نهولهـ
2011-10-16, 11:25 PM
المتن:
القاعدة الثانية:
أنّهم يقولون: ما دعوناهم وتوجّهنا إليهم إلا لطلب القُرْبة والشفاعة،
فدليل القُربة قوله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) [الزمر:3].
ودليل الشفاعة قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)[يونس:18]،
والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفيّة وشفاعة مثبَتة:
فالشفاعة المنفيّة ما كانت تٌطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلاّ الله، والدليل: قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254].
والشفاعة المثبَتة هي: التي تُطلب من الله، والشّافع مُكْرَمٌ بالشفاعة، والمشفوع له: من رضيَ اللهُ قوله وعمله بعد الإذن كما قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [البقرة:255].
الشرح:
القاعدة الثانية: أنهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة.
- هذه القاعدة الثانية فيها بيان ما يحتج به أهل الشرك على شركهم، وهذه الحجة متكررة وليست حجة جديدة، فكل من صرف شيئاً من العبادة، أو التعظيم، أو المحبة القلبية التي لا تجوز إلا لله احتجوا بقولهم: هؤلاء أولياء الله، هؤلاء نرجو أن يقربونا إليه، أو هؤلاء نرجو شفاعتهم يوم القيامة، فهذان البابان هما أعظم الأبواب التي ولج منها أهل الشرك إلى شركهم، طلب القربة ممن تصرف له العبادة من دون الله، والأمر الثاني الشفاعة. (1)
- وأنت لمّا تناقش الآن قبوريـًا من القبوريّين يقول هذه المقالة سواءً بسواء، يقول : أنا أدري أنّ هذا الوليّ أو هذا الرجل الصالح لا يضر ولا ينفع، ولكن هو رجلٌ صالح وأُريد منه الشفاعة لي عند الله . (2)
- "فهي" من القواعد التي يتميز بها المشرك من المؤمن: أن الكفار في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين قاتلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- واستحل دماءهم وأموالهم، أنهم حينما يعبدون الأصنام والأوثان والأحجار ما يعبدونها لأنها تنفع ولا تضر، ما يعتقدون أنها تنفع ولا تضر، بل يعتقدون أن الذي ينفع ويضر هو الله، لكن يقولون: يعني ما توجهنا إليهم ودعوناهم إلا لأجل القربة والشفاعة فقط، فالذين يعبدون اللات والعزى، والذين يعبدون الملائكة والصالحين ما يعتقدون أنهم ينفعون أو يضرون، بل يعتقدون أن الذي ينفع ويضر هو الله. (3)
- يقولون: هم أقرب منا إلى الله، ينقلون حوائجنا إلى الله، يشفعوننا إلى الله، وينقلون حوائجنا إلى الله، أو يعبدون أشجارا وأحجارا تسبِّح الله، وتعبد الله، فهي أقرب منا إلى الله. أما نحن علينا ذنوب، فنحن الآن ندعو الصالحين أو ندعو الملائكة أو ندعو الأنبياء أو ندعو الأشجار والأحجار؛ لأجل القربة والشفاعة فقط، لا لأنها تنفع وتضر، ولا لأن بيدها شيئا، بل الذي ينفع ويضر هو الله، والذي بيده الأمور هو الله. (3)
- يعني أن مشركي العرب لم يكونوا يطلبون من الآلهة استقلالا، وإنما كانوا يطلبون من الآلهة على وجه الوساطة، وهذه الوساطة من جهة القربة، ومن جهة الزلفى، والجهة الثانية جهة الشفاعة (4)
- "فهم" لم يشركوا في الربوبيّة وإنما أشركوا في الألوهية (2)
- قال تعالى ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾[نوح:23] فثبت في صحيح البخاري؛ من حديث عطاء عن ابن عباس أنَّه قال هذه أسماء رجال صالحين كانت في قوم نوح، ووقع الشرك بهؤلاء الرِّجال لأنهم صالحون، ... جعلوا ذلك سببا لكي يرفع أولئك الحوائج لهم إلى الله جل وعلا. (4)
-هذا القول هو الشرك بعينه، يعني ما يشترط في الشرك أن يعتقد الإنسان أن هذه الأشجار سوف تنفع أو تضر، لا، حتى ولو اعتقدت أنها ما تنفع أو تضر، دعاؤها من دون الله شرك. (3)
فدليل القربة قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ).
- يقول المؤلف رحمه الله تعالى: فدليل القربة قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ) أولياء يعبدونهم، ويتـقربون إليهم، يطلـبون منهم المدد والنصر، يخـافون هؤلاء كخوفهم من الله تعالى، قالـوا: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) يعني: لا نقوم بهذا الذي نقوم به من عباداتٍ إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى، وهم لا يسمونه شركاً، إنما من هذه العبادات و القربات التي يتوجهون بها إلى غير الله، ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ( زلفى: أي منزلة، وحظوة، ومكانة، فهم لا يفعلون ذلك إلا طلباً للحظوة، والمكانة عند الله، فجعلوا هؤلاء المخلوقين وسائط ووسائل يتقربون بهم إلى الله سبحانه وتعالى، فقال الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) من هذه الدعاوى الكاذبة( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) وهذا فيه النعي على هؤلاء، والإخبار بكذبهم في دعواهم، وأنهم إنما يعبدونهم لا لأجل طلب القربة من الله، لأن الذي يطلب القربة إلى الله لا يتقرب إليه بما يـبغضه، وبما يكرهه، بل بأشد ما يـبغض جل وعلا (وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ) قال جل وعلا: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) مع أن رحمته سبقت غضبه، لكن الذنب عظيم، والجرم خطير، ضاقت عنه رحمة الله جل وعلا، وهو الشرك الذي قال الله جل وعلا فيه: ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) هذا هو الباب الأول الذي يلج منه من يلج إلى الشرك. (1)
ودليل الشفاعة، قوله تعالى: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ).
- وأما الباب الثاني: فهو الشفاعة، ودليل الشفاعة قوله تعالى: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) أي: هؤلاء الذين يشفعون لنا عند الله، فيرفعون منازلنا وينقذوننا من النار، ويدخلوننا الجنة، وما إلى ذلك مما يأملونه من أوهامٍ وظنونٍ كاذبة، فإن الأمر بيد الله يفعل ما يشاء، حتى الشافع لا يشفع إلا بإذنه سبحانه وتعالى. (1)
والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية، وشفاعة مثبتة...
يتبع إن شاء الله...
(1)شرح القواعد الأربع للمصلح
(2)شرح القواعد الأربع للفوزان
(3)شرح القواعد الأربع للراجحي
(4)شرح القواعد الأربع لآل الشيخ
ما بين " ": من زياداتي
المتن: 4 قواعد ذهبية (http://www.al7iwar.com/vb/t10955.html)
الشرح:
الحنيفية ملة إبراهيم: شرح القواعد الأربع (1) (http://www.al7iwar.com/vb/t10974.html)
شبكة الشرك: شرح القواعد الأربع(2) (http://www.al7iwar.com/vb/t11169.html)
المشركون مقرون بتوحيد الربوبية!! :شرح القواعد الأربع (3) (http://www.al7iwar.com/vb/t11324.html)
القاعدة الثانية:
أنّهم يقولون: ما دعوناهم وتوجّهنا إليهم إلا لطلب القُرْبة والشفاعة،
فدليل القُربة قوله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) [الزمر:3].
ودليل الشفاعة قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)[يونس:18]،
والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفيّة وشفاعة مثبَتة:
فالشفاعة المنفيّة ما كانت تٌطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلاّ الله، والدليل: قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254].
والشفاعة المثبَتة هي: التي تُطلب من الله، والشّافع مُكْرَمٌ بالشفاعة، والمشفوع له: من رضيَ اللهُ قوله وعمله بعد الإذن كما قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [البقرة:255].
الشرح:
القاعدة الثانية: أنهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة.
- هذه القاعدة الثانية فيها بيان ما يحتج به أهل الشرك على شركهم، وهذه الحجة متكررة وليست حجة جديدة، فكل من صرف شيئاً من العبادة، أو التعظيم، أو المحبة القلبية التي لا تجوز إلا لله احتجوا بقولهم: هؤلاء أولياء الله، هؤلاء نرجو أن يقربونا إليه، أو هؤلاء نرجو شفاعتهم يوم القيامة، فهذان البابان هما أعظم الأبواب التي ولج منها أهل الشرك إلى شركهم، طلب القربة ممن تصرف له العبادة من دون الله، والأمر الثاني الشفاعة. (1)
- وأنت لمّا تناقش الآن قبوريـًا من القبوريّين يقول هذه المقالة سواءً بسواء، يقول : أنا أدري أنّ هذا الوليّ أو هذا الرجل الصالح لا يضر ولا ينفع، ولكن هو رجلٌ صالح وأُريد منه الشفاعة لي عند الله . (2)
- "فهي" من القواعد التي يتميز بها المشرك من المؤمن: أن الكفار في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين قاتلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- واستحل دماءهم وأموالهم، أنهم حينما يعبدون الأصنام والأوثان والأحجار ما يعبدونها لأنها تنفع ولا تضر، ما يعتقدون أنها تنفع ولا تضر، بل يعتقدون أن الذي ينفع ويضر هو الله، لكن يقولون: يعني ما توجهنا إليهم ودعوناهم إلا لأجل القربة والشفاعة فقط، فالذين يعبدون اللات والعزى، والذين يعبدون الملائكة والصالحين ما يعتقدون أنهم ينفعون أو يضرون، بل يعتقدون أن الذي ينفع ويضر هو الله. (3)
- يقولون: هم أقرب منا إلى الله، ينقلون حوائجنا إلى الله، يشفعوننا إلى الله، وينقلون حوائجنا إلى الله، أو يعبدون أشجارا وأحجارا تسبِّح الله، وتعبد الله، فهي أقرب منا إلى الله. أما نحن علينا ذنوب، فنحن الآن ندعو الصالحين أو ندعو الملائكة أو ندعو الأنبياء أو ندعو الأشجار والأحجار؛ لأجل القربة والشفاعة فقط، لا لأنها تنفع وتضر، ولا لأن بيدها شيئا، بل الذي ينفع ويضر هو الله، والذي بيده الأمور هو الله. (3)
- يعني أن مشركي العرب لم يكونوا يطلبون من الآلهة استقلالا، وإنما كانوا يطلبون من الآلهة على وجه الوساطة، وهذه الوساطة من جهة القربة، ومن جهة الزلفى، والجهة الثانية جهة الشفاعة (4)
- "فهم" لم يشركوا في الربوبيّة وإنما أشركوا في الألوهية (2)
- قال تعالى ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾[نوح:23] فثبت في صحيح البخاري؛ من حديث عطاء عن ابن عباس أنَّه قال هذه أسماء رجال صالحين كانت في قوم نوح، ووقع الشرك بهؤلاء الرِّجال لأنهم صالحون، ... جعلوا ذلك سببا لكي يرفع أولئك الحوائج لهم إلى الله جل وعلا. (4)
-هذا القول هو الشرك بعينه، يعني ما يشترط في الشرك أن يعتقد الإنسان أن هذه الأشجار سوف تنفع أو تضر، لا، حتى ولو اعتقدت أنها ما تنفع أو تضر، دعاؤها من دون الله شرك. (3)
فدليل القربة قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ).
- يقول المؤلف رحمه الله تعالى: فدليل القربة قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ) أولياء يعبدونهم، ويتـقربون إليهم، يطلـبون منهم المدد والنصر، يخـافون هؤلاء كخوفهم من الله تعالى، قالـوا: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) يعني: لا نقوم بهذا الذي نقوم به من عباداتٍ إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى، وهم لا يسمونه شركاً، إنما من هذه العبادات و القربات التي يتوجهون بها إلى غير الله، ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ( زلفى: أي منزلة، وحظوة، ومكانة، فهم لا يفعلون ذلك إلا طلباً للحظوة، والمكانة عند الله، فجعلوا هؤلاء المخلوقين وسائط ووسائل يتقربون بهم إلى الله سبحانه وتعالى، فقال الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) من هذه الدعاوى الكاذبة( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) وهذا فيه النعي على هؤلاء، والإخبار بكذبهم في دعواهم، وأنهم إنما يعبدونهم لا لأجل طلب القربة من الله، لأن الذي يطلب القربة إلى الله لا يتقرب إليه بما يـبغضه، وبما يكرهه، بل بأشد ما يـبغض جل وعلا (وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ) قال جل وعلا: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) مع أن رحمته سبقت غضبه، لكن الذنب عظيم، والجرم خطير، ضاقت عنه رحمة الله جل وعلا، وهو الشرك الذي قال الله جل وعلا فيه: ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) هذا هو الباب الأول الذي يلج منه من يلج إلى الشرك. (1)
ودليل الشفاعة، قوله تعالى: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ).
- وأما الباب الثاني: فهو الشفاعة، ودليل الشفاعة قوله تعالى: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) أي: هؤلاء الذين يشفعون لنا عند الله، فيرفعون منازلنا وينقذوننا من النار، ويدخلوننا الجنة، وما إلى ذلك مما يأملونه من أوهامٍ وظنونٍ كاذبة، فإن الأمر بيد الله يفعل ما يشاء، حتى الشافع لا يشفع إلا بإذنه سبحانه وتعالى. (1)
والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية، وشفاعة مثبتة...
يتبع إن شاء الله...
(1)شرح القواعد الأربع للمصلح
(2)شرح القواعد الأربع للفوزان
(3)شرح القواعد الأربع للراجحي
(4)شرح القواعد الأربع لآل الشيخ
ما بين " ": من زياداتي
المتن: 4 قواعد ذهبية (http://www.al7iwar.com/vb/t10955.html)
الشرح:
الحنيفية ملة إبراهيم: شرح القواعد الأربع (1) (http://www.al7iwar.com/vb/t10974.html)
شبكة الشرك: شرح القواعد الأربع(2) (http://www.al7iwar.com/vb/t11169.html)
المشركون مقرون بتوحيد الربوبية!! :شرح القواعد الأربع (3) (http://www.al7iwar.com/vb/t11324.html)