الاستاذ صالح الحازمي
2012-01-20, 02:41 PM
:k055::k055:http://images.alarabiya.net/f3/34/436x328_37799_189242.jpg
سعودي يتصفح الإنترنت
(http://www.alarabiya.net/save_pdf.php?cont_id=189242)[/URL][URL="**********:void(0)"] (http://www.alarabiya.net/save_print.php?print=1&cont_id=189242)
(http://digg.com/submit?phase=2&url=http://www.alarabiya.net/articles/2012/01/19/189242.html&title=السعودية.. 13 مليون مستخدم يغزون شبكة "الإنترنت")
أثار التطور الكبير الذي طرأ على وسائل الاتصال وتقنية المعلومات في السنوات الماضية، عدداً من التساؤلات لاسيما بعد ظهور ما يسمى بالإعلام الجديد الرقمي الذي حول المتلقي إلى مرسل ومصدر للمادة الإعلامية، ومن هذه الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة، «هل يمكننا القول إن زمن الإعلام التقليدي انتهى ؟»،
في تقرير لها نشرت "الشرق" السعودية تقريراً يشير الى أننا ينبغي أن ندرك حقيقة أن وسائل الإعلام لا تلغي بعضها؟، وهل يمكن اعتبار هذا الحراك الكبير للسعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات، والصحف الإلكترونية.. ظاهرة طبيعية وعالمية؟، أم إن الحالة المحلية تتمتع بخصوصية معينة نتيجة لظروف اجتماعية محددة؟، وهل يمكن لهذه المواقع والاجتهادات أن تنتزع لقب»صاحبة الجلالة»؟، أم يجدرألاَّ يتم تضخيم كل ماسبق، واعتباره متنفسا وبوحا للجمهور فقط، «الشرق» فتحت هذا الملف «المعقد» وطرحت هذه الأسئلة وغيرها على المختصين وأصحاب الشأن الذين تباينت آراؤهم، وتطرقوا إلى زوايا مختلفة في هذا الموضوع الحيوي.
وقدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية بنحو 13 مليون مستخدم، وكشفت في نشرتها الإلكترونية التي أصدرتها في نهاية ديسمبر من العام 2011م الماضي، عن ارتفاع نسبة استخدام الإنترنت في السعودية من 5% عام 2001 إلى نحو 46% في نهاية الربع الثالث من العام 2011م.كما كشف موقع Social Bakers عن أن عدد مستخدمي موقع «فيس بوك» في المملكة تخطى الأربعة ملايين ونصف المليون. وأشار الموقع إلى أن السعودية باتت في المرتبة 31 على مستوى العالم لمستخدمي فيس بوك. كما قدر عدد مستخدمي "تويتر" في الربع الأول من العام الحالي بـ 115 ألف مستخدم.
ويشير الصحافي والكاتب عبد الله العميرة إلى أن العالم تقدم لمرحلة جديدة في السلم الحضاري من الصناعة إلى المعرفة والتقنية، وإذا لم يلحق المجتمع بالحضارة فسيجد نفسه في العالم القديم.
وقال: "من المهم أن تكون لنا مساهمات ولا نكتفي بالتعامل مع التقنية، و ألاَّ نكون مستهلكين فقط، فلا بد من التوازن، ومن يصنع التوازن في أي مجتمع هو التعليم والمثقفون ولابد أن تكون علاقة الإعلام من صحف ومجلات وتلفزيون وسينما وغيرها، بالتقنية علاقة تفاعلية تناظرية".
وأكد العميرة أن مواقع التواصل أبرزت عدداً من المبدعين، مشيراً إلى أن الشباب السعودي يمتلك عقولاً مبدعة، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير، لصالح الوطن والمجتمع، وقال "إن الواقع يقول إن هذه الاجتهادات الحالية على الشبكة العنكبوتية تنطلق بدون سقف، وهنا الخطورة، فالإعلام يقوم على أهداف والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك رابط بين الاجتهاد والهدف؟، وما الرابط بين الحرية المطلقة والاستراتيجيات؟، ففي أي بلد متقدم في العالم، لا يوجد شيء اسمه حرية بالمعاني التي نفهمها، فالحرية لديهم قائمة على أمرين مهمين، هما المعرفة والهدف، أي أن كل صحافي يفهم ماذا يريد، ومن لا يفهم فلن يجد له مكانا في الصحافة الحديثة في الدول التي تفهم تأثير الإعلام".
وقال أستاذ الإعلام في معهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور تركي العواد: "إن الإقبال على مواقع التواصل الاجتماعي يُعد ظاهرة عالمية تشكلت بسبب ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات التي مكنت شعوب العالم من التواصل مع بعضها وأفرزت ما يسمى بصحافة المواطن، مبيناً أن الإنسان في السابق كان يصوت لاختيار أشخاص يمثلونه ويتحدثون بالنيابة عنه في البرلمانات وحالياً أصبح يمثل نفسه بنفسه ويعبر عن رأيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات".
وعن هذا التفاعل الكبير للسعوديين عبر الإنترنت يقول العواد "على الرغم من كونها ظاهرة عالمية إلا أن السعوديين والمصريين هم من الأكثر استخداما وتفاعلا عبرالإنترنت ويعود ذلك إلي عدة أمور أهمها عدم وجود مجالات أخرى للتعبير فالإعلام التقليدي له وجهات محددة، وهو انعكاس للمثقفين والنخب بالإضافة إلى عدم وجود وسائل أخرى للتعبير".
وأوضح أن هذه العوامل تجعل الشباب يلجأون إلى عالم افتراضي للتعبير والتنفيس عما بداخلهم، مستدلاً بأنه عندما فتح المجال عبر الإنترنت وبالتحديد عبر الصحف الإلكترونية، وجد المجتمع نفسه أمام حراك كبير على عدة مستويات.
ويرى المستشار الإعلامي سلطان البازعي أن دور الورق في نقل المعرفة والمعلومات قد تضاءل وأن التقنية ستحل بديلا له، وقال: "دخلت التقنية في طريق التعليم، فالأجيال الجديدة تتلقى التعليم عن طريق الإلكترونيات، وأن الجيل الحالي الذي يشكل 60% من المجتمع يُعد من أكثر مستخدمي الإنترنت، فقد أتاح الإعلام الإلكتروني الفرصة للفرد أن يقول رأيه ويتلقى المعلومات دون سيطرة من أحد فالإعلام التقليدي الذي يشمل الصحف والإذاعات والتلفزيون حتى في الدول الديمقراطية يمثل مؤسسات، لذلك هي لا تقبل الرأي الآخر، بينما أتاح الإنترنت أوالإعلام الجديد للجميع أن يتقبل جميع الآراء، وأن يأخذ المتلقي الخبر والمعلومة من مصادر متنوعة". وأكد البازعي أن الإعلام الجديد رفع سقف الحرية لدى الإعلام التقليدي وجعله يعيد النظر في طرق تقديم رسائله الإعلامية وأجبره على الانتقال إلى التفاعلية، مشيراً إلى أن عددا من القنوات الحالية أعطت مجالا للتفاعلية، حتى لاتفقد جزءا كبيرا من جمهورها.
ويؤكد أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن سعيد أن الإعلام الجديد حقق حلم العالم الكندي مارشال ماكلوهن الذي كان يشير إلى أن وسائل الاتصال الجماهيري "الصحف، والإذاعة، والتلفزيون" ستجعل من العالم قرية صغيرة، إلا أن الإعلام التقليدي لم يحقق هذا الحلم، ليأتي الإعلام الجديد ويحقق هذه الرؤية. وأضاف «الإعلام الجديد أعطى المواطن حرية التعبير عن رأيه، ومكنه من التعبير والبوح بمشاعره وعواطفه، وبما لديه من مخزون ومشاعر، ومن مواقف وانطباعات، وهموم وآمال وطموحات وآراء في المشهد السياسي والاقصادي والاجتماعي وكل مناحي الحياة «.
ويضيف بن سعيد أن الإعلام التقليدي ما زال يحتل مساحة لا بأس بها على الخريطة، ويتمتع بمصداقية أكبر من الإعلام الجديد الذي لا يزال ينظر إليه بأنه إعلام غير المحترفين أو إعلام هواة، ولا يؤخذ به كمصدر للأخبار والتحليلات، ويشير إلى أن هذا لا يقلل من قدرته على فرض نفسه في الساحة، ولا يقلل من دوره في كونه أجبر كثيراً من المؤسسات الصحافية والإعلامية الرسمية، على إعادة النظر في أساليبها وأدواتها. وأكد أن الجهات الرسمية والنخب في الوطن العربي ، لا يزالون يعولون كثيراً على الإعلام الرسمي. ومتى ما أراد للإعلام التقليدي الاستمرار، يجب عليه إعادة النظر في أساليبه والاعتماد على التفاعلية بشكل أكبر، والعناية بالمضمون.
ويرى الكاتب والباحث الدكتورعبد الرحمن الحبيب أن الإعلام الرسمي أو الخاص في المملكة، يعكس ما يحدث في المجتمع ولكن بتحفظ، بينما النشاط الإعلامي في الأنترنت يعكس كل ذلك بلا تحفظ وبفوضوية أحياناً، وهنا الاختلاف الرئيس بين الإعلاميين السعوديين التقليدي والجديد. ويؤكد أن الإعلام الجديد رفع سقف الحرية الإعلامية، وأصبحت من مصادر الأخبار، وهذا لا غضاضة فيه ولا يدعو لعبارة «الاعتراف»، فحتى في أمريكا أصبح الكثيرمن الأخبار تؤخذ من هذه المصادر.
تحفظات رسمية
ويضيف الحبيب «إذا كان كل ذلك يتطلب من الإعلام التقليدي في السعودية أن يعيد النظر في طريقة تقديم رسالته الإعلامية، فهذا صحيح على المستوى النظري حين يصرح مسؤولو الإعلام عن ذلك، لكن على المستوى التنفيذي ما زال بعيداً عن التطبيق بسبب البيروقراطية وتحفظات رسمية مبالغ فيها، ولا يمكن التقليل من هذه الأعمال «الإنترنتية» بأنها مجرد تنفيس وخواطر واجتهادات فردية، رغم أن كثيرا منها كذلك، إنها تتحول شيئا فشيئا إلى إعلام بديل يمكن أن يقود الرأي العام».
وعن الشروط التي يجب على الإعلام التقليدي تنفيذها من أجل البقاء، يشير الدكتورالحبيب إلى أنها تكمن في تحطيم سقف حرية التعبير أوعلى الأقل رفعه لدرجة قريبة من مستوى سماء الإنترنت، ويعترف الحبيب بصعوبة ذلك واقعياً.
وقال: «الشرط الآخر الذي يمكِّن الصحف من التفوق، هو حق الصحافي في حرية الوصول للمعلومات الموثقة، وكشف الخبايا، ففي الأنترنت تكشف المعلومات والفضائح غالباً كيفما اتفق بلا مهنية أو توثيق، فدرجة مصداقيتها منخفضة، بينما في الصحف، لا يوجد انخفاض في المصداقية بل تأخر أو غياب المعلومة المتخفية التي يريدها المتلقي خاصة في قضايا الفساد».
ويؤكد المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية الدكتور إبراهيم البعيز أن انتشار وسائل الإعلام الجديدة في المجتمع السعودي يعتبر أمرا طبيعيا، ويأتي في سياق اهتمام السعوديين وحرصهم على تقنيات الاتصال الحديثة، وهذا ما شهدناه مع التلفزيون في بداية الستينيات، وكذلك مع الفيديو في الثمانينيات، ومع القنوات الفضائية في التسعينيات، وها هو نفس المشهد يتكرر مع الأنترنت وتطبيقاتها المختلفة، وهو ما ينفي الصورة النمطية التي سبق الترويج لها بأن المجتمع السعودي مجتمع منغلق ويرفض الجديد والانفتاح. وأضاف: «الجانب الآخر يتعلق بطبيعة التركيبة السكانية في المجتمع السعودي، والتي يغلب عليها الفئات العمرية الشابة، والتي تكون دائما متطلعة وحريصة على متابعة كل جديد، وقد مكنها من ذلك القدرة الشرائية المرتفعة نسبيا».
ويضيف البعيز إن التطورات المتسارعة في تقنيات الاتصال وتطبيقاتها الإعلامية تتسم بشيء من الدراما المثيرة، لذا تجدنا دائما نتسابق في وضع التوقعات حول تأثيراتها المحتملة، وكثيرا ما نميل إلى المبالغة في ذلك، ولو عدنا قليلا إلى التاريخ لوجدنا أن ظهور الإذاعة قد أثارت شيئا من القلق لدى الصحف، تخوفاً من تأثيرها السلبي عليها، وكذلك عند ظهور التلفزيون، ساد الاعتقاد بأنه سيؤثر سلبا على الإذاعة، وعندما ظهرت أجهزة الفيديو المنزلية، حسبنا أنه سيقضي على دور العرض السينمائي.
ولا يعتقد الدكتور البعيز أن القنوات والإعلام الجديدين سيقضيان على القنوات التقليدية، لكنه سيجبرها على تغيير قواعد اللعبة في العمل والممارسة الإعلامية، والدخول في حلبة المنافسة معها لاستقطاب أكبر شريحة من الجمهور المتمثل في القراء والمستمعين والمشاهدين.
سعودي يتصفح الإنترنت
(http://www.alarabiya.net/save_pdf.php?cont_id=189242)[/URL][URL="**********:void(0)"] (http://www.alarabiya.net/save_print.php?print=1&cont_id=189242)
(http://digg.com/submit?phase=2&url=http://www.alarabiya.net/articles/2012/01/19/189242.html&title=السعودية.. 13 مليون مستخدم يغزون شبكة "الإنترنت")
أثار التطور الكبير الذي طرأ على وسائل الاتصال وتقنية المعلومات في السنوات الماضية، عدداً من التساؤلات لاسيما بعد ظهور ما يسمى بالإعلام الجديد الرقمي الذي حول المتلقي إلى مرسل ومصدر للمادة الإعلامية، ومن هذه الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة، «هل يمكننا القول إن زمن الإعلام التقليدي انتهى ؟»،
في تقرير لها نشرت "الشرق" السعودية تقريراً يشير الى أننا ينبغي أن ندرك حقيقة أن وسائل الإعلام لا تلغي بعضها؟، وهل يمكن اعتبار هذا الحراك الكبير للسعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات، والصحف الإلكترونية.. ظاهرة طبيعية وعالمية؟، أم إن الحالة المحلية تتمتع بخصوصية معينة نتيجة لظروف اجتماعية محددة؟، وهل يمكن لهذه المواقع والاجتهادات أن تنتزع لقب»صاحبة الجلالة»؟، أم يجدرألاَّ يتم تضخيم كل ماسبق، واعتباره متنفسا وبوحا للجمهور فقط، «الشرق» فتحت هذا الملف «المعقد» وطرحت هذه الأسئلة وغيرها على المختصين وأصحاب الشأن الذين تباينت آراؤهم، وتطرقوا إلى زوايا مختلفة في هذا الموضوع الحيوي.
وقدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية بنحو 13 مليون مستخدم، وكشفت في نشرتها الإلكترونية التي أصدرتها في نهاية ديسمبر من العام 2011م الماضي، عن ارتفاع نسبة استخدام الإنترنت في السعودية من 5% عام 2001 إلى نحو 46% في نهاية الربع الثالث من العام 2011م.كما كشف موقع Social Bakers عن أن عدد مستخدمي موقع «فيس بوك» في المملكة تخطى الأربعة ملايين ونصف المليون. وأشار الموقع إلى أن السعودية باتت في المرتبة 31 على مستوى العالم لمستخدمي فيس بوك. كما قدر عدد مستخدمي "تويتر" في الربع الأول من العام الحالي بـ 115 ألف مستخدم.
ويشير الصحافي والكاتب عبد الله العميرة إلى أن العالم تقدم لمرحلة جديدة في السلم الحضاري من الصناعة إلى المعرفة والتقنية، وإذا لم يلحق المجتمع بالحضارة فسيجد نفسه في العالم القديم.
وقال: "من المهم أن تكون لنا مساهمات ولا نكتفي بالتعامل مع التقنية، و ألاَّ نكون مستهلكين فقط، فلا بد من التوازن، ومن يصنع التوازن في أي مجتمع هو التعليم والمثقفون ولابد أن تكون علاقة الإعلام من صحف ومجلات وتلفزيون وسينما وغيرها، بالتقنية علاقة تفاعلية تناظرية".
وأكد العميرة أن مواقع التواصل أبرزت عدداً من المبدعين، مشيراً إلى أن الشباب السعودي يمتلك عقولاً مبدعة، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير، لصالح الوطن والمجتمع، وقال "إن الواقع يقول إن هذه الاجتهادات الحالية على الشبكة العنكبوتية تنطلق بدون سقف، وهنا الخطورة، فالإعلام يقوم على أهداف والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك رابط بين الاجتهاد والهدف؟، وما الرابط بين الحرية المطلقة والاستراتيجيات؟، ففي أي بلد متقدم في العالم، لا يوجد شيء اسمه حرية بالمعاني التي نفهمها، فالحرية لديهم قائمة على أمرين مهمين، هما المعرفة والهدف، أي أن كل صحافي يفهم ماذا يريد، ومن لا يفهم فلن يجد له مكانا في الصحافة الحديثة في الدول التي تفهم تأثير الإعلام".
وقال أستاذ الإعلام في معهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور تركي العواد: "إن الإقبال على مواقع التواصل الاجتماعي يُعد ظاهرة عالمية تشكلت بسبب ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات التي مكنت شعوب العالم من التواصل مع بعضها وأفرزت ما يسمى بصحافة المواطن، مبيناً أن الإنسان في السابق كان يصوت لاختيار أشخاص يمثلونه ويتحدثون بالنيابة عنه في البرلمانات وحالياً أصبح يمثل نفسه بنفسه ويعبر عن رأيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات".
وعن هذا التفاعل الكبير للسعوديين عبر الإنترنت يقول العواد "على الرغم من كونها ظاهرة عالمية إلا أن السعوديين والمصريين هم من الأكثر استخداما وتفاعلا عبرالإنترنت ويعود ذلك إلي عدة أمور أهمها عدم وجود مجالات أخرى للتعبير فالإعلام التقليدي له وجهات محددة، وهو انعكاس للمثقفين والنخب بالإضافة إلى عدم وجود وسائل أخرى للتعبير".
وأوضح أن هذه العوامل تجعل الشباب يلجأون إلى عالم افتراضي للتعبير والتنفيس عما بداخلهم، مستدلاً بأنه عندما فتح المجال عبر الإنترنت وبالتحديد عبر الصحف الإلكترونية، وجد المجتمع نفسه أمام حراك كبير على عدة مستويات.
ويرى المستشار الإعلامي سلطان البازعي أن دور الورق في نقل المعرفة والمعلومات قد تضاءل وأن التقنية ستحل بديلا له، وقال: "دخلت التقنية في طريق التعليم، فالأجيال الجديدة تتلقى التعليم عن طريق الإلكترونيات، وأن الجيل الحالي الذي يشكل 60% من المجتمع يُعد من أكثر مستخدمي الإنترنت، فقد أتاح الإعلام الإلكتروني الفرصة للفرد أن يقول رأيه ويتلقى المعلومات دون سيطرة من أحد فالإعلام التقليدي الذي يشمل الصحف والإذاعات والتلفزيون حتى في الدول الديمقراطية يمثل مؤسسات، لذلك هي لا تقبل الرأي الآخر، بينما أتاح الإنترنت أوالإعلام الجديد للجميع أن يتقبل جميع الآراء، وأن يأخذ المتلقي الخبر والمعلومة من مصادر متنوعة". وأكد البازعي أن الإعلام الجديد رفع سقف الحرية لدى الإعلام التقليدي وجعله يعيد النظر في طرق تقديم رسائله الإعلامية وأجبره على الانتقال إلى التفاعلية، مشيراً إلى أن عددا من القنوات الحالية أعطت مجالا للتفاعلية، حتى لاتفقد جزءا كبيرا من جمهورها.
ويؤكد أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن سعيد أن الإعلام الجديد حقق حلم العالم الكندي مارشال ماكلوهن الذي كان يشير إلى أن وسائل الاتصال الجماهيري "الصحف، والإذاعة، والتلفزيون" ستجعل من العالم قرية صغيرة، إلا أن الإعلام التقليدي لم يحقق هذا الحلم، ليأتي الإعلام الجديد ويحقق هذه الرؤية. وأضاف «الإعلام الجديد أعطى المواطن حرية التعبير عن رأيه، ومكنه من التعبير والبوح بمشاعره وعواطفه، وبما لديه من مخزون ومشاعر، ومن مواقف وانطباعات، وهموم وآمال وطموحات وآراء في المشهد السياسي والاقصادي والاجتماعي وكل مناحي الحياة «.
ويضيف بن سعيد أن الإعلام التقليدي ما زال يحتل مساحة لا بأس بها على الخريطة، ويتمتع بمصداقية أكبر من الإعلام الجديد الذي لا يزال ينظر إليه بأنه إعلام غير المحترفين أو إعلام هواة، ولا يؤخذ به كمصدر للأخبار والتحليلات، ويشير إلى أن هذا لا يقلل من قدرته على فرض نفسه في الساحة، ولا يقلل من دوره في كونه أجبر كثيراً من المؤسسات الصحافية والإعلامية الرسمية، على إعادة النظر في أساليبها وأدواتها. وأكد أن الجهات الرسمية والنخب في الوطن العربي ، لا يزالون يعولون كثيراً على الإعلام الرسمي. ومتى ما أراد للإعلام التقليدي الاستمرار، يجب عليه إعادة النظر في أساليبه والاعتماد على التفاعلية بشكل أكبر، والعناية بالمضمون.
ويرى الكاتب والباحث الدكتورعبد الرحمن الحبيب أن الإعلام الرسمي أو الخاص في المملكة، يعكس ما يحدث في المجتمع ولكن بتحفظ، بينما النشاط الإعلامي في الأنترنت يعكس كل ذلك بلا تحفظ وبفوضوية أحياناً، وهنا الاختلاف الرئيس بين الإعلاميين السعوديين التقليدي والجديد. ويؤكد أن الإعلام الجديد رفع سقف الحرية الإعلامية، وأصبحت من مصادر الأخبار، وهذا لا غضاضة فيه ولا يدعو لعبارة «الاعتراف»، فحتى في أمريكا أصبح الكثيرمن الأخبار تؤخذ من هذه المصادر.
تحفظات رسمية
ويضيف الحبيب «إذا كان كل ذلك يتطلب من الإعلام التقليدي في السعودية أن يعيد النظر في طريقة تقديم رسالته الإعلامية، فهذا صحيح على المستوى النظري حين يصرح مسؤولو الإعلام عن ذلك، لكن على المستوى التنفيذي ما زال بعيداً عن التطبيق بسبب البيروقراطية وتحفظات رسمية مبالغ فيها، ولا يمكن التقليل من هذه الأعمال «الإنترنتية» بأنها مجرد تنفيس وخواطر واجتهادات فردية، رغم أن كثيرا منها كذلك، إنها تتحول شيئا فشيئا إلى إعلام بديل يمكن أن يقود الرأي العام».
وعن الشروط التي يجب على الإعلام التقليدي تنفيذها من أجل البقاء، يشير الدكتورالحبيب إلى أنها تكمن في تحطيم سقف حرية التعبير أوعلى الأقل رفعه لدرجة قريبة من مستوى سماء الإنترنت، ويعترف الحبيب بصعوبة ذلك واقعياً.
وقال: «الشرط الآخر الذي يمكِّن الصحف من التفوق، هو حق الصحافي في حرية الوصول للمعلومات الموثقة، وكشف الخبايا، ففي الأنترنت تكشف المعلومات والفضائح غالباً كيفما اتفق بلا مهنية أو توثيق، فدرجة مصداقيتها منخفضة، بينما في الصحف، لا يوجد انخفاض في المصداقية بل تأخر أو غياب المعلومة المتخفية التي يريدها المتلقي خاصة في قضايا الفساد».
ويؤكد المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية الدكتور إبراهيم البعيز أن انتشار وسائل الإعلام الجديدة في المجتمع السعودي يعتبر أمرا طبيعيا، ويأتي في سياق اهتمام السعوديين وحرصهم على تقنيات الاتصال الحديثة، وهذا ما شهدناه مع التلفزيون في بداية الستينيات، وكذلك مع الفيديو في الثمانينيات، ومع القنوات الفضائية في التسعينيات، وها هو نفس المشهد يتكرر مع الأنترنت وتطبيقاتها المختلفة، وهو ما ينفي الصورة النمطية التي سبق الترويج لها بأن المجتمع السعودي مجتمع منغلق ويرفض الجديد والانفتاح. وأضاف: «الجانب الآخر يتعلق بطبيعة التركيبة السكانية في المجتمع السعودي، والتي يغلب عليها الفئات العمرية الشابة، والتي تكون دائما متطلعة وحريصة على متابعة كل جديد، وقد مكنها من ذلك القدرة الشرائية المرتفعة نسبيا».
ويضيف البعيز إن التطورات المتسارعة في تقنيات الاتصال وتطبيقاتها الإعلامية تتسم بشيء من الدراما المثيرة، لذا تجدنا دائما نتسابق في وضع التوقعات حول تأثيراتها المحتملة، وكثيرا ما نميل إلى المبالغة في ذلك، ولو عدنا قليلا إلى التاريخ لوجدنا أن ظهور الإذاعة قد أثارت شيئا من القلق لدى الصحف، تخوفاً من تأثيرها السلبي عليها، وكذلك عند ظهور التلفزيون، ساد الاعتقاد بأنه سيؤثر سلبا على الإذاعة، وعندما ظهرت أجهزة الفيديو المنزلية، حسبنا أنه سيقضي على دور العرض السينمائي.
ولا يعتقد الدكتور البعيز أن القنوات والإعلام الجديدين سيقضيان على القنوات التقليدية، لكنه سيجبرها على تغيير قواعد اللعبة في العمل والممارسة الإعلامية، والدخول في حلبة المنافسة معها لاستقطاب أكبر شريحة من الجمهور المتمثل في القراء والمستمعين والمشاهدين.