تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بسمة يتيم


alisss
2011-12-10, 02:28 PM
عبد الله منور الجميلي
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/aljomaili_86.jpg
الجمعة 09/12/2011
قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم: مساحة هذه الزاوية من كل جمعة تحمل سطورها محاولات لِـصناعة الإنسان في ذاته، في قدراته، في تعاملاته مع الآخَـرين، في إحساسه بالضعفاء والمساكين؛ واليوم صورة إنسانية تستحق أن تعزفها أبيات شَـاعِـر، أو ترسمها كلمات أدِيـب؛ ولكني لست هذا أو ذاك، ولذا سوف أترك الـنّـبَـضَـات هي مَـن تُـمَـارس كتابة الكلمات:

الزمان: صباح الاثنين الماضي، المكان أحد أسواق الملابس في المدينة المنورة؛ حيث كانت اللغة السائدة في جنباته (الهدوء)، بل اللا حَـركة إلا من بعض أصوات الباعة التي تعيد صَـف وترتيب الأشياء!!

فجأة يدخل مجموعة من الصغار، مختلفي الألوان، وكما يبدو الجنسيات، تعود الحياة لذاك المكان!!

نعم إني أسمعهم، أراهم في فَـرح يتراكضون البَـسَـمَـات تعلو وجوههم البريئة، كل واحد منهم يُـفَـتِّـش عن عما يُـناسبه من ملابس الشتاء!!

ذاك ينادي: (أستاذ علي.. أستاذ علي) أريد هذا، يجيب: يا وَلَـدي خَـذ ما تريد!

آخر تكاد البهجة تقفز من عينيه: (أسْـتَـاذ.. أسْـتَـاذ)، هل هذه مَـقَـاسِـي؟ جَـربها يا (...) بنفسك وتأكد!!

تركت الزاوية البعيدة التي أقبع فيها، اقتربت أكثر من ذالك الجَـناح الذي تسكنه (الـحَـيَـاة)، أحسست بشعور غريب، (آه إنه الفضول)!!

عدد أولئك الأطفال يتجاوز العشرين، أكبرهم ربما اقترب من السنة الثانية عشرة مِـن عمره، يرافقهم رجلان!!

أسئلة تتصارع وتتجاذب في نفسي، هل هم طلاب مدرسة؟! لكن هذا ليس مكان رحلاتهم، ولا تلك لغة خطابهم عموماً؛ التي نبراتها الـتّـعنيف والـزّجْـر!!

طيب هل هم من جمعية خيرية؟! (ربما)!!

الآن أنا بجوار أحدهما، وسوف أُريح تلك الـنّـفس، وآتيكم بالخبر اليقين!

عفواً، وفضلاً (أنا العبد الفقير "....")، فقط أريد أن أعرف الحكاية؛ لأروي عطَـش فضولي!!

نحن من مدرسة (الـعِـز بن عبدالسلام الابتدائية بالمدينة المنورة)، وأنا (علي الأحمدي وذاك زميلي عبدالله الأحمدي)، أما هؤلاء فأطفال أيتام ومحتاجون في المدرسة، وقد اعتادت المدرسة أن تُـسَـاعدهم بـكسوة للشتاء، وأخرى للصيف كلّ عام واحتياجات أخرى لهم؛ بل وبمصروف يومي!!

بارك الله في جهودكم، وهل تأمين التكاليف من وزارة التربية؟! (لا أبداَ)، إذن هل ذلك مصدره إحدى الجمعيات الخيرية؟!

أجابني (أيضاً لا)، هو مساهمة مالية يتبرع بها معلمو المدرسة!!

أصدقكم، ويشهد الله انِسَـابَـت الدَمَـعَـات من عَـيْـنَـي، حاولت صدها، إخفاءها، ولكن... (ربما هذا ضعف مني، وإن كانوا يقولون ويؤكدون دموع الـرّجال غالية)!!

ولست أدري هل هبطت تلك العَـبَـرات، شفقة ورحمة بأولئك الصغار المساكين؟! أم كانت دموع فَـرح وسعادة بالممارسة النبيلة الإنسانية لتلك المدرسة ومعلميها!!

فتحية إجلال وإكبار، وقُـبلات شُـكر على جبين كل مَـن صَـنع الإنسانية في تلك المدرسة الرائدة فَـرْداً، فرداً!

وهنا لماذا تغيب ميزانية وزارة التربية عن تلك الجوانب الإنسانية؟! فلماذا لا تقوم بهذه المهمة في مدارسها؟!

وأين الجمعيات الخيرية الكثيرة عن زيارة المدارس، والتعرف على الأيتام والفقراء فيها، والوقوف معهم ودعم أسرهم؟!

ويبقى ما تقوم به تلك المدرسة ومعلموها منهجا رائدا يستحق أن يكون قدوة، ومنهجاً، ونأمل تكريمها من قِبَل إمارة المدينة، ومِـن مسؤولي التربية فيها، ومِـن رجال الأعمال في طيبة الطيبة.

وأخيراً هذه دعوة صادقة من العبد الفقير الموقع أعلاه بإنشاء (جمعية خاصة لمساعدة الفقراء والمحتاجين من طلاب المدارس)؛ فما رأيكم؟! هَـاه، يا مَـن تمتلكون القدرات المالية، ويا مَـن تتأبطون الخبرات الإدارية بتلك الجوانب؛ هل نبدأ الإجراءات غداً؟! (قولوا: يارب). ألقاكم بخير والضمائر متكلمة