تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ¤ّ(البلاستيك) قصّة البدء..


مجموعة آل سهيل الدعوية
2011-11-20, 11:41 PM
(البلاستيك) قصّة البدء..





مُنذ آلاف السنين كانَ النّاس يبحثون فيما حولهم عن مواد تصلُح لصنع حوائجهم التي تقتضيها ضروريّات حياتهم, فلا يجدون سوى أشياء مثل الحجارة والأعشاب والعظام والعصا ونحو ذلك , ثمَّ تدريجيّا أصبحوا أكثر مهارةً في استخدام تلك المواد الطبيعيّة .




وبعد اكتشاف النّار ومعرفتهم لكيفيّة استخدامها تعلَّموا أكثر من ذي قبل كيف يصنعون مواد أُخرى أكثر تنوّعاً وأكثر نفعاً , وقد اكتشفوا أنَّ بعض أنواع الطفلة صارت صلبةً بعد تسخينها في النّار , وهداهم ذلك إلى التفكير في استخدام هذه الظاهرة في صُنع أواني لتعبئة الماء .





وخِلال مجرى التاريخ البشري لم يكفّ الإنسان عن السعي والتقصّي من أجل ما يصبو إليه من أسباب راحته وسعادته .





وخِلال القرون القليلة الماضية أتاح الله لنا بفضل نعمةِ العلم معرفةً أوسع بالمواد والخامات , وهيَّأ لنا بفضله نِطاقاً أكبر من المواد التي يُمكن استخدامها في بناء مساكننا وغيرها , وفي صُنع الآلات التي تقوم اليوم عنّا بكثيرٍ من أعباء العمل الشاق .




وقفة :
قد أصبح في مقدورنا أن نرسُم هدفاً لمتطلّباتنا ونطوّر تبعاً لرغباتنا , صُنع موادٍ خاصّة عديدة , ولعلّ مواد البلاستيك أو ( اللدائن ) في قمّة تلك المواد الخاصّة التي احتلّت في الأزمنة الأخيرة مركزاً مرموقاً وأصبحت تتبوّأ مكانة عالية في عالمنا الحاضر الذي يُمكِن أن نُطلق عليه بحقٍّ اسم " عصر البلاستيك " .





ولقد عرفت الحضارات القديمة أنماطاً من مواد لدنة شبيهة بالبلاستيك , فعرف المصريّون القدماء " شمع العسل " وبعض " الراتنجات الطبيعيّة" _ الراتنج التي تنتجها معظم النباتات هي السائل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84) اللزج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%B2%D8%AC)، تتكون أساسا من تربين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D9%86) سوائل متفجرة ثانية، مع مكونات أقل من المواد الصلبة الذائبة غير المتفجرة التي تجعل الراتنج سميكة ولزجة , ويُمكِن أنْ نُطلق عليها " الصمغ النباتي " _ وكانوا يستخدمونها في تحنيط الجُثث .




كما عرفت الحضارة الأشورية والبابليّة أنواعاً من القُطران كانوا يصهرونه ثمّ يتركونه لينساب فيُصبح لدناً يدهنون به المراكب الشراعيّة لسدِّ مسامها وحمايتها من التسوّس .




وكذلك عرفت الحضارة الهنديّة " الجمالكة " من إفراز بعض أنواع الحشرات , وكانوا يستخدمون محلولها في الكُحول كطلاء للأخشاب _ وهي ما زالت تُستخدَم في هذا الغرض _ ثمّ اسُتخدِمت بعد ذلك في صناعة شمع الأختام , ثم في صناعة اسطوانات الجراموفون.





وأوّل مادّة خام عُرفت في مجال صناعة البلاستيك الحديثة هي مادّة " نترات السيليوز " عام : 1862م , على يد : ألكسندر باركس , من برمنجهام, الذي اكتشف أنّه عند خلط هذه المادّة مع الكافور والكُحول تنتج مادة قرنية صلبة أطلق عليها اسم " الباركسين " .




وفي الوقت نفسه تقريباً عُرضت جائزة في الولايات المتّحدة لمن يُقدِّم بديلاً عن العاج الذي كان الطلب عليه متزايداً لصُنع كرات البلياردو , وقد حاول جون هيات الفوز بهذه الجائزة ,فصنع خليطاً من نترات السيليلوز مع الكافور , وكان خليطه مشابهاً إلى حد كبير لمادّة الباركسين وأطلق عليه اسم " سيليويد" .





علامة بارزة في تاريخ صناعة البلاستيك /
وضع هذه العلامة العالم الكيميائي " باكلاند " باختراعه مادّة البلاستيك من نوع " الفينول فورمالدهيد " وكان التفاعل بين مادّتي الفورمالدهيد والفينول قد اكتشفه "باير " في ألمانيا عام : 1872م , إلّا أنّ الدراسة الكاملة لخواص هذه المادّة الراتنجيّة وإمكانيّة الاستفادة منها لم تتم إلّا على يد " باكلاند " عام : 1907م , ومتابعة " جيمس سوينبرن " في انجلترا بعد ذلك بقليل , وقد تضمّن اختراع هذين العالميْن وصفاً لنوع من الراتنجات يُمكنِ تخليقه بتفاعل كيميائي بين الفينول والفورمالدهيد , ويُمكن استخدامه في صناعة مواد بلاستيكيّة عديدة يُطلق اليوم على مجموعتها باسم : " البلاستيك الفينولي " وتُعتبر تاريخيّا النواة الأولى لقسم من مواد البلاستيك الحديثة المعروفة باسم : " البلاستيك المُتجمّد بالحرارة " .





ومن الجدير بالذكر :
أنَّ فترة الحرب العالمية الثانية كانت نقطة تحوّل وانطلاق في هذه الصناعة نتيجة الأبحاث المُستفيضة التي قامت به الدُّول المعنيّة من أجل تطوير أو استحداث منتجات جديدة تتطلّبها ظروف الحرب , فقد كانت الحاجة ماسّة إلى مواد أُخرى بدلاً من المواد التقليدية التي صارت تهدّدها ظروف الحرب بالنقص أو النفاد .





أمّا اليوم :
فإن نظرةً عاجلة فيما حولنا تكفي لتشهد كيف أمست تلك المادّة في غاية الأهميّة في جوانب حياتنا , حيث الأدوات المنزليّة والمكتبيّة والصحيّة ولعب الأطفال والعبوّات والريّ والصرف والأسلاك ووسائل النقل وغيرها , أصبح فيها " البلاستيك " أحد أهم تراكيبها .





ختاماً :
كانت الحاجة عندهم أُمّ الاختراع , فمتى تُصبِحُ الحاجة عندنا أمّ الاختراع ؟





المراجع :
*(البلاستيك تاريخ مُشرق) للكيميائي / علي فايز .
* مراجع أُخرى لتعزيز البحث .



من بحث / سهيل بن عمر الشريف .

الطرف الاغر
2011-11-21, 12:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
معلومات في غاية الروعة.......... ماأعظمك ياالله ... سبحانك ...لا اله الا انت

( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )




فسبحان الله
و الحمد لله رب العالمين

بـريـق الأمـل
2011-11-21, 05:27 PM
شكرا لك ع المعلومات القيمة
بارك الله فيك ..
وجعل الله كل ما تقمونه في ميزان حسناتكم ..