المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيم وفضائل (ولا تحاسدوا )


الأستاذ أبو يوسف
2011-11-19, 10:42 PM
ولا تحاسدوا !!




جَلسَتْ فاطمَةُ كَئيبةً تشْعُرُ بالإحْبَاطِ واليَأسِ ..
لمحتها سلمى فاقتربت منها وسألتها :
ما بك يا عزيزتي ؟ هل حصل لكِ مكرُوه ؟
رفعتْ رأسَهَا وقالتْ :
ما يُغيظني هوَ تَصرّفُ معَلمتي هَناء .. !!
نظَرَتْ سلمى إليْها بتعجّبٍ ودَهْشَة ..
ومَا هُوَ التّصرّفُ الّذي لا يُعْجبكِ فيها ؟!
التفتت إليْهَا بعَصَبيّة ..
كأنّكِ لا تَعْرفين .. إنَّها كُلّ يَوْمٍ تمْدحُ زميلتَنا دُعاء, وتُثني عليْهَا, وكأنّهُ لا يُوجَد في الفَصْلِ غَيْرَها .. معَ أنَّها قَصيرَة, وسمْراء .. و..
قَاطَعَتْها سلمى وقالت :
مهْلاً يا فاطِمَة .. مهْلاً .. فهَذَا لا يَجُوز !!
احمرّت عينَا فاطِمَة وقالت :
- ماذا تقولين ؟ .. وتصرّفُ المعلّمة .. هلْ هذَا يجُوز ؟!
ربتتْ سلمى على كتِفِهَا وواصَلَت كلامَهَا ..
لا تَنْسَيْ أن دُعاء موهوبة ومتفوقة, وحصَلَتْ على المرْكزِ الأوَّل في مسَابَقَةِ الأعمَال الفَنيّة والابتِكَار .. كمَا أنَّها تحْفظُ منَ القُرآنِ أضْعَافَ ما تَحْفظين ..
جعَلَتْ فاطِمَةُ تَبْكي وتقول :
هَذَا مَا يُغيظُني .. ولكنّني أجْملُ منْها .. !!
ابتسَمَتْ سَلْمى وقالتْ :
ليْسَ الجَمالُ كلَّ شَيءٍ يا فَاطِمَة .. وموقفُك هَذَا يدلّ على الغِيرَة والحَسَد .. ولقَدْ فضَّلَ اللهُ كلَّ إنْسَانٍ على الآخَرينَ بأشْياء .. فيَجب أنْ نرْضَى ونحمدَ الله عزّ وجل .. حتّى لا نقَعَ في الحَسَد المَذْموم ..
قَالَ تَعَالى : {أمْ يحْسُدونَ النَّاسَ عَلى مَا آتتَاهُمُ اللهُ منْ فَضْلِه ... } (النساء : 54 )
وقالَ أيضاً : {ولا تَتَمَنّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْض للرّجَالِ نَصيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وللنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ واسألُوا اللهَ مِنْ فَضْلِه} (النساء : 32 ) .
صرخت فاطمة وقالت :
يكْفي يا سَلمى يكفي ..
ثم بكت واستغفرت الله على ما صدر منها. ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَحَاسَدُوا, ولاَ تبَاغَضُوا, ولاَ تَدابَرُوا, ولا تَقَاطَعُوا, وكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْواناً ن ولا يَحِلُّ لمُسْلمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاث" (متفق عليه).
بقلم / عبدالناصر محمد مغنم