الاستاذه حسناء العوفي
2011-10-04, 10:12 PM
إن وقفة قصيرة مع النفس نتصور من خلالها دور المعلم فى المجتمع، تجعلنا ندرك ضخامة الدور الذى يقوم به المعلم، وعظم المسئولية التى تقع على عاتقه، فما هذه الأعداد الضخمة من أولادنا وفلذات أكبادنا إلا غراس تعهدها المعلم بماء علمه وفيض أدبه، فأينعت وأثمرت وفاضت علمًا وأدبًا ومعرفة وفضلاً.
ومما لاشك فيه أن أولى الناس بالتبجيل والاحترام هو المعلم، الذى اشتق اسمه من العلم وانتزع منه، فالمعلم يفيض ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة.
المعلم... ذلك العملاق الشامخ فى عالم العلم والمعرفة، ذلك النور الذى يضئ حياة الناس، هو عدو الجهل والقاضى عليه، هو الذى ينمى العقل ويهذب الأخلاق، لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله؛ لأنه يحمل أسمى رسالة، وهى رسالة العلم والتعليم، التى حملها الأنبياء والمرسلون، ويكفيه فخرًا وشرفًا قول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- : إنما بعثت معلمًا.
فما أجمل أن يشعر الإنسان بأنه متفرد ولا أحد يشبهه، وأن فكره وفلسفته فى هذه الحياة مختلفة، وأن لعمله قدسية خاصة يقف لها كل من يعرف ومن لا يعرف احترامًا وإجلالاً، وأن يشعر بأن ذهابه وإيابه له معنى كبير، وأن هناك أشخاصًا كثيرين يرون أبسط الأشياء التى يعملها ذات معنى كبير وذات أثر بالغ، هذا هو أنت... يا من حظيت بقدسية الرسالة...
عزيزى المعلم:
إذا أحبطت أنت فمن سيحمل أعباء الأمة؟ إذا يئست أنت فمن سيزرع ورود الأمل؟ إذا توقفت أنت فمن يشعل فتيل العلم؟ إذا ضاعت كلمات نجاحك فمن يرتب حروف الأجيال؟ إذا قلت عزيمتك فمن يشحذ همم الأشبال؟
لكل منا هموم فى مجال عمله لو استطردنا فيها لما وجدنا لها نهاية، ولكن عندما ندرك أن لكل منا مهمة كلفه الله بها كما كلف الأنبياء من قبلنا سوف يسهل علينا القيام بها؛ لأن الأنبياء ذاقوا كثيرًا من قبل، وتحملوا كثيرًا من الصعاب، وندرك أن كل ما نعانيه طوال سنوات عملنا إنما يدخر لنا.
طالما أن بمقدورك أن تتفنن فتفنن، وطالما أن بمقدورك الإبداع فأبدع، وطالما أنك تستطيع البذل والعطاء فابذل وأعطِ، وطالما أن بمقدورك أن تستخرج الدر والياقوت فاستخرجها، تفنن ولا ترض بالدون.
الشاعر العربى يقول :
ولم أر فى عيوب الناس عيبًا كنقص القادرين على التمام
نرى بعض المعلمين يأتى وكأنه مجبر على عمله، فربما بحث عن عمل ولم يجد فجاء لهذه المهنة بلا رغبة ولا دافع، وكأنه يحس بأنه راحل عنها لا محالة، ويشعر بأن وجوده مؤقت فلا داعٍ للتعب والإرهاق، فلا شرحَ وافٍ ولا ابتسامة مع طلابه ولا توددَ إليهم، حتى مصلحة طلابه لاتهمه .. ودرجاتهم لا تعنيه .. وأشد ما يقلقه حضور طابور .. أو تحضير درس ... أو إبداع فى شرح .. أو بذل المزيد من الجهد للشرح والتوضيح؛ لأنه يعتبر نفسه فى قطار سيصل بعد قليل، أو تحت ظل شجرة ستغرب عنها الشمس .. ولو فكر قليلاً وتذكر التعب والإعياء والإرهاق الذى يلحقه عقب كل درس وفى نهاية كل يوم يعتقد أنه خاسر فيما مضى فيما مضى من عمره.. قد ضاع تعبه سدى.. وذهب جهده هباءً..
فاستحضر النية، وتذكر أنك كما تدين تدان: فكما تبذل لأبناء غيرك فسيأتى من يبذل لأبنائك.. وكما تحمل همهم فسيأتى من يحمل هم أبنائك.. وكما مددت يدك البيضاء إليهم رحمة وشفقة وحنانًا وحرصًا وحبًّا وتضحيةً، فثق تمام الثقة أن أيادٍ بيضاء ستمتد وفاءً وشكرًا إلى أبنائك وليست يدًا واحدة.. وتذكر أن الله لا يضيع أجر المحسنين.. فكن منهم ولا تتأخر.. وتذكر لأجل من تعمل؟ ولرضا من تبذل؟
اعقد العزم واشحذ الهمة لتبلغ القمة، فليس من المنطق ولا العقل ولا الفطرة السليمة أن يمر بك عام بعد عام وأنت لا تتغير ولا تغير فى طلابك شيئًا.. نريد عملاً وجهدًا وتضحية.. نريد بذلاً وإخلاصًا وتزكية.. نريد رحمةً وشفقةً وصلة.. نريد نشاطًا وبرامج وأفكارًا وتكاتفًا وتعاونًا...
واعلم أن التعليم عملية حيوية متطورة غير ثابتة، تتطلب التجديد والتبديل والتطوير، لذا يجب على المعلمين جميعًا القراءة والاطلاع على ما يستجد فى تخصصاتهم من معلومات وما يحدث من تغيرات، والاطلاع أيضًا على ما يستجد فى ميدان التربية والتعليم من أمور، والاستفادة كذلك ممّا يوجه إليهم من نقد بناء, حتى يصلوا بأدائهم إلى الكمال المطلوب، وعليهم أن يدركوا جيدًا أن العلم وحده لا يكفى سلاحًا للمعلم، وأنه لابد أن يضاف إلى العلم فن التربية ليكون ذلك جسرًا من خلاله يصل المعلم إلى المعلومات ويوصلها إلى عقول طلابه.
لا تقل ليس بوسعى.. ولست مكلفًاً بكل هذا.. ولست مسئولا عنهم.. بل بوسعك هذا وأكثر.. فنحن قوم تعوَّدنا على الدعة والسكون، والراحة والخمول، والكسل والجمود، واتخذنا من قولهم: (سكِّن تسلم) منهجًا ًوشرعةً وسلوكًا.. فبئس الصنيع!!
تذكر أن التوفيق بيد الله، فما عليك إلا أن تبذل وتعمل وتسأل الله العون والبركة فى عملك وفى حياتك كلها.. وتذكر أيضًا أن راتبك رزق من الله أولاً ثم سببه هؤلاء الأبناء الذين هم أمانة فى رقبتك، وسوف يسألك الله عنهم، هل أديت حقهم أم قصرت؟ فخطط من الآن ورتب عملك ووقتك، وفكر جيدًا، واكتب ما يخطر ببالك، ودوّن ما يدور فى خلدك.. وتوكل على الله.. وأبشر بخير..
وضع نصب عينيك أن التدريس مهنةُ شرفٍ، ولكنها شاقةٌ جدًا، ويعرف ذلك من جربها، فلتحتسب هذا التعب عند الله.. ولتجدد النية.. ولتعقد العزم على (التفنن) والاقتراب من الكمال فى كل شئ.
هنيئًا لك بهذا الأجر.. هنيئًا لك بهذاالعمل المشرف، فما أجمل رؤية الفرحة على وجه طالب عندما يقرأ كلمة أو يقرأ عددًا، وقتها سوف تشعر بسعادة غامرة، وانتظر الأجر من الله نظير ما قدمت من جهد فى سبيل أداء رسالتك... ونسأل الله التوفيق والسداد..
ومما لاشك فيه أن أولى الناس بالتبجيل والاحترام هو المعلم، الذى اشتق اسمه من العلم وانتزع منه، فالمعلم يفيض ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة.
المعلم... ذلك العملاق الشامخ فى عالم العلم والمعرفة، ذلك النور الذى يضئ حياة الناس، هو عدو الجهل والقاضى عليه، هو الذى ينمى العقل ويهذب الأخلاق، لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله؛ لأنه يحمل أسمى رسالة، وهى رسالة العلم والتعليم، التى حملها الأنبياء والمرسلون، ويكفيه فخرًا وشرفًا قول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- : إنما بعثت معلمًا.
فما أجمل أن يشعر الإنسان بأنه متفرد ولا أحد يشبهه، وأن فكره وفلسفته فى هذه الحياة مختلفة، وأن لعمله قدسية خاصة يقف لها كل من يعرف ومن لا يعرف احترامًا وإجلالاً، وأن يشعر بأن ذهابه وإيابه له معنى كبير، وأن هناك أشخاصًا كثيرين يرون أبسط الأشياء التى يعملها ذات معنى كبير وذات أثر بالغ، هذا هو أنت... يا من حظيت بقدسية الرسالة...
عزيزى المعلم:
إذا أحبطت أنت فمن سيحمل أعباء الأمة؟ إذا يئست أنت فمن سيزرع ورود الأمل؟ إذا توقفت أنت فمن يشعل فتيل العلم؟ إذا ضاعت كلمات نجاحك فمن يرتب حروف الأجيال؟ إذا قلت عزيمتك فمن يشحذ همم الأشبال؟
لكل منا هموم فى مجال عمله لو استطردنا فيها لما وجدنا لها نهاية، ولكن عندما ندرك أن لكل منا مهمة كلفه الله بها كما كلف الأنبياء من قبلنا سوف يسهل علينا القيام بها؛ لأن الأنبياء ذاقوا كثيرًا من قبل، وتحملوا كثيرًا من الصعاب، وندرك أن كل ما نعانيه طوال سنوات عملنا إنما يدخر لنا.
طالما أن بمقدورك أن تتفنن فتفنن، وطالما أن بمقدورك الإبداع فأبدع، وطالما أنك تستطيع البذل والعطاء فابذل وأعطِ، وطالما أن بمقدورك أن تستخرج الدر والياقوت فاستخرجها، تفنن ولا ترض بالدون.
الشاعر العربى يقول :
ولم أر فى عيوب الناس عيبًا كنقص القادرين على التمام
نرى بعض المعلمين يأتى وكأنه مجبر على عمله، فربما بحث عن عمل ولم يجد فجاء لهذه المهنة بلا رغبة ولا دافع، وكأنه يحس بأنه راحل عنها لا محالة، ويشعر بأن وجوده مؤقت فلا داعٍ للتعب والإرهاق، فلا شرحَ وافٍ ولا ابتسامة مع طلابه ولا توددَ إليهم، حتى مصلحة طلابه لاتهمه .. ودرجاتهم لا تعنيه .. وأشد ما يقلقه حضور طابور .. أو تحضير درس ... أو إبداع فى شرح .. أو بذل المزيد من الجهد للشرح والتوضيح؛ لأنه يعتبر نفسه فى قطار سيصل بعد قليل، أو تحت ظل شجرة ستغرب عنها الشمس .. ولو فكر قليلاً وتذكر التعب والإعياء والإرهاق الذى يلحقه عقب كل درس وفى نهاية كل يوم يعتقد أنه خاسر فيما مضى فيما مضى من عمره.. قد ضاع تعبه سدى.. وذهب جهده هباءً..
فاستحضر النية، وتذكر أنك كما تدين تدان: فكما تبذل لأبناء غيرك فسيأتى من يبذل لأبنائك.. وكما تحمل همهم فسيأتى من يحمل هم أبنائك.. وكما مددت يدك البيضاء إليهم رحمة وشفقة وحنانًا وحرصًا وحبًّا وتضحيةً، فثق تمام الثقة أن أيادٍ بيضاء ستمتد وفاءً وشكرًا إلى أبنائك وليست يدًا واحدة.. وتذكر أن الله لا يضيع أجر المحسنين.. فكن منهم ولا تتأخر.. وتذكر لأجل من تعمل؟ ولرضا من تبذل؟
اعقد العزم واشحذ الهمة لتبلغ القمة، فليس من المنطق ولا العقل ولا الفطرة السليمة أن يمر بك عام بعد عام وأنت لا تتغير ولا تغير فى طلابك شيئًا.. نريد عملاً وجهدًا وتضحية.. نريد بذلاً وإخلاصًا وتزكية.. نريد رحمةً وشفقةً وصلة.. نريد نشاطًا وبرامج وأفكارًا وتكاتفًا وتعاونًا...
واعلم أن التعليم عملية حيوية متطورة غير ثابتة، تتطلب التجديد والتبديل والتطوير، لذا يجب على المعلمين جميعًا القراءة والاطلاع على ما يستجد فى تخصصاتهم من معلومات وما يحدث من تغيرات، والاطلاع أيضًا على ما يستجد فى ميدان التربية والتعليم من أمور، والاستفادة كذلك ممّا يوجه إليهم من نقد بناء, حتى يصلوا بأدائهم إلى الكمال المطلوب، وعليهم أن يدركوا جيدًا أن العلم وحده لا يكفى سلاحًا للمعلم، وأنه لابد أن يضاف إلى العلم فن التربية ليكون ذلك جسرًا من خلاله يصل المعلم إلى المعلومات ويوصلها إلى عقول طلابه.
لا تقل ليس بوسعى.. ولست مكلفًاً بكل هذا.. ولست مسئولا عنهم.. بل بوسعك هذا وأكثر.. فنحن قوم تعوَّدنا على الدعة والسكون، والراحة والخمول، والكسل والجمود، واتخذنا من قولهم: (سكِّن تسلم) منهجًا ًوشرعةً وسلوكًا.. فبئس الصنيع!!
تذكر أن التوفيق بيد الله، فما عليك إلا أن تبذل وتعمل وتسأل الله العون والبركة فى عملك وفى حياتك كلها.. وتذكر أيضًا أن راتبك رزق من الله أولاً ثم سببه هؤلاء الأبناء الذين هم أمانة فى رقبتك، وسوف يسألك الله عنهم، هل أديت حقهم أم قصرت؟ فخطط من الآن ورتب عملك ووقتك، وفكر جيدًا، واكتب ما يخطر ببالك، ودوّن ما يدور فى خلدك.. وتوكل على الله.. وأبشر بخير..
وضع نصب عينيك أن التدريس مهنةُ شرفٍ، ولكنها شاقةٌ جدًا، ويعرف ذلك من جربها، فلتحتسب هذا التعب عند الله.. ولتجدد النية.. ولتعقد العزم على (التفنن) والاقتراب من الكمال فى كل شئ.
هنيئًا لك بهذا الأجر.. هنيئًا لك بهذاالعمل المشرف، فما أجمل رؤية الفرحة على وجه طالب عندما يقرأ كلمة أو يقرأ عددًا، وقتها سوف تشعر بسعادة غامرة، وانتظر الأجر من الله نظير ما قدمت من جهد فى سبيل أداء رسالتك... ونسأل الله التوفيق والسداد..