المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللواء منصور التركي اغتال "مصدر مسؤول ".


ابومودة
2009-08-25, 07:07 AM
منصور التركي عميد المتحدثين الرسميين اغتال "مصدر مسؤول" فسرقه الإعلاميون من هيفاءhttp://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3252/0000per02.jpg

الصورة التقليدية للعلاقة بين الصحافة والعسكر هي مشهد جندي يلاحق بهراوته صحفياً يغطي حدثاً لا تحبه السلطة التقليدية؛ لاود بين الطرفين فالعسكر تكتمٌ وأسرار والإعلام انكشافٌ ونشر.
منصور التركي رسم الخط الصعب بين المتنافرَين التقليديين، وأصبح صاحب أشهر بدلة عسكرية يماحكها الإعلاميون بدل الخوف منها، ويلاحقونه بالأسئلة بعد أن كانت هذه مهمة أقرانه، تقلقه اتصالاتهم فجراً وهم الذين كانوا يخشون زوار هذا الوقت أكثر من خشيتهم عزرائيل!
في هذا الشهر أكمل التركي سنته الخامسة متحدثاً رسمياً التي دخلها عميداً فأضحى لواءً في منصبه وعميداً للمتحدثين الرسميين. انتقل من عباءة عسكرية صرفة وحذرة إلى حقل متفجر بالأسئلة؛ ينتشر فيه صيادو المعلومة والباحثون عن الخبر فإن وجد خضوعاً أو مسايرة من الداخل تفتحت عليه أبوابٌ من الخارج لا تعرف مداهنة أو حياءً في الإعلام.
في قضايا الإرهاب يختلف الإعلاميون مع اللواء في إيثاره بعضهم بمعلومات خاصة، أو منح محطة سبقاً خاصاً بينما المعلومات من حق الجميع، خصوصاً أنه لا يعقد مؤتمرات صحفية فيشترك فيها الجميع حسب حظوظ الوقت، إلا أن اللافت أن العسكري ذا الجذور الهندسية، والقارئ النهم في الدراسات الاجتماعية، بنى لذاته مخططاً دقيقاً يعطي لكل وسيلة جرعتها المحددة من المعلومات فيكون لها تفردها، ويسمح له، في الوقت ذاته، أن يتواجد في محطات إخبارية كثيرة في أوقات متتابعة، وهو ما خفف عنه تهم التحيز لوسيلة دون أخرى. رجل صبور وهادئ، واسع المعرفة، صادق الانفتاح، ويؤمن بأن المعلومة سلاحك الذي قد يقتلك إن لم تحسن استخدامه. يتسم بجرأة فريدة وذائقة إعلامية مميزة، وخطابه الشفاف لم يكن، أبداً، ضمن التقاليد العريقة للمؤسسة البيروقراطية. وهو من قاد الانقلاب على السلف المرحوم "مصدر مسؤول" الذي لا يعرف سوى النفي والإنكار وليس لديه من القول ما يفيد.
منصور التركي أكثر السعوديين استخداماً للجوال، وأكثرهم ثرثرة حين يتخاطفه الإعلاميون، ويتناوبون على استنطاقه. ولعله يشعر بشيء من الوحدة فهذه المهنة لا تطرد الأصدقاء فقط، بل تأخذه من الأسرة أيضاً، أما صداقة الإعلاميين فعمرها مرتبط بمدى المنفعة المعلوماتية لا أكثر.
لو سألنا ابنته هيفاء (13 سنة) عن تقييمها لتجربة أبيها لربما قالت بأسى: أبي يتكلم كثيراً مع كل الناس عدانا، ويلتقيهم جميعاً ولا نراه إلا قليلاً.
ثمن صعب يدفعه التركي إلا أنه أصبح نجماً في الإعلام، ومصدراً لا غنى عنه ولا بديل له في الأخبار، وإذا كانت الداخلية نجحت في كتم أنفاس الإرهاب فإنه أضاء هذا النجاح، وأضاف إليه بعداً انفتاحياً تتقاصر دونه مؤسسات أقل أهمية، وأدنى حضورا.