المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استغلال الاجازة


طالبة2ثانوي
2012-06-16, 05:00 AM
استغلال الاجازة



على الشباب أن يدركوا أن حياة الإنسان أنفاس تتردد وتتعدد وآمال تضيع إن لم تحدد ،


والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، بل الوقت هو الحياة ، وكثيرا ما نسمع المثل المادي السائر ،
الوقت من ذهب ..خابوا وخسروا بل هو أغلى من الذهب ومن كل جوهر نفيس أو حجر كريم ، إن المرء يفتدى وقته بكل غال ونفيس لأن الوقت هو حياته وعمره ، فمن يفرط في حياته وعمره !؟
وإن من أكبر علامات المقت إضاعة الوقت ، لما يعيش شباب في عمر الزهور عيشة الّلامبالي بوقته؟ فهو يقطعه باللهو الباطل ، والأمر الحقير ..
لما يألف شباب الأمة وهم أصحاء أقوياء النوم حتى الضحى أو ما بعد الضحى ، تطلع عليهم الشمس وتتوسط في كبد السماء ، وهم يغطون في نوم عميق ، قد بال الشيطان في آذانهم ،
إذا قام أحدهم ، فإذا هو هزيل القوى ، ثقيل الخطى ، ضيق النفس كسلان 0
على حين تطلع الشمس على قوم آخرين من غير أهل الإسلام وهم منهمكون في وسائل معاشهم ، وتدبير شئونهم ، إن سنن الله في كونه تأبى إلا أن يعطى كل امرئ حسب استعداده وجده وعمله .
فهل يليق هذا بأمة خلقت لقيادة البشرية بأسرها ! ووجدت لتكون شاهدة على الناس يوم يقوم الناس لربهم ؟ هل يليق ذلك بأمة شرفت بحمل أعظم رسالة ! وحملت أثقل أمانة ! وأنيط بها أضخم مسؤولية ، وأكبر تكليف !؟
ألستم يا شباب أبناء قوم كانوا على أوقاتهم أشد حرصا على الدنيار والدرهم ،
هذا ابن مسعود يقول : ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه ، نقص فيه أجلي ، ولم يزد فيه عملي )
ونُقل عن عامر بن عبد قيس أحد التابعين الزهاد : أن رجلا قال له كلمني ، فقال له : عامر بن عبد قيس : أمسك الشمس .
يعني أوقف لي الشمس واحبسها عن المسير حتى أكلمك ، فإن الزمن متحرك دائب المضي ،
وهذا الإمام أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم يُباحث وهو في النزع والذِّمَاءِ[1] بعض عُوَّاده في مسألة فقهية ، رجاء النفع بها لمستفيد أو متعلم ولا يخلي اللحظة الأخيرة من لحظات حياته من كسبها في مذاكرة علم وإفادة واستفادة .
لقد كان أسلافنا الأوائل يُسابقون الساعات ، ويبادرون اللحظات ، ضناً منهم بالوقت ، وحرصاً على أن لا يذهب منهم هدراً .
ولقد أورث ذلك نتائج أشبه بالمعجزات ، وإذا بالإنجازات قريبة من الخيال ،
فحسبك منها حركة الفتوحات التي كانت على قدم وساق وخيول المسلمين التي أزكم أنوفها غبار المعارك وأعلى صهيلها الكر و الفر ، فضلاً عن خطوات في تربية وإعداد النشء الجديد ناهيك عن وثبة بعيدة المدى في التصنيف والتأليف والابتكار هكذا كانت أحوالهم يوم عرفوا قيمة الزمن ، وهكذا كانت إنجازاتهم يوم اتسعت مداركهم ونضجت عقولهم ..
وإذا كان هذا تاريخ أسلافنا الأوائل وهكذا كانوا ..فإننا مطالبون بالإقتداء بهم ، وذلك باستثمار كل دقيقة وثانية من عمر الزمن نتقرب فيها إلى الله ونسابق إلى جنته و موعوده من خلال تربية ذواتنا ، وإعداد الآخرين حتى تكون قادرة على العطاء بلا حدود ..


وأخيراً : إن من أمضى يوماً من أيام عمره في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو علم اكتسبه ، أو فعل محمود صنعه فقد عق يومه وظلم نفسه ،
والله أسأل أن يبارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .