تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوحدات المدرسية.. مخاوف وتحذيرات من انتقالها للصحة


الاستاذ صالح الحازمي
2011-12-06, 06:29 PM
دراسة نقلها مازالت حديث الوسط التربوي والصحي الوحدات المدرسي

http://www.slaati.com/inf/contents/newsm/31086.jpg
تشغل دراسة نقل الصحة المدرسية من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الصحة الوسط التربوي عامة، ومازالت هذه القضية هي الشغل الشاغل للعاملين والعاملات في قطاع الصحة المدرسية خاصة لما تمثله من أهمية لمستقبلهم الوظيفي ومستقبل برامج الصحة المدرسية التي بنيت على مدى العقود الماضية، في انتظار ما تسفر عنه الدراسة التي تعكف عليها اللجنة التي شكلت من 4 وزارات، ونتج عن أول اجتماع لها مطالبة وزارة التربية والتعليم بتقرير شامل حول الوظائف والمباني والممتلكات.

"صدى " استطلعت آراء مسؤولين ومسؤولات في التربية والتعليم ووزارة الصحة وعاملين وعاملات في الميدان التربوي والصحي حول واقع الصحة المدرسية والتطلعات نحو التطوير مستقبلاً.

بيئة آمنة


في البداية تقول مديرة الإشراف الطبي بتعليم جدة الدكتورة سونيا مالكي: لاشك أن الحفاظ على صحة الطلاب في بيئة صحية آمنة مسؤولية الجميع, وتعتبر الصحة المدرسية شريكاً أساسياً في ذلك، فالوحدات الصحية المدرسية يرتكز عملها على الجوانب الوقائية والتوعوية في صورة برامج صحية متعددة صيغت بما يتلاءم مع ظروف واحتياجات منسوبي ومنسوبات المدارس بهدف الارتقاء بصحة بناتنا وأبنائنا إلى أعلى المستويات وأرقاها بدءًا من التركيز على التثقيف الصحي في البيئة المدرسية المعززة للصحة، إلى جانب تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية في المدارس، لذلك تقوم
الوحدات الصحية المدرسية بتعليم البنات بتفقد البيئة المدرسية لاتخاذ الخطوات المناسبة لتحسين الوضع الصحي والبيئي بما يؤمن السلامة الصحية للطلبة والهيئات التعليمية والتدريسية، وأضافت أن من أساسيات عمل الوحدات الصحية المدرسية التأكد من توفر بيئة تعليمية صحية مهيأة للطلبة والطالبات ليبدعوا ويحققوا أفضل تحصيل علمي مما سينعكس على مستقبلهم ومستقبل وطنهم، مؤكدة على دور الوحدات الصحية المدرسية في نشر الوعي وتغيير العادات والسلوكيات الخاطئة، ودعم جهودها لتحقيق التعليم التي راعت العلاقة بين التحصيل الدراسي للطلبة وحالتهم الصحية.


نشر الوعي:


وتقول مديرة الإشراف الطبي بتعليم البنات بالمدينة المنورة الدكتورة ليلى الزامل إن تعزيز صحة النشء هو أحد أهم الأهداف التي من اجلها أوجدت الوحدات الصحية المدرسية في مختلف المناطق لتقدم خدماتها في صورة برامج صحية وقائية وبرامج لتعزيز الصحة وبرامج علاجية من أجل الارتقاء بصحة المجتمع المدرسي بصفة خاصة وصحة المجتمع بصفة عامة وهناك ارتباط وثيق بين الصحة والتعليم أكدته الدراسات التربوية والصحية كما أن هناك علاقة واضحة يرتبط فيها التحصيل الدراسي العلمي بالحالة الصحية وهذا ما تضمنته منهجية العمل في الوحدات المدرسية وبرامجها التي تعد من قبل القائمين على الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم الذين وفقوا في وضع برامج تواكب معطيات العصر والتوجهات العالمية لصحة النشء، ونحن كمنسوبات للصحة المدرسية نشاهد الكثير من الإيجابيات على أرض الواقع ونلمس مدى التغيير الواضح للمفاهيم السلوكية الخاطئة ومدى الإقبال على تحسين السلوكيات الصحية وغرس المفاهيم السليمة وترقب الأهالي المستمر لكل ما تقدمه برامج الصحة المدرسية من نشر للوعي الصحي والمعرفي المدعوم بالممارسات والاتجاهات التربوية الحديثة.

وأعربت عن أملها في أن تظل وزارة التربية والتعليم هي مظلة للعاملات في الصحة المدرسية وهن يعين رسالتهن الطبية والتربوية في آن واحد وقد تمرسن في هذا المجال واكتسبن ما يكفي من مهارات عالية تؤهلهن لتقديم المزيد من الخدمات المتقدمة والحديثة.

الحماية من العنف:


وبدورها قالت مديرة المدرسة المئة بالمدينة المنورة مريم محمد الجهني: لوحدات الصحة المدرسية دور مهم في حماية التلاميذ من الأمراض والمخاطر السلوكية والنفسية، ومن فوائد برامج الصحة المدرسية التغلب على المشاكل الصحية في المدارس لتحقيق جو إيجابي أفضل للتحصيل العلمي وحماية الطلبة من التمييز والعنف وسوء المعاملة ومن التكدس والازدحام وتجنيبهم السقوط في براثن التدخين والمخدرات وإرشادهم للغذاء السليم والتأكد من سلامة الأغذية في المقاصف وكذلك تعزيز جوانب الإرشاد والرعاية النفسية للطلاب والطالبات التي تظهر منهم بعض السلوكيات السيئة من خلال التعاون مع ذوي الشأن داخل المدرسة وخارجها.

رعاية خاصة:

من جانبها أوضحت مديرة اللجنة الوقائية للأسنان بصحة جدة الدكتورة ريم الهندي أنه إذا انضمت الوحدات لوزارة الصحة ونقل أطباء الوحدات المدرسية إلى الصحة فقدنا مفتاح التعاون بين الوزارتين أو الرابط بين وحدات الصحة المدرسية مع المدارس لأن طبيبات الوحدة الصحية هن حلقة الوصل بين الوحدات وبين المدارس وإذا انتهت توصيات اللجنة المشكلة حاليا إلى ضمها للصحة ذابت مثل هذه الوحدات في بحر الصحة التي لا تفرق بين المرضى وتعامل الجمهور، ولا تضع اهتماما خاصا لفئة عن أخرى في حين تولي الوحدات المدرسية حالياً اهتماما ورعاية خاصة للطلاب ومنسوبي المدارس من ناحية التوعية والإرشاد والعلاج للحالات العاجلة وتراعي برنامجهم الدراسي، وأعربت عن مخاوفها من أن تكون هناك صعوبة في التواصل مستقبلاً بين المدارس والأطباء في حالة انتقال الوحدات المدرسية إلى وزارة الصحة.

وعن مكامن الخلل في الوحدات المدرسية، قالت الهندي: لا أرى أن هناك خللا في الوحدات المدرسية وهي تعمل بجهد أكبر من إمكاناتها، ففي جدة مثلاً هناك طبيبتا أسنان في الوحدات المدرسية تعملان على مدارس جدة كلها، وأرى أنها تحتاج لدعم من الناحية المادية والبشرية.

نقص الكوادر:

وحذرت بدرية العراجة من منسوبات الوحدة الصحية للبنات بالزلفي من انتقال الوحدات الصحية لوزارة الصحة، مؤكدة أن ذلك سينجم عنه انهيار للبرامج الصحية الوقائية والجهود المبذولة من الوحدات الصحية التي جعلت المدارس بالمملكة تنافس المدارس الأخرى بدول العالم، فالوحدات الصحية تسير في خطى متقدمة تحت رعاية وتوجيه وتخطيط الإدارة العامة للصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم وهي على علم ودراية كاملة بمتطلبات الرعاية الصحية للطالبات بجميع المراحل.

وأوضحت أن انتقالها لوزارة الصحة سوف يتسبب في تشتيت المهام والخطط لما لوزارة الصحة من دور علاجي وليس دورها تربوياً، كما أن إسناد الدور الوقائي بالمدارس لمراكز وزارة الصحة فيه نوع من المخاطرة، ومثل هذا القرار يحتاج إلى رؤية واقعية ودراسة متأنية قبل اعتماده، لأن وزارة الصحة تعاني من نقص في الكوادر الطبية النسائية، فأكثر من نصف المراكز الصحية لا يوجد بها طبيبة. وتساءلت: من الذي يقوم بهذا الدور داخل مدارس البنات في الأحياء التابعة لهذه المراكز؟.. وهل ستقوم الطبيبة بدورها في الوحدة الصحية بالمدارس إلى جانب عملها بالمركز وخاصة أن عدد المراجعات
سيزداد في حالة نقل الوحدات لوزارة الصحة؟.

الوضع الوظيفي:


إلى ذلك يقول المتخصص في الإصحاح البيئي الدكتور صافي مجلد إن هناك خصوصية للعاملات في الوحدات الصحية للبنات خاصة أن معظمهن لهن أكثر من 20 سنة في عملهن، وقبلن بالعمل في الوحدات الصحية المدرسية لأنها توفر لهن جواً مناسباً يوافقهن كنساء كخصوصية وبدون اختلاط وإذا حدث وأجبرن على النقل لوزارة الصحة فستحدث مشكلات أسرية وسيضطر الكثير منهن لترك وظائفهن، بالإضافة إلى أن دور الوحدات المدرسية يتركز على العمل الوقائي والتوعوي والتثقيفي وهي لا تنفصل على التربية والتعليم أساساً، ولا يوجد حاجة حقيقية لنقل الوحدات المدرسية لوزارة الصحة ، وإذا كان الهدف هو توحيد التخصصات، فلماذا لا تسند وزارة التربية والتعليم مجال التربية البدنية إلى الأندية الرياضية وتشرف عليها رعاية الشباب وعلى هذا الأساس تسند بقية المواد لجهات أخرى؟

دراسة فنية:


ويرى مدير الصحة المدرسية بتعليم البنين بجدة الدكتور محمود السيد أن الصحة المدرسية تعطي خصوصية لمنسوبي التربية والتعليم في عدم الانتظار والمواعيد وفي نفس الوقت تقدم خدمات جيدة من الناحية الوقائية والعلاجية، ومن ناحية النجاح في التواصل مع المدارس والتوعية الصحية كان لها أثر كبير وفعال في المدارس، مبدياً عدم تفاؤله بمستقبل الوحدات المدرسية في حالة انتقالها للصحة حيث ستذوب مع قطاعات الصحة وسيتعرض منسوبو المدارس لنفس المشاكل التي يواجهها المواطن مع المراكز الصحية ومع المستشفيات وستتلاشى جهود الوحدات المدرسية والرعاية الخاصة للطلاب والطالبات، مشددا على أن للوحدات الصحية جهوداً كبيرة في المدارس كان لها أثر ملموس من ناحية البيئة المدرسية ونظافتها ومتابعة مياه الشرب والتأكد من صلاحيتها وسلامة الأغذية في المقصف المدرسي، وتمنى أن تكون هناك مراجعة لهذا الأمر وأن يستمر تقديم الخدمات للطلاب والطالبات في المدارس من الوحدات الصحية المدرسية لتأدية رسالتها التربوية الصحية، وألا تتخذ اللجنة المشكلة من 4 وزارات للنظر في هذا الموضوع أي توصيات أو قرارات إلا بعد أن تقوم بدراسة فنية عن السلبيات والإيجابيات لمثل هذا التوجه الذي سيؤثر بلا شك على مستقبل الصحة المدرسية.

المرجعية:


من جانبها تؤكد عضو مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة ومديرة الإعلام والعلاقات العامة بمستشفى الأمل الأخصائية النفسية سميرة الغامدي أهمية بقاء المرجعية الإدارية للوحدات المدرسية بوزارة التربية، وقالت إن وزارة التربية من أكبر القطاعات بالمملكة وتخدم شريحة كبيرة والعاملين والعاملات في الوحدات الصحية يبذلون أكبر جهد ويهتمون بالأيام العالمية وبالبرامج الوقائية ويعدون برامج توعية خاصة ويدركون جيدا آلية تحويل الطلبة للمستشفيات ولديهم المقدرة على التعامل مع الطلبة واحتياجاتهم، مضيفة أن المطلوب هو زيادة عدد الوحدات المدرسية على أن يكون الإشراف من الناحية الإدارية للتربية والتعليم ومن الناحية الطبية لوزارة الصحة، مشيرة إلى أن هناك نقصا شديدا في عدد الوحدات المدرسية حاليا أدى إلى كثافة المراجعين.

التقارير الوهمية:


من جانبها قالت مستشارة مدير عام التعليم بجدة الدكتورة اعتماد شعيب إن الوحدات الصحية منذ إنشائها وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتربية والعلاقة لا تقتصر على علاقة العمل ولكن علاقة تتصف بالحميمية وانعكس هذا على سلاسة العمل لإحساس العاملين فيها بأنهم قطاع واحد، وقالت: رأيي هذا مستند إلى تجربة ميدانية كمعلمة وكمديرة مدرسة ومشرفة إدارية في التعليم الحكومي والأهلي قبل أن أكون مستشارة لمدير التعليم، مضيفة بأن هناك في المدارس والوحدات الصحية هدفا واحدا للارتباط بمرجعية واحدة فمثلاً في التقارير الطبية لمنسوبي ومنسوبات المدارس لا تمنح الوحدات المدرسية التقارير الطبية بالإجازة المرضية إلا وفق ضوابط وضعتها وزارة التربية والتعليم للقضاء على ظاهرة الغياب المتفشية في المدارس مما يؤثر تأثيرا سلبيا على سير العملية التعليمية، فالوحدات الصحية تراعي هذه الضوابط وتلتزم بها بشكل صارم في حين أن هناك سهولة في الحصول على التقارير الطبية من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بالإضافة إلى أن اللقاءات التي تنظمها الوحدات المدرسية يغلب عليها الجانب التربوي لأن الميدان يساهم في تفعيلها فمثلاً في برنامج المدارس المعززة للصحة هناك تنسيق مباشر وقوي بين الوحدات والمدارس لذلك نجح البرنامج في الميدان وهذا التنسيق لا يمكن أن يتحقق بنفس الدرجة مع قطاعات أخرى خارج وزارة التربية والتعليم.

نقص الكوادر:


من جانبها أعربت مديرة الوحدة الصحية الثالثة بالرياض خيرية القحطاني عن دهشتها لفكرة دمج الوحدات في وزارة الصحة خاصة بعد أن تحسن أداء الوحدات الصحية المدرسية في المجالات التوعوية والعلاجية والرعاية النفسية للطالبات وظهر نشاط الوحدات بشكل قوي للمجتمع، وأضافت بأن هناك استجابة عاجلة لأي حالات في المدارس من الفريق النسائي المؤهل للتعامل مع مثل هذه الحالات خاصة في مدارس البنات لأنهم في قطاع واحد ومرجعيتهم واحدة وآلية تنظيم عملهم موحدة في حين سيتطلب الأمر إجراءات بيروقراطية بين الوزارتين في حالة نقل الوحدات لوزارة الصحة.


عيادة مدرسية:


ووافقتها الرأي الصيدلانية بالوحدة الصحية الثالثة بدرية الفلاج قائلة إن وزارة الصحة محملة بمهام أخرى لا تقل أهمية عن رعاية صحة الطلاب والطالبات التي تتصدى لها الصحة المدرسية حالياً، مشيرة إلى أن أهم السلبيات التي ستنتج في حالة انتهت اللجنة المشكلة إلى التوصية بنقلها لوزارة الصحة هو زيادة الضغط على مراكز الرعاية الصحية الأولية وسيكون هناك حاجة لوجود عيادة مصغرة في كل مدرسة تحتوي على الأقل ممرضة أو صيدلانية لتقديم الإسعافات الأولية والقيام بالدور التوعوي والإجراءات الوقائية في كل مدرسة، وهذا سيزيد الأعباء المالية والنفقات على صحة الطلاب والطالبات.

زيادة الأعباء:


من جانبه أوضح مدير مركز الرعاية الأولية التابع لوزارة الصحة بحي طويق بالرياض شجاع العتيبي أن للوحدات الصحية دورا كبيرا في الكشف الطبي على الطلبة وفي مجال التوعية وتتحمل أعباء كبيرة، وفي حالة نقل الوحدات للصحة سيكون هناك ضغط كبير مما سيزيد الطلب على خدمات المراكز الصحية التي تعاني أصلا من نقص في بعض الإمكانات كاللقاحات التي غالباً ما يكون المستهدفون بها الأطفال الصغار والطلاب والطالبات، وهي لا تتوفر بشكل كاف في مراكز الرعاية الأولية.

غاية المنى
2011-12-06, 09:36 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .