تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور جورج حبيب بباوي ( من صحيفة بر مصر )


اللجنة الإخبارية
2009-10-31, 02:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

جورج حبيب بباوي

الدكتور جورج حبيب بباوي ( باحث معروف في الأوساط القبطية ، وهو أحد تلاميذ مدرسة الأب متى المسكين ، وقد كان مدرساً بالكلية الإكليريكية وقريبا من البابا شنودة حتى اختلفا في منتصف الثمانينات فترك مصر وذهب إلى لندن حيث قام بالتدريس في جامعتي توتنهام وكامبريدج وذلك قبل أن يسافر إلى أمريكا ويستقر هناك عميدا لمعهد الدراسات الأرثوذكسية هناك..)(1)

كان جورج بباوي من المقربين من القيادات الكنسية المصرية ، والفاعلين في الأحداث الكبرى المتعلقة بالكنيسة إلى منتصف الثمانينيات كما يحكي هو(2) ، ثم تبنى مواقفاً وآراءً معاديةً للكنيسة ، حتى أنه جاهر بكفر شنودة الثالث ، ونُشر ذلك في مجلة روزليوسف ( فبراير 2007 ) على لسانه ، وهنا أريد أن أسجل بعض الملاحظات المتعلقة بالدكتور جورج حبيب بباوي .

ـ خرج جورج حبيب بباوي من الكنيسة بعد أن كان مقدماً بينهم ، فلم يخرج نقمة على وضع وظيفي أو حالة مادية . بل إن خروجه تسبب له في فقدان كثيرٍ مما كان في يده من حطام الدنيا . ولا يمكن اتهامه بأنه ذو ميولٍ إسلامية أو وطنية دفعته لهذا الموقف ، بل منطلقاته دينية ... يقف في عداواته على أرضيةٍ دينية ، ويتحدث بحديث الآباء والدارسين المتخصصين .
ـ لم يبتدئ الدكتور جورج حبيب بباوي خطاً جديداً معادياً للكنيسة ، بمعنى أنه لم يكن كل المثقفين والمتقدمين في صف الكنيسة تحت لواء شنودة الثالث وخرج عليهم جورج حبيب بباوي وحده ، لا . لم يكن الأمر كذلك . بل إن حبيب بباوي التحق بخطٍ آخر عريض مناوئ لشنودة الثالث ، وهو ما يمكن تسميته بـ تيار ( مَتَّى المسكين ) ، أو مدرسة الأب ( متى المسكين ) .
ـ ( متى المسكين 1919م ـ 2006م ) هو أستاذ شنودة الثالث وأبوه الروحي كما يقولون ، فمن تحت عباءة ( متى المسكين ) خرج شنودة الثالث هذا ، ولا يقف ( متى المسكين ) منفرداً ، بمعنى أنه ليس شخصاً وحده ، بل ظاهرة في الصف النصراني .

ـ ظاهرة ( متى المسكين ) تنادي بالرجوع عن السياسة . تدعو أفراد الكنيسة إلى ترك السياسة والدخول ثانية للأديرة والكنائس ، والاقتصار على الدور الروحاني ، الذي كانت تمارسه الكنيسة من يوم ظهرت . وهذا ما يصرخ به جورج حبيب بباوي الآن ، يقول : ( مصر لا تحتمل زعامة دينية مسيحية ) ويقول : ( لا توجد زعامة قبطية قادرة على حل مشاكل الأقباط ) ، وينادي بصوتٍ عالٍ على البطريرك القادم بأن عليه أن يلملم أفراده ويدخل ثانية للكنائس والأديرة ، وأن يلزم خطى ( متى المسكين ) والسابقين الأولين من آباء الكنيسة . يصرخ بباوي عليهم بأن التجربة فاشلة .
ـ كان ( متى المسكين ) أحد من غامروا من أجل إخراج الكنيسة للحياة العامة ، وكان رفيق درب لكل هؤلاء وأستاذ لجلهم ، ثم تبين له خطأ ما كان عليه فعاد ، وتتكلم التقارير بأن البطريرك السابق لشنودة حاول العودة قبل وفاته ، وما استطاع !!

ـ نحن أمام ظاهرة عريضة داخل الصف القبطي ترفض التوجه الموجود الآن ، هذه الظاهرة عريضة وهي الأصل ، فشنودة الثالث ومن حوله هم الخارجون على الجماعة ، وهم المخالفون لتعاليم الأولين على حد قول المنتقدين بباوي ومتى المسكين . بيد أنهم هم الغالبون .

ـ مستوى الرفض يصل إلى حالة التكفير ، وليس فقط مجرد الاعتراض المبني على المصالح والمفاسد ؛ فشنودة يدعي هرطقة(3) ( متى المسكين ) ، والدكتور جورج حبيب بباوي وهو أستاذ لاهوتي متخصص يدعي كُفر شنودة ويزكي ( متى المسكين ) ، وقد نشر ذلك على الملأ وله دراسات . فكل منهم يكفر الآخر . وهذا يعني أنه رفض تام . وأن الحالتين في أحسن الأحوال لا يكون ينهما أكثر من التعايش ، وحين يتمكن أحدهم من الآخر فإنه يتم تصفيته ، وهذا ما يحدث بالفعل ، وقد ضرب الدكتور جورج حبيب بباوي أمثلة لمن تم تصفيتهم من قبل شنودة الثالث بعد انتهاء أزمته مع السادات في محاضرته الشهيرة ( رسالة للبطريك القادم ) وهي منشورة في موقعه ( موقع الدراسات اللاهوتية القبطية والأرثوذكسية )، ولم تكن التصفية ـ على حسب قول الدكتور بباوي ـ فقط للمخالفين كلية ، بل للتائبين أيضاً لأنهم تابوا على يد هذا ولم يتوبوا على يد هذا ، وضرب مثلا بـ ( نظمي لوقا ) و ( موسى صبري ) ، فنحن أمام عقلية متشنجة لا تقبل أيَّ مخالفٍ لها من بني جلدتها إلا أن يكون على صورتها ، مطابقاً لها في كل شيء .

ـ الحالة القبطية تتأزم ، وتسير إلى عقبةٍ كأداء لا يمكن تجاوزها ، ولا أدري والحال هكذا لم يستعدي الأقباط المسلمين ، هل تستطيع هذه القلة المسيطرة على الكنيسة أن تسيطر على الداخل ، وأن تنفذ ما يتفلت من لسانها على لسان كبار قساوستها كالقمص متطرف الإرهابي مرقس عزيز ، من طرد المسلمين ، وإقامة ( كنيسة الرب ) في أرض مصر ؟!
الأمر مستحيل ، وخاصة أن المد الديني الصحوي في مصر يتصاعد . وخاصة أنها أخرجت كل ما في جعبتها وها هي أسهمها ترتد إليها ، ويكثر عداها . إن جورج حبيب بباوي نذير لكم بين يدي شر لن تطيقوه فأجيبوه .

محمد بن جلال القصاص
مساء الجمعة
‏12‏/11‏/1430
‏30‏/10‏/2009
=====الهوامش =======
(1) هكذا جاء تعريفه في مقدمة مقاله الذي نشر في روزاليوسف والذي يكفر فيه شنودة الثالث .
(2) يشرف الدكتور بباوي على موقع ( موقع الدرسات اللاهوتية القبطية والأرثوذكسية ) .
(3) الهرطقة كالذندقة والبدعة المكفرة عندنا ، وهي لكل من جاء في الدين بما ليس منه .



منشوووور بـ ( بر مصر )

http://www.brmasr.com/view_columns_a...view5&id=10347 (http://www.brmasr.com/view_columns_article.php?cat=view5&id=10347)

.