تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف دخل الإسلام إلى سمرقند


ماستر فقه
2011-06-27, 09:09 PM
كانت سمرقند مدينة مليئة بالذهب والفضة والحرير والخزف والثروات الطبيعية مدينة غنية وفي نفس الوقت كان لها جيش قوي شديد وكان أهل سمرقند وثنيين يعبدون الأصنام التي صنعوها من الأحجار المرصعة بالجواهر
ثم يسجدون لها وكانت هذه الإله في معبد وسط الجبال ويعتبر هذا المعبد لكبار الرهبان وكانت المعابد الصغيرة منتشرة وسط سمرقند
في ذلك العهد كان يحكم المسلمين عمر بن عبدالعزيز الخليفة العادل الذي يضرب فيه المثل بحكمه العادل الزاهد الراكع الساجد وفيه كثير من صفات جده الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أتى الجيش الإسلامي بقيادة قائد محنك خبير شديد على الكافرين رحيم على المسلمين هو قتيبه بن مسلم رحمه الله رحمه واسعة ووصلوا مشارف سمرقند أمر الجيش بأن يتجه للجبل خلف المدينة لكي لا يرى أهل سمرقند جيش المسلمين فتحصنوا واستتروا وهجم على المدينة بكتائب الجيش من خلف الجبال وكأنهم إعصار من شدتهم وسرعتهم وإذا بهم وسط سمرقند فاتحين لها ومهللين بذكر الله
لم يملك أهل المدينة إلى الاستسلام التام . هرب الرهبان إلى المعبد الكبير وسط الجبال واختبأ أهل سمرقند في بيوتهم لا يخرجون خوفاً من المسلمين
وستقر الوضع للمسلمين خرج بعض من السمرقنديين من منازلهم لجلب الماء والطعام وكانوا يرسلون أطفالهم الصغار للقيام بهذه المهم وكان المسلمين لا يتعرضون لهم بل كانوا يساعدونهم بنقل وكان الأطفال يدخلون على أهلهم بكل بشاشه وسعادة محملين بالطعام والماء فبدأ الاطمئنان والسكينة يدخل قلبهم وما هي إلى مده قصيرة ورجع الناس لمحلاتهم ومزارعهم وممتلكاتهم أصابهم الذهول فوجودها كما هي لم ينقص منها شيء وبدأت الحياة الطبيعية تسير بين المسلمين وأهل سمرقند بالتجارة وتجدد هذا الذهول مره أخرى حينما وجدوا المسلمين أمناء في تجارتهم لا يكذبون ولا يغشون ولا يظلمون وزاد هذا الإعجاب بأن تشاكل اثنان واحد من أهل سمرقند والأخر من المسلمين ذهبوا للقاضي فحكم القاضي لسمرقندي فوصل الخبر لرهبان الهاربين في المعبد الذي بالجبل فقالوا إذا كان هذا قضائهم عادل فلابد من وجود حاكم عادل فأمروا أحد رجالهم بأن يذهب لحاكم المسلمين ويخبره بما حدث فذهب هذا الشاب حتى وصل إلى بغداد فدب الرعب في قلبه مما رأى من علم وأدب ورحمه ومباني مزخرفه وتخطيط قال نحن نعبد أله من حجر لم تقدم لنا شيء وهؤلاء المسلمين يعبدون الله فيصِلون لما وصلوا له الآن حتى وصل إلى دمشق وكان ممتلئ بالخوف وصل إلى قصر كبير وقال هذا هو قصر أميرهم ولكن رأى الناس تدخل وتخرج بدون حاجب ولا رقيب تشجع ودخل وكان هذا هو المسجد الأموي المرصع بالأحجار الكريمة والزخارف الإسلامية والمآذن الشامخة والناس ركع سجود وأخذ يتأمل هذا المكان الرائع الذي أخذ بلب عقله حتى سمع صوت المآذن يصدع بالأذان ورأى المسلمين يصفون صفوف متساوية مرتبه وهو مندهش كيف هذه الإعداد تصطف بهذا السرعة والهدوء والسكينة بعد الصلاة وخروج المسلمين من المسجد توجه إلى أحد المسلمين وسأل عن قصر الخليفة
أين أميركم فقال له هو الذي صلى بنا أما رأيته قال لا قال له المسلم ألم تصلي معنا قال وما الصلاة قال المسلم هي طاعة وعبادة لله عز وجل وحده لا شريك له وترك الفحشاء والمنكر وطهارة قال له المسلم ألست بمسلم خاف الشاب من أن يقتله المسلمون قال لا فتبسم المسلم وقال له ما دينك قال على دين كهنة سمرقند قال وما دينهم قال يعبدون الأصنام قال له المسلم نحن مسلمون نعبد الله عز وجل ولا نشرك معه أحدا فوصف له منزل أمير المؤمنين ذهب الشاب على الوصف فوجد منزل من طين قديم ووجد رجل بجوار الجدار يصلح الجدار وثوبه مليء بالطين فرجع للمسلم بالمسجد وقال له أتهزئ بي أسألك عن أميركم ترسلني لشخص فقير يصلح الجدارفقام المسلم مع الشاب حتى وصل إلى بيت عمر بن عبدالعزيز أمير المؤمنين الذي يحكم من الصين إلى فرنسا وقال له هذا هو الأمير فقال الشاب يا رجل لا تهزئ بي ثانيه قال المسلم والله هذا هو فصعق الشاب مندهش وهو يتذكر كهنتهم المتكبرين على الناس وبينما هو مندهش يتأمل أتت امرأة مع ابنها وكانت تطلب من أمير المؤمنين أن يزيد عطائها من بين مال المسلمين لأن أبنائها كثر فجأة يقوم ابن المرأة وضرب أبن أمير المؤمنين
وكان الخصام على لعبه صغيره وشق رأسه وأخذ الدم ينزف هرعت زوجة عمر للولد حملته وصرخة على المرأة خافت هذا المرأة و ارتعبت بما فعل ولدها الصغير بابن أمير المؤمنين دخل عمر البيت والشاب ينظر ويقول سوف يقتلها هي وابنها ولف رأس أبنه وخرج للمرأة وهدأ من روعها وطمأنها وأخذ اللعبة من أبنه وأعطاها لولد المرأة وقال لها أذهبي للخازن وقولي له أن يرفع عطائك فقالت امرأة أمير المؤمنين يضرب أبنك
ثم ترفع لها المال وتهدي لأبنها اللعبة قال عمر لقد أرعبتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من روع مسلماً روعه الله يوم القيامة ......) ثم أكمل إصلاح الجدار تجرءا الشاب وقدم بخطى بطيئة إلى عمر بن عبدالعزيز وقل أنت أمير المسلمين قال نعم ألك حاجه أقضيها قال الشاب نعم
إن قائدكم قتيبة بن مسلم دخل سمرقند غدراً دون دعوة أحد إلى الإسلام و لا منابذة و لا إعلان أطرق الخليفة قليلاً ثم قال والله ما أمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى كما قلت ثم أمر بورقه وكتب عليها سطرين للقاضي في سمرقند وختمها وأعطاها لشاب أنطلق هذا الشاب من دمشق إلى سمرقند قاطع هذا المسافة في الصحاري والجبال وهو يقول ورقه ماذا ستفعل ورقه أمام سيوف قتيبه بن مسلم المقاتل الشرس حتى وصل إلى سمرقند و وأعطاها للكهنة فقالوا له أعطها للقاضي ليقضي ما في الورقة ذهب الشاب وأعطاها للقاضي فحدد لهم يوم غد في المسجد يجتمع الكهنة فعلاً اجتمع الكهنة إلى كبيرهم خاف أن تكون مؤامرة فجلس في معبده ثم أمر القاضي بجمع الناس و بحضور قتيبه بن مسلم قائد أقوى جيش يصول الأرض كان قتيبه بن مسلم قد أكمل المسير لصين في فتوحاته الإسلامية فأتاه أمر القاضي بالرجوع
حينما رجع بعد مسيرة يومين متواصلة قالوا وصل قتيبه خاف الكهنة من أسم قتيبه فقط وأخذوا يتصببون عرقاً دخل قتيبه المسجد وضع سيفه
وخلع نعله ثم أمتثل أمام القاضي قال له القاضي أجلس بجوار خصمك
هنا بدأت المحكمة سأل القاضي الكاهن بصوت هادئ ما قولك : فقال : إن القائد قتيبة بن مسلم دخل بلدنا غدراً من غير منابذة ولا دعوة إلى الإسلام ولا طلب جزية التفت القاضي لقتيبه مستفهماً : ما قولك يا قتيبة؟ فقال قتيبة : إن الحرب خدعة وهذا بلد عظيم أنعم الله به علينا ، وأنقذه بنا من الكفر وأورثه المسلمين قال القاضي: هل دعوتم أهله إلى الإسلام أو الجزية أو القتال؟
قال قتيبة : لا ولكننا دخلنها مباغتة!
قال القاضي : قد أقررتَ يا قتيبة
والله ما نصر الله هذه الأمة إلا بوفائها بما ائتمنت عليه من عهود الله (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)
يا قتيبة ( ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ) يا قتيبةَ جيش محمد جيش صدق و عهد و وفاء
ياقتيبه الله الله بسنة رسول الله
قال القاضي : الحكم حكمت بأن يخرج جميع المسلمين كافه من سمرقند خفافاً كما دخلوها ( أي بلا مكاسب تجاريه ) وتسلم المدينة لأهلها
ثم نطبق شرع الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
يعطى إنذارا لأهل المدينة لمدة شهر حتى يستعدوا بأن يسلموا أو يدفعوا الجزية أو القتال بدأ المسلمون يخرجون من المدينة حتى القاضي قام وخرج من أمام الكهنة لم يصدقوا الكهنة هذا وأخذ أهل سمرقند ينظرون للمسلمين حتى خرجوا وخلت المدينة من المسلمين ثم قال الشاب للكهنة والله أن دينهم لهو الحق أشهد أن لا إله إلى الله وأن محمد رسول الله ونطق الكهنة الشهادة ودخلوا الإسلام ونطقت سمرقند الشهادة وطلبوا من المسلمين الرجوع للمدينة وهم يقولون أنتم أخواننا وبهذا أسلمت المدينة كافه بسبب عدل الإسلام ومعاملة المسلمين.

الأمـــل الواعـــد
2011-06-28, 10:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/

قصة راااااااائعة بمعنى الكلمة


بورك فيك
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

طموحي سر نجاحي
2011-07-12, 03:33 AM
معلومات جدا رائعة فشكرا على مجهودك

الروائي الرحيلي
2011-07-13, 08:35 PM
شكراً لك ع الموضوع

ماستر فقه
2011-07-15, 08:50 AM
شكرا لمروركم