ساعد وطني
2012-07-02, 01:34 AM
محمد بن أحمد الرشيد
لا يملك الإنسان ومن في مثل عمري إلاّ الانبهار الكبير بقدرات الشباب في هذا الزمن.
كنا نقول يوماً (إن من هو أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة) ولكن المعايير قد تبدلت، والمعارف قد تغيرت فصار من هو أصغر منك عمراً من الشباب ربما يحيط بأكثر مما تحيط به أنت علماً، ويملك أكثر مما تملك أنت جهداً وعطاءً.
إن شباب اليوم غير شباب الأمس، شباب اليوم هم شباب (الفيس بوك، التويتر، والانترنت، والمدونات) وغيرها من الأحدث والأعجب في الطريق.
** ** **
ولأدلل على هذا التغير المفاجئ أذكر بعض الحقائق الحديثة التي تفيد أن مستخدمي الإنترنت يصل عددهم إلى ما يقرب من أربعة بلايين نسمة حول العالم، وكل واحد من هؤلاء فرد في أسرة أو منظومة أو مؤسسة عمل تنتفع بما لديه من معرفة، والعدد في تزايد مستمر، يتفاوت بين الدول؛ ففي أمريكا الشمالية نجد أن أكثر من 77٪ من عدد سكانها يستخدمون الإنترنت بكثافة في تعاملاتهم اليومية، وفي بلادنا السعودية وصلت نسبة مستخدمي الانترنت ما يقرب من 40٪ من السكان ما بين مواطن ومقيم.. أي تجاوزوا عشرة ملايين مستخدم، وهم في تزايد مستمر.
هذه التقنية أحدثت تغيراً في بنية ونظام الناس في الحياة، ومن ذلك أنه لم يعد هناك سر عند الإنسان أو عند المؤسسات العامة والخاصة يخفيه عن الآخرين؛ إذ صارت الحياة بكل جوانبها (فيس بوك).
وأما (الفيس بوك) الوسيلة الحديثة المبهرة فقد وصل عدد مستعمليها في بلادنا السعودية لأكثر من ثلاثة ملايين مشغل.
وفي هذا الصدد أذكر أن العالم كله أصبح اليوم مرتبطاً بشبكة ألياف ضوئية مُدت تحت الماء واليابسة تكلفت عشرات البلايين من الدولارات. أما (جوجل) فأمره عجيب غريب وهو يعني رقماً صحيحا بعده مئة صفر - يحصل بواسطته الإنسان على كل معلومة يريدها مهما كانت غريبة، عجيبة، قريبة، وبعيدة وصارت الكلمة عالمية الدلالة والاستعمال.
** ** **
إن هذه الحقائق عن عالم الاتصالات المبهر، وتمتع الشباب بها وقدرتهم العقلية على استخدامها والتواصل الذي لا حدود له من خلالها تجعلنا نعيد النظر في كثير من مفاهيمنا التي درجنا عليها، ولنعط الشباب، وهو الباهر الموهوب المنجز، فرصة أكبر وأوسع للمشاركة في الحياة الاجتماعية، والثقافية، والإفادة من إمكاناتهم التي نبغوا في تحقيقها فالحياة متسارعة متسابقة، ولن تقف عند حدود ما نحن وما كنا عليه، وكنا نظن منذ سنوات أنه قمة العلم ولا جديد بعده.
** ** **
هذه التقنية أحدثت تغيراً في بنية ونظام الناس في الحياة، ومن ذلك أنه لم يعد هناك سر عند الإنسان أو عند المؤسسات العامة والخاصة يخفيه عن الآخرين؛ إذ صارت الحياة بكل جوانبها (فيس بوك).
إن ما أدعو له هو أن نأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار والتقدير لها، وأن نغير في أنماط حياتنا بما لا يتعارض مع ثوابت ديننا، ولا يتأخر عن العالم المتسارع علمياً، وحضارياً حولنا.
** ** **
في بلادنا السعودية تبلغ نسبة الشباب ممن هم في أعمارهم خمسة وعشرين عاماً فأقل ستين في المئة من السكان لذا لزم علينا أن نؤهلهم تأهيلاً راسخ المبادئ ثابت القيم يجعلهم يوائمون بين قيمنا الإسلامية الثابتة، وعطاءات العلم المتغيرة حتى لا تكون هناك يوماً ما فجوة كبيرة العمق بين واقعهم وما حولهم مما قد يُحدث زلزلة في سلوكهم.
ولهذا كله أصبح لزاماً علينا جميعاً أن نحقق نقلة نوعية في ممارسات مؤسساتنا التعليمية، والثقافية، والاجتماعية فإن جمود الأفكار، والتمسك بأذيال القديم قد يمزقان الثوب، ويكشفان العراء.
** ** **
نحن جيل الكبار علينا أن نتنبه إلى ذلك التغير العلمي المبهر حولنا ولنحقق بذلك العطاء احترام شبابنا لكبارنا، ولنتذكر مقولة أحد الخلفاء الراشدين (لا تجبروا أبناءكم على طباعكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم).
** ** **
وأهم ما ألحّ عليه، وأعيد الدعوة إليه هو التغيير الجذري في سياستنا التعليمية، ولنتذكر أن مؤسسات التعليم ما هي إلا وسيلة نحقق بها مرادنا التنموي، وملء شغاف قلوب أبنائنا المتعلمين وشبابنا المتطلعين بحب هذا الوطن، والالتزام بالذود عنه، والعمل بصدق ورضاء في تحقيق دائم تطويره، والمشاركة الفاعلة في نموه وازدهاره..
** ** **
وإني لأذكّر الجميع بأن مؤسسات التعليم هي الوسيلة لتحقيق الهدف، والعلاقة بين الهدف والوسيلة في حياتنا ليست علاقة إلزامية إجبارية علاوة على أنها ليست مقدسة، وتوضيحاً لهذا أقول: حينما كنا نرتحل في الماضي البعيد على ظهر الناقة والحصان ثم تحولنا إلى السيارة والطائرة كان الهدف دائماً هو الوصول إلى مكان.
لذا فإن التخلي عن الوسيلة وترك مكانها لأخرى يجري في الغالب سهلاً وسلساً لا يحتاج هذا التحول أو التخلي إلى كثير إقناع وإلى أنصار وخصوم، أولئك يدافعون عن الناقة والحصان، وهؤلاء ينحازون للسيارة، والطائرة.
كان الهاجس وسيظل هو الوصول إلى الهدف وهو المكان أما الأداة فنلاحظ أنها كانت وستظل متحركة متغيرة.
** ** **
ما سبق يدل على أن أهم مرفق ينبغي تغييره بحكم أنه الوسيلة هو التعليم بمؤسساته المختلفة لنصل به إلى الغاية العليا لحاقاً بالعالم حولنا، ومن أراد أن يعرف ما أقول فلينظر إلى مناهج تعليمنا ووسائله ليدرك البون الشاسع بين ما هو حديث، وما هو قديم أصبح عديم الجدوى.
** ** **
وفقنا الله جميعاً إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدّنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد..
لا يملك الإنسان ومن في مثل عمري إلاّ الانبهار الكبير بقدرات الشباب في هذا الزمن.
كنا نقول يوماً (إن من هو أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة) ولكن المعايير قد تبدلت، والمعارف قد تغيرت فصار من هو أصغر منك عمراً من الشباب ربما يحيط بأكثر مما تحيط به أنت علماً، ويملك أكثر مما تملك أنت جهداً وعطاءً.
إن شباب اليوم غير شباب الأمس، شباب اليوم هم شباب (الفيس بوك، التويتر، والانترنت، والمدونات) وغيرها من الأحدث والأعجب في الطريق.
** ** **
ولأدلل على هذا التغير المفاجئ أذكر بعض الحقائق الحديثة التي تفيد أن مستخدمي الإنترنت يصل عددهم إلى ما يقرب من أربعة بلايين نسمة حول العالم، وكل واحد من هؤلاء فرد في أسرة أو منظومة أو مؤسسة عمل تنتفع بما لديه من معرفة، والعدد في تزايد مستمر، يتفاوت بين الدول؛ ففي أمريكا الشمالية نجد أن أكثر من 77٪ من عدد سكانها يستخدمون الإنترنت بكثافة في تعاملاتهم اليومية، وفي بلادنا السعودية وصلت نسبة مستخدمي الانترنت ما يقرب من 40٪ من السكان ما بين مواطن ومقيم.. أي تجاوزوا عشرة ملايين مستخدم، وهم في تزايد مستمر.
هذه التقنية أحدثت تغيراً في بنية ونظام الناس في الحياة، ومن ذلك أنه لم يعد هناك سر عند الإنسان أو عند المؤسسات العامة والخاصة يخفيه عن الآخرين؛ إذ صارت الحياة بكل جوانبها (فيس بوك).
وأما (الفيس بوك) الوسيلة الحديثة المبهرة فقد وصل عدد مستعمليها في بلادنا السعودية لأكثر من ثلاثة ملايين مشغل.
وفي هذا الصدد أذكر أن العالم كله أصبح اليوم مرتبطاً بشبكة ألياف ضوئية مُدت تحت الماء واليابسة تكلفت عشرات البلايين من الدولارات. أما (جوجل) فأمره عجيب غريب وهو يعني رقماً صحيحا بعده مئة صفر - يحصل بواسطته الإنسان على كل معلومة يريدها مهما كانت غريبة، عجيبة، قريبة، وبعيدة وصارت الكلمة عالمية الدلالة والاستعمال.
** ** **
إن هذه الحقائق عن عالم الاتصالات المبهر، وتمتع الشباب بها وقدرتهم العقلية على استخدامها والتواصل الذي لا حدود له من خلالها تجعلنا نعيد النظر في كثير من مفاهيمنا التي درجنا عليها، ولنعط الشباب، وهو الباهر الموهوب المنجز، فرصة أكبر وأوسع للمشاركة في الحياة الاجتماعية، والثقافية، والإفادة من إمكاناتهم التي نبغوا في تحقيقها فالحياة متسارعة متسابقة، ولن تقف عند حدود ما نحن وما كنا عليه، وكنا نظن منذ سنوات أنه قمة العلم ولا جديد بعده.
** ** **
هذه التقنية أحدثت تغيراً في بنية ونظام الناس في الحياة، ومن ذلك أنه لم يعد هناك سر عند الإنسان أو عند المؤسسات العامة والخاصة يخفيه عن الآخرين؛ إذ صارت الحياة بكل جوانبها (فيس بوك).
إن ما أدعو له هو أن نأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار والتقدير لها، وأن نغير في أنماط حياتنا بما لا يتعارض مع ثوابت ديننا، ولا يتأخر عن العالم المتسارع علمياً، وحضارياً حولنا.
** ** **
في بلادنا السعودية تبلغ نسبة الشباب ممن هم في أعمارهم خمسة وعشرين عاماً فأقل ستين في المئة من السكان لذا لزم علينا أن نؤهلهم تأهيلاً راسخ المبادئ ثابت القيم يجعلهم يوائمون بين قيمنا الإسلامية الثابتة، وعطاءات العلم المتغيرة حتى لا تكون هناك يوماً ما فجوة كبيرة العمق بين واقعهم وما حولهم مما قد يُحدث زلزلة في سلوكهم.
ولهذا كله أصبح لزاماً علينا جميعاً أن نحقق نقلة نوعية في ممارسات مؤسساتنا التعليمية، والثقافية، والاجتماعية فإن جمود الأفكار، والتمسك بأذيال القديم قد يمزقان الثوب، ويكشفان العراء.
** ** **
نحن جيل الكبار علينا أن نتنبه إلى ذلك التغير العلمي المبهر حولنا ولنحقق بذلك العطاء احترام شبابنا لكبارنا، ولنتذكر مقولة أحد الخلفاء الراشدين (لا تجبروا أبناءكم على طباعكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم).
** ** **
وأهم ما ألحّ عليه، وأعيد الدعوة إليه هو التغيير الجذري في سياستنا التعليمية، ولنتذكر أن مؤسسات التعليم ما هي إلا وسيلة نحقق بها مرادنا التنموي، وملء شغاف قلوب أبنائنا المتعلمين وشبابنا المتطلعين بحب هذا الوطن، والالتزام بالذود عنه، والعمل بصدق ورضاء في تحقيق دائم تطويره، والمشاركة الفاعلة في نموه وازدهاره..
** ** **
وإني لأذكّر الجميع بأن مؤسسات التعليم هي الوسيلة لتحقيق الهدف، والعلاقة بين الهدف والوسيلة في حياتنا ليست علاقة إلزامية إجبارية علاوة على أنها ليست مقدسة، وتوضيحاً لهذا أقول: حينما كنا نرتحل في الماضي البعيد على ظهر الناقة والحصان ثم تحولنا إلى السيارة والطائرة كان الهدف دائماً هو الوصول إلى مكان.
لذا فإن التخلي عن الوسيلة وترك مكانها لأخرى يجري في الغالب سهلاً وسلساً لا يحتاج هذا التحول أو التخلي إلى كثير إقناع وإلى أنصار وخصوم، أولئك يدافعون عن الناقة والحصان، وهؤلاء ينحازون للسيارة، والطائرة.
كان الهاجس وسيظل هو الوصول إلى الهدف وهو المكان أما الأداة فنلاحظ أنها كانت وستظل متحركة متغيرة.
** ** **
ما سبق يدل على أن أهم مرفق ينبغي تغييره بحكم أنه الوسيلة هو التعليم بمؤسساته المختلفة لنصل به إلى الغاية العليا لحاقاً بالعالم حولنا، ومن أراد أن يعرف ما أقول فلينظر إلى مناهج تعليمنا ووسائله ليدرك البون الشاسع بين ما هو حديث، وما هو قديم أصبح عديم الجدوى.
** ** **
وفقنا الله جميعاً إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدّنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد..