آلات لا يتأثرون بما يحدث من مآسي و آلام و مخططات شيطانية من هذا الطرف أو ذاك.
فساحة الحرب ليست ساحة للرومانسية الوردية، و لا ساحة للمثاليات. بل هي ساحة تشحن فيها الأنفس، حتى تتداخل المشاعر مع التفكير السوي.
فلا يخال البعض أن التفكير و التنظير في الحدائق و وسط القاعات، مثله مثل التفكير وسط الأشلاء و القنابل و الملاحقات.
فما أسهل الكلام و ما أصعب التطبيق.
و هذا الجانب يغفل عنه الموجودون في الساحة كما يغفل عنه الخارجين عنها. و لكن الخارجين المنعمين هم أولى بإستحضار هذه الأمور إحتراما لأحوال غيرهم.
ثانيا : مصدر المعلومات :
غالب من يتكلم عن الأوضاع هناك هم من خارج العراق، فليس لهم علم دقيق بما يحدث هناك. و أكثرية اللغط سببها مصادر التلقي.
و هي عندنا أصناف :
الإذاعات و القنوات المفضوحة : و نعني بها القنوات التي تروج مشاريع الإحتلال. و مصداقيتها مفقودة و هذا واضح للجميع.
الإذاعات و القنوات التي تدعي المصداقية : و إن كان عند بعضها حرفية، و لكن لا يشك عاقل أن لكل منها سياسات و أهداف و فكر تروج له. كما أن لها خطوطا حمراء لا يمكنها الخروج عنها. فتجعل العاقل يزن ما يصدر عنها حسب المضمون و الموضوع الذي تتطرق إليه، مع إستحضار سياسة القناة.
المؤسسات الإعلامية التابعة للجماعات : و إن كانت صادقة 100% عند أتباعها، و لكنها بطبيعة الحال تكون متحيزة للجماعة و لمصالح الجماعة. فلا يتصور أن تقوم جماعة ما بغير التلميع لمنهجها و أعمالها.
و هذا غالب عند البشر إلا من رحم الله و هم قليل.
بل حتى المعاين في الميدان لا يكون حياديا، بل متأثرا بمحيطه و فكره. فمن قتل تفجير ما أحد أقاربه قد تجده ساخطا على المفجر و إن كان العمل صحيحا، و من كان ساخطا على أحد قد تجده فرحا من تفجير إستهدفه و إن قتل في هذا التفجير العشرات من الأبرياء.
فبصفة عامة : لا يمكن الركون لجهة واحدة عند حدوث النزاع، و لكن يجب النظر للقرائن. و يجب الإستفهام عند حدوث تواثر أي تهمة، فإنه لا يوجد دخان من دون نار !
يجب إستحضار الواقع بدون تهويل و لا تقزيم بعيدا عن الشعارات الحزبية :
فلا نقول : دولة إلكترونية عميلة لإيران و مخابرات و ....
و لا نقول : دولة قوية ستحرر العراق بعد غد، و سوف تغزو أمريكا في الأربعة شهور القادمة !
فهذا النوع من الكلام هو إستخفاف بالعقول، بل و إستخفاف بالموضوع المناقش.
و لكن يجب وصف الوضع بكل تعقيداته :
فهناك :
طوائف عديدة و قوميات عديدة، و تقسيمات داخل كل طائفة و قومية
و هناك صراعات داخل الخط الجهادي
و هناك تعدد في المشاريع
و هناك مخابرات لدول عديدة، و إستراتيجيات شيطانية يراد تحقيقها لحسب هذا الطرف أو ذاك
و هناك دول الجوار و سياساتها المعروفة
و هناك موازين القوة التي تعلمها الجميع
و ..........
فيجب وضع هذا في الحسبان عند التحدث !
و ليس التكلم في الفراغ، أو في الأحلام !
فإنكار البعض لهذا الواقع لن يزيله في الحقيقة. و لكنه مشي نحو الهاوية بشكل حتمي.
3 الواقع و الخيارات المطروحة :
من يشاهد الواقع من كل جوانبه في العراق، يجده معقدا لأبعد الحدود.
فهناك أمور لا يجب إغفالها أو التغافل عنها :
و في مقدمتها : الكارثة التي أصابت الجهاد هناك. و التي أدت إلى تراجعه بشكل مهول. و أدخلته في نفق مظلم لا نعي هل سيخرج منه أم سيموت فيه. و تذهب دماء الألاف سدى بالنظر لواقع حال البلد، و إلا فإنهم فازو إن شاء الله بجنات الخلد.
الفرقة الحاصلة بين الجماعات الجهادية.
ذهاب البريق الإعلامي للقضية، و القنط الذي أصاب المسلمين عامة إتجاه الأوضاع هناك. و هذا أفقد المجاهدين هناك بلا شك من الدعم الجماهيري خارج العراق. و لا يشك عاقل أن الإمداد بالمال و النفس قل بشكل رهيب أيضا.
غياب مشروع سياسي عملي يؤطر العمل الجهادي، و يجعله في مستوى الحشد الشعبي و لو على الأقل في الشارع السني.
الفراغ الكبير الذي أحدثه غياب شخصية كاريزمية مثل الزرقاوي.
و في المقابل :
تخبط و نزاع بين تيارات السلطة.
صراع بين مصالح القوى الإستعمارية و الدول المجاورة : بين أمريكا و إيران و الدول العربية ....
مما يجعل من عملية التمكين للعملاء في العراق صعبة. و لكن للأسف لم يتمكن التيار الجهادي من إستغلال الفرصة. و لو لم يكن هناك صراع بهذا الشكل، لكان الجهاد إنتهى و تمكن النظام العميل من بسط سلطته كأمر واقع يصعب زحزحتها بعد ذلك.
من خلال هذا الواقع، نلحظ تقاطع أمرين مهمين :
الهدوء
القتال من أجل القتال بدون هدف واضح
فالهدوء على الساحة العراقية، قد يؤدي إلى تمكين للحكومة العميلة. مما سيجعل مهمة زحزحتها في المستقبل صعبة للغاية.
و في مقابل ذلك : غياب سياسة واضحة و مشروع عملي مؤطر يحشد الطاقات وراء المجاهدين. يجعلهم في عزلة تكبر يوما بعد يوم. مما يهدد الجهاد أن يصبح :
قتال من أجل القتال فقط، و من أجل إثبات الذات و أننا موجودين. فتحدث التفجيرات العشوائية و يتم التوسع فيها كما حدث للجماعة الإسلامية في الجزائر، عندما عزلت عن الشعب، و أصبحت تتوسع في أعمالها بشن الهجمات على مقار حكومية يقصدها عوام الشعب. فأصبح قتالها لإثبات الوجود فقط، إلى أن إندثرت.
هذه كلمات متواضعة نفتح بها هذا الموضوع الحواري، للوقوق في جانب العراق و أهله. لكي لا تتم تصفية العمل الجهادي هناك.
و الواجب هو الدعم و النصيحة، بعيدا عن الشوشرة :
فيجب بدل الجهد لإجتماع المجاهدين على خط أدنى يثم التوافق عليه : أما بمبدأ : إما أن يطبق منهجي أو لا شيء فلن يتزحزح شيء.
يجب التركيز على إستعادة الحاضنة الشعبية و إن قل العمل أو إنعدم، و لنا في مثال طالبان خير مثال إذ أنها وثبت بعد سنوات من الهدوء النسبي أعدت فيه للمعركة. و هنا يمكن ربح الوقت من خلال الصراعات القائمة بين تيارات الحكومة العميلة.
يجب الترويج لقضية العراق و محو ما علقها من شوائب عند عامة المسلمين. و لا يكون ذلك بالشعارات الجوفاء، و الإتهامات، و الإنعزال. و لكن يكون بخطاب واقعي يجعل من الأمة و على رأسها العلماء يتبنون هذه القضية من جديد.
الأخد بعين الإعتبار واقع الأمة المزري و الشبهات التي تنتشر بينهم، عند التوجه بالخطاب إليهم. و هذا يكون بإجتناب ألفاض التكفير و الإقصاء، و بإستعمال ما يتفق عليه كل العقلاء من ضرورة محاربة العملاء و المحتلين و .....فالتكفير ليس لازما لمقاتلة الفرد أو الجماعة بل الإستدلال العقلي واجب في كل ذلك لمن أراد حشد الجماهير.
التعامل مع طوائف العراق و إختلافاته كأمر واقع يجب التعامل معه بحكمة، و ليس القفز عليه بحماسة و إرتجالية.
و الأهم من كل ذلك :
الكف عن التكلم في الماضي و أخطائه و تبادل التهم. و لكن الواجب النظر للمستقبل و ما فيه خير الأمة.
و لا ننسى ضرورة تحييد الأعداء. و هذه من النقاط التي أضرت بالقضية هناك.
هذه في عجالة بعض الأفكار للنقاش. لا أدعي فيها الحق و لست أهلا لتقديم النصيحة. و لكن أضن أنها تقلل من الخلاف، و أفضل من الجدالات العقيمة التي تملأ المنتدى من وقت لآخر.
اللهم انصر المجاهدين في العراق
اللهم وحد صفوفهم
اللهم احفضهم من أهل الغلو و أهل النفاق
اللهم احقن دماء المسلمين هناك و ارزقهم من الثمرات
اللهم ألف قلوب المؤمنين حولهم و أعلي شأنهم
اللهم امين
و الله تعالى أعلم و هو الهادي لسبل الرشاد
محبكم في الله
:a12:
سنتطرق لهذا الموضوع من خلال عدة محاور :
1 قليل من الحياء أيها الأدعياء :
و نقصد هنا كل الأدعياء من كل الطوائف و الجماعات، الذين جعلو من قضية العراق فرصة لإثبات ذواتهم من خلال المزايدات و الجدالات العقيمة و السخرية المتبادلة.
نقول لهؤلاء إن في العراق الحبيب أعراض تنتهك، و أرواح تزهق، و مقدسات يدنسها الكفار، و مقدرات تسرق، و إخوان لنا يفتقدون لأبسط مستلزمات الحياة، و خوف، و فتنة يشيب لها الولدان، و إختلاط للحق بالباطل، و سلسلة المآسي لا تنتهي.
و مع ذلك تجد من تسمح له نفسه أن يسخر في هذه المواضيع، و تجد من يزايد على خصومه بهذه المواضيع و كأنه مراهق يشجع فريق كرة قدم ! و تجد من يجادل عن أهل الباطل، و تجد من ينفخ في الفتن، و تجد من يستعمل أساليب طفولية و أفكار سطحية عند تناوله لهذه المواضيع التي كما قلت أكبر من أن ينزل فيها المسلم لهذا المستوى المتدني.
هذه المواضيع تتطلب مسؤولية في الطرح، و إحتراما لمن يتكبذ المعاناة هناك و أغلبنا ينعم في رغد العيش.
فكفى مزايدات فالكل في ذلة القعود عن مواجهة الظلم و الجور سواء.
فلا يخال البعض أنه على ثغر عظيم و هو يتلذذ بالمشاحنات، و يسعى بالفتن و القيل و القال، و التكبير يمنة و يسرة بمناسبة و بدون مناسبة.
فالوضع أعقد من ذلك و الموقف يتطلب أكثر من التصفيق و التصفير !
و من أهم أسباب هذه التصرفات الغير مسؤولة :
البطالة : تجد أكثر هؤلاء يحاول الهروب من البطالة التي يتواجد فيها، بأن يشغل نفسه بهذه القضية كما يشغل بعض البطالين أنفسهم بتشجيع فريق للكرة. فتصرفات بعضهم تشابه هؤلاء من التصفيق بدون تفكير و تروي، و قول آمين و الله أكبر وراء كل تفجير. أو في المقابل رؤية النقص في كل خطاب، و التهويل من كل عبارة، و إخراج القضية عن واقعها و كأن أحدهم يتكلم عن وضع طبيعي و ليس عن حرب و فتنة و أشلاء و دماء تختلط فيها الأحاسيس و تحير فيها العقول !
الإزدواجية في التفكير : و هذه الإزدواجية ناتجة عن إنعدام المسؤولية عندهم. فهم يقبلون للغير ما لا يقبلون لأنفسهم. و هذا ناتج أن كثرة المهللين و أصحاب الشعارات الجوفاء و الأفكار التبسيطية يوجدون خارج أرض المعركة. تجدهم منعمين وراء شاشات الحاسوب و يزايدون على المسلمين هناك. بل من إنعدم حيائه تجده يبكي و يولول وراء تفجير إستهدف أحد الطواغيت "حسب فكرهم" في بلده، و تجده في المقابل أول المصفقين و المهللين وراء كل تفجير في العراق، علم من يقف وراءه أو لم يعلم بعد !
مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الأمة : و هذا الفكر منتشر بشكل واسع بين الناس، شعارهم :
نحن و بعدنا الطوفان !
فهم لا يرون إلا مصلحة الجماعة التي يشجعونها، فأصبحت عقولهم مجمدة عن التفكير و الإحساس. و الحيز الذي بقي في عقولهم يكفي فقط لتبرير كل عمل يصدر عنهم أو في النسخ و اللصق بدون تفكير.
و لم يعلمو أن أسلوب التبعية هذا، هو سبب كل شر لجماعتهم أولا و للأمة ثانيا.
فلا خير في مناصر، لا يقول لك إلا : آمين
و من أهم أسباب هذه التبعية المطلقة، إحتكارهم للحق في جماعتهم دون سواد الأمة. و إعتقادهم أن لا عزة للأمة إلا بجماعتهم و لا حياة لها إلا بجماعتهم !! و كأن تاريخ الإسلام بدأ منهم !
فهم يدعون لهم العصمة بأفعالهم و إن نفوها عنهم !
فلو سألت أحدا منهم عن خطأ واحد صدر من جماعته، أو خطأ واحد في منهج جماعته ؟
لتصبب عرقا دون أن يجد خطأ واحد فيهم، و كيف يجد الخطأ و قد ألغى عقله و كأنه يتبع الأنبياء و ليس البشر !
2 أمور يجب توضيحها :
إستحضار الواقع عند التكلم عن الوضع هناك :
و هذا الأمر مهم جدا.
لأن البعض يتناول الأشخاص و الجماعات و السياسات بالنقاش دون أن يضع في الحسبان الواقع الذي يعيشون فيه. و كأن الفاعلين هناك هم مجرد آلات لا يتأثرون بما يحدث من مآسي و آلام و مخططات شيطانية من هذا الطرف أو ذاك.
فساحة الحرب ليست ساحة للرومانسية الوردية، و لا ساحة للمثاليات. بل هي ساحة تشحن فيها الأنفس، حتى تتداخل المشاعر مع التفكير السوي.
فلا يخال البعض أن التفكير و التنظير في الحدائق و وسط القاعات، مثله مثل التفكير وسط الأشلاء و القنابل و الملاحقات.
فما أسهل الكلام و ما أصعب التطبيق.
و هذا الجانب يغفل عنه الموجودون في الساحة كما يغفل عنه الخارجين عنها. و لكن الخارجين المنعمين هم أولى بإستحضار هذه الأمور إحتراما لأحوال غيرهم.
ثانيا : مصدر المعلومات :
غالب من يتكلم عن الأوضاع هناك هم من خارج العراق، فليس لهم علم دقيق بما يحدث هناك. و أكثرية اللغط سببها مصادر التلقي.
و هي عندنا أصناف :
الإذاعات و القنوات المفضوحة : و نعني بها القنوات التي تروج مشاريع الإحتلال. و مصداقيتها مفقودة و هذا واضح للجميع.
الإذاعات و القنوات التي تدعي المصداقية : و إن كان عند بعضها حرفية، و لكن لا يشك عاقل أن لكل منها سياسات و أهداف و فكر تروج له. كما أن لها خطوطا حمراء لا يمكنها الخروج عنها. فتجعل العاقل يزن ما يصدر عنها حسب المضمون و الموضوع الذي تتطرق إليه، مع إستحضار سياسة القناة.
المؤسسات الإعلامية التابعة للجماعات : و إن كانت صادقة 100% عند أتباعها، و لكنها بطبيعة الحال تكون متحيزة للجماعة و لمصالح الجماعة. فلا يتصور أن تقوم جماعة ما بغير التلميع لمنهجها و أعمالها.
و هذا غالب عند البشر إلا من رحم الله و هم قليل.
بل حتى المعاين في الميدان لا يكون حياديا، بل متأثرا بمحيطه و فكره. فمن قتل تفجير ما أحد أقاربه قد تجده ساخطا على المفجر و إن كان العمل صحيحا، و من كان ساخطا على أحد قد تجده فرحا من تفجير إستهدفه و إن قتل في هذا التفجير العشرات من الأبرياء.
فبصفة عامة : لا يمكن الركون لجهة واحدة عند حدوث النزاع، و لكن يجب النظر للقرائن. و يجب الإستفهام عند حدوث تواثر أي تهمة، فإنه لا يوجد دخان من دون نار !
يجب إستحضار الواقع بدون تهويل و لا تقزيم بعيدا عن الشعارات الحزبية :
فلا نقول : دولة إلكترونية عميلة لإيران و مخابرات و ....
و لا نقول : دولة قوية ستحرر العراق بعد غد، و سوف تغزو أمريكا في الأربعة شهور القادمة !
فهذا النوع من الكلام هو إستخفاف بالعقول، بل و إستخفاف بالموضوع المناقش.
و لكن يجب وصف الوضع بكل تعقيداته :
فهناك :
طوائف عديدة و قوميات عديدة، و تقسيمات داخل كل طائفة و قومية
و هناك صراعات داخل الخط الجهادي
و هناك تعدد في المشاريع
و هناك مخابرات لدول عديدة، و إستراتيجيات شيطانية يراد تحقيقها لحسب هذا الطرف أو ذاك
و هناك دول الجوار و سياساتها المعروفة
و هناك موازين القوة التي تعلمها الجميع
و ..........
فيجب وضع هذا في الحسبان عند التحدث !
و ليس التكلم في الفراغ، أو في الأحلام !
فإنكار البعض لهذا الواقع لن يزيله في الحقيقة. و لكنه مشي نحو الهاوية بشكل حتمي.
3 الواقع و الخيارات المطروحة :
من يشاهد الواقع من كل جوانبه في العراق، يجده معقدا لأبعد الحدود.
فهناك أمور لا يجب إغفالها أو التغافل عنها :
و في مقدمتها : الكارثة التي أصابت الجهاد هناك. و التي أدت إلى تراجعه بشكل مهول. و أدخلته في نفق مظلم لا نعي هل سيخرج منه أم سيموت فيه. و تذهب دماء الألاف سدى بالنظر لواقع حال البلد، و إلا فإنهم فازو إن شاء الله بجنات الخلد.
الفرقة الحاصلة بين الجماعات الجهادية.
ذهاب البريق الإعلامي للقضية، و القنط الذي أصاب المسلمين عامة إتجاه الأوضاع هناك. و هذا أفقد المجاهدين هناك بلا شك من الدعم الجماهيري خارج العراق. و لا يشك عاقل أن الإمداد بالمال و النفس قل بشكل رهيب أيضا.
غياب مشروع سياسي عملي يؤطر العمل الجهادي، و يجعله في مستوى الحشد الشعبي و لو على الأقل في الشارع السني.
الفراغ الكبير الذي أحدثه غياب شخصية كاريزمية مثل الزرقاوي.
و في المقابل :
تخبط و نزاع بين تيارات السلطة.
صراع بين مصالح القوى الإستعمارية و الدول المجاورة : بين أمريكا و إيران و الدول العربية ....
مما يجعل من عملية التمكين للعملاء في العراق صعبة. و لكن للأسف لم يتمكن التيار الجهادي من إستغلال الفرصة. و لو لم يكن هناك صراع بهذا الشكل، لكان الجهاد إنتهى و تمكن النظام العميل من بسط سلطته كأمر واقع يصعب زحزحتها بعد ذلك.
من خلال هذا الواقع، نلحظ تقاطع أمرين مهمين :
الهدوء
القتال من أجل القتال بدون هدف واضح
فالهدوء على الساحة العراقية، قد يؤدي إلى تمكين للحكومة العميلة. مما سيجعل مهمة زحزحتها في المستقبل صعبة للغاية.
و في مقابل ذلك : غياب سياسة واضحة و مشروع عملي مؤطر يحشد الطاقات وراء المجاهدين. يجعلهم في عزلة تكبر يوما بعد يوم. مما يهدد الجهاد أن يصبح :
قتال من أجل القتال فقط، و من أجل إثبات الذات و أننا موجودين. فتحدث التفجيرات العشوائية و يتم التوسع فيها كما حدث للجماعة الإسلامية في الجزائر، عندما عزلت عن الشعب، و أصبحت تتوسع في أعمالها بشن الهجمات على مقار حكومية يقصدها عوام الشعب. فأصبح قتالها لإثبات الوجود فقط، إلى أن إندثرت.
هذه كلمات متواضعة نفتح بها هذا الموضوع الحواري، للوقوق في جانب العراق و أهله. لكي لا تتم تصفية العمل الجهادي هناك.
و الواجب هو الدعم و النصيحة، بعيدا عن الشوشرة :
فيجب بدل الجهد لإجتماع المجاهدين على خط أدنى يثم التوافق عليه : أما بمبدأ : إما أن يطبق منهجي أو لا شيء فلن يتزحزح شيء.
يجب التركيز على إستعادة الحاضنة الشعبية و إن قل العمل أو إنعدم، و لنا في مثال طالبان خير مثال إذ أنها وثبت بعد سنوات من الهدوء النسبي أعدت فيه للمعركة. و هنا يمكن ربح الوقت من خلال الصراعات القائمة بين تيارات الحكومة العميلة.
يجب الترويج لقضية العراق و محو ما علقها من شوائب عند عامة المسلمين. و لا يكون ذلك بالشعارات الجوفاء، و الإتهامات، و الإنعزال. و لكن يكون بخطاب واقعي يجعل من الأمة و على رأسها العلماء يتبنون هذه القضية من جديد.
الأخد بعين الإعتبار واقع الأمة المزري و الشبهات التي تنتشر بينهم، عند التوجه بالخطاب إليهم. و هذا يكون بإجتناب ألفاض التكفير و الإقصاء، و بإستعمال ما يتفق عليه كل العقلاء من ضرورة محاربة العملاء و المحتلين و .....فالتكفير ليس لازما لمقاتلة الفرد أو الجماعة بل الإستدلال العقلي واجب في كل ذلك لمن أراد حشد الجماهير.
التعامل مع طوائف العراق و إختلافاته كأمر واقع يجب التعامل معه بحكمة، و ليس القفز عليه بحماسة و إرتجالية.
و الأهم من كل ذلك :
الكف عن التكلم في الماضي و أخطائه و تبادل التهم. و لكن الواجب النظر للمستقبل و ما فيه خير الأمة.
و لا ننسى ضرورة تحييد الأعداء. و هذه من النقاط التي أضرت بالقضية هناك.
هذه في عجالة بعض الأفكار للنقاش. لا أدعي فيها الحق و لست أهلا لتقديم النصيحة. و لكن أضن أنها تقلل من الخلاف، و أفضل من الجدالات العقيمة التي تملأ المنتدى من وقت لآخر.
اللهم انصر المجاهدين في العراق
اللهم وحد صفوفهم
اللهم احفضهم من أهل الغلو و أهل النفاق
اللهم احقن دماء المسلمين هناك و ارزقهم من الثمرات
اللهم ألف قلوب المؤمنين حولهم و أعلي شأنهم
اللهم امين
و الله تعالى أعلم و هو الهادي لسبل الرشاد
محبكم في الله
:a12: